‏إظهار الرسائل ذات التسميات المرسى. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات المرسى. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 26 ديسمبر 2024

مرسى العرائش خلال العصر الحديث (1556-1860): القرصنة والتجارة والديبلوماسية

 

جديد البحث التاريخي عن مدينة العرائش





صدر عن منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير كتاب "مرسى العرائش خلال العصر الحديث (1556-1860): القرصنة والتجارة والديبلوماسية" للباحث المغربي د/ إبراهيم شهيمي.

خرج الكتاب في جزئين من 726 صفحة، تناول من خلاله الباحث مرسى العرائش في التاريخ الحديث عبر خمسة أبواب: 1- العرائش كقطب بحري وعنصر فاعل في علاقات المغرب مع الأتراك والأوربيين. 2- المغرب والقوى البحرية المجاورة: مصالح متعارضة واحتكار صعب لمرسى العرائش. 3- العرائش خلال فترة الاحتلال الإسباني 1610-1689. 4- العرائش قطب قرصني وتجاري وطرف فاعل في ديبلوماسية المخزن مع أوربا. 5- أفول النشاط القرصني وتنامي الوظيفة التجارية لمرسى العرائش.

نقطة البيع الوحيدة بالعرائش في مقر المكتب المحلي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير.

الجمعة، 15 أبريل 2022

نهاية سفينة صلاح الدين عند شاطئ مرسى العرائش

 


بقلم: ذ/ عبد السلام السلطاني

 

11 غشت 1980 الموافق ل 29 رمضان 1400 هجرية..

مر اليوم بمدينة العرائش كما تمر الأجواء التحضيرية الاستعدادية لعيد الفطر عادة.. مع ترقب رؤية هلال العيد..

بعد آذان المغرب.. أعلن أن العيد سيكون في اليوم الموالي إثر ثبوت رؤية الهلال..

في هذه الأجواء.. كان مركب / سفينة الشحن المسمى * صلاح الدين *.. والقادم من ميناء مدينة VIGO الواقعة في منطقة GALICIA شمال غرب إسبانيا بشبه الجزيرة الإيبيرية.. ينتظر في عرض بحر العرائش عند مدخل (la boca del leon) خروج المركب المسمى * منقذ * التابع للإدارة المكلفة بميناء العرائش ليقوم بعملية خفره نحو الميناء..

بعد عدم خروج مركب الخفر المذكور.. وليلا.. وموعد الفجر يقترب.. قرر قبطان / قائد المركب صلاح الدين الدخول للميناء دون خفر..

بدت لقائد المركب / السفينة أضواء شاطئ راس الرمل تتلألأ.. مع حركة أضواء أخرى (السيارات)..  فخال أن الأمر يتعلق بالميناء المقصود..  خصوصا وأن مكان الميناء الحقيقي لا يمكن رؤيته بحكم انزوائه يمينا في ركن متفرع عن نهر لوكوس عند المصب..

وهكذا.. جنح المركب / السفينة صلاح الدين و (" حرّت"..  كما يصطلح على ذلك في قاموس أهل بحر وسكان العرائش)..

استفاق السكان على صوت نفير المركب / السفينة المتكرر..

فكان لأجواء صباح العيد نكهة خاصة ذلك العام.. لا زال يتذكرها كل من عايشها..

بقي المركب / السفينة في مكانه ملتصقا بالرمل.. وبدأت المحاولات المتكررة برا وبحرا وبكل الوسائل الممكنة لانتشاله من" الجثوم "   الذي أحكم عليه قبضته..

ورغم كل الأفكار والاقتراحات والتدخلات التي اقترحت ونفذت.. والتي كان من بينها قرار التخفيف من وزن المركب / السفينة.. وذلك بالتخلص من حمولة الخشب / الكارطون المسمى (IZOREL).. الذي شكل مصدر دخل للشباب السباحين المهرة الذين انبروا للحصول عليه من وسط مياه " المون " وتجميعه وبيعه.. بعد أن كانت الشحنة مرصودة لشركة (IMASA) الذائعة الصيت محليا آنذاك..

