الكتاب: الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس.
الكاتب: علي بن محمد بن أحمد بن عمر بن أبي زرع الفاسي (توفي سنه 726هـ/1326م).
الناشر: دار المنصور للطباعة والوراقة، الرباط، طبعة 1972.
عدد الصفحات: 517.
رابط التحميل:
المؤرخ ابن أبي زرع ومنهجه
في كتابة "الأنيس المطرب"
الدكتور مزاحم علاوي الشاهري
والدكتور سالم محمود عيسى
جامعة الموصل
لم يكن ابن أبي زرع الوحيد الذي كتب في مجال التواريخ المحلية([1]). فقد سبقه عدد من المؤرخين، كالرقيق القيرواني وابن الخطيب وغيرهم.
فمن خلال مراجعة مقدمة "الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس"، يتضح أن ابن أبي زرع قد أبرز في المقدمة المنهج الذي سار عليه في اختيار مادته التاريخية والأهداف التي دفعته إلى تأليف كتابه الموسوم "الأنيس المطرب" وبيان طريقته في الحصول على المرويات والأخبار، فضلاً عن تحديده للمصادر التي استقى منها تلك المعلومات. وبذلك، فإن ابن أبي زرع قد قام بعمل مشابه لمناهج البحث الحديثة والتي لا تخلو من مقدمة تبرز أهمية الموضوع المراد بحثه مع إعطاء فكرة عن المصادر التي استخدمت في البحث([2]).
وإن الدافع لتأليف هذا الكتاب - كما صرَّح ابن أبي زرع بذلك -كان رغبته في إظهار معالم دولة السلطان عثمان بن يعقوب المريني (710 - 731 هـ/ 1325 - 1346 م) بقوله:
وإني لما رأيت مكارم دولته السعيدة - أطالها الله وخلدها، وأعلى كلمتها وأيدها - تنظم نظم الجمان، وسور محاسنها تتلى على كل لسان، وغرر مآثرها وبركاتها تشرق بكل ناحية ومكان... فاستخرت الله تعالى في تأليفه من ذلك ويسره وفضله وبركات مولانا أمير المؤمنين الظاهرة الباهرة([3]).
وهي محاولة منه في التقرب إلى الأمراء المرينيين، كما عبر عن ذلك بقوله:
أردت خدمة جمالها والتقرب إلى كمالها والتفيؤ بظلالها والورود من عذب زلالها بتأليف كتاب جامع لطيف الأخبار وملح الآداب يحتوي على غرر التاريخ وعجائبه ونوادر الأثر وغرائبه...([4]).
ولعل أهم ما يميز كتاب ابن أبي زرع أنه لم يكن سيراً لأشخاص أو تاريخاً لأعمالهم وحروبهم، بل شمل مجمل النشاطات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية([5]). فهو بمثابة تاريخ عام للمغرب الأقصى([6]).
لقد عالج ابن أبي زرع حقبة زمنية تجاوزت خمسة قرون ونصفاً. ويعد كتابه نموذجاً مهماً للتواريخ المحلية التي تؤكد اعتزاز المؤرخ بوطنه([7]). وقد سمى البعض هذا التوجه عند ابن أبي زرع بـ»فكرة الوطنية المغربية«([8]).
ذكر ابن أبي زرع دولاً عديدة ووجدناه لا ينحاز في ذكر مروياته إلى أية دولة([9])، بالرغم من أنه كتب عن دول مختلفة الاتجاهات ولم ينقص من قيمة أية دولة. إلاَّ أنه كان يظهر في بعض الأحيان تعاطفاً مع دولة الأدارسة لرجوع نسبهم إلى أهل البيت، وخصوصاً عند ذكره لأخبار موسى بن العافية عندما أراد إبادة الأدارسة([10]). وزيادة على ذلك، فهو يضفي على مؤلفه لوناً قصصياً طريفاً تختلط فيه الحقيقة التاريخية بالرواية الشعبية، خصوصاً عند تناول أخبار دولة الأدارسة([11]).
الإسناد
يتبين من خلال دراسة "الأنيس المطرب" أن ابن أبي زرع قد ابتعد عن الإسناد من خلال اعتماده على منهج الكتابة المرسلة، نظراً لاستقرار الأسانيد من قبله. وإن ابتعاده عن الإسناد لا يعني بالضرورة اعتماده على الروايات جزافاً أو كيفما اتفق، وإنما وضع لنفسه برنامجاً محدداً أو خطة عمل سار عليها في كتابه. وفضلاً عن ذلك، فإن المرحلة التي عاصرها ابن أبي زرع قد عكست عزوف المؤرخين منذ مدة ليست بالقصيرة عن سلسلة الإسناد الذي وصل إلى حالة من الاستقرار والثبات، بالإضافة إلى أن منهج الإسناد يؤدي إلى الإطالة؛ إذ إنه كثيراً ما تتضخم المصادر بتكرار المادة الواقعة في حالة تطبيق سلسلة الإسناد([12]).
وقد عبر ابن أبي زرع عن ذلك بالقول: »وحذفت فيه الإسناد خيفة الإكثار والامتداد مع الميل إلى ترك الإسهاب والتطويل وتجنب الاختصار والتقليل«([13]). وقد انعكس هذا المنهج في عدم ذكر أسانيد الأحاديث النبوية الشريفة التي دونها في كتابه، ما عدا حديثاً واحداً ذكره حول مدينة فاس([14]).
أسلوبه في كتابة تاريخه
لقد كان لثقافة ابن أبي زرع الدينية أثرها البيِّن على أسلوبه في الكتابة. ويتجلى ذلك من خلال توظيف الكثير من المفردات القرآنية في التعبير عن أفكاره وتصوراته. ومما يعزز هذه التصورات مقدمة مؤلفه الذي استهله بالقول: »الحمد لله مصرف الأمور بمشيئته وتدبيره، ومسهل العسير بمعونته وتيسيره، ومبدع الأشياء بحكمته وتصويره، خالق الخلق بقدرته وباسط الرزق بتقديره، أحمده حمد معترف بذنوبه ومقر بتقصيره«([15]). وكذلك دعاؤه لنصرة الدولة المرينية، بقوله: »والدعاء للدولة السعيدة العلية المرينية العبد الحقية أعلى الله كلمتها ورفع قدرها وأبقى على مر الأيام فخرها بالتأييد والتمكين والنصر والفتح المبين«([16])، والذي يوضح بشكل جلي موقفه السياسي المتفق مع منهج الدولة المرينية، وأنه كان راضياً تماماً عن الحكم السياسي. وبغض النظر عن قصده، فهو بذلك القول يؤكد ميله لحكمها وبقاء الخلافة في الأسرة المرينية، ومنه قوله:
وجعل الخلافة كلمة باقية في عقبه إلى يوم الدين ولا زال للخلافة يحيي آثارها، ويجدد إظهارها ويرفع منارها ويجلو أنوارها، والسعد مخيم بفنائه وعتباته، والنصر مقرون براياته، وقلوب الأمة مجتمعة على طاعته ومحبته ما محا النور الظُّلَم وغنَّى الحمام على غصن وترنم([17]).
ومن جانب آخر، فإن دراسة "الأنيس" تظهر تأثر مؤلفه بثقافات من سبقه من المؤرخين والرواة الذين ينقل عنهم ولا ينسب إليهم في معظم الأحيان. ومما يميز أسلوبه أيضاً تنوع العبارات من حيث سبكها ودرجة بلاغتها([18]). ولكن نلاحظ بصورة عامة أن أسلوبه الذي يتسم بالبساطة والسهولة يصل أحياناً إلى أعلى درجات الجودة من حيث اختيار المفردة في مواضع كثيرة([19]).
ولقد وصف أسلوبه بأنه أسلوب فقيه أو عدل متوسط المعرفة بعلوم اللغة([20]). وإذا وقع شيء من ذلك في كتابه، فإنه يرجع إلى اختلاف النصوص وتباين الذين نقل عنهم من المؤرخين في صياغة الكلام([21]). والمرجح أن ذلك ناجم عن كثرة موارده وتنوُّعها واختلاف أساليب المؤرخين الذي ينقل عنهم بشكل حرفي في بعض المواضيع. ولكن عندما يدون عن الأحداث التي عاصرها، يكتب معلوماته بأسلوب يتسم بالبساطة والإيضاح([22]).
وزيادة على ذلك، فقد شاع في أسلوبه الكثير من التعابير البلاغية، كالسجع والتشبيه والكناية كما في النص الآتي: »فتعشته قبل أن يتعشاها وتغذته قبل أن يتغذاها، وانقضت جيوش المسلمين على جيوشهم انقضاض العقاب على عفريته، ووثبت عليهم وثوب الأسد على فريسته«([23]). وفي مكان آخر يقول: »وأقبلت سهام المسلمين عليهم صائبة كأنها القطر الواكف أو الريح العاصف، فتنفذ التراس والدروع وتفرق الكتائب والجموع... ويتساقطون فيه تساقط الفراش في الشهاب الساطع، فقتلهم المسلمون بالرماح النوابل والسيوف القواطع«([24])، فضلاً عن استخدامه لبعض المفردات المحلية الدارجة في عصره مثل »محلة، المخزنية، الكراع«([25])؛ كما يلاحظ ظاهرة التكرار في أسلوبه([26])، مع وجود بعض العبارات الملازمة له تقريباً منذ بداية كتابه، منها: »فقاتلناهم قتالاً شديداً«([27])، »وقتل منهم خلق كثير«([28]).
