الخميس، 30 أغسطس 2018

العرائش 1613

العرائش 1613


   محمد عزلي

هذا التصميم عبارة عن مقترح يخص التحصين الدفاعي لمدينة العرائش بعد ثلاث سنوات من الاحتلال الإسباني (1689/1610)، أنجزه خوان دي ميديسيس Juan de Medicis، وهو موثق بتاريخ 7 يوليوز 1613، شكله أقرب إلى قلعة خماسية بمعاقل كبيرة، الغرض منه تعديل التصميم السابق المنجز عام 1612 من قبل باوتيستا أنطونيلي، وذلك باختزال التفاصيل بشكل يجعل حماية المدينة بالمدفعية والسلاح الناري ناجعا بأصغر حامية عسكرية وأقل تكلفة ممكنة، يقول ماركو دي غوادالاخارا (1560/1631) بهذا الخصوص: "بعد تسليم العرائش، عمل ملك إسبانيا على تحصينها، ولهذا الغرض أرسل بعض البارعين في مجال التحصين وبالخصوص خوان دي ميديسيس من سانتياغو الذي استكشف الموقع جيدا، وأنجز تصميما جمع كل قوانين التحصين، لدرجة أنه لو اجتمعت كل قوى بلاد البربر ما استطاعت إخراج الإسبان منها".
لكن تصميم ميديسيس المقترح لم يعتمد في نهاية المطاف لتوسعة وتحصين دفاعات المدينة، وبهذا الخصوص يقول الباحث ذ. شكيب الأنجري: "الملاحظ أنه تم اقتراح تعزيز دفاعات نواة مدينة العرائش أو التحصينات الوطاسية باعتماد النمط المعماري العسكري للتحصين الذي شكل أساس التحصينات المتطورة خلال القرن 18م المعروفة بتحصين (vaubon)  هذا المقترح أهمل أهمية حصن الفتح أو سان أنطونيو كما تمت تسميته آنذاك باعتباره أداة دفاعية جد هامة جهة البحر الشيء الذي تداركه مقترح تصميم باوتيستا أنطونيلي الذي اعتمد على استغلال جيولوجية المكان لتكييف تحصينات المدينة معها مستغلا الصلابة والقوة التي توفرها الأساسات الطبيعية".

 حصن الفتح أو سان أنطونيو من خلال تصميم ميديسيس 1613

 نسخة من نفس التصميم تم تحميلها من موقع التاريخ البرتغالي المغربي على شبكة الإنترنت 

1- حصن القديسة مريم
2- مدينة العرائش
3- وهدة
4- معقل
5- يمثل الخط الأسود التحصينات التي اقترح أنطونيلي بناءها
6- باب
7- خندق من الطابية
8- مرفأ السفن
9- شاطئ رملي والباقي من الحجارة
10- دعائم
11- جرف من الحجارة والتراب
12- مصطبة مغطاة
13- خندق متصل بالجرف وفي وسطه معقل
14- مصطبة
15- جرف من الحجارة
16- حصن القديس أنطونيو
17- خندق أنجز لسد ممر
18- المحيط الاطلسي
19- شاطئ رملي
20- عين
21- مصب النهر
22- رأس أصيلا
توطين، ترقيم، وترجمة التعاريف الأصلية للتصميم كما أوردها د. ادريس شهبون في كتابه العرائش في تاريخ المغرب قبل عهد الحماية : جوانب من الحياة السياسية والاقتصادية والعمرانية، ص 265.


مصادر

* د. ادريس شهبون، العرائش في تاريخ المغرب قبل عهد الحماية : جوانب من الحياة السياسية والاقتصادية والعمرانية، ص 264-265
    * Bueno Soto, Francisco Javier. (2010) Larache y La Mamora : dos fortificaciones españolas en tiempos de Felipe III. Aldaba, 34, 51-96. P(64-67)

