السبت، 2 ديسمبر 2023

محمد بن عبد القادر ابن موسى أديب الوزراء.. ووزير الأدباء (سيرته وآثاره)


صدر للباحث المغربي الدكتور يونس السباح عن دار النشر سليكي أخوين بطنجة كتابه الثاني ضمن موسوعة محمد ابن موسى الأدبية التي استهلها قبل أسابيع بديوانه الشّعري، وسيتلوهما إصدار ثالث عن أعماله الأدبية النثرية المتنوّعة، بالإضافة إلى تقريره عن نقل جثمان السلطان المولى عبد العزيز من طنجة إلى فاس، الذي طبع منذ سنة، اشتمل هذا الجزء على أخبار وآثار الوزير الشاعر محمد بن موسى، ويضم مجموعة نادرة من الوثائق المتعلقة بمهامه المختلفة.

يقع الكتاب في 200 صفحة، ويتناول بالتفصيل سيرة الشاعر الوزير محمد بن عبد القادر ابن موسى المتوفى سنة 1965، والذي شغل منصب وزير الأحباس بحكومة المنطقة الخليفية بتطوان زمن الحماية، وقد عالج فيه مؤلّفه الدكتور البحّاثة يونس السباح، -الذي اهتمّ بهذه الشخصية المتفرّدة منذ سنوات، واختاره موضوعاً لنيل أطروحته في الأدب العربي – مصادر ترجمته والتّعليق عليها، واستدراك فواتها، ثمّ تحدّث عن بيت ابن موسى بمراكش وأورد جملة من الشّخصيات المنتمية إليه، أبرزهم: والده العلامة الصوفي عبد القادر ابن موسى (أحد خدّام الأعتاب الشريفة) بالحضرة المراكشية، وكذا أبناؤه، مع ما يتخّلل البحث من وثائق نادرة توجد بحوزة الأسرة.

واقتفى الباحث الدكتور يونس السباح أثر ابن موسى منذ نشأته، إلى دراسته بمراكش وفاس، مبرزاً أهمّ من أخذ عنهم العلم، ومن أجازوه فيه. وساق ضمن إجازاته نصوصاً لأبناء الصّحراء المغربية (أسرة ماء العينين) العريقة في العلم والجهاد والتّربية، والتي لها صلة كبيرة بابن موسى...وفي هذا أبرز الباحث صلة جنوب المغرب بشماله، وما يشكّل هذا الترابط من وحدة متكاملة ضمن جغرافية المغرب الفذّ بكل مكوّناته وخصوصياته وأصالته...

وفي البحث أيضاً حديث السباح عن العلاقة الكبيرة التي ربطت ابن موسى بشخصيات مهمّة في عالم السّياسة، نظراً لمنصبه الحسّاس، وعلاقاته الممتدّة مع ملوك الدّولة العلوية وأمرائها أباً عن جدّ، علاوة على مصاهرته من أسرة ابن يعيش الشّهيرة بخدمة المخزن جيلاً بعد جيل، وذلك في فترة التي عمل فيها بمدينة العرائش وشغل أمينا لديوانة مرساها.

ويطلعنا الدكتور يونس السباح في بحثه الفريد هذا عن أبرز قضايا وزارة الأحباس، وما اضطلع به ابن موسى من مهام جعلت هذه الوزارة المتفرّدة نموذجاً في النّزاهة والضّبط من خلال مجلسها المعيّن، وضابطها الشامل الذي كتبه الوزير بنفسه، وأعطى فيه رؤيته المتقدّمة حول إصلاح هيكل الوزارة، وهو العالم الفقيه الشّاعر...


الشاعر الوزير محمد بن عبد القادر ابن موسى

الدكتور يونس السباح

الأربعاء، 15 نوفمبر 2023

ديوان شعر الوزير محمد ابن موسى يرى النور لأوّل مرّة

 


صدر للباحث المغربي الدكتور يونس السباح تحقيقه لديوان وزير الأدباء وأديب الوزراء مُحمد بن عبد القادر ابن موسى (ت: 1385- 1965) وزير الأحباس بالحكومة الخليفية بشمال المغرب، وقد نشر هذا الكتاب في طبعة أنيقة عن دار سليكي أخوين بطنجة في 250 صفحة.