 وبعد استنفاذ جميع المحاولات والمبادرات التي لم تجدِ نفعا.. تقرر تقطيع المركب كحل أخير لم يطل إلا أجزاء المركب / السفينة العلوية.. فيما استعصى مرة أخرى تنفيذ العملية في الجزء السفلي الملتصق بالرمال.. فبقي شاهدا على الحادث.. يظهر عند كل جزر و (البحرار / بوزروگ) يتخذ منه مكانا لتكاثره ...!!!


الأربعاء، 29 يوليو 2020

المغرب: التاريخ البحري (مرسى العرائش)


[صورة المنشور بعدسة: محمد الرزاني 2020]

دة. حفيظة الدازي
جامعة ابن طفيل/كليــة الآداب والعلوم الإنسانية القنيطرة/شعبة التاريخ والحضارة/2019-2020.

إن التحولات التي شهدها القرن 15 م جعلت النشاط التجاري والملاحي ينتقل من حوض البحر الأبيض المتوسط إلى المحيط الأطلسي مما أدى إلى ازدياد أهمية مرسى العرائش الذي أصبح له حضور في الملاحة المغربية. معظم المصادر تتحدث عن أهمية هذا المرسى وخاصيته، فهو يتميز بموقعه الاستراتيجي ووفرة مواده الطبيعية الفلاحية والملاحية، كما يتوفر على حوض داخلي وله قدرة على إيواء العديد من السفن التي تحتمي به من الرياح والعواصف، مما أهله للاضطلاع بأدوار اقتصادية وعسكرية وجهادية عبر مختلف العصور.
مع بداية القرن 16 م أصبح مرسى العرائش نقطة جذب للتجار الأوروبيين مثل التاجر لويس دي بريسيندا الذي استقر بفاس فيما بين 1510 و1515 م وفتح محلا تجاريا بها، ثم أصبحت سفنه تنتقل بين مراسي جنوة وقادس وسبتة وأصيلا والعرائش وسلا، وكانت له بكل واحد من هذه المراسي وكالة تجارية (ادريس شهبون، مرسى العرائش النشأة والتطور، ندوة المن المراسي في تاريخ المغرب، 2010، ص 149). تفيد كثير من الوثائق البرتغالية والإسبانية أن ثغر العرائش كان الهدف الاستراتيجي الأول الذي سعى الملك البرتغالي دون سبستيان (1554- 1578م) هو الاستيلاء عليه حسب ما جاء في إحدى رسائله إلى الملك الإسباني فليب الثاني " إن أفضل وسيلة لمنع الأتراك من الاستيلاء على مراسي مملكة فاس، هي احتلال العرائش، التي تتوفر على مرسى استراتيجي وموقع جيد" sources inédites de l'histoire du Maroc ,dynastie saadienne  نقلا عن ادريس شهبون، مرجع سابق.
كما أولى السعديون اهتماما لمرسى العرائش، فعبد الملك أمر بإنشاء السفن بها لممارسة الجهاد بتعاون مع الأندلسيين. بعد معركة واد المخازن حصنها أحمد المنصور وجعل منها قاعدة حربية وجمع بها الأسطول.
تظهر أهمية مرسى العرائش من خلال المحاولات الكثيرة للإسبان للسيطرة عليها، وقد قام فليب الثاني 1527- 1598م بعدة مناورات دبلوماسية وعسكرية للسيطرة عليها وقال عنها:" العرائش وحدها تساوي إفريقيا كلها" لأن موقعها الاستراتيجي كان يسمح بمواجهة الخطر التركي ومنافسة بعض الدول الأوروبية وحماية السفن الإسبانية العابرة للمحيط الأطلسي من خطر القرصنة. لهذه الأسباب طلبت دول أخرى مثل تركيا وهولندا وانجلترا من أحمد المنصور أن تقيم بها قاعدة بحرية عسكرية.
تمكنت إسبانيا من الاستيلاء على هذه المدينة خلال الأزمة التي عرفها المغرب بعد وفاة أحمد المنصور سنة 1603م، عندما عرضوا مساعدتهم على محمد الشيخ المامون مقابل تسليمهم ثغر العرائش وذلك سنة1610م، وقد كان لهذا الحدث وقع كبير على نفوس المغاربة الذين لم يستسيغوا تسليم ثغر مسلم للكفار.
أما اسبانيا فاستغلت هذا الثغر وحولته إلى قلعة عسكرية ضد هجومات المجاهدين وحماية سفنها. كما قامت في القرن 17 م بمجموعة من التصاميم لإصلاح هذا المرسى. لكن رغم كل هذا فإن المدينة عاشت حالة حرب طيلة فترة احتلالها لمقاومة المغاربة للإسبان. لم يتم تحريرها إلا في عهد المولى إسماعيل سنة 1689م واتخذها مرسى عسكري بدل طنجة التي خربها الإنجليز قبل مغادرتهم لها سنة 1684م. هكذا استعادت العرائش نشاطها الملاحي الذي ازداد مع فترة حكم سيدي محمد بن عبد الله الذي تبنى سياسة الانفتاح على البحر. تمثلت عنايته بهذا المرسى في عدة إصلاحات من تحصين وتعمير، كما أقام قواعد مدفعية لحماية مدخل المرسى وترسانات لصناعة وإصلاح السفن والقوارب. إلى جانب الأدوار الجهادية لمرسى العرائش كان لها أيضا حضور على المستوى الجاري.