والأسلوب لدى ابن أبي زرع واضح بعيد عن التكلف تشيع فيه المفردات والعبارات المتداولة عند العامة. بيد أن ذلك لا يمنع من استخدامه للمحسنات اللفظية البديعية، ولا سيما عندما يتحدث عن رجال الدولة([29]). فمقدرة ابن أبي زرع على صياغة الألفاظ ليست الوحيدة التي يتميز بها، وإنما القدرة على تحديد إبعاد للفكرة التي يريد التعبير عنها. لذلك جاء تاريخه بكل ماضيه من حوادث وروايات قد غلب عليه طابع الانسجام والوضوح، كما يتميَّز أسلوبه - وخصوصاً إبان العصر المريني - بظاهرة المدح والثناء على سلاطين بني مرين بشكل واضح؛ إذ يقول في مدح السلطان أبي سعيد عثمان (710 - 731 هـ/ 1325 - 1346 م): »أما بعد؛ أطال الله بقاء مولانا الخليفة الإمام معلِّي الإسلام ورافعه، ومذل الكفر وقامعه، تاج العدل وناشره، وماحي الظلام وهاتكه، ملك الزمان وسراج الإسلام والإيمان أمير المسلمين أبو سعيد عثمان«([30]). ويتحدث في موضع آخر عن دولة بني مرين مادحاً إياهم بالقول: »فبنو مرين أعلى قبائل زناتة حبّاً وأشرفها نسباً وأغزرها كرماً، وأحسنها شيماً وأرعاها ذماماً، وأرجحها إصلاحاً... ماضية في الأعداء سيوفهم وأقلامهم بمنه وكرمه«([31]). ومما يتميز به عندما يتكلم عن حادثة معينة أنه يعطي الحادثة مغزاها ودلالاتها تمكن المطلع على كتابه من أن يتحسنها ويتذوقها ويتعايش معها.
النقد التاريخي عند ابن أبي زرع
إن نقد النصوص التاريخية يحتاج إلى قدرة على الاستقراء والمقارنة ودرجة من الذكاء وقوة الحدس والملاحظة وسعة المعلومات التي تمكن المؤرخ أو الباحث من الاطلاع على الكثير من المصادر والمراجع([32])، والتي تقوي ملكته النقدية. ومن خلال دراسة "الأنيس المطرب"، فإننا نلاحظ ضعف الحس النقدي. فقد اعتمد على السرد التاريخي المجرد دون إبداء أي رأي أو تحليل، وإنما كان مجرد جامع لهذه النصوص، مما حدا ببعض الباحثين المحدثين إلى انتقاد ابن أبي زرع بنعته بأنه يفتقد إلى روح النقد العلمي([33]). غير أن ذلك لا يلغي ملامح النقد عنده: فثمة إشارات طفيفة ظهرت في ثنايا كتابه، لكنها لم تكن ذات قيمة نقدية؛ إذ لم تمس شخصية الراوي أو نقد مصدره، وهو ما أشار إليه في مقدمته باعتماده أسلوب الانتقاء في تدوين معلوماته. ويعقب على ذلك بالقول: »وانتقيت جواهره من كتب التاريخ المعتمد على صحتها والمرجوع إليها سوى ما رويته عن أشياخ التاريخ والحفاظ والكتاب وقيدته عن الرواة الثقات الأنجاب«([34])،
أما حالة النقد التي ظهرت بشكل قليل في كتابه، فهي إشارات يسيرة كقوله: »ويدل على صحة هذه الرواية«([35]) وفي موضع آخر يقول: »والصحيح في بيعته«([36])، و»ليس بصحيح«([37])، أو »إنما ذلك غلط ووهم منهم«([38]). ثم يذكر عبارة نقدية لنفسه بقوله: »وخلافاً لما نقلناه عن البعض. والله أعلم«([39]). ونلاحظ أن ابن أبي زرع يستخدم كلمة »والله أعلم«([40]) في أكثر مكان والمرجح أنه توخى من ذلك الابتعاد قدر الإمكان عن الإطلاق والتعميم في تثبيت الواقعة التاريخية على أنها حقيقة مسلم بها، فيخضعها للاحتمال كما ورد في بعض مروياته التاريخية التي ذكر فيها عدة آراء في بعض الأحداث التاريخية، ولا سيما فيما يتعلق بوفاة إدريس بن عبد الله وسوقه الآراء المختلفة بشأنه، ولكنه في نهاية هذه الروايات يذكر »والله أعلم بصحة ذلك«([41]).
طريقة ابن أبي زرع في كتابة "الأنيس المطرب"
من المرجح أن ابن أبي زرع قد اطلع على مناهج الكتابة التاريخية التي كانت سائدة في عصره والعصور التي سبقته والتي أعطته بدورها الكثير من المعلومات في تدوين معلوماته التاريخية([42]). ومما لا يخفى على الكثير من الباحثين أن هنالك عدة طرق في كتابة التاريخ، منها:
المنهج الأفقي أو ما يسمى بـ»المنهج الموضوعي«، وهو كتابة التاريخ حسب الموضوعات إما للدول أو للعهود أو الأمراء([43]). ولعل خير من مثل هذا المنهج هو اليعقوبي (ت. 284 هـ/ 893 م) في تاريخه المشهور والمعروف بـ"تاريخ اليعقوبي"([44]).
والمنهج الآخر هو المنهج العمودي أو ما يسمى بالمنهج الحولي، أي تدوين الأحداث التاريخية حسب السنين. ومن مثل هذا النوع هو الطبري([45]) (ت. 310 هـ/ 922 م). ونلاحظ أن المنهج الأفقي يحبذه بعض المؤرخين المحدثين، لكونه أكثر ترتيباً وتنظيماً([46]).
ولا شك أن ابن أبي زرع قد اطلع وأخذ بطريقة الموضوعات، لاعتقاده أنها الطريقة التي تناسبه في كتابته عن دول. فهو يذكر الدولة ونسبها وسكنها وتشعب قبائلها ومراحل تأسيسها، ثم يذكر أمراءها واحداً بعد الآخر وما قاموا به من أعمال كما وضح في مقدمة كتابه إذ قال: »يخبر بنبذ من أخبار ملوك المغرب المتقدمين وأمرائه الماضين وأممه السالفين وتاريخ أيامهم وذكر أنسابهم وأعمارهم وسيرهم وغزواتهم وأحوالهم في دولهم...«([47])، ثم يذكر في نهاية كل دولة خلاصة لمختلف الأحداث المتنوعة مرتبة حسب السنين وكما سماها في كتابه »الخبر عن الأحداث التي كانت بالمغرب في أيامهم إلى انقضائها«([48]).
وزيادة على ذلك، أظهر عناية في تراجم الأمراء والسلاطين مركزاً على الأوصاف الجسمية لهم، كأن يقول في ذكر أوصاف إدريس الثاني
(ت. 213 هـ/ 828 م): »كان أبيض اللون، مشوباً بحمرة، أكحل أجعد تام القد، فصيحاً بليغاً أديباً«([49])؛ وقوله في أوصاف أمير المرابطين يوسف بن تاشفين (ت. 500 هـ/ 1106 م): »أسمر اللون، معتدل القامة، نحيف الجسم، خفيف العارضين، أكحل العينين«([50]).
(ت. 213 هـ/ 828 م): »كان أبيض اللون، مشوباً بحمرة، أكحل أجعد تام القد، فصيحاً بليغاً أديباً«([49])؛ وقوله في أوصاف أمير المرابطين يوسف بن تاشفين (ت. 500 هـ/ 1106 م): »أسمر اللون، معتدل القامة، نحيف الجسم، خفيف العارضين، أكحل العينين«([50]).
وفي أوصاف السلطان يعقوب بن عبد الحق المريني (ت. 685 هـ/ 1286 م): »كان أبيض اللون، تام القد، معتدل الجسم، حسن الوجه، واسع المنكبين...«([51]).
فضلاً عن ذلك، فقد اتبع منهجاً يقوم على الجمع بين السنين([52]) والموضوعات([53])، في حين التزم بسرد أحداث عصره، أي تاريخ المرينيين على السنين حيث رتب أخبارهم على السنوات، بل وصل إلى الحد الذي استعرض أوضاعهم بالشهور وفي بعض الأحيان بالأيام كما فعل ذلك في الأحداث التي عاصرها([54])، لكنه حاول في بعض الأحيان تجنب بعض الوقائع المرينية وخاصة تلك التي تتعلق بظروف البيت المريني([55]). ويبدو أن السبب الرئيس الذي دفعه إلى ذلك ابتعاده عن أيِّ حرج قد يقع فيه نتيجة لذلك في إبداء رأيه في ذلك مكتفياً ببعض الجوانب المشرقة عن كيان الدولة المرينية في عصره([56]).
