الخميس، 20 يونيو 2019

نافذة على بلاد الهيسبيريس


 
    محمد عزلي

عشت طفولتي في ثمانينيات القرن الماضي بمنزل أَشبه ببلاد أليس العجائبية، هو في الأصل مدرسة أجنبية من طابقين في مدينة العرائش المغربية، تحولت بعد استقلال الوطن إلى أربع شقق فسيحة، كان بيتنا يحتل ميمنة الطابق الأرضي، الغرف كثيرة مختلفة أشكالها وألوانها وأضغاث أحلام لياليها، بينما يجمعها شكل موحد للنوافذ الخشبية المستطيلة الطويلة الرمادية المثبتة على جدران عريضة تحول بين أُسرتنا السباعية وبين زمهرير الشتاء وقيظ الصيف، تصطف كل الأبواب بانتظام وتناسق مدهشين على مسافة الطُرقة الرابطة بين باب البيت وباب الباحة. آه على تلك الباحة، كانت جنتي وكنت أحسبني خالدا فيها، هي ساحة مفتوحة يتوسطها ملعب كرة سلة، تنتهي حدود أسوارها عند مستودع من ست غرف بستة أبواب مستقلة عن بعضها، سقفها قرميدي منحدر على النمط الأمريكي، جُعل أحدها لتربية الدجاج وآخر للتصبين وآخر لخروف العيد وأهمهم لكلبنا الحارس الأمين، بينما المتبقيين تُرِكا لجارتنا اليهودية مرسيدس، تلك السيدة العجوز الوحيدة التي لم نعرف لها أهلاً إلا عند وفاتها، لقد كنت ونيسها ومذَلَّلَها، فكان مسموحا لي ولوج بيتها المظلم على الدوام من باب الدار كما من باب الباحة المشتركة. تفنّنت والدتي رحمة الله عليها في جعل الفضاء فردوسا على الأرض، فما أروعها من دالية عنب لذيذ تتدلى عناقيده الخضراء من على سقف قصبي متقن الصناعة، تكفي مساحة ظلها لرَكن ثلاث حافلات، وإلى جانبها شجرة "مزاحة ملقمة كروازي" لم أذق ألذ من ثمارها أبدا، نصف غلتها لنا والشطر الآخر لأبناء الحي المتربصين بها على الدوام حيث أنها تجاور السور القصير المطل على زنقة طنجة، إضافة إلى أشجار المشمش والخوخ، وأنواع من الأزهار والنباتات المختلفة أنواعها وألوانها.. لم أكن في حاجة إلى فضاءات الحي لأجل اللعب، بل لم يكن في الحي فضاءات أبرح وأجمل وأفضل من باحة منزلنا، ولولا خوف أصحابي من كلبنا الأشقر أليكس، لتحول المكان إلى ما يشبه ساحة مدرسة ابن خلدون الإبتدائية، ومع ذلك كنت أبدل وسعي لتقديم ضمانات السلامة، وتشجيع الأصدقاء لمشاركتي اللعب في مثل هكذا فضاء حصري لن يجدو له مثيلا.
وفي الجانب المقابل من البيت، كان لدي مَنفذ عجائبي على الفانتازيا، كانت وبلا أدنى شك نافذتي السحرية ومكاني المفضل، تطل على قصر الهيسبيريس حيث سكنت دوكيسا وعائلتها الملكية، تطل على المكان الأكثر جمالا في مدينتي، لم أملَّ من تكرار المشهد كل يوم من على ناصية النافذة العريضة التي تناسب كل الأوضاع، شأنها شأن كل نوافذ العمارة الإسبانوموريسكية المميزة للإنسانتشي الكولونيالي بالعرائش. أما الأوضاع بالنافذة العجيبة فهي ثلاثة:
1.    الوقوف: يمكنني من مراقبة القصر أو (فندق الرياض آنذاك) والتدقيق في تفاصيله، أتابع الشرفة الملكية الفسيحة وبقية النوافذ، ألاحظ باهتمام وأسجل، من الغائب ومن العائد، كيف تبدو أزياء الحسناوات، كيف يجلسن بالساعات تحت الشمس، والذكور تحتسي المشروب متظاهرين بتصفح الجرائد، أنتظر كل يوم من سيتجرأ على ملعب التنس، هل من ثنائي مزدوج، أو حتى طفل يتدرب. أستعجل كل يوم استعراض الطواويس، يزعجني تأنيها ومسلسل تشويقها، هي لا تُخطِر أحدا بموعد العرض، لكنها تنجح في استقطاب الانتباه إليها في كل مرة، وتنجح في تشتيت انتباهي بين الاندهاش من حركاتها وألوانها وأصواتها، وبين مراقبة ردود أفعال مشاهديها من ضيوف دوكيسا أو نزلاء فندق الرياض.
2.    الجلوس: يسمح بمراقبة المرور في شارع سيدي محمد بن عبد الله، كنت أستغله غالبا لممارسة لعبة غريبة، لعبة إحصاء السيارات، فقد كان لدي دفتر خاص سطرت فيه جدولا يضم جميع ماركات السيارات، وما إن تمر عربة في الشارع إلا وضعت علامة في خانة الماركة التي تنتسب إليها، أذكر جيدا أن المنافسة كانت محتدمة بين شركتي رينو وميرسيديس، وكنت أشعر بغبطة كبيرة كلما انتهى الإحصاء لصالح سيارتي المفضلة ميرسيديس. موقعي كان مفيدا أيضا من الناحية الاستخباراتية، حيث كان بإمكاني إخطار والدتي بأي وافد محتمل قبل أن يصل إلى الباب، كما كان يمَكِّنني من صيد بعض الغنائم من قبيل اعتراض طريق الراهبات اللائي يغدقن على أقراني من الأطفال ببعض المال [10، 20، أو 50 سنتيم] ، أو تصَيُّد عمي احميدة رحمة الله عليه الذي لم يكن ليمنح أقل من درهمين وما أدراك ما الدرهمان في أوائل الثمانينات..
3.    الاستلقاء: إن قاعدة النافذة العريضة والفسيحة كانت تسمح بافتراش الأغطية أو "الهيدورة" والتمدد عليها وإراحة رأسي على مخدتي المفضلة من المراقبة والعد، هذا الوضع مناسب لتأمل السماء وأشجار دوكيسا العالية، سافرت مرارا من هنالك على أمواج التصوف الطفولي الفطري إلى فانتازيا أحلام اليقظة، لطالما تخيلت أبطال التنس ماتس ويلاندر، جو ماكينرو، إيفان لندل، مارتينا نافراتيلوفا، كريس إيفرت، الذين عاينت لقاءاتهم الماراطونية في بطولة رولان غاروس عبر التلفاز بالأبيض والأسود، فوق الأرضية الحمراء المائلة إلى البرتقالي على ملعب فندق الرياض، كما سافرت إلى أبعد من ذلك من خلال تخيل اللاعبين القدامى أيام دوكيسا بسراويلهم الطويلة وألبستهم الفضفاضة "المضحكة"، حَاكَت مخيلتي عشرات الروايات عن سيدة القصر بخدمها وحشمها وسلطانها دون أن يصل إبداعي إلى حقيقة كونها ملكة فرنسية منفية..
لست أدري لماذا لم تُنسَج على مسامعي حكاية دوكيسا من والدتي أو والدي أو حتى جدتي التي روت لي عشرات الحكايات من ربيرتوار التراث الشعبي وبعض القصص العالمية الشهيرة، جدتي التي شاهدت بأم عينها دخول المولى الحسن الأول لمدينة العرائش عام [1889م]، وحكت لي المشهد مفصلا غيرما مرة، جدتي رحمة الله عليها من سافرت بي مرارا عبر أحجياتها الرائعة إلى جزيرة الوقواق وبحر النيل.. وولجت برفقتها إلى قصور الأميرات والملوك في كل الأزمنة والأماكن باستثناء الهيسبيريس الذي يقع بالتحديد بين منزلنا قرب شركة التبغ "ريجي طابا" -البناية التي حملت بدورها ذكريات حبلى بالأخبار والأسرار، بناية كنت أندهش من كونها تصنع تبغا بلا دخان، وتشغل أناسا لا يحملون بين أصابعهم سيجارة، بناية حملت من أناقة الإنسانتشي ما جعلها تنضم لنادي [خبر كان]- وبين منزل جدتي في سوق سبتة الذي يمَكِّنني سطحه من مراقبة الجانب الخلفي للقصر حتى تكتمل الصورة وينتحر الفضول.. تُرِكتُ هكذا مع هيبة الغموض أسبح بمخيلتي في فضاءات لا سقف لها ولا محضور، تُرِكتُ لأكتشف بنفسي بعد عقود من الزمن فانتازيا أكثر إبهارا من الخيال، فالدوكيسا اتضح أنها دوقة زوجة دوق، وأميرة بنت ملك، على رأسها تاج فرنسي مخلوع، وقصة طرزت حروفها في قصور أوربا قبل أن تحط بالعرائش وترضى، أما الهيسبيريس فلا ينقصه إلا حرف الدال الذي شفطته دارجة الإسبان زمن الحماية وورثه جيل ما بعد الاستقلال كما هو، اسم قصر دوكيسا مأخوذ من الهيسبيريديس، جنة التفاح الذهبي بحاضرة ليكسوس التي سعى إليها هرقل وقاتل من أجلها، ولم يكن لينال تفاحاتها لولا تدخل إله السماء، كما جاء في الميثولوجيا الإغريقية القديمة.
الكُلًّ جاء إلى مدينتي يسعى أملا، ومدينتي منحت بسخائها الكُلَّ مُنَاه، وقد ذَكَر التاريخ وسيذكر حتما، من هم أبطالها ومن الذين باعوا.