[المغرب: التاريخ البحري ص: 22-24]




الجمعة، 5 يوليو 2019

من أرشيف الجريدة الإسبانية ABC: التحضير لاحتلال العرائش في يونيو 1911



يحمل هذا القارب على متنه القنصل الإسباني بمدينة العرائش خوان زوغاستي "Don Juan Vicente Zugasti" والقائد العسكري بالبحرية الإسبانية إنريكي أوفيلو "Don Enrique Ovilo Y Castelo" المنفذ الحقيقي لعملية الإنزال العسكري البحري بمرسى العرائش ومن ثمّ احتلالها في 8 و 9 من يونيو 1911، وهو نفسه من قام في اليوم الموالي بالتنقل رفقة قواته إلى القصر الكبير لاحتلالها تحت لواء الجنرال فرنانديز سيلفستري "Fernández Silvestre" الذي عينته الحكومة الإسبانية قائدا على قوات الاحتلال.

القارب حسب الجريدة الإسبانية وصل إلى مرسى العرائش بعد زيارة لقائد البارجة العسكرية "كاطالونيا"، هذه الأخيرة كانت متموقعة بالمياه الساحلية المقابلة لمدينة العرائش إلى جانب القطعتين الحربيتين "ألميرانطي لوبو" و "كارلوس الخامس" (انظر الصور) وهي القطع التي عهد إليها مهمة تنفيذ عملية احتلال حاضرتي اللوكوس.

[محمد عزلي]


  إنريكي أوفيلو Don Enrique Ovilo Y Castelo

  خوان زوغاستي Don Juan Vicente Zugasti

 السفينة كارلوس الخامس

 كاطالونيا

ألميرانطي لوبو

الخميس، 11 أبريل 2019

العلج يوحنا فاش البرتغالي وعملياته البحرية من العرائش



   عبد الحميد بريري


العلج (1) يوحنا فاش البرتغالي وعملياته البحرية من العرائش
حسب ما يرويه برناردو رودريغيز

مقدمة
نعرض صورة حية من الاحتقان السياسي والشعبي الذي كان بين المغاربة والإيبريين في القرن 16 الميلادي جراء طرد المسلمين من الأندلس واحتلال الشواطئ المغربية وردود الفعل المتبادلة بين الطرفين مما أدى إلى تهديد أمن منطقة غرب البحر الأبيض المتوسط، وهي منقولة من طرف شخص عاصر هذه الأحداث وهو البرتغالي برناردو رودريكز في حولياته المسماة حوليات أصيلا التي دون فيها الأحداث التي سمعها وشاهدها وشارك فيها أحيانا مابين سنة 1508 و1538 وهو الذي ولد في أصيلا (2) وعاش فيها ورحل عنها مرغما. ومن خلال هذا يمكن فهم خلفيات الصراع المغربي الإيبيري الذي كان وراءه تعصب وتطرف ديني أعمى كاثوليكي لا يرى حقا للطرف الآخر ويبرره دينيا، فانتهى هذا التعنث في الأخير بمعركة وادي المخازن التي قوضت عرش الإمبراطورية البرتغالية وكادت أن تعصف بدولة البرتغال عموما، وفي نفس الوقت الدور الذي لعبته العرائش في هذا الصراع لتلتفت إليها الأنظار بموقعها الإستراتيجي ما بين أوروبا وإفريقيا؛ في حين كانا موقعي سبتة وطنجة الأزليين تحت السيطرة البرتغالية. كما أن هذه الظروف ساعدت إلى حد ما في اتساع رقعة تحرك القراصنة وظهور الجهاد البحري في المحيط الأطلسي بعدما كان مقتصرا على البحر الأبيض المتوسط منذ فترة طويلة.
سأعرض هذه العمليات كما ذكرها برناردو في حولياته كشهادة تاريخية تعرف بشخص العلج يوحنا والعمليات الجريئة التي قام بها في الساحل الايبيري، دون ذكر انطباعاته منها التي تنم عن تحيز ونبرة غاضبة على الرجل وتحامله عليه. وما بدا لمحقق الكتاب من اضطراب في الرواية عند ذكر بعض العمليات لن ندرجه في هذا العرض درأ لكل غموض واستجلاء للحقيقة التاريخية دون تأويل.

من هو يوحنا فاش؟
ينحذر يوحنا فاش مايو من الساحل الغربي للبرتغال من تفيرا إحدى مدن هذا الساحل، كان يعمل صيادا فانتقل إلى اسبانيا قبل أن يرحل إلى أصيلا التي عمل بها صيادا على متن قارب صيد ذي خمسة مجاديف. كان قليل الحماس وخدمة المصالح البرتغالية ومتهاونا في تنفيذ اوامر القباطنة البرتغاليين مختلقا الذرائع اصطحب ابنه معه إلى العرائش وأدخله الاسلام فيما امتنع صبي رافقه عن ذلك (546 و547) فاتخذ من العرائش (3) منطلقا لعملياته، تلقى منها دعما وتشجيعا واحتراما من طرف قائدها ناصرالعروسي ومن قائد القصر الكبير أحمد العروسي التي كانت العرائش تابعة له قبل أن يصبح لها قائد خاص بها كما كان من قبل (4) وعلى يد هذا الأخير اعتنق الإسلام واختار له اسمه الشخصي: أحمد (5). أرعب وأخاف سكان الساحل البرتغالي الغربي وكبدهم خسائر وغنم الغنائم وأسر العديد من البرتغاليين (6) حتى ضجت البرتغال من عملياته وأصبح حديث البرتغاليين، فأعلنت حالة الطوارئ وجيء بالأسطول البرتغالي ليحمي هذا الساحل؛ ليغير يوحنا فاش ميدان عملياته إلى مراكب أصيلا البرتغالية. هيأ مجموعة من القطع البحرية كانت تتشكل من مركبين جزائرين وواحدة من بادس وآخر من تطوان، ومركب اشتراه قائد القصر الكبير بواسطة خادمه سيدي موسى من بادس (7) يحتوي على ستة عشرة مقعد، اعتبر يوحنا أكبر ربانها للثقة التي حصل عليه من طرف راكبيها، خاصة وهو الذي راكم تجارب في الميدان البحري عندما كان بحارا يصطاد السمك بساحل أصيلا. (ص:568)
قتل يوحنا برمح اخترق جسمه من طرف البرتغاليين في إحدى عملياته. وقع خبر مقتله موقع فرح وسرور لدى البرتغاليين وكان إنجازا كبيرا. (ص:586).