علاوة على ذلك، فإن الكتاب لم يخل من بعض القصص والأساطير غير المعقولة، والتي نقلها من بعض المصادر وتعامل معها كأنها مسلمات([57]).
ومن جانب آخر، سيلاحظ من يطلع على "الأنيس المطرب" أنه لا يخلو من المبالغة، وخصوصاً في ذكر الخسائر التي تتكبدها الأطراف المتحاربة في أثناء المعارك الحربية. وهذه الأرقام نجدها تختلف مع عدد من المصادر التي
كانت معاصرة لتلك الأحداث([58]). وهذا الأمر انسحب أيضاً أثناء حديثه عن المعارك العسكرية لإدريس بن عبد الله (سنة 172 هـ/ 788 م) إذ يقول: »فنزل أولاً مدينة شالة ففتحها ثم فتح بعدها سائر بلاد تامسنا ثم سار إلى بلاد تادلة... وكان أكثر هذه البلاد على دين النصرانية ودين اليهودية؛ والإسلام بها قليل«([59]). وهذا أمر يثير الاستغراب، إذ كيف يكون الإسلام فيها قليلاً وقد حرر البلاد قبل ثمانين عاماً تقريباً قادة الإسلام ومنهم موسى بن نصير الذي أكمل تحرير المغرب الأقصى، ونشر ومن معه الإسلام بين سكان القبائل. والواقع أن غاية ابن أبي زرع من كل ذلك لا تعدو أن تكون تمجيداً لفعل الأدارسة([60]).
كانت معاصرة لتلك الأحداث([58]). وهذا الأمر انسحب أيضاً أثناء حديثه عن المعارك العسكرية لإدريس بن عبد الله (سنة 172 هـ/ 788 م) إذ يقول: »فنزل أولاً مدينة شالة ففتحها ثم فتح بعدها سائر بلاد تامسنا ثم سار إلى بلاد تادلة... وكان أكثر هذه البلاد على دين النصرانية ودين اليهودية؛ والإسلام بها قليل«([59]). وهذا أمر يثير الاستغراب، إذ كيف يكون الإسلام فيها قليلاً وقد حرر البلاد قبل ثمانين عاماً تقريباً قادة الإسلام ومنهم موسى بن نصير الذي أكمل تحرير المغرب الأقصى، ونشر ومن معه الإسلام بين سكان القبائل. والواقع أن غاية ابن أبي زرع من كل ذلك لا تعدو أن تكون تمجيداً لفعل الأدارسة([60]).
فضلاً عن ذلك، فقد أبرز في وصف بعض الشخصيات صفات لم تذكرها المصادر من بعده. ففي حديثه عن وصف الأمير المريني عبد الحق بن محيو (ت. 614 هـ/ 1217 م) جعل منه وليّاً ذا كرامات عديدة. وقد بالغ في هذا الوصف. إلا أن المؤرخين الذين جاءوا من بعده لا يبالغون في ذلك([61]).
وتكمن أهمية كتاب "الأنيس المطرب" في حفظه لروايات تاريخية مهمة عن بلاد المغرب لمؤرخين قدماء، منهم من عاصر الأحداث([62])، أو كان قريب الصلة بها لكن لم تصلنا حتى وقتنا هذا. إلا أن ابن أبي زرع حافظ عليها من الضياع ودوَّنها، وأصبحت اليوم شائعة بين المعنيين بتاريخ المغرب، إضافة إلى الأحداث التي سجلها بصفته شاهد عيان إبان حكم الدولة المرينية. ولهذا جاءت معلوماته دقيقة وواضحة، وخصوصاً عن عصر بعض سلاطينهم([63]).
وفوق كل هذا، فإن ابن أبي زرع لما دوَّن تاريخ المغرب لم ينس أن يسرد الوقائع التي حصلت في المشرق. فنلاحظ أنه في سنة 568 هـ/ 1172 م يذكر أنه حدثت زلازل عظيمة شملت بلاد الشام والموصل والجزيرة والعراق وهلك العديد من الناس في حلب([64])، ولم يركز على الأخبار ذات الطابع السياسي من علاقات وغيرها([65]). لكنه مع ذلك يورد في أحداث سنة 701 هـ/ 1301 م المراسلات التي تمت بين السلطان المريني يوسف بن يعقوب والناصر صاحب مصر والشام والهدايا التي أرسلها الأول إليه. وقد بين ابن أبي زرع نوع الهدايا المقدمة([66]).
كما ذكر في أخبار سنة 691 هـ/ 1292 م تحرير مدينة عكا بقوله: »فتح الملك الأشرف مدينة عكا«([67]). وعلاوة على ذلك، ألمح إلى بعض الصلات العلمية بين الشرق والغرب([68]).
والواقع أن ما ورد من أخبار كانت خاضعة لطبيعة منهجه الذي ركز على تاريخ المغرب، وأن ما جاء من إشارات مشرقية تمثل حالة عرضية وربما تناولها بسب تداخلها مع أحداث مجتمعة كحالة الغلاء الواقعة سنة 260 هـ/ 873 م والتي شملت بلاد المغرب والأندلس وإفريقية ومصر وبلاد الحجاز([69]).
وزيادة على ذلك، فإن ظاهرة الاستشهادات الشعرية تعد ميزة له أخذت حيزاً كبيراً عنده. ولم يغفل أحياناً عن ذكر أسماء الشعراء والمناسبات التي قيلت فيها تلك القصائد([70])، وربما وقع تصحيف في مفردات بعض الأبيات([71])، وفي أحيان لا يذكر أسماء قائليها([72]).
ومن مزايا "الأنيس المطرب" أن ابن أبي زرع قد خصص حيزاً كبيراً لمدينة فاس واستطاع أن يوثق المعلومات التاريخية التي تمتزج بالمعلومات الجغرافية. وهو أمر مألوف لدى المؤرخين في المغرب، إذ كانوا يستهلون حديثهم بمقدمة عن جغرافية المكان الذي ينوون الكتابة عنه([73])، الأمر الذي عكس لدى ابن أبي زرع حسه الجغرافي الذي يتمتع به إضافة إلى مقدماته الجغرافية لبقية المدن المغربية الأخرى ومزايا موقعها، حيث يسهب في شرح أهميتها وأثر ذلك في نشأتها واستمرارها([74])، كقوله: »وقالت الحكماء: أحسن مواضع المدن أن تجمع خمسة أشياء، وهي النهر الجاري، والمحرث الطيِّب، والمحطب القريب، والسور الحصين، والسلطان...«([75]). وتطبيقاً لذلك، يقول بشأن مدينة فاس:
وقد جمعت مدينة فاس بين عذوبة الماء واعتدال الهواء وطيب التربة وحسن الثمرة وسعة المحرث وعظيم بركته وقرب المحطب وكثرة عدده وشجره، وبها منازل مونقة، وبساتين مشرقة، ورياض مورقة، وأسواق مرتبة، وعيون منهمرة...([76]).
وأخيراً، فإنه لم يغفل الأسباب التي كانت وراء نشوء المدن في بلاده. فهو يقدم، مثلاً، الآراء الكثيرة التي قيلت حول نشأة مدينة فاس([77]).
محتويات كتابه
يستطيع الباحث في التاريخ العربي الإسلامي أن يستفيد فائدة كبيرة من المعلومات المتنوعة التي وردت في "الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس" والتي تلقي الضوء على الجوانب المختلفة من حياة المجتمع في المغرب العربي، ومنها الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وغيرها.
فالجانب الاقتصادي يوليه ابن أبي زرع اهتماماً كبيراً، فيدون حالات الرخاء وارتفاع الأسعار والأزمات الاقتصادية التي مر بها مجتمع المغرب بوجه خاص والعالم الإسلامي بوجه عام منذ بداية كتابه حتى سنة 726 هـ/ 1325 م.
ففي حديثه عن دولة الأدارسة، يقدم شرحاً وافياً عن طبيعة الحياة الاقتصادية وما تنتجه مدينة فاس من أنواع الغلات الزراعية والسلع الاقتصادية الأخرى، فيقول: »وبمدينة فاس من أصناف الأزهار والفواكه ما لا يوجد في غيرها من البلاد... وبها من الرمان السفري الذي ليس في المغرب مثله حلاوة ولذة والتين الشعري والسبتي الطيب الحسن، والعنب والخوخ والسفرجل...«([78]).