وبالإعلان عن هذا الدّيوان يكون قد انضاف للمكتبة المغربية نصّاً فريداً، يحدّثنا عنه محققه فيقول: (إنَّ العمل الذي أقدّمه اليوم هو جزءٌ من أدب ابن موسى الضّخم الذي ما زال بحاجة إلى كشف وعناية، وهذا القسم منه يخصّ ما أمكن العثور عليه من الشّعر فقط دون غيره، وهو حصيلة ما توصّلتُ إليه خلال تنقّلي بين الخزائن، وسؤال أهل العلم، وزيارة أرشيفات خاصة وعامة، بل وزيارة أقارب ابن موسى بمدينة مرّاكش وتطوان، والوقوف على البيت الذي ولد به، ومحاولة استخلاص بعض الأفكار حول شخصيته. ويتبعه بحول الله وقوّته سيرته المفصّلة، التي تكشف عن هوّيّته ودراسته، ووظائفه وأدبه، وأخباره وأسراره...ويتبعها بحول الله تعالى ما أمكن العثور عليه من أدبه النّثري الذي يمثّل طبقة خاصة في الأدب المغربي الأندلسي، الذي عرف شاعرنا بانتهاجه).

والديوان الذي يرى النّور اليوم، يشتمل على قصائد ومقطوعات وموشّحات تعود لفترة الحماية الإسبانية بشمال المغرب، وعلاقة الشاعر بملوكها العظام (المولى عبد العزيز – محمد الخامس- الحسن الثاني- الخليفة مولاي الحسن بن المهدي)، وكبار العلماء أمثال ماء العينين- عبد الله كنون- محمد أفيلال- عبد الله القباج- البشير أفيلال- محمد المرير...وغيرهم من العلماء ممّن كانت تربطهم صلة بالشاعر.

والنّص الذي يقدّمه الدكتور المحقق يونس السباح، والذي ابتدأ العمل فيه من سنوات مضت، يفتح مجالاً جديداً للكشف عن التراث الشعري المغربي، وتحليله وفق مناهج متعدّدة لإبراز شخصية عالم كبير، وشاعر قدير، جمع بين العلم الشرعي، والأدب المغربي الأندلسي الرّاقي، ممّا يضفي طابعاً هاماً على شخصيّة الوزير المتعدّد المشارب.

يقول العلامة عبد الله كنون في شهادته عن الشاعر بأنه: (خاتمة أدباء المغرب من الجيل الماضي الذي حرص على حفظ تراثنا الأدبي، وخاصة الأندلسي، والنسج على منواله أشدّ الحرص، فكان له قلمٌ بارع في النثر الفنّي، وملكة راسخة في نظم الشعر الجيد ... وقد ولّي وزارة الأوقاف في الحكومة الخليفية بتطوان، وهو من أسرة علمية مراكشية اشتهرت بالأدب وخدمة السلطان، وعلى ما كان له من مكانة مرموقة بين أدباء الجيل المحافظ، وعلاقاته الطيبة برجال العلم والأدب، فقد مرّ حادثُ وفاته عاديًا لم يترك صدًى في أيّ وسط من الأوساط، لا في الصحافة ولا في الإذاعة بين عموم المثقّفين، ممّا يبيّن مقام الأديب عندنا، والإهمال الذي يلقاه في حياته وبعد موته أيضًا مع الأسف الشديد).

صورة للوزير الشاعر محمد ابن موسى


صورة للباحث الدكتور يونس السباح محقق الديوان





 


الخميس، 26 أكتوبر 2023

الذكرى المئوية لميلاد المؤرخ المَعْلَمَة محمد حجي (1923-2003)

محمد حجي سليل أسرة عريقة في الصلاح والثقافة والوطنية المغربية بمدينة سلا. دَرَسَ علوم الدين والأدب والتاريخ على الطريقة التقليدية بإشراف فقهاء سلا (أمثال الفقيه مَحمد العوني، الفقيه ابن عبد النبي، الفقيه محمد الصبيحي ...)، وتعلَّم اللغة الفرنسية فنال سنة 1958 دبلوم الترجمة من معهد الدراسات العليا المغربية بالرباط (صار يُسَمَّى فيما بعد كلية الآداب والعلوم الإنسانية)، التي حصل منها على الإجازة في اللغة العربية وآدابها (1961)، وعلى دبلوم الدراسات العليا في التاريخ (1963). وفي العام 1976 حصل على دكتوراه الدولة في التاريخ من جامعة السوربون.

