بقلم : محمد شكيب الفليلاح الأنجري
يتعلق الأمر ببناية ذات نمط معماري نيوعربي، تم بناؤها
في المحيط الحضري لساحة إسبانيا القديمة، تعد من الهياكل المعمارية الأولى بهذه
الأخيرة. يمكن حصر تاريخ إقامة صرحها المعماري بين سنتي 1914 – 1922، وبالنظر لهذه
الفترة التاريخية من المحتمل أن تكون من أعمال المهندسين والتقنيين المعماريين
الأوائل الذين اشتغلوا على مشروع التوسعة (Ensanche) عقب استيلاء القوات الإسبانية
على المدينة؛ من أمثال المهندس العسكري الكولونيل ميغيل غارسيا دي لا إران (M . Garcia de la Herran ) والمهندس كارلوس اوبيلو
كاستيلو (C. Ovilo Castelo).
تتألف البناية من مجموعة من تشكيلات الأقواس على شكل حذوة حصان مدببة، تحيل على
النمط المعماري الموحدي، كانت في الماضي تنتهي ببلاط أخضر اللون على لوحات
المفاتيح، لم يعد بارزا اليوم ضمن المنظر العام للبناية.
تنتظم أقواس النمط الموحدي في مجموعة من الصواعد
المعمارية وعلى طول الطابق الأرضي، تحيل على أسلوب بناء الأبراج بمدينة قرطبة
الأندلسية، تنتهي ببروزات معمارية ذات شكل نباتي. البناية تم المزج فيها بين
الأشكال الهندسية المعمارية العربية الأصل مع المكونات الإنشائية التي تطغى على العمارة
الأوربية، تظهر لنا في فتحات النوافذ المستطيلة الشكل التي نجد نظيرا لها في
بنايات المدينة العتيقة للعرائش. أيضا نسجل استخدام القرميد الأخضر في تزيين
الواجهة المطلة على ساحة التحرير وتشكيلة النوافذ الأوربية نقلا عن العمارة
المغربية الأندلسية. البناية المعروفة بعمارة السيرفانطس تتوفر على 04 مداخل
رئيسية، و04 وحدات سكنية كبرى تتفرع عنها مجموعة من الشقق العصرية. والواجهة
المطلة على الساحة كانت ذات طبيعة وظيفية خدماتية إذ ضمت فندق السيرفانطس. وهي
اليوم تعرف بمقهى الوجه الجميل. مع العلم أن الفندق لازال هناك وتحت نفس الاسم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق