الثلاثاء، 12 فبراير 2019

شباب العرائش لكرة القدم بطل المغرب مرتين 1945 و1953



    محمد عزلي

انطلقت بطولة المغرب لكرة القدم في المنطقة السلطانية (الخاضعة لفرنسا) سنة 1916، بينما في المنطقة الخليفية (الخاضعة لإسبانيا) بدأت عام 1931 وسميت البطولة الإسبانية المغربية Campionato Hispanomarroqui تحت إشراف الإتحاد الإسباني لكرة. وقد تمكن نادي العرائش لكرة القدم Larache F.C من رفع كأس البطولة سنة 1953 وهو الإنجاز الذي سبق وحققه نفس النادي سنة 1945 عندما كان اسمه باطروناطو العرائش Patronato Deportivo de Larache.
تأسس النادي سنة 1940 من قِبَل المعمرين الإسبان بالعرائش في عهد الحماية برئاسة خوسي بيريز تحت اسم نادي باطروناطو ديبورتيفو العرائش (باطروناطو تعني نقابة العمال)، ثم غير النادي اسمه وألوانه من قِبَل الرئيس الجديد خوسي كومينديو ليصبح اسمه نادي العرائش لكرة القدم سنة 1947. استهل النادي موسمه الجديد بمباراة ودية فاز فيها على نادي سطاد المغربي بطل المنطقة الفرنسية للمغرب سنوات 1928، 1931، 1945 بحصة 3-1. ثم أعاد الكرة في العام الموالي 1948 في ميدانه وأمام جمهوره وبحصة أقوى 6-1 في مباراة تصدرت صفحات الجرائد الفرنسية الصادرة في المغرب آنذاك خاصة وأنها جمعت بين بطل المنطقة الخليفية وبطل المنطقة السلطانية لسنة 1945 مما يؤكد أحقية الفريق العرائشي بحمل لقب بطولة المغرب لتلك السنة.
لعب الفريق في القسم الإسباني الثالث سنوات [1947-1948-1949-1950-1951-1952-1955-1956] وكان في عدة مواسم منافسا قويا على بطاقات الصعود للقسم الإسباني الثاني، وقد تخللت هذه المواسم مباريات كبيرة وخالدة في تاريخ النادي خصوصا تلك التي جمعته بكبار الدوري الإسباني الأول بمناسبة ما يعرف حاليا بكأس ملك إسبانيا إلى غاية استقلال المغرب عام 1956 حيث سيتغير اسم النادي ليصبح شباب العرائش، وكان من بين النوادي المغربية التي أثثت أول نسخة للدوري المغربي، لعب خلالها بالقسم الوطني الأول موسمين ثم تدحرج بعدها إلى مكانته الحالية بدوري الهواة.
اليوم وبعد 80 سنة من تأسيس النادي، ألا يحق لهذا الفريق العرائشي العريق أن يطالب بتوثيق لقبيه (1945 و1953) لدى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والإتحاد الإفريقي وكذلك في سجلات الفيفا؟ خاصة وأن الأمر نجح بالفعل مع نادي الوداد الرياضي الذي سجل رسميا ألقابه الخمسة التي ضفر بها في عهد الحماية، أو حتى على الأقل الدعوة إلى لعب مباريات سد ذهابا وإيابا بين أبطال المنطقة السلطانية والمنطقة الخليفية لتثمين التراث الرياضي الوطني وتوثيقه ولو رمزيا مما سيحفز الفرق الوطنية على صنع التاريخ واستعادة الأمجاد.
وفيما يخص شباب العرائش الأمر يبدو محسوما وممهدا تماما لتسجيل اللقبين عن جدارة، ذلك أنه أحرز لقب المنطقة الخليفية سنة 1945 وبعدها مباشرة فاز ذهابا وإيابا على سطاد المغربي بطل المنطقة السلطانية لنفس السنة مما يتيح له لقب بطولة المغرب 1945. ثم حقق لقبه الثاني عام 1953 حيث فاز ببطولة المنطقة الخليفية بينما بطل المنطقة السلطانية لعام 1953 جمعية مراكش لم يعد له وجود ضمن قائمة الأندية المغربية المزاولة لكرة القدم، الشيء الذي يمنح لشباب العرائش حصرية المطالبة بلقب بطولة المغرب 1953.