قصر دوكيسا [الهيسبيريس]

شركة التبغ [ريجي طايا] سابقا

الجمعة، 14 يونيو 2019

ندوة عن المقاومات بمدينة العرائش من سنة 1610 إلى سنة 1956م


محمد عزلي
نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مساء الأربعاء 12 يونيو 2019 ، بشراكة مع مجلس إقليم العرائش وجماعة العرائش ومعهد التكنولوجيا للصيد البحري بالعرائش، ندوة فكرية في موضوع : "المقاومات بمدينة العرائش من سنة 1610 إلى سنة 1956م ".وذلك بفضاء معهد التكنولوجيا للصيد البحري بالعرائش.
ترأس أشغال الندوة كل من السيد العالمين بوعاصم عامل إقليم العرائش، والسيد مصطفى الكتيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير الذي ألقى كلمة افتتاحية شملت الخطوط العريضة لتاريخ المقاومة بمدينة العرائش، كما تحدث عن أهمية صون الذاكرة الوطنية ومن ثمة العمل الذي تقوم به المندوبية السامية في هذا الاتجاه، وقد عرفت الجلسة الافتتاحية أيضا كلمة السيد مصطفى الشنتوف رئيس مجلس إقليم العرائش الذي أكد على أهمية موضوع الندوة واستعداد المجلس الدائم لدعم مثل هكذا مشاريع جادة، وأشار كذلك إلى العلاقة المتميزة التي تربطه بالمندوب السامي والهيئة التي يقودها باقتدار كبير، ثم اختتم الدكتور مشيج القرقري النائب الأول لرئيس جماعة العرائش الجلسة الافتتاحية بكلمة ركز فيها على الأبعاد الأساسية التي تشكل قوة وغنى موروث العرائش المادي والرمزي، خاصة العنصر البشري الذي شكل الدعامة الأساسية للتاريخ الجهادي بثغر العرائش، ثم التحصينات الدفاعية الشاهدة على هذا الزخم، والذي يفترض توظيفها بشكل يتناسب والقيمة التاريخية للمدينة.
أما الجلسة العلمية التي سيرها باقتدار الدكتور عبد الحميد المودن، فقد تميزت بالتنوع والتكامل، استهلها الدكتور الحاج محمد أخريف بمداخلة تطرق فيها إلى الصراع المغربي البرتغالي في النصف الأول من القرن السادس عشر، مركزا على مساهمة العرائش خاصة من خلال العمليات الجهادية البحرية التي شكلت كابوسا مزمنا لدى البرتغاليين، مشيرا إلى القوة والجرأة التي ميزت هذه العمليات حيث بلغ مداها السواحل البرتغالية بشبه الجزيرة الإيبيرية. بينما المداخلة الثانية فقد عرض من خلالها الأستاذ عبد الحميد بريري نموذجا للمقاومة المغربية المسلحة والمنظمة في القرن السابع عشر، والحديث هنا عن عمليات المجاهد العياشي وصراعه القوي ضد الحامية العسكرية الإسبانية بالعرائش في البر والبحر والنهر، وسجالهما الإستراتيجي والدبلوماسي المثير، وكذا حصار العياشي الطويل لمدينة العرائش بغية تحريرها من الاحتلال.
وعندما حان دوري وأخذت الميكروفون بيدي، تذكرت على الفور صديقي المرحوم الشاعر محسن أخريف، فاستحضرت حالة الموت، خاصة أن يوم الندوة صادف ذكرى رحيل المهدي المنجرة، أحد أعظم أعلام الفكر الاستشرافي كونيا، وتشاء الصدف أيضا أن تاريخ الندوة يتزامن مع احتلال العرائش سنة 1911 حيث أقامت القوات الإسبانية أول معسكراتها في منطقة رأس الناظور التي تصادف أيضا مكان انعقاد الندوة، كل هذه الإشارات جعلتني أدعو الحضور إلى الوقوف لقراءة الفاتحة على روح الفقيد وأرواح المقاومين المجاهدين المغاربة العظام على مر الأزمان. أما المداخلة فقد ركزت من خلالها على الجانب الجغرافي، ومدى المساعدة التي قدمتها المناعة الطبيعية لوادي لوكوس في حماية المدينة من الأطماع الأجنبية، وذلك من خلال طرح إشكاليتي عبور النهر وولوج المرسى المحفوف بالمخاطر، ضاربا مثال الباخرة الإسبانية كويتزال.
أخذ الأستاذ الدكتور عزيز الحساني بعد ذلك عموم الحاضرين في مداخلة أكاديمية مركزة إلى منطقة العرائش في الفترة المتراوحة بين 1912 و 1927 ، تناول من خلالها المقاومة المسلحة للوجود الإسباني من قبل القبائل المحلية المجاهدة، مشيرا إلى تجربة الزعيم أحمد الريسوني التي وإن اختلف في تصنيفه المؤرخون، ستظل بلا شك واحدة من أشهر وأبرز المقاومات المغربية المسلحة في القرن العشرين. أما الأستاذ الدكتور سعيد الحاجي فقد اختتم مداخلات الندوة من باب  الحركة الوطنية بالعرائش من خلال وثائق محمد بن عزوز حكيم، مبرزا الأهمية الكبيرة للأرشيف الإسباني بالمنطقة الخليفية، وما تحمله من أسرار وأجوبة من شأنها توثيق تراث المنطقة عموما والعرائش على وجه التحديد وبالتالي المضي قدما في دراسة تاريخ المدينة الذي لم يكتب بعد.
وفي نهاية ندوة "المقاومات بمدينة العرائش من سنة 1610 إلى سنة 1956م" تمت تلاوة برقية الولاء والإخلاص المرفوعة إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله من قبل رئيس المكتب المحلي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالعرائش السيد عبد اللطيف زرغيلي. وتجدر الإشارة أخيرا إلى أن المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وعدت بطبع ونشر مداخلات الندوة كخطوة أولى من قبلها لتوثيق الذاكرة الوطنية بمدينة العرائش والتي تعرف للأسف خصاصا كبيرا.