كان هاجس التأسيس مهيمنا على عطاءات محمد حجي التربوية والعلمية والثقافية، فقد انخرط في مجال التدريس مبكرا منذ العام 1943، إذ عمل في مؤسسات تعليمية متنوعة بسلا والرباط، كما تولى إدارة مدرسة تكوين المعلمين بمراكش، وتَقَلَّدَ وظائف مؤثرة في الإدارة المركزية بوزارة التربية الوطنية، أسهم من خلالها في تأسيس مشروع "الكتاب المدرسي"، تأليفا ونشرا، لمقررات التعليم العمومي من المرحلة الابتدائية والثانوية إلى قسم الباكالوريا (1956-1974)، كما شارك في تعريب مادتي التاريخ والجغرافيا في التعليم الثانوي ثم الجامعي، والتمهيد لتعريب مادتي الفلسفة وعلم النفس في الجامعة المغربية.

عُين أستاذا مساعدا ثم محاضرا ثم أستاذا للتعليم العالي بكلية الآداب بالرباط (بين سنوات 1965-1979)، ثم عميدا لها (1979-1981)، ثم مديرا للمدرسة المولوية (1984-1982).

يُعتبر حقلُ التاريخ الإطارَ الناظمَ للإنتاج الفكري لمحمد حجي، فرسالته عن "الزاوية الدلائية" (1963)، هي "أول عمل جامعي رصين ينشر بعد إنشاء جامعة محمد الخامس"، تجلت فيه معرفته العميقة بالنصوص وإحاطة تاريخية نقدية، مشفوعة بتحريات ميدانية ساهمت في الكشف عن الموقع التاريخي للزاوية الدلائية. وقد كانت هذه الرسالة تمرينا مونوغرافيا، أتاح لمحمد حجي في أطروحته للدكتوراه إنجاز عمل تركيبي واسع شمل الإنتاج الفكري بالمغرب في عصر السعديين تحت إشراف شارل بيلا، أظهر حجي في أطروحته عن تَبَحُّر علمي كبير، وانشغال بالجرد والتصنيف الموضوعاتي الحديث والإحاطة القصوى بالنصوص قبل وضع الإشكاليات. فانعكس هذا الوعي على الاهتمامات الكبرى لحجي، الذي انشغل أولا بالتعريف بالتراث المدون في المغرب والأندلس فهرسةً وتكشيفاً وتحقيقاً، وخاصة تراث النوازل الفقهية (معيار الونشريسي، البيان والتحصيل لابن رشد الجد، الذخيرة للقرافي، النوادر والزيادات لأبي زيد القيرواني)، وثانيا بتحقيق مدونات تراجم الأعلام والمؤلفين وسِيَرهم (دوحة الناشر، نشر المثاني، فتح الشكور، فهرس المنجور، فهرس الروداني، موسوعة أعلام المغرب ...)، كما أن اهتمامه بالترجمة كان موجها لتعريب نصوص تاريخية ذات فائدة قصوى في البحث التاريخي بالمغرب (مثل وصف إفريقيا للحسن الوزان، إفريقيا لمارمول كاربخال، فاس قبل الحماية لروجي لوطورنو ...).

وكان مما تميز به محمد حجي قدرته على إدارة العمل الجماعي، فساهم مع ثلة من الأساتذة والباحثين في تأسيس "الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر"، وتولى رئاستها (1980-2003). وقد كانت الجمعية الإطار الحاضن لمشاريع علمية وثقافية وطنية كبرى، منها إصدار دورية "الكتاب المغربي" وهي أول مجلة مغربية بيبليوغرافية نقدية للمنشورات المغربية، صدر منها 18 عددا بين سنوات (1983-2000)، ومنها أيضا -وهو المشروع الأهم الذي أُسِّسَتْ من أجله الجمعية- إصدارُ "معلمة المغرب" وهي موسوعة تحيط "بالمعارف المتعلقة بمختلف الجوانب التاريخية والجغرافية والبشرية والحضارية للمغرب الأقصى"، صدر منها في حياة محمد حجي 16 مجلدا، ثم أكملت الجمعية بعد وفاته إصدار باقي المجلدات، التي وصلت حتى الآن 31 مجلدا.