الأحد، 19 أغسطس 2018

العرائش سنة 1614


العرائش سنة 1614


    محمد عزلي


هذا التصميم لمدينة العرائش سنة 1614 خطه العالم والمؤرخ الإسباني الشهير برناردو دي ألديريتي Bernardo De Alderete خلال رحلته إلى إفريقيا حيث نزل المدينة وهي حديثة العهد بالاحتلال الإسباني (1610/1689). ولد بيرناردو بمدينة مالقة الإسبانية (1641/1565) وهو عالم في اللغة وباحث في الآثار ومؤرخ، كان على دراية جيدة باللغات الكلدانية، العربية، العبرية، اليونانية، اللاتينية، الفرنسية، والإيطالية. قام بتطبيق معرفته العلمية على أبحاث أثرية وأخرى لغوية خلدت اسمه في سماء العلم والتاريخ، كان أشهرها البحث المرجعي عن أصل ونشأة اللغة القشتالية[1].
معطيات التصميم لا تختلف عن تصاميم ما قبل الاحتلال، وهذه قراءة موجزة في مفاتيحها :
1. لغة التصميم إسبانية وهو أمر طيبعي بما أنها لغة الاحتلال، كما أنها اللغة الأم لواضع التصميم.
2. الوثيقة تحمل شعارا للمدينة بالتاج الإسباني خال تماما من أي تمثيل للصليب.
3. تفصيل التنوع الذي يميز طبيعة المجال الجغرافي للمدينة وهي كالتالي: البحر المحيط، وادي لوكوس ومصبه A، بحيرة صغيرة H، بحيرة كبيرة L، ثم مجموعة من التلال Y، والمرتفعات الجبلية G، يكسوها غطاء غابوي وسط فضاء سهلي فسيح.
4. التحصينات العسكرية: B - حصن مصب النهر (الفتح)، C - حصن جديد (النصر)، D - حصن الجنويين، تعلوها أعلام ترمز لهوية المحتل الإسباني الصليبي. الحصون الثلاث حسب التصميم تحمي قصبة العرائش التي تتوسطهم إضافة إلى التجمعات السكنية الخارجية، ويظهر في أركانها -أي الأبراج-  دخان يرمز للمدفعية والسلاح الناري مما يجعل أمر اختراق المدينة "نظريا" أمرا مستحيلا حيث أن زوايا ومدى المدفعية يغطي 360° من محيط المدينة، لكن على الميدان الأمر مختلف كليا، فتحصين المدينة في هذا التاريخ لا يعدو كونه مجرد مشاريع هندسية على الورق. "ولما عين على العرائش، الحاكم بيدرو رودريغيز دي سانتيستيبان Pedro Rodriguez de Santisteban في يوم 3 نوفمبر 1614، كان من بين المشاكل التي واجهته، قضية تحصين المدينة وإنجاز ما كان مجرد مشاريع هندسية. وأول ما دشن به أعماله هو تعزيز الخندق الرابط بين حصن القديسة مريم وحصن القديس انطونيو. كما أعيد بناء السور في هذه المنطقة المشرفة على البادية ووسع ونظف الخندق الذي أمامه. وبجوار حصن القديس أنطونيو، شيد معقل عند مدخل المرسى أطلق عليه اسم سنتياغو Reducto de Santiago ثم شرع في إصلاح وتدعيم السور ما بين حصن القديسة مريم والنهر بالقرب من المرسى. وقد تم إنجاز كل هذه الأعمال في شهر يوليوز 1616"[2].
5. تنقسم المناطق السكنية حسب التصميم إلى شطرين، الأول في المدينة حيث توجد القصبة والربض، أما الثاني فيتفرق على امتداد الضفة اليسرى لوادي لوكوس، ويصور التصميم هذه المنازل بأسطح محدبة تسقف عادة إما بالقرميد أو الأعراش النباتية التي من خلالها على ما يبدو أخذت المدينة اسمها الحالي "العرائش" لكن في مرحلة زمنية سبقت تاريخ هذا التصميم.
6. الإشارة إلى مصدر المياه العذبة في الموقع E وهو ما يعرف لدى سكان العرائش باسم (عين شقة) الموجود أسفل "الشرفة الأطلسية"، ومن الواضح أن المنبع المائي اكتسى طابع الأهمية لدرجة أن برناردو ألديريتي وضعه بشكل بارز في هذا التصميم، رغم أن المدينة تربو على فرشاة مائية كبيرة تسمح بحفر الآبار في كل مكان.
7. موقع ليكسوس F على هضبة تشمس حاضر بشكل ملفت للانتباه، حيث يصوره المصمم كإنشاء عمراني قديم لكن هيأته كاملة أو على الأقل واضحة المعالم.
8. النشاط الزراعي والصناعي بسافلة لوكوس، وخاصة الضفة اليسرى للوادي كما هو واضح في الموقع K، حيث توجد منازل لها بساتين مسيجة بجوار أماكن صنع الفخار والآجور[3].
9. رغم انتقال المدنية في العصر الوسيط من الضفة اليمنى لمصب وادي لوكوس حيث موقع ليكسوس إلى ضفته اليسرى حيث تتواجد مدينة العرائش ظلت (الملاحات أو الممالح أو الملالح كما ينطقها أبناء المدينة) محافظة على تواجدها الحيوي وموقعها بجانب الوادي كما يوضحه التصميم في الموقع N [4].
10. السفن البحرية الإسبانية "الأرمادا" على الساحل، تتشكل من قطع متوسطة (مناورة) وأخرى كبيرة (مدمرة ومتحملة) ذات وظيفة عسكرية، وإن كانت تستخدم أيضا للأغراض التجارية وهي: الكارافيلا اللاتينية ذات الأشرعة المثلثة Caravela Latina، والغليون الشهيرة التي خاضت أعتى الحروب البحرية العالمية، وقد تطورت هذه المراكب بحلول القرن السابع عشر الميلادي تقريبًا، حيث أصبحت المدافع ثقيلة جدًا مما استدعى تحيين تصاميم السفن وتقنيات بناءها لتساير المتطلبات الحديثة، خاصة تحمل الأوزان الإضافية، والحديث هنا تحديدا عن المقاتلة المتخصصة كابيتال[5]. أما مرسى العرائش فهو موطن عند الموقع M.