وفي خلاصة أخبار دولة الأدارسة للمدة المحصورة بين سنة 208 وسنة 247 هـ (823 - 861 م) قدم ابن أبي زرع معلومات اقتصادية مهمة، فقال: »كان الرخاء متوالياً في المغرب من سنة ثمان ومائتين إلى سنة سبع وأربعين ومئتين (823 - 861 م). بيع القمح بمدينة فاس في أكثر سني هذه المدة ثلاث دراهم للوسق وأقل وأكثر«([79]). وقد أشار أيضاً إلى بعض حالات المجاعة والقحط إبان تلك الحقبة، فذكر أنه »في سنة 232 هـ/ 846 م أصيبت بلاد الأندلس بقحط حتى هلكت المواشي وأحرق الكرم والشجر وكثر الجراد وغلت الأسعار في جميع بلاد الأندلس«([80]).
ولم يكتف ابن أبي زرع بذكر المجاعات التي حلت في بلاد المغرب والأندلس فحسب، بل ذكر ما حل منها بنواحي متعددة من بلاد الإسلام؛ فنراه يقول: »سنة 260 هـ/ 873 م عم الغلاء والقحط جميع بلاد المغرب والأندلس وإفريقية ومصر وبلاد الحجاز كلها حتى رحل الناس من مكة إلى الشام... وكان في بلاد الأندلس والمغرب... غلاء السعر وعدم الأقوات«([81]). ومن جانب آخر، أشار إلى السنوات 238 هـ و260 هـ و285 هـ و303 هـ ([82])، »حيث أصيبت البلاد بحالات المجاعة والغلاء، وأشار إلى سنة 380 هـ/ 990 م حيث عم الرخاء في المغرب، فكانت المحاصيل الزراعية لا تباع ولا تشترى لكثرتها«([83]). وفي ذكره لأخبار الدولة الزناتية، ذكر لنا بعض الإشارات عن الجانب الاقتصادي، إذ يقول:
وكانت أيام مغراوة وبني يفرن بالمغرب نحو مئة، وذلك من سنة اثنتين وستين إلى سنة اثنتين وستين وأربعمائة (972 - 1069 م). وفي أيامهم تمدنت مدينة فاس... فكبرت المدينة وكثرت الخيرات بها واتصل الأمن والرخاء بطول أيامهم إلى أن ظهر المرابطون بالمغرب وقد ضعف أحوال مغراوة ونقص ملكهم... وغلت الأسعار، وتبدل الرخاء بالشدة... وغلاء مفرط لم يسمع مثله وفتنة شديدة، فاتصل الجوع والغلاء وعدم الأقوات في مدينة فاس...([84]).
وفي ذكره لأحداث 381 هـ/ 991 م، أشار إلى القحط الشديد والمجاعة التي أصابت إفريقية (تونس) والأندلس والمغرب. ودامت المجاعة ثلاث سنين([85]). وذكر أنه في سنة 407 هـ/ 1016 م كان بالمغرب والأندلس وإفريقية قحط شديد ومسغبة عامة([86])؛ وكذلك »حدث في سنة 411 هـ/ 1020 م: اشتد القحط ببلاد المغرب كلها من تيهرت إلى سجلماسة وكثر الفناء في الناس«([87]).
أما عن عصر الدولة المرابطية، فإنه دوَّن لنا حالات الرفاه والرخاء التي عمت بلاد المغرب بقوله:
وكانت أيامهم أيام دعة ورفاهية ورخاء متصل وعافية وأمن، تناهى القمح في أيامهم إلى أن بيع أربعة أوسق بنصف مثقال، والثمار ثمانية أوسق بنصف مثقال، والقطاني لا تباع ولا تشترى... ولم يكن من عمل من بلادهم خراج ولا معونة ولا تقسيط ولا وظيف من الوظائف المخزنية حاشا الزكاة والعشر، وكثر الخيرات في دولتهم وعمرت البلاد ووقعت الغبطة([88]).
وعمل المرابطون في عهد يحيى بن إبراهيم (ت. 440 هـ/ 1048 م) على تأسيس بيت المال لغرض الصرف على شراء الأسلحة وإعداد الجيوش([89]).
وكان هناك نظام مالي متبع لدى المرابطين وهو نظام الزكاة والأعشار والأخماس، وكان يصرف منه إلى طلبة العلم والقضاة([90]). وكذلك دوَّن أخبار الأمير المرابطي يحيى بن عمر (ت. 448 هـ/ 1056 م) وإجراءاته الاقتصادية في سجلماسة من خلال إزالة المكوس وإسقاط المغارم المخزنية([91]). أما عن عهد الأمير يوسف بن تاشفين (ت. 500 هـ/ 1106 م)، فقد ذكر الأوضاع الاقتصادية في زمنه بقوله: »ولم يوجد في بلد من بلاده ولا في عمل من أعماله على طول أيامه رسم مكس ولا معونة... من الزكاة والأعشار وجزية أهل الذمة وأخماس غنائم المشركين...«([92]). ومن الأعمال الاقتصادية التي تميز حكم يوسف بن تاشفين أنه قام في سنة 473 هـ/ 1080 م بتبديل السكة وكتب عليها اسمه([93])، بالإضافة إلى قيام الأمير يوسف بتوزيع الأموال على العلماء والفقهاء من بيت المال([94]).
أما في العصر الموحدي، فقد أجمل ابن أبي زرع بعض الأمور الاقتصادية. فذكر أن المهدي الموحدي (ت. 524 هـ/ 1129 م) قام بتوزيع الغنائم على الموحدين([95])؛ وكذلك ما ذكره من قيام عبد المؤمن بن علي
(ت. 554 هـ/ 1159 م) بتكسير بلاد إفريقية بالفرسخ والأميال وأسقط الثلث من الجبال والأنهار والطرقات وما بقي قسط عليه الخراج وألزم كل قبيلة قسطها من الزرع والورق؛ فيعد هذا الإجراء أول ما قام به الموحدون بالمغرب([96]). كما قدم لنا الحياة الاقتصادية في عهد يوسف بن عبد المؤمن (ت. 580 هـ/ 1184 م) بقوله: »يجبي إليه خراج ذلك كله دون مكس ولا جور، فكثرت الأموال في أيامه وتمهدت البلاد«([97]).
(ت. 554 هـ/ 1159 م) بتكسير بلاد إفريقية بالفرسخ والأميال وأسقط الثلث من الجبال والأنهار والطرقات وما بقي قسط عليه الخراج وألزم كل قبيلة قسطها من الزرع والورق؛ فيعد هذا الإجراء أول ما قام به الموحدون بالمغرب([96]). كما قدم لنا الحياة الاقتصادية في عهد يوسف بن عبد المؤمن (ت. 580 هـ/ 1184 م) بقوله: »يجبي إليه خراج ذلك كله دون مكس ولا جور، فكثرت الأموال في أيامه وتمهدت البلاد«([97]).
كما يوضح الإجراءات المالية التي قام بها يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن (ت. 595 هـ/ 1199 م) عند بيعته، فقال: »ولما تمت له البيعة وأطاعته الأمة، كان أول شيء فعله أنه أخرج مئة ألف دينار ذهباً من بيت المال ففرقها في الضعفاء... وأكرم الفقهاء... وأجرى على أكثرهم الإنفاق من بيت المال«([98])، بالإضافة إلى اهتمام الأمير يعقوب بن يوسف ببناء المارستان للمرضى والمجانين، وأجرى المرتبات على الفقهاء والطلبة على قدر مراتبهم وطبقاتهم، وأجرى الإنفاق على هذه المارستانات([99]).
وفي ذكره لأخبار إدريس المأمون (ت. 629 هـ/ 1232 م)، يصف لنا الدولة الموحدية بقوله: »ولي الخلافة والبلاد تضطرم ناراً فقد توالى عليها الخراب والفتن والقحط والغلاء الشديد«([100]).
أما عن أخبار عمر المرتضى (ت. 665 هـ/ 1366 م)، فيذكر: »وكانت أيامه أيَّامَ أمن ودعة ورخاء مفرط لم ير أهل مراكش مثلها. والبقاء لله وحده«([101]). ويستمر ابن أبي زرع في ذكره لأخبار الدولة الموحدية من حالات القحط والمجاعة والجراد للسنوات 617 هـ/ 1220 م و630 هـ/ 1232 م وغيرها ([102]).
وزيادة على ذلك، فقد ذكر لنا أحوال مدينة فاس على عهد المرابطين والموحدين ومن جاء بعدهم وما حوته من مصانع لمختلف المهن من »عمل الصابون والدباغة، ودار لسك النحاس ومصانع لعمل الجير، ومصانع لعمل الزجاج وصناعة الفخار، فضلاً عن 400 حجر لعمل الكاغد والورق«([103])، وهو ما يعكس ديمومة النشاط الاقتصادي لمدينة فاس بالرغم من الأزمات الاقتصادية التي حلت بها في بعض السنوات.
أما عن العصر المريني، فيعد ابن أبي زرع شاهد عيان لبعض أحداثها. فقد ذكر بعض حالات الرخاء والغلاء التي عمت بلاد المغرب في عهد المرينيين. ففي معرض حديثه عن السلطان يعقوب بن عبد الحق (656 - 685 هـ/ 1258 - 1286 م)، ذكر حالة الرخاء في عهده بقوله:
فرأى الناس فيها الدعة والخير ما لا يوصف... بيع الدقيق بمدينة فاس وغيرها من بلاد المغرب ربع بدرهم، والقمح ستة دراهم للصحفة، والفول وجميع القطاني ما لها سوم، ولا يوجد من يشتريها... والزيت أربعون أوقية بدرهم، ولحوم البقر مئة أوقية بدرهم... والملح حمل بدرهم. وذلك ببركته... وحسن سيرته ونيته([104]).