العمليات البحرية ليوحنا فاش (8)
أولى عمليات يوحنا البحرية التي أشار إليها برناردو رودريكس كانت على البرتغاليين بأصيلا عند رصيف مرساها حيث كانت ترسو كرافيلا، أسر خلالها رجلين وصبيا وجدهم وملأ مركبه منها بالشمع والتمر والجلود؛ رغم حالة الاستنفار التي أعلنت للتحرك نحو سور المدينة ليعود هو إلى العرائش غانما. كما يضيف برناردو أن قائد أصيلا البرتغالي الكوند (9) امتنع عن مطاردته خشية من كمين قد يكون نُصِب لهم. بعد هذه العملية قام بمهاجمة ميناء سالتيش بعد ما أوهم أنه قادم بمركبه من تفيرا البرتغالية حيث كانت تتردد على هذا الميناء سفن كثيرة كل يوم ليتسرب بينها فيغنم مركبين ويأسر ستة رجال ثم يعود إلى العرائش. وقام أيضا بعملية ثالثة بعد مدة قصيرة في حوض قادس وأسر أكثر من ستة رجال من أبناء منطقته، وقرب تفيرا أسر أكثر من ستة رجال آخرين وعاد إلى العرائش (ص:587 و586). وبعملياته هذه ازدادت المراقبة في الشاطئين الأندلسي والبرتغالي بتعزيز الأسطول الموكول له ذلك. أما في الجهة الأخرى بدأ يوحنا فاش يحظى بمكانة واحترام لدى قائد القصر الكبير والمغاربة فواظبوا على مساعدته ومرافقته. ولما شُدِد عليه الخناق بالعدوة الإيبيرية اضطر إلى مهاجمة مراكب أصيلا. وفي مرة وصل بقاربين إلى الرأس الأبيض قرب أصيلا (5,5 كلم) حيث كانت قوارب الصيد فاعلنت حالة الاستنفار في البحر حيث جاء العديد من البرتغاليين إلى الساحل لإنقاذ المهاجَمين وأرسل الكوند كرافيلا على متنها أربعين جندي لتطارد مركبي يوحنا واستطاعت اللحاق بأحدهما فيما هرب مستقليه سباحة إلى البر وعاد يوحنا فاش بمركبه إلى العرائش سالما (ص:585).
وفي يوم من الأيام وبعد عودته من إحدى عملياته سرعان ما غادر قاعدته البحرية العرائش في الليل يقود ثلاث بطسات (10) متخفيا على ألا يظهر أمام مراقبي أصيلا؛ ليدخل ظهرا في حوضي قادس وسان لوكار على مصب الوادي الكبير (11)، وقبل طلوع شمس ذلك اليوم، دخل النهر المذكور وأنزل خمسين فردا من رجاله فأسروا تجارسوق سانت أنجيشوش ومرتاديه الذين قضَوا ليلتهم به، دون أن يتركوا لهم فرصة الهروب إذ بلغ أسرى هذه العملية خمسة عشرة شخص من بينهم تاجرين برتغاليين كانا متجهان إلى قادس. كما أن ثلاثين من رجال يوحنا اعتقلوا المتوجهين إلى محل بيع الفحم ب أرياش كورداش؛ وهو موقع قريب من النهر يبعد عن هذا الاخير بحوالي خمسة عشرة كلم وعن المصب بإحدى عشرة كلم. ومع طلوع الشمس غادر النهر والتحق برفاقه المنتظرين له قرب الساحل آسرين عشرين مسيحيا. وبعد وصول الخبر لسان لوكار، جهز دوق ميدنا سيدونيا غليوطة وكرفيلتين وأرسلهما دون تحقيق الهدف من ذلك لوصولها متأخرة. وهو ينسحب كاد يوحنا فاش أن يستولي على كرفيلا بقادس مع سفينة شراعية ساعدهما على الافلات تغير اتجاه الرياح الأمر الذي سمح لهما بدخول المرسى. وقد مر يوحنا قبالة أصيلا متجها نحو العرائش (ص: 569)
هاجم يوحنا فاش كذلك مدينة فارو التي عاد منها بغنائم وأسر أكثر من خمسين أسير رغم المواجهة التي تلقاها من طرف سكان فارو ولولي الذين هموا لاسترجاع ما غنمه يوحنا من الغنائم والأسرى لكنهم عجزوا رغم كثرة رماتهم ، فاحتمى المهاجمين المغاربة وراء سفينتهم ثم اتجهوا بحرا إلى أرياش كورداش إحدى مدن الساحل الأندلسي فاستولوا هناك على ثلاث سفن أبقوا واحدة لصلاحيتها ؛ فيما تركوا الباقي ؛ وهي سفينة كانت لأحد سكان تفيرا كان يجلب بها القطن والعاج من الرأس الأخضر(12) إلى قادس ، وعاد يوحنا فاش إلى العرائش بسفينته وطاقمها بغنائم وسبعين من الأسرى(13) استقبل خلالها بحفاوة من طرف القائد الذي كافأه على إنجازه من عائدات الغنائم بنصيب معتبر . وفي عملية أخرى سنة 1531 قادها يوحنا فاش؛ كان معززا ببطسة أخرى ذات خمسة عشرة صفا مجدافيا يرأسها الرايس الكبير كان قد اشترها له قائد العرائش ناصر العروسي (ص:584) بالإضافة إلى سفينة سلا؛ نحو ساحل الغرب البرتغالي من جديد غنم خلالها عدد من المراكب وفقد أكثر من 4 مرافقيه وكرافيلتين وأكثر من 25 أسير وقد طاردتاهم كرافيلتين حتى مدخل ميناء قادس أجبرتاهم على الانسحاب ومروا قبالة أصيلا. وكان قد سبق هذا الهجوم؛ محاولة استهداف بطسة يوحنا فاش التي كانت وقتها بين مدخل مينائي أيمونت وليب من طرف الأسطول الحربي البرتغالي الذي كان يحرس الغرب البرتغالي فقصفها بمدفعيته (ص:584). لكن سفينة العرائش التي أصيبت في مجادفها ابتعدت عن الاسطول بفعل هدوء الرياح الداخلية فتبعتها سفينة دو كونصالو مرفوقة بالقوارب إلا أن البطسة العرائشية نظمت هجوما مضادا عليها؛ محاولة من طاقمها اقتحام البطسة البرتغالية التي كانت أصغر منها.