[1] Aurora Miró Domínguez, Aldrete Bernardo de (1560-1641), Biblioteca Virtual de la Filología Española, consulté le 19/08/2018.

[2][3] د.إدريس شهبون، العرائش في تاريخ المغرب قبل عهد الحماية: جوانب من الحياة السياسية والاقتصادية والعمرانية، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة تاريخ المغرب 2014. ص: 264-265-266.
[4] محمد عزلي، العرائش تستعيد ملالحها، مدونة أرشيف العرائش الإلكترونية.
 [5] The History of a ship from her cradle to her grave, with a short account of a smodern steamship & torpedoes. 1882. London G. Routledge & son. https://books.google.co.ma. Consulté le 19/08/2018.

مصادر ومراجع
* Gonzalez Porto-Bompiani, Diccionario Bompiani de autores.
* د.إدريس شهبون، العرائش في تاريخ المغرب قبل عهد الحماية: جوانب من الحياة السياسية والاقتصادية والعمرانية، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة تاريخ المغرب 2014.

غلاف كتاب أصل و نشأة اللغة القشتالية لبرناردو ألديريتي

الأربعاء، 15 أغسطس 2018

حرب تطوان وقصف العرائش 1860


حرب تطوان وقصف العرائش 1860

حرب تطوان كما صورها الرسام الكاتالاني ماريانو فورتوني (1834/1874)
MARIANO FORTUNY - La Batalla de Tetuán (Museo Nacional de Arte de Cataluña, 1862-64. Óleo sobre lienzo, 300 x 972 cm
   
محمد عزلي

شكلت فترة حكم السلطان عبد الرحمان بن هشام (1822/1859) منعطفا خطيرا في تاريخ المغرب المعاصر، ففيها فقد المغرب أسطوله البحري رغم النصر المبين للمغاربة على النمساويين بمرسى العرائش عام 1829، ثم وقعت معركة إيسلي لنصرة الأمير عبد القادر و أمة المسلمين في الجزائر (14 غشت 1844) التي أفشت ضعف القوة العسكرية للمخزن المغربي، وضربت على إثرها موانئ (تطوان / طنجة / أصيلة) من طرف البحرية الفرنسية، مما نتج عنه فقدان المغرب لهيبته العسكرية وأراضي واسعة من صحرائه الشرقية، كما تجرأت الجارة إسبانيا المتأهبة على الدوام للانقضاض على الثغور المغربية فاحتلت الجزر الجعفرية سنة 1848، وعند وفاة المولى عبد الرحمان (28 غشت 1859) أعلنت إسبانيا الحرب على المغرب في (24 أكتوبر 1859) في اعتداء سافر وغاشم على الأراضي المغربية فيما يعرف بحرب تطوان.