يُعتبر إنتاج وإصدار "معلمة المغربأهَمَّ مشروع ثقافي أَثْمَرَتْه الجامعة المغربية، تحقيقا لطموحٍ لطالما رَاوَدَ المثقفين المغاربة منذ ثلاثينات القرن العشرين.

لتحميل البيبليوغرافيا كاملة اضغط على الرابط أسفله

 عن مؤسسة الملك عبد الملك آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية

 chrome-extension://efaidnbmnnnibpcajpcglclefindmkaj/http://www.fondation.org.ma/assets/upload/art_548/HajjiMohamed_mars2023.pdf


 

السبت، 7 أكتوبر 2023

الاحتفاء بالمقاوم أحمد الحساني

 


تخليدا لذكرى انطلاق عمليات جيش التحرير المغربي بالأقاليم الشمالية للمملكة، نظم المركز الثقافي الإقليمي بالعرائش بتنسيق مع المكتب المحلي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالعرائش مساء الجمعة 06 أكتوبر 2023 بقاعة ندوات المركز الثقافي ليكسوس باب البحر لقاءً مفتوحا مع المقاوم سيدي احمد الحساني أدلى من خلالها البطل المغربي بشهادته على عصره مستعرضا بعض الصفحات المجيدة من تاريخ المقاومة المغربية عموما وفي شمال المغرب على وجه الخصوص..

شارك في تأطير اللقاء السادة الأساتذة عزيز المروني من المكتب المحلي للمقاومة، وادريس علوش من المركز الإقليمي للثقافة.


















الجمعة، 23 يونيو 2023

زيارة سفيرة المكسيك بالمغرب لمدينة العرائش

 


محمد عزلي    


بدعوة من جمعية لوكوس للسياحة المستدامة، حلت بمدينة العرائش يوم الخميس 22 يونيو 2023 معالي سفيرة جمهورية المكسيك السيدة مابيل غوميز أوليفر لحضور حفل افتتاح النسخة الأولى من أيام الأزياء والمهارات التقليدية المغربية التي تنظمتها الجمعية أيام 22 و23 يونيو

وقد قامت السيدة السفيرة بجولة زارت فيها بعض المعالم التاريخية بمدينة العرائش، حيث أخذت فكرة عن مكونات التراث الثقافي المادي والرمزي الغني، واكتشفت بعض صفحات التاريخ البحري للمغرب عموما والعرائش بشكل خاص؛ وبعد زيارتها  لفندق زلجو ومعاينتها لمعرض المنتجات الحرفية التقليدية والمجالية، ثم زيارتها للمركز الثقافي ليكسوس باب البحر وحضورها لعرض الأزياء التقليدية المغربية للمبدعة لبنى العوش، عبرت السيدة السفيرة عن إعجابها الكبير بالتنوع الثقافي المحلي واندهشت لمدى الزخم التاريخي والحمولة الثقافية والحضارية بهذه المدينة، وقد دعت بالمناسبة إلى ضرورة العمل بجهد واستماتة من أجل تثمين هذا الموروث وتسويقه واستثماره على الوجه الأمثل لتحويل العرائش بإمكانياتها الجبارة إلى وجهة سياحية عالمية..

وقبل مغادرتها للمدينة عبرت السيدة مابيل عن سعادتها الكبيرة بهذه الزيارة، ووعدت بمزيد من الاجتهاد والعمل من أجل تقوية الصداقة وأوجه التعاون بين المغرب والمكسيك في مختلف المجالات، كما وعدت بالعودة لزيارة العرائش مرة أخرى للتعرف على ما لم يسعفها الوقت في اكتشافه.

أخيرا، كلمة شكر واجبة لمعالي السيدة السفيرة على زيارتها المثمرة، ولمنظمي هذا النشاط الثقافي المميز وفي مقدمتهم رئيس الجمعية السيد عبد الرحمان اللنجري، والشكر موصول كذلك لمجلس إقليم العرائش والمركز الثقافي الإقليمي بالعرائش، وكل من شارك أو تعاون أو ساهم في إنجاح هذه الاحتفالية الثقافية البهيجة.