وفي ذكره لأخبار السلطان أبي سعيد عثمان (710 - 731 هـ/ 1325- 1346 م)، ذكر حالات الرخاء أيضاً بقوله: »فصلح حال الناس في أيامه وكثرت الخيرات في أيديهم. فالأيام بدولته مشرقة والخيرات بها متتابعة متسقة والرعية - بحمد الله - في جنات ذات منزل رحب ومشرب عذب وظل ظليل... وخير كامل وصلاح شامل...«([105]).
وذكر بعض حالات القحط والغلاء التي مرت بها بلاده، فقال في أخبار سنة 690 هـ/ 1291 م:
حيث شاهدت الزرع حرث بالمصارة المذكورة في خامس عشر من شهر نيسان وحصد في آخر أيار منشأه في الطيب والبركة عن خمسة وأربعين يوماً... ولم ينزل المطر تلك السنة ولم ترو الأرض إلا في الثاني عشر من شهر نيسان المذكور، فحرث الزرع مخاطرة فجاء كما ذكرنا([106]).
وقال في أخبار سنة 724 - 725 هـ/ 1323 - 1324 م:
وارتفع السعر في جميع البلاد وغلت الأسعار في جميع الأمصار، فوصلت صحفة القمح تسعين ديناراً... والدقيق أربع أواقي بدرهم واللحم وقية ونصف بدرهم والزيت أوقيتان بدرهم والعسل كذلك، والسمن أوقية ونصف بدرهم وعدمت الخضر بأسرها([107]).
هذا، فضلاً عن إشاراته المهمة عن الثروة الحيوانية والمائية في أنهار المغرب العربي([108])، وتعداده لأنواع الثروة الحيوانية الموجودة في بلاده كالخيل والإبل والأغنام والأبقار([109]). كما ذكر الإجراءات التي اتخذها المرينيون بتوزيع الأراضي على القبائل المغربية الموالية لهم واستغلال هذه الأراضي والسكن فيها([110])، بالإضافة إلى اهتمامهم بالمشاريع الإروائية كبناء القناطر والرحى([111])؛ كما يقدم وصفاً دقيقاً لعدد من الصناعات التي شاعت في فاس نتيجة توافر المواد الأولية، وخصوصاً تلك التي تعتمد على بعض المحاصيل الزراعية([112])، والتطور الذي شهده العصر المريني في بعض الصناعات وهو ما ورثوه خبرة متراكمة عن العهود التي سبقتهم([113]).
وعلاوة على جهود بعض سلاطينهم، فقد عمل بعضهم على استدعاء الصناع من الأقاليم المختلفة. فقد استدعى السلطان يعقوب بن عبد الحق المهندس محمد بن علي بن الحاج الإشبيليّ (ت. 714 هـ/ 1314 م) لإنشاء دار الصناعة في سلا([114]). ولقد ذكر بعض المؤرخين أن هذه الصناعة كانت ترتكز على صناعة القوارب والسفن الصغيرة([115])؛ كما عنيت الدولة المرينية بالصناعات اليدوية وأصحاب المهن، فأنشأت لهم المحلات والأسواق الخاصة. ففي عهد السلطان أبي سعيد عثمان، جددت الأسواق والحوانيت بعد أن أصابها الحريق([116])، ومنها سوق الصباغين وسوق العطارين والرصيف([117]). وعلاوة على ذلك، اشتهرت بعض مناطق المغرب الأقصى، خاصة مدينة فاس، بوجود الثروة المعدنية كالمعادن والأملاح، كما اشتهرت بالحمامات كـحة خولان([118]).
وتطرق ابن أبي زرع إلى ذكر أحوال فاس التجارية. فأشار إلى العديد من الفنادق المخصصة. فذكر أن فاس بها من الفنادق المعدة للتجار والمسافرين والغرباء سبعة وستون وأربعمئة فندق([119])، وأن هذا العدد من الفنادق يدل على أن المغرب الأقصى كان مشهوراً بالتجارة، حيث أورد صاحب "الأنيس المطرب" كيف أن سكان عدوة القرويين اشتهروا بالتجارة بالإضافة إلى المدن الأخرى([120])، فضلاً عن رصد لبعض الاتفاقيات التجارية المبرمة بين حكام المغرب والدول المجاورة، كالاتفاقية التجارية القائمة بين السلطان يعقوب بن عبد الحق وسانشو الرابع حاكم قشتالة. ونصها: »وأن يكون المسلمون يسيرون في بلادك لتجارتهم وطلب معاشهم بالليل والنهار لا يتعرض لهم بشر ولا يلزمهم درهم ولا دينار«([121]). ونلاحظ أن ابن أبي زرع قد توسع في ذكر الجوانب الاقتصادية، وخصوصاً على عهد الدولة المرينية حيث ذكر الخراج، وذلك بعد أن فرض المرينيون سيطرتهم على مدن وقبائل المغرب العربي، حيث فرض السلطان عثمان بن عبد الحق (ت. 638 هـ/ 1040 م) ضريبة الخراج على القبائل وعين عليها الجباة([122]). ومن الضرائب الأخرى التي ذكرها ضريبة الجزية التي كانت تؤخذ من أهل الذمة، وقد ذكرها في أكثر من موضع([123]). وأشار أيضاً إلى أنواع من الضرائب المحلية التي فرضتها الدولة المرينية على سكان المدن والبوادي([124])، فضلاً عن ضريبة العشر التي كانت تفرض على بضائع التجار القادمين إلى المغرب([125]). كما ذكر أنواعاً أخرى من الضرائب، وهي الخمس: فعندما استولى السلطان يعقوب بن عبد الحق، وبعد انتصاره في إحدى المعارك سنة 674 هـ/ 1083 م، قام السلطان بقسمة ما أفاء الله تعالى عليه من المغانم. فأخرج الخمس منه لبيت المال وقسم الباقي على المجاهدين([126])، وأشار إلى ضريبة »المكوس«([127]) التي أوضح صاحب "المسند" أن إنفاقها كان مخصصاً لفرقة الروم القشتاليين([128]). كما سلط الضوء على نفقات الدولة في المجالات الاقتصادية والدينية والثقافية والاجتماعية، وكيف كان تصرفه أثناء الأزمات الاقتصادية، وخصوصاً أيام القحط والمجاعة والوباء، وقيامها بتوزيع الأموال على المتضرِّرين([129])، وقيامها أيضاً بصرف الأموال على ترميم المساجد والجوامع وبناء الأسواق وتجديدها([130]).
والجدير بالملاحظة أن الأموال التي كانت تصرف لها أبوابُها الشرعية، وكانت تخضع للتدقيق([131])؛ كما أشار إلى الأموال التي كات تنفق على المؤسسات الصحية، حيث أولى بعض السلاطين المرينيِّين اهتماماً لبنائها وتوفير كل ما تحتاجه من أطباء وأدوية وتخصيص الرواتب للعاملين عليها([132]). ومن الصرفيات التي أخذت حيزاً كبيراً في ميزانية الدولة هو ما يصرف على الجيش وتقديم المساعدات العسكرية للدول الإسلامية المجاورة([133]).
الجانب الثقافي
أولى ابن أبي زرع اهتماماً للجانب الثقافي من خلال الحديث عن طبيعة الحركة العلمية لدولة الأدارسة، مع التركيز على أهم العلوم التي تدرس فيها، ومنها علوم القرآن والفقه والنحو والحديث والشعر وأمثال العرب وحكمها وسير الملوك وسياستهم([134]). وعندما يتحدث ابن أبي زرع عن فاس، فإنه يوليها اهتماماً علمياً وثقافياً واضحاً بقوله: »وقد نزلها كثير من العلماء والفقهاء والصلحاء والأدباء والشعراء والأطباء وغيرهم«([135])؛ كما يورد ابن أبي زرع خبر بناء جامع القرويين سنة 245 هـ/ 859 م([136]) الذي يعد أكبر صروح الثقافة إبان تلك الحقبة الزمنية. كما استعرض العدد الكبير من خطباء جامع القرويين الذين تعاقبوا عليه([137]).