المصدر:
حوليات أصيلا برناردو رودريغز تعريب الدكتور احمد بوشرب الطبعة الاولى سنة 2007

الهوامش:
1.     رؤساء المراكب الجهادية جلهم كانوا من الأتراك والعلوج ـ قراصنة المحيط الاطلسي احمد بوشارب مطابع عكاد 1998 ص:7 والعلج هو المسيحي الذي أسلم ـ حوليات أصيلا [هامش] ص: 148
2.     احتلت أصيلا من طرف البرتغاليين سنة 1471 وأقاموا بها إلى حدود سنة 1550 م حوليات أصيلا ص: 274
3.     وصل بارباروسا سنة 1517 إلى العرائش على رأس 14 سفينة مجدافية للاحتماء بنهرها بعدما حصل على غنائم ـ حوليات أصيلا ص: 211 كما اتخذها الأتراك والاندلسيين منطلق عملياتهم البحرية كالرايس محمود والرايس الكبير وقرطان الغرناطي ـ حوليات أصيلا ص: 301-303
4.     ذكر برناردو قائدين للعرائش قبل ناصر العروسي وهما على التوالي أمين الغرناطي ومن بعده جاء القائد علي بن شقرون فذكر الاول في الاحداث التي وقعت قبل سنة 1515 م والثاني ضمن احداث سنة 1515 و1516. حوليات أصيلا ص :182 142 204. وتولى ناصر العروسي مهمة قائدا للعرائش بعدما انتقل أبوه أحمد العروسي إلى تازة قائدا لها سنة 1529 فيما تولى ابنه الآخر عبد الواحد قيادة القصر الكبيرـ حوليات أصيلا ص: 469، 550، 551.
5.     أشارإلى هذا العلج الاخباري البرتغالي دو سوسا ب"أنه صيادا برتغاليا فر من أصيلا والتحق بالقصر الكبيرحيث أسلم ووضع نفسه في خدمة قائدها الذي كان نفوذه يشمل مدينة العرائش وقد أرسله القائد المذكور إلى ذلك الميناء ليرأس أسطولا كان في ملكيته ، كان يعمل به بحارة مغاربة وأتراك وعلوج وسرد الاخباري المذكور ما ألحقه ذلك العلج من الخسائر بجنوب اسبانيا والبرتغال ..."قراصنة المحيط الأطلسي مرجع سابق ص: 7 
6.     أسر أكثر من 200 من المسيحيين حوليات أصيلا ص: 449
7.     ضواحي بادس كانت من أشهر المناطق المغربية التي توفر الخشب لصناعة السفن بسبتة في العهد الموحدي لتواجد بها غابات من شجر الأرز. نصوص جديدة ودراسات في تاريخ الغرب الاسلامي محمد الشريف كلية الاداب والعلوم الانسانية مجموعة البحث في التاريخ المغربي والاندلسي ط/1 تطوان ص: 96
8.     عمليات ذكرها برناردو من جملة أحداث سنتي 1530 و1531
9.     القبطان دون يوحنا كوتينيو
10.نوع من السفن الجهادية التي كانت تبحر في البحر الأبيض المتوسط ـ حوليات أصيلا ص: 54 [هامش]
11.ذكر هذه العملية كذلك دو سوسا ـ قراصنة المحيط مرجع سابق ص: 7
12.أرخبيل من الجزر توجد في المحيط الأطلسي تبعد عن سواحل السينغال، اكتشفها البرتغاليون سنة 1460 فهي اليوم دولة مستقلة.
13.نفس العملية ذكرها البرتغالي دو سوسا وقال إن عدد الأسرى بلغ 60 فرد ـ قراصنة المحيط مرجع سابق ص: 7