ألبوم الندوة بعدسة: محمد أكرم، محمد أكميم، محمد الرزاني.
























الاثنين، 3 يونيو 2019

ندوة فكرية في موضوع : المقاومات بمدينة العرائش من سنة 1610 إلى سنة 1956م

    
                                                   برنامج  الندوة الفكرية
           

الثلاثاء 11 يونيو 2019 


       الساعة 17.00 معهد التكنولوجيا للصيد البحري بالعرائش
  
       ندوة فكرية في موضوع : "المقاومات بمدينة العرائش من سنة 1610 إلى سنة 1956م ".

تسيير الجلسات من طرف احد أطر المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير.

 الجلسة الأولى: الجلسة الافتتاحية:    

-   تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم،
-   كلمة السيد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير،
-   كلمة السيد رئيس المجلس الإقليمي للعرائش،
-   كلمة السيد رئيس المجلس الجماعي لمدينة العرائش،

الجلسة الثانية: الجلسة العلمية : 

·        مداخلة  الأستاذ محمد أخريف باحث في التاريخ المحلي في موضوع : "مساهمة العرائش في مقاومة الاحتلال البرتغالي في النصف الأول من القرن السادس عشر".

·        مداخلة  الدكتور إدريس شهبون أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالدارالبيضاء في موضوع: "الاحتلال الاسباني للعرائش والمقاومة المغربية 1610-1689"،

·        مداخلة الأستاد عبدالحميد البريري باحث في التاريخ المحلي في موضوع : "عمليات المجاهد العياشي لتحرير العرائش وردود فعل المحتلين خلال القرن 17" .

·        مداخلة الأستاذ عزيز الحساني باحث في التاريخ المحلي في موضوع  : "المقاومة المسلحة للوجود الاسباني بنواحي العرائش 1912-1927" .


·        مداخلة الأستاذ عزيز قنجع باحث في التاريخ المحلي في موضوع : "معركة المليحة والمقاومة المغربية".

·        مداخلة الأستاذ محمد عزلي باحث في التاريخ المحلي في موضوع : "وادي لوكوس في خدمة المقاومة".  

·        مداخلة الأستاذ محمد شكيب الفليلاح باحث في التاريخ المحلي في موضوع: "المنشآت الدفاعية العسكرية للعصرين السعدي والعلوي".  

·        مداخلة الأستاذ سعيد الحاجي استاد التعليم العالي بالكلية المتعددة التخصصات بتازة في موضوع : "الحركة الوطنية بالعرائش من خلال وثائق محمد بن عزوز حكيم".  

·        45 دقيقة للمناقشة.

·        تلاوة برقية الولاء والإخلاص المرفوعة إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

·         اختتام الندوة.