ومما يسترعي الانتباه أن ابن أبي زرع حينما يتحدث عن دولة زناتة لا يتطرق إلى نشاطها الثقافي، في الوقت الذي يقدم معلومات قيمة عن أخبار المرابطين. فيقول في هذا الصدد: »فأخذ عبد الله بن ياسين يقرئهم القرآن... وأخذ يعلمهم الكتاب والسنة والوضوء والصلاة والزكاة وما فرض الله عليهم«([138])؛ وكذلك اهتمام يوسف بن تاشفين (ت. 500 هـ/ 1106 م) بالفقهاء والصلحاء والعلماء وتقريبهم له وتخصيص الرواتب المخزنية لهم([139]). ويختتم ابن أبي زرع حديثه عن المرابطين، فيقدم سجلاًّ لتراجم العديد من العلماء كان أبرزهم عبد الرحمن بن محمد بن يونس المتوفى سنة 590 هـ/ 1193م، فيقول عنه: »كان عالماً فاضلاً وله تأليف«([140])، والولي الكامل العارف الواصل أبا جبل (ت. 503 هـ/ 1109 م)([141]).
أما على صعيد الدولة الموحدية، فقد أكد علمية مؤسس الدولة الموحدية محمد بن تومرت (ت. 524 هـ/ 1129 م) من خلال رحلته إلى المشرق في طلب العلم ولقائه بالعديد من العلماء والفقهاء والأدباء إذا أخذ منهم علوم الحديث والأصول والاعتقادات([142]). وأشار ابن أبي زرع إلى المناظرات التي جرت بين محمد بن تومرت وفقهاء المرابطين في حضرة أميرهم علي بن يوسف([143])، وبين ابن أبي زرع أن الموحدين كانوا يركزون على الأئمة والخطباء الذين يحفظون التوحيد باللسان البربري([144])، رغبة منهم في نشر تعاليمهم في الأوساط الشعبية وكسبهم ضد مناوئيهم من المرابطين([145]). وكان بعض من أمراء الدولة الموحدية مشهورين بالعلم والجدل والأصول والحديث وغيرها([146]).
وفي معرض ذكره لأخبار الخليفة يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن (ت. 595 هـ/ 1119 م)، سلط الضوء على الأعمال التي قام بها مثل بناء المساجد والمدارس في بلاد إفريقية والمغرب والأندلس، فضلاً عن تخصيص رواتب للفقهاء والطلبة([147]). كما استعرض عهد الخليفة الموحدي إدريس بن المأمون (ت. 629 هـ/ 1231 م)، حيث ذكر العلوم التي تلقاها؛ فذكر أنه كان إماماً عالماً باللغة العربية والمعرفة بالآداب وأيام الناس... يقرأ كتاب "الموطأ" وكتاب البخاري و"سنن" أبي داود([148]).
أما على صعيد الدولة المرينية، فقد تناول عهد السلطان يعقوب بن عبد الحق (ت. 685 هـ/ 1286 م)، حيث أظهر اهتمامه بالحركة العلمية من خلال بنائه للمدارس والصرف عليها([149])؛ كما دون لنا ابن أبي زرع المجالس الأدبية في عصره الذي كان يحتضن الأدباء ويجالسهم ويستمع إلى أشعارهم([150]). وأشار أيضاً إلى الاتفاقية التي عقدت بين السلطان يعقوب بن عبد الحق ووفد حاكم قشتالة سانشو الرابع الذي اشترط فيها السلطان على الوفد: »أن يبعث إليه ما يجده في بلاده بأيدي النصارى واليهود من كتب المسلمين ومصاحفهم، فبعث إليه منها ثلاثة عشر حملاً، ككتب الحديث والأصول والأدب واللغة العربية وغيرها«([151]). وتم وضع هذه الكتب في خزانة مدرسته التي بناها في فاس لغرض الاطلاع عليها([152]).
وزودنا ابن أبي زرع في خلاصة حديثه عن الدولة المرينية بدور سلاطين بني مرين في الحياة العلمية وما قاموا به من إنشاء العديد من المدارس وتخصيص المدرسين والصرف عليهم وتخصيص الرواتب والمؤن للعاملين عليها([153])، فضلاً عن وضع الوقف لهذه المنشآت العلمية لغرض إدامتها([154]).
كما رصد لنا ابن أبي زرع السنة التي بدأ فيها المرينيون بالاحتفال بالمولد النبوي الشريف، فقد أشار إلى أن السلطان يوسف بن يعقوب قد قام في سنة 691 هـ/ 1291 م بتعميم ظاهرة الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف في جميع أنحاء البلاد بقوله: »وفيها أمر أمير المسلمين يوسف بعمل المولد وتعظيمه والاحتفال له في جميع بلاده«([155])، إذ شهدت السنة نفسها مراسيم الاحتفالات بإشراف خطيب جامع القرويين في فاس محمد بن أيوب بن أبي الصبر. وبهذا صار يوم الثاني عشر لربيع الأول عيد مولد بالمغرب([156]). ومما يلاحظ أن ابن أبي زرع يربط مسألة الجهاد دائماً بمناسبة المولد النبوي الشريف، ولا سيما إبان عصر الدولة المرينية([157]).
وأفرد ابن أبي زرع في "أنيسـ"ـه مساحات واسعة ومهمة كوفيات أعيان معظم الدول التي نتناولها، فشملت وفيات الأمراء والفقهاء والعلماء. ففي معرض ذكره لأخبار الوفيات في دولة الأدارسة، ترجم لخمس عشرة شخصية([158])؛ وعن دولة زناتة أعطانا اثنتي عشرة حالة وفاة([159]). وفي عرضه لأخبار دولة المرابطين، قدم لنا اثنتي عشرة وفاة([160]). وخلال عرضه لأحداث الدولة الموحدية، قدم لنا ترجمة تسع وعشرين حالة وفاة([161]). وفي ختام حديثه عن الدولة المرينية المعاصرة له قدم ترجمة ثلاثين حالة وفاة([162]). وكل هذه الوفيات مرتبة حسب السنين الهجرية، وموضَّحَةٌ أسبابها.
الجانب العمراني
ولم يغفل ابن أبي زرع أن يتناول النشاط العمراني، من بناء المدن والأسوار وحفر القنوات. إذ إن أول نشاط عمراني ذكره لنا ابن أبي زرع هو تأسيس مدينة فاس عام 192 هـ/ 808 م، حين أسست عدوة الأندلس وبني سورها([163])؛ وبناء جامع الأشياخ وشروعهم في بناء عدوة القرويين سنة 193 هـ/ 809 م([164])؛ كما تحدث عن بناء جامع القرويين والصومعة([165]) وجامع الأندلس([166]).
ومن المنجزات العمرانية في ظل دولة زناتة بناء زيري بن عطية لوجدة سنة 384 هـ/ 994 م([167])، وقيام أمراء دولة زناتة ببناء بعض القصبات([168])، وبناء باب الفتوح من مدينة فاس([169]) الذي شهدته مدينة فاس عهدهم بقوله: »ومن أيامهم تمدنت مدينة فاس، وعظم شأنها وبنيت الأسوار على أرباضها... وزيد في جامع القرويين والأندلس...«([170]).
ومن المنجزات الحضارية في ظل الدولة المرابطية بناء مدينة مراكش 454 هـ/ 1062 م مع بناء مسجد فيها([171]).
وفي عهد الموحدين شهدت بلاد المغرب الأقصى تطوراً في العمران، إذ عمد الخليفة عبد المؤمن بن علي إلى بناء رباط تازة([172]). وفي عام 550 هـ/ 1155 م، قام بترميم وإصلاح وبناء المساجد في جميع أنحاء بلاده([173]). أما في عهد يوسف بن عبد المؤمن، فقد ذكر أعماله، منها إنشاؤه قنطرة تانسيفت وشروعه في بنائها([174])، بالإضافة إلى بنائه الجسر على وادي إشبيلية وبناء قصبتين فيها([175]). وعند ذكره لأخبار يعقوب بن يوسف الموحدي، أشار إلى اهتمامه بإنشاء المدارس والمساجد في بلاد المغرب والأندلس، فضلاً عن بناء المارستانات للمرضى والمجانين وبناء القناطر والجباب للماء والشروع في إدخال الساقية إلى مراكش([176]) وغيرها.
أما على صعيد الدولة المرينية، وخصوصاً عصر السلطان يعقوب بن عبد الحق، فقد ذكر لنا أعماله التي قام بها، ومنها بناء المدارس والمارستانات للمرضى والمجانين([177]). ومن إنجازاته الأخرى بناء دار للصناعة الحربية في سلا، فضلاً عن بناء عدد من الأسوار([178])، وشروعه ببناء البلد الجديد الواقعة على وادي فاس سنة 674 هـ/ 1275 م([179]).
وزيادة على ذلك، فقد قدم صورة عن إنجازات ولده السلطان يوسف الذي شرع في سنة 696 هـ/ 1299 م ببناء وجدة حيث بنى قصبة وداراً للإمارة ومسجداً وحماماً([180]). وفي سنة 701 هـ/ 1301 م، بنى تلمسان الجديدة وبنى بها الحمامات والفنادق والمارستانات وجامعاً كبيراً وغيرها([181]).
وعلى عهد السلطان سليمان أبي الربيع (ت. 710 هـ/ 1311 م)، وصل البناء إلى درجة من الأناقة والرقي، بحيث أدخلوا الرخام والنقوش فيه؛ فوصلت أسعار الدور إلى مبالغ كبيرة؛ وقد قدر سعر الدار الواحدة بألف دينار من الذهب([182]).