الخميس، 30 أغسطس 2018

العرائش 1613

العرائش 1613


   محمد عزلي

هذا التصميم عبارة عن مقترح يخص التحصين الدفاعي لمدينة العرائش بعد ثلاث سنوات من الاحتلال الإسباني (1689/1610)، أنجزه خوان دي ميديسيس Juan de Medicis، وهو موثق بتاريخ 7 يوليوز 1613، شكله أقرب إلى قلعة خماسية بمعاقل كبيرة، الغرض منه تعديل التصميم السابق المنجز عام 1612 من قبل باوتيستا أنطونيلي، وذلك باختزال التفاصيل بشكل يجعل حماية المدينة بالمدفعية والسلاح الناري ناجعا بأصغر حامية عسكرية وأقل تكلفة ممكنة، يقول ماركو دي غوادالاخارا (1560/1631) بهذا الخصوص: "بعد تسليم العرائش، عمل ملك إسبانيا على تحصينها، ولهذا الغرض أرسل بعض البارعين في مجال التحصين وبالخصوص خوان دي ميديسيس من سانتياغو الذي استكشف الموقع جيدا، وأنجز تصميما جمع كل قوانين التحصين، لدرجة أنه لو اجتمعت كل قوى بلاد البربر ما استطاعت إخراج الإسبان منها".
لكن تصميم ميديسيس المقترح لم يعتمد في نهاية المطاف لتوسعة وتحصين دفاعات المدينة، إذ تم اعتماد تصميم باوتيستا أنطونيلي الذي استغل جيولوجية المكان بشكل مثالي لتحصين القاعدة من جهة وتوسيع المدينة من جهة أخرى".

 حصن الفتح أو سان أنطونيو من خلال تصميم ميديسيس 1613

 نسخة من نفس التصميم تم تحميلها من موقع التاريخ البرتغالي المغربي على شبكة الإنترنت 

1- حصن القديسة مريم
2- مدينة العرائش
3- وهدة
4- معقل
5- يمثل الخط الأسود التحصينات التي اقترح أنطونيلي بناءها
6- باب
7- خندق من الطابية
8- مرفأ السفن
9- شاطئ رملي والباقي من الحجارة
10- دعائم
11- جرف من الحجارة والتراب
12- مصطبة مغطاة
13- خندق متصل بالجرف وفي وسطه معقل
14- مصطبة
15- جرف من الحجارة
16- حصن القديس أنطونيو
17- خندق أنجز لسد ممر
18- المحيط الاطلسي
19- شاطئ رملي
20- عين
21- مصب النهر
22- رأس أصيلا
توطين، ترقيم، وترجمة التعاريف الأصلية للتصميم كما أوردها د. ادريس شهبون في كتابه العرائش في تاريخ المغرب قبل عهد الحماية : جوانب من الحياة السياسية والاقتصادية والعمرانية، ص 265.


مراجع

* د. ادريس شهبون، العرائش في تاريخ المغرب قبل عهد الحماية : جوانب من الحياة السياسية والاقتصادية والعمرانية، ص 264-265
    * Bueno Soto, Francisco Javier. (2010) Larache y La Mamora : dos fortificaciones españolas en tiempos de Felipe III. Aldaba, 34, 51-96. P(64-67)