حرب تطوان

Joan Prim i Prats خوان بريم اي براتس (1814/1870) قائد عسكري وسياسي ليبرالي إسباني شارك في حرب إفريقيا أو حرب تطوان (04/02/1860)
Painted by Francesc Sans i Cabot - Formerly at the Museu Militar de Montjuïc Barcelona, now closed). On 2016 at the "Palacio Capitanía General Barcelona"

يقول أحمد بن خالد الناصري (1835/1897) في الجزء التاسع من كتابه (الاستقصا في أخبار المغرب الأقصى): "ووقعة تطوان هذه هي التي أزالت حجاب الهيبة عن بلاد المغرب واستطال النصارى بها وانكسر المسلمون انكسارا لم يعهد لهم مثله وكثرت الحمايات ونشأ عن ذلك ضرر كبير".
بدأت خيوط المآمرة صيف 1859 عندما أقام الإسبان مترسا[1] جديدا خارج أسوار مدينة سبتة، وهو الأمر الذي استفز قبائل الأنجرة المجاهدة التي شنت عليهم غارة جعلت الجنرال ليوبولدو أودونيل Leopoldo O’Donnell (1809/1867) رئيس المجلس الحربي للمملكة الإسبانية يطالب المغرب بتسليم أعيان القبيلة، وهو أمر غير مقبول لدى السلطان المغربي الذي أوكل للقبيلة في وقت سابق أمر حراسة الحدود مع سبتة وأمرهم بالاستبسال في سبيل ذلك، ففي رسالة من المولى عبد الرحمن بن هشام إلى والي طنجة بتاريخ أكتوبر1844 حول قدوم وفد من قبيلة أنجرة إلى فاس وتقديمه مطالب إلى السلطان تتعلق بالحدود مع سبتة نقرأ ما يلي: "وأن محلا يقال له الجويمع أرفع وأطل على سبتة، فاذنهم في جعل عستهم فيه أو في غيره مما يكون أكثر احتراسا وأبصر جانبا، وذكروا أن العدو لم يكفه ما جعل من العلامات على الحدود، وأنه أراد إحداث بناء، فإياك أن يحدثوا زيادة على العلامة التي أذنا فيها … فإن هذه القبيلة اللنجرية لا نعلم في مغربنا قبيلة أُشربوا بغض النصارى وباعوا أنفسهم من الله في الجهاد تماثلهم"[2]. ومن ثمة وجد الجنرال الإسباني لنفسه سببا مباشرا لقصف المراسي وإنزال 50.000 جندي للتدخل عسكريا في الأراضي المغربية،  خاصة بعد وفاة سلطان البلاد، ضاربا عرض الحائط كل المساعي الرامية إلى الحل السلمي عن طريق التفاوض أو التسوية الودية حتى مع وساطة بريطانيا واقتراحات السلطان الجديد سيدي محمد بن عبد الرحمان (1810/1873) الذي بدأ بعرض تعويضات مادية، ووصل إلى حد إمكانية إعادة تسطير الحدود مع مدينة سبتة.
بدأت المعارك في حرب غير متكافئة دامت زهاء سنة كاملة بين جيش إسباني كبير ومسلح بأحدث أدوات التدمير البرية والبحرية، مستعد بكل الوسائل اللوجيستيكية، المادية، المعنوية، والخططية، وبين قوات مغربية قليلة العدد والعدة والاستعداد بقيادة مولاي العباس صنو سلطان البلاد، تشكلت من 5600 مقاتل نظامي إضافة إلى كتيبة مولاي احمد بن عبد الرحمان، آزرهم المجاهدون المتطوعون من القبائل المحلية وعلى رأسهم (الأنجرة، ودراس، بني حزمر، بني يدر..)، نتج عنها احتلال مدينة تطوان التي عاشت الهلع والفوضى إثر انسحاب جيش الخليفة في الخامس من فبراير 1860، ثم الاستسلام والمهانة في اليوم الموالي بعد دخول الجيش الإسباني الذي عاث في المدينة فسادا، كما نتج عن المعارك أيضا خراب كبير في الثغور الساحلية من جراء قصف المراسي، خاصة أصيلة والعرائش التي تكبدت أعنف الغارات وأكثرها ضررا[3].