وأهم ما يميز مدة حكم أبي سعيد عثمان أنه عمل على إنشاء العديد من المدارس وخصص لها الأوقاف للصرف عليها([183])، وبنى الأسواق والحوانيت التجارية، فضلاً عن بناء العديد من الجوامع والمساجد وغيرها([184]).
الظواهر الطبيعية
أما على صعيد الظواهر الطبيعية، فقد رصد منها مثلاً حالات الخسوف والكسوف والزلازل والأعاصير التي شكل ذكرها حيزاً في كتابه. وفضلاً عن ذلك، سرد العديد من الظواهر الطبيعية للمدة المحصورة بين الأعوام 254 و379 هـ/ 868 و989 م. وهي متنوعة شملت ظواهر الكسوف والخسوف والبرد والرياح الشديدة والسيول. وقد بلغت خلال هذه المدة عشر حالات في دولة الأدارسة. ففي سنة 254 هـ/ 868 م، مثلاً، خسف القمر خسوفاً كلياً دام من أول الليل حتى الصبح([185])؛ وفي سنة 355 هـ/ 965 م كانت الريح الشديدة التي قلعت الأشجار وهدمت الديار([186]).
أما في عهد دولة زناتة، فكانت هناك ثمان حالات منها حيث ضربت بلاد الأندلس زلازل شديدة هدَّت منها الجبال([187])، بينما حدثت ثلاث حالات في عهد دولة المرابطين من أبرزها الزلزال الذي وقع سنة 474 هـ/ 1079 م والذي أدى إلى وفاة الكثير من الناس([188]).
وفي عرضه لأخبار الدولة الموحدية، ذكر لنا ثلاث حالات منها: ففي سنة 568 هـ/ 1172 م كان الزلزال العظيم الذي عمَّ بلاد الشام والموصل وبلاد الجزيرة والعراق، وأشده في بلاد الشام كحمص وحلب ودمشق([189]). وأنهى ابن أبي زرع حديثه عن الدولة المرينية بذكر ثمان حالات لهذه الظواهر الطبيعية. فعلى سبيل المثال لا الحصر، ذكر »في سنة 694 هـ/ 1129 م كسفت الشمس الكسوف العظيم الذي غاب القرص كله ورجع النهار ليلاً«([190]).
الجانب الصحي والبيئي
واشتمل كتابه على ذكر العديد من حالات الأوبئة والأمراض عن مختلف الدول التي ذكرها. فأثناء حديثه عن دولة الأدارسة، ذكر ست وقائع على عصر الأدارسة، منها على سبيل المثال لا الحصر: »في سنة 285 هـ/ 898 م كان الوباء والمرض وموت كثير من الناس ما لا يحصى. فكان يدفن في القبر الواحد أعداد من الناس، لكثرة الموتى وقلة من يقوم بدفن هؤلاء«([191]).
ودوَّن لنا حالة واحدة للأوبئة خلال حديثه عن دولة زناتة بقوله: »في سنة 407 هـ/ 1036 م كان الوباء العظيم بالمغرب«([192]).
أما حديثه عن الدولة الموحدية، فأعطانا أربع وقائع كانت قد أصابت البلاد، ومنها على سبيل المثال ما جرى في سنة 571 هـ/ 1175 م: كان الطاعون الشديد بمراكش وأحوازها([193]).
أما حديثه عن الدولة المرينية، فقد سجل لنا حالة واحدة عن الوباء الذي أصاب البلاد بقوله: »في سنة 693 هـ/ 1293 م كان الوباء العظيم بالمغرب. فكان الناس يحملون الموتى أربعة، وثلاثة، واثنين في نعش واحد«([194]).
([1]) ليفي روزنتال، علم التاريخ عند المسلمين، ترجمة صالح أحمد العلي وتعليق محمد توفيق حسين، مكتبة المثنى، بغداد، 1963، ص. 9، 45، 618، 636 - 637.
([3]) أبو الحسن علي بن عبد الله ابن أبي زرع، الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس، دار المنصور للطباعة والوراقة، الرباط، 1972، ص. 13؛ الذخيرة السنية في تاريخ الدولة المرينية، دار المنصور للطباعة والوراقة، الرباط، 1972، ص. 11.
([7]) عبد العزيز سالم، التاريخ والمؤرخون العرب، دار الكتاب العربي للطباعة والنشر، مصر، 1967، ص. 104؛ روزنتال، علم التاريخ، المصدر السابق، ص. 207؛ عبد الرحمن حسين العزاوي، المنهجية التاريخية في العراق، الموسوعة الصغيرة، دار الشؤون الثقافية، بغداد، 1988، ص. 42.
([8]) عبد الله كَنون، ذكريات مشاهير رجال المغرب، مكتبة المدرسة، دار الكتاب اللبناني للطباعة والنشر، بيروت، ط. 1، 1961، ص. 32؛ روزنتال، مؤرخو الشرفاء، المصدر السابق، ص. 75.
([12]) مارغوليوث، دراسات عن المؤرخين العرب، تحقيق حسين نصار، دار الثقافة، بيروت، 1929،
ص. 14؛ ياسين إبراهيم الجعفري، اليعقوبي المؤرخ الجغرافي، دار الرشيد للنشر، بغداد، 1980، ص. 60.
ص. 14؛ ياسين إبراهيم الجعفري، اليعقوبي المؤرخ الجغرافي، دار الرشيد للنشر، بغداد، 1980، ص. 60.
([14]) المصدر نفسه، ص. 37، 182، 324؛ علي الجزنائي، جني زهرة الآس في بناء مدينة فاس، تحقيق عبد الوهاب بن منصور، المطبعة الملكية، الرباط، 1967، ص. 20.
([22]) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، المصدر السابق، ص. 27، 41، 54؛ روزنتال، علم التاريخ، المصدر السابق، ص. 242.
([31]) المصدر نفسه، ص. 276؛ الذخيرة السنية، ص. 23؛ محمد العلي حمدان، »"الذخيرة السنية "، قسم مطول من "روض القرطاس"«، مجلة دعوة الحق، عدد 9، الرباط، 1973، ص. 139.
([35]) المصدر نفسه، ص. 38؛ أحمد بن محمد المكناسي ابن القاضي، جذوة الاقتباس في ذكر من حل من الأعلام مدينة فاس، دار المنصور للطباعة والوراقة، الرباط، 1937، ق. 1، ص. 19.
([43]) عبد العزيز سالم، التاريخ والمؤرخون العرب، المرجع السابق، ص. 78، 92؛ حسن العزاوي، المنهجية التاريخية في العراق، المرجع السابق، ص. 53.
([44]) العزاوي، المرجع السابق، ص. 32؛ ياسين إبراهيم الجعفري، اليعقوبي المؤرخ الجغرافي، المصدر السابق، ص. 62.
([46]) روزنتال، علم التاريخ، المصدر السابق، ص. 136؛ الجعفري، اليعقوبي المؤرخ الجغرافي، المرجع السابق، ص. 62.
([50]) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، المصدر السابق، ص. 136؛ أبو العباس أحمد بن عذاري، البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب، تحقيق ومراجعة ج. س. كولان وليفي بروفنسال، دار الثقافة، بيروت، ط. 2، ج 4، ص. 124.
([55]) عماد الدين إسماعيل أبو الفداء، المختصر في أخبار البشر، المطبعة الحسنية، مصر، ط. 1، 1907،
ج 4، ص. 80؛ عبد الرحمن ابن خلدون، تاريخ العرب وديوان المبتدإ والخبر، بيروت، 1979،
ج 4، صص. 243 - 244؛ أحمد أبو العباس الناصري، الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، تحقيق جعفر الناصري، دار الكتاب، الدار البيضاء، 1954، ج 3، صص. 110 - 111.
ج 4، ص. 80؛ عبد الرحمن ابن خلدون، تاريخ العرب وديوان المبتدإ والخبر، بيروت، 1979،
ج 4، صص. 243 - 244؛ أحمد أبو العباس الناصري، الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، تحقيق جعفر الناصري، دار الكتاب، الدار البيضاء، 1954، ج 3، صص. 110 - 111.
([58]) عبد الواحد بن علي المراكشي، المعجب في تلخيص أخبار المغرب، تحقيق محمد سعيد العريان، الكتاب الثالث، لجنة إحياء التراث، القاهرة، 1963، ص. 194؛ وقارن عز الدين أبو الحسن بن الأثير، الكامل في التاريخ، دار الفكر، بيروت، 1978، ج 8، صص. 141 - 144؛ ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، المصدر السابق، ص. 149؛ لسان الدين ابن الخطيب، أعمال الأعلام، ق. 3، تاريخ المغرب العربي في العصر الوسيط، تحقيق أحمد مختار العبادي ومحمد إبراهيم الكتاني، دار الكتاب، الدار البيضاء، 1964، ص. 242.