الثلاثاء، 5 فبراير 2019

من ذاكرة فم السبع



    بقلم: عبد السلام السلطاني


استفاقت العرائش على خبر الفاجعة ..
ذاك الصباح المطير.. من أيام يناير 1969 ..
التي عرفت تساقطات غزيرة.. مصحوبة بعواصف ..
لم تهدأ لحوالي الشهر.. !
فعند محاولة دخول مركب للصيد.. من باب " فم السبع " ..
في ليلة بعد أكثر من أخرى قضاها في عرض البحر ..
قلبته موجة عاتية وهي تدفعه نحو أحجار " للا زوينة " ...!!
أربعة عشر بحارا.. كانوا على ظهره ..
وجدوا أنفسهم في صراع مع التيار المتقلب الجارف ..
وسط بحر ونهر وموت يجدبهم نحوه بكل ما أوتي ..
قبل أن يتمكن نصف العدد من النجاة...!
.. بقي سكان المدينة.. بما فيهم عائلات الضحايا ..
على طول الشاطئ بين " المون «.. و " الما الجديد " ..
ينتظرون لوقت ليس بالهين.. طفو الغارقين.. !!!
قبل أن ظهرت جثتا " البيضاوي " و الطرگال " ..
بشاطئ راس الرمل.. و قطعة من الشباك ..
ملتفة على يديهما المتشبثتين ببعض ..
و قد حكى أحد الناجين أن حجم رابط الصداقة ..
الذي كان بينهما.. دفع أحدهما الذي كان يتقن السباحة ..
إلى رفض النجاة.. إلا وصديقه يرافقه.. أو يفنيا معا...!!!
بعد يوم أو يومين.. ظهرت جثتا " الهاميوط " ..
أخ صاحب المركب.. الذي كان يشغل عليه ..
مهمة " رايس الطريق " .. و بحار آخر اسمه " الحنفي " ..
ثم بعد ذلك ظهرت خامسة للبحار " باسو " ..
و سادسة لبحار آخر ..
حاولت استحضار اسمه.. دون جدوى للأسف...!!!
لم أشهد في حياتي جنازات بمثل الضخامة بالمدينة ..
كجنازات هؤلاء البحارة الذين تم تشييعهم تباعا.. !!
نحو مقبرة " سيدي العربي " .. انطلاقا من " الجامع الكبير " ..
و لا حالة الترقب العامة التي بقيت على طول الشاطئ ..
و عند منزل آخر المفقودين.. البحار المسمى " القصري " ..
الذي ترك زوجة حاملا وعددا معينا من الأطفال ..
حتى اليوم السابع أو الثامن.. الذي ظهرت فيه جثته ..
بشاطئ " سيدي مغايت ".. قرب مدينة أصيلة...!!!
ويا لها من جنازة.. تلك التي تم فيها تشييع جثمان ..
آخر الذين لفظهم البحر هذا.. !!
.. كان يوم جمعة.. وبعد صلاة الظهر.. انطلق الموكب ..
الذي ضم مختلف شرائح المجتمع المحلي ..
بما فيها أطفال المدارس.. وضمنهم نحن ..
تلاميذ مدرسة مولاي عبد السلام.. مرفوقين بمعلمينا ..
الذين نظموا صفوفنا مثنى مثنى.. ورعونا ذهابا وعودة ..
والمدينة.. عن بكرة أبيها.. تودع الضحية الأخيرة ..
من سلسلة ضحايا حالات الغرق العديدة ..
التي كانت تحصل لبحارة ثغر مصب اللوكوس ..
فرادى وجماعات.. لسنين طويلة ..
مرة أو أكثر.. كل عام ...!!!!!
........... الصورة المرافقة للنص حديثة بعض الشيء ..
سقتها فقط لإظهار حالة (خفيفة) لهيجان " فم السبع " ...!!!