القصف البحري لمدينة العرائش 1860

Album artístico y pintoresco de la guerra de Àfrica. Bombardeo de Larache. El dia 25 de  Litografía Labielle (impressor).  Manero, Salvador (editor). febrero de 1860. estampa .  Museu Marítim de Barcelona. (obra visual) .8648

في يوم 25 فبراير 1860 وفي سياق الضغط العسكري الرهيب الذي مارسته إسبانيا في حربها ضد المغرب (1859/1860) كان العدوان على مدينة العرائش التي كانت في الأمس القريب تحت السيطرة الفعلية للمملكة الإسبانية قبل أن يحررها المولى إسماعيل، العرائش التي عرفت على أنها مرسى فاس (العاصمة)، ثغر الجهاد الذي تعودت البحرية المغربية الرسو فيه، فكان الهجوم بحريا من خلال الأسطول العسكري الذي تشكل من 12 قطعة قامت بقصف مدفعي عنيف للمدينة وبطارياتها، حيث ألقت "حسب بعض المؤرخين الإسبان، 291 قنبلة و1185 رصاصة، وحسب البعض الآخر، أكثر من 2000 قديفة"[4].
ويوضح التصميم الذي أعده فارس مشاة البحرية الإسبانية ريكاردو بانيثو Ricardo Panizo مورفولوجية ساحل العرائش، وأرقاما عن عمق مياه البحر والحاجز الرملي وقناة العبور بالمجرى الأسفل لنهر لوكوس والمرسى، وتحصينات المدينة التي خطت بشكل تقريبي غير مطابق للواقع، مهملا التدقيق في النسيج العمراني للمدينة ومرافقها الأساسية باستثناء الإشارة إلى موقع المسجدين (الأعظم / الأنوار)، كما يحدد التصميم بدقة أسماء ومواقع السفن الإسبانية التي قصفت العرائش، ثم مواقع البطاريات الدفاعية وعدد مدافعها وهي كالآتي:
1-   بطارية سيدي علال العسري (12 مدفع).
2-    بطارية سيدي بوقنادل (15 مدفع).
3-   بطارية الدرع "دار الغرباوي" (4 مدفع).
4-   بطارية طوبانا (5 مدفع).
5-   بطارية الحصن (4 مدفع).

تصميم الغارة البحرية على مدينة العرائش [5]

أسفرت الغارة البحرية في نهاية المطاف عن أضرار وخسائر جسيمة، وهي حسب المصادر الإسبانية كالتالي: "سقوط شرفات حصن البحر، تدمير بطاريات النقطة الأمامية للمدينة، تحطم المباني الهشة في قسم كبير منها، إلحاق أضرار بالبنايات الأكثر أهمية، تحطم الباب الرئيسي لحصن البحر، تدمير صومعة المسجد الأعظم، إحداث خسائر فادحة في المنازل، إلحاق أضرار جسيمة بمبنى القنصلية الإسبانية الشيء الذي تطلب مبالغ مالية هامة"[6]
وفي وصف الدمار الذي لحق مدينة العرائش يقول ليون غودار Leon Godard (1825/1863): "للمدينة تحصينات في حالة يرثى لها، لاسيما في الجهة التي شيدها مولاي ناصر ... في نهاية القرن 15. أما الحصن المبني في ناحية البر ... فلازال جيدا. وبها سوق محاط بأروقة ذات أعمدة حجرية. ويقدر عدد سكانها بحوالي 3500 نسمة، ويسود بها بعض النشاط التجاري، لكن الترسانات مهجورة، وما تبقى من الأسطول المغربي يتآكل في النهر"[7]. أما إيلي بريمودي Elie de la Primaudaie الذي عاصر الحدث أيضا فيقول: "تضفي عليها من جهة البحر، التحصينات والقصبة ... والصوامع الموريسكية مظهرا هائلا، لكن الوهم سرعان ما يتبدد حيث لا ترى أمامك سوى ركاما ضخما من الخرائب. وليس للمدينة المبنية بشكل غير منتظم، منزل واحد سليم، وتعطي الفوضى المنتشرة في الأزقة فكرة عن لامبالاة السكان ... المدفعية في حالة رديئة، لدرجة أن العرائش لا يمكنها أن تصمد أمام هجوم القوات الأوربية، وهذا ما حدث خلال القصف الذي تعرضت له في سنة 1860 من قبل الأسطول الإسباني الذي تسبب في أضرار جسيمة"[8].
من الواضح حسب الشهادتين السابقتين أن مدينة العرائش تضررت كثيرا، وأن الخراب دام طويلا بسبب عدم قدرة المخزن والساكنة معا على الإصلاح والترميم وإعادة تأهيل المدينة، وذلك راجع على الأرجح للنتائج الكارثية التي خلفتها حرب تطوان.

نتائج الحرب

وقعت اتفاقية وقف إطلاق النار بين المغرب وإسبانيا في 25/03/1860، ثم معاهدة الصلح في 26/04/1860، ليجد المغرب نفسه مضطرا للسماح بتوسعة حدود سبتة المحتلة على حساب الأراضي المغربية، والسماح للسفن الإسبانية بالصيد في مياه سيدي إيفني، والاستفادة من نفس الامتيازات التي منحت لبريطانيا عام 1856، ثم دفع غرامة مالية قدرها 100 مليون بسيطة فرضت على المخزن إحداث جبايات جديدة، واقتراض 10 ملايين بسيطة من بريطانيا، وبقي المحتلون في تطوان إلى غاية أكتوبر 1861 تاريخ الجلاء، بعد أن ثبتت موظفين حكوميين إسبان بأهم الموانئ المغربية لاستخلاص نسب من العائدات الجمركية، ليصل إجمالي الغرامة في نهاية المطاف إلى 119 مليون بسيطة تم أداؤها بالعملة المعدنية من قطع الذهب والفضة، الشيء الذي أسقط الاقتصاد المغربي في غيبوبة لم يستفق منها إلا بالإصلاحات المؤسساتية للسلطان الحركي المولى الحسن الأول.

[1] المترس أو المتراس هو سور دفاعي قد يقام لسد ممر معين أو حول منطقة كالمعسكر أو المدينة.
[2] محمد داود، تاريخ تطوان،المجلد التاسع، منشورات الخزانة الداودية، الطبعة الأولى 1998، ص 123.

[3] Pedro Antonio de Alarcón, Diario de un testigo de la Guerra de África, Ed7, Tomo1 1917, XIII Relámpagos de nuevas hostilidades.-Asesinatos.-Llegada de los tercios vascongados.-Bombardeo de Larache y Arzilla.

[4] د. ادريس شهبون، العرائش في تاريخ المغرب قبل عهد الحماية: جوانب من الحياة السياسية والاقتصادية والعمرانية، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة تاريخ المغرب 2014، ص 313
[5] Ricardo Panizo, Plano del bombardeo de larache por la escuadra española el 28 de febrero 1860, 1 mapa A la part inferior dreta en segell imprés : « Timbre 30 rs. Arrba. Madrid ». Datat al s. XIX, RM.83916, Institut Cartogràfic i Geologic de Catalunya, Mapes d’Africa (s.XVI-XX), http://cartotecadigital.icgc.cat

[6][7][8] د. ادريس شهبون، العرائش في تاريخ المغرب قبل عهد الحماية: جوانب من الحياة السياسية والاقتصادية والعمرانية، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة تاريخ المغرب 2014، ص 313-314.


مصادر ومراجع

· محمد داود، مختصر تاريخ تطوان، مطبعة المهدية، ط.2 1955.
· د. ادريس شهبون، العرائش في تاريخ المغرب قبل عهد الحماية: جوانب من الحياة السياسية والاقتصادية والعمرانية، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة تاريخ المغرب 2014.
· أولاد عبد الغني عبد الواحد، حرب تطوان.. ليتها لم تقع، مقال نشر بموقع هيسبريس 24 في 12/01/2017.
·       L’histoire du Maroc, Les Chérifs hasani, Cosmovision, consulté Le 14/08/2018.
·       Pedro Antonio de Alarcón, Diario de un testigo de la Guerra de África, Ed 7, Tomo 1 Madrid 1917. http://www.cervantesvirtual.com