([59]) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، المصدر السابق، ص. 20؛ البكري، المغرب، ص. 118؛ ابن خلدون، العبر، المصدر السابق، ج 4، ص. 12.
([60]) سعد زغلول عبد الحميد، تاريخ المغرب العربي، المصدر السابق، ج 2، ص. 434؛ وقارن ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، المصدر السابق، ص. 20.
([62]) قارن ابن أبي زرع، المصدر السابق، ص. 181، 202؛ الجزنائي، جني زهرة الآس، المصدر السابق، ص. 40، 45.
([63]) ابن أبي زرع، المصدر السابق، ص. 402، 414؛ عبد العزيز سالم، التاريخ والمؤرخون العرب، المصدر السابق، ص. 124.
([64]) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، المصدر السابق، ص. 266؛ ابن الأثير، الكامل، المصدر السابق،
ج 9، ص. 106.
ج 9، ص. 106.
([71]) المصدر نفسه، ص. 283؛ أبو فارس عبد العزيز الملزوزي، نظم السلوك في الأنبياء والخلفاء والملوك، مطبوعات القصر الملكي، الرباط، 1963، ص. 68.
([73]) حسين مؤنس، تاريخ الجغرافية والجغرافيين في الأندلس، مطبعة معهد الدراسات الإسلامية، مدريد، 1967، صص. 54 - 55؛ عبد الواحد ذنون طه، »موارد ابن عذاري عن الأندلس«، مفرزة من مجلة المجمع العلمي العراقي، مجلد 37، بغداد، 1986، ج 4، ص. 212.
([74]) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص. 19، 33، 39؛ عبد العزيز سالم، التاريخ والمؤرخون العرب، المصدر السابق، ص. 441؛ روزنتال، مؤرخو الشرفاء، المصدر السابق، ص. 71.
([75]) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، المصدر السابق، ص. 33؛ الجزنائي، جني زهرة الآس، المصدر السابق، صص. 33 - 34.
([77]) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، المصدر نفسه، صص. 36 - 46؛ الجزنائي، جني زهرة الآس، المصدر السابق، صص. 34 - 36.
([78]) ابن أبي زرع، المصدر السابق، صص. 43 - 44؛ مجهول، الاستبصار في عجائب الأمصار، تحقيق سعد زغلول، دار الشؤون الثقافية، بغداد، 1986، ص. 181.
([79]) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، المصدر السابق، ص. 96؛ علي السنوسي، الدرر السنية في أخبار السلالة الإدريسية، مطبعة الشباب، مصر، 1930، ص. 71.
([80]) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، المصدر نفسه، ص. 96؛ ابن الأثير، الكامل، المصدر السابق، ج 5، ص. 279.
([90]) المصدر نفسه؛ عبد الله علي علام، الدولة الموحدية بالمغرب في عهد الموحدين، دار المعارف، القاهرة، 1968، ص. 253.
([91]) ابن أبي زرع، المصدر السابق، ص. 129؛ أحمد عز الدين موسى، النشاط الاقتصادي في المغرب الإسلامي، دار الشروق، ط. 1، 1983، ص. 164.
([93]) ابن أبي زرع، المصدر السابق، ص. 143؛ ابن عذاري، البيان، المصدر السابق، ج 4، ص. 46؛ أشباخ، عصر المرابطين، ص. 40.
([94]) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، المصدر السابق، ص. 137؛ ابن عذاري، البيان، المصدر السابق، ج 4، صص. 46 - 47؛ ابن الخطيب، أعمال الأعلام، المصدر السابق، ق. 3، ص. 234.
([95]) ابن أبي زرع، المصدر السابق، ص. 178؛ محمد عبد الله عنان، عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس، القاهرة، ط. 1، 1964، ص. 179.
([96]) ابن أبي زرع، المصدر السابق، ص. 199؛ الناصري، الاستقصا، المصدر السابق، ج 2، ص. 139؛ علي عبد الله علام، الدولة الموحدية، المصدر السابق، ص. 265؛ موسى، النشاط الاقتصادي، ص. 174.
([98]) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، المصدر السابق، ص. 217؛ ابن عذاري، البيان، المصدر السابق،
ج 3، ص. 140.
ج 3، ص. 140.
([103]) المصدر نفسه، صص. 47 - 49؛ الجزنائي، جني زهرة الآس، المصدر السابق، صص. 43 -45؛ موسى، النشاط الاقتصادي، المرجع السابق، ص. 224.
([109]) ابن أبي زرع، المصدر السابق، ص. 46؛ روجيه لوتورنو، فاس في عهد بني مرين، مؤسسة فرنكلين للطباعة والنشر، بيروت، 1967، ص. 55.
([111]) ابن أبي زرع، المصدر نفسه، ص. 48، 414؛ محمد بن يحيى بن فضل الله العمري، مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، تحقيق مصطفى أبو ظيف، مطبعة الدار البيضاء، المغرب، 1998، ص. 118.
([112]) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، المصدر نفسه، ص. 44؛ لوتورنو، فاس في عهد بني مرين، المصدر السابق، صص. 126 - 127.
([113]) لوتورنو، فاس في عهد بني مرين، المصدر نفسه، صص. 126 - 127؛ مزحم علاوي محمد الشاهري، الأوضاع الاقتصادية في عهد المرينيين، أطروحة دكتوراه غير منشورة مكتوبة على الآلة الكاتبة، جامعة الموصل، كلية الآداب، 1994، ص. 182.
([114]) الحسن بن محمد الوزان، وصف أفريقيا، تحقيق محمد حجي ومحمد الأخضر، منشورات الجمعية المغربية للتأليف والنشر، الرباط، 1980، ص. 190؛ ابن القاضي، الجذوة، المصدر السابق، ق. 1، ص. 282؛ الناصري، الاستقصا، المصدر السابق، ج 3، ص. 22؛ الشاهري، الأوضاع الاقتصادية، المصدر السابق، ص. 84.
([115]) الجزنائي، جني زهرة الآس، المصدر السابق، ص. 37؛ الشاهري، الأوضاع الاقتصادية، المصدر السابق، ص. 84.
([116]) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، المصدر السابق، ص. 413؛ الشاهري، الأوضاع الاقتصادية، المرجع السابق، ص. 84.
([118]) ابن أبي زرع، المصدر السابق، ص. 36؛ الجزنائي، جني زهرة الآس، المصدر السابق، ص. 36؛ سعد زغلول عبد الحميد، تاريخ المغرب العربي، المرجع السابق، ج 2، ص. 445.
([120]) ابن أبي زرع، المصدر السابق، ص. 48؛ إبراهيم حركات، »الحياة الاجتماعية في عهد بني مرين«، مجلة دعوة الحق، عدد 4، الرباط، 1966، ص. 105.
([122]) أبو الوليد إسماعيل ابن الأحمر، روضة النسرين في دولة بني مرين، مطبوعات القصر الملكي، الرباط، ط. 2، 1962، ص. 160؛ عبد الرحمن بن محمد الجيلالي، تاريخ الجزائر العام، دار الثقافة، بيروت، ط. 4، 1980؛ ج 2، ص. 98.
([124]) ابن أبي زرع، المصدر السابق، ص. 289؛ عبد العزيز بنبعد الله، مظاهر الحضارة المغربية، دار سلبي للتأليف والطباعة والتوزيع، الدار البيضاء، 1957، صص. 78 - 79.
([125]) ابن أبي زرع، المصدر السابق، ص. 57؛ محمد المنوني، ورقات عن الحضارة المغربية في عصر بني مرين، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، مطابع الأطلس، الرباط، 1979، ص. 89.
([126]) ابن أبي زرع، المصدر السابق، ص. 319؛ الشاهري، كتاب الأنيس المطرب وأهميته في دراسة التاريخ الاقتصادي للعهد المريني، البحث في حوزة المؤلف، ص. 7.
([127]) ابن أبي زرع، المصدر السابق، ص. 375؛ محمد بن أحمد ابن مرزوق، المسند الصحيح في مآثر مولانا أبي الحسن، تحقيق ماريا خيسوس، تقديم محمد بوعياد، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، 1981، ص. 117.
([128]) دخلوا في جيش المغرب في أواخر العصر الموحدي أيام إدريس المأمون. (ابن مرزوق، المسند، المصدر السابق، ص. 117؛ المنوني، ورقات عن الحضارة المغربية، المرجع السابق، ص. 71).
([129]) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، المصدر السابق، ص. 401؛ الذخيرة السنية، المصدر السابق، ص. 110؛ المنوني، ورقات عن الحضارة المغربية، المصدر السابق، ص.110؛ الشاهري، الأنيس، المرجع السابق، ص. 8.
([130]) ابن أبي زرع، المصدر السابق، ص. 413؛ الجزنائي، جني زهرة الآس، المصدر السابق، ص. 69؛ الشاهري، كتاب الأنيس، المرجع السابق، ص. 8.
([131]) ابن أبي زرع، المصدر السابق، صص. 68 - 69؛ الجزنائي، جني زهرة الآس، المصدر نفسه، ص. 51؛ ابن خلدون، العبر، المصدر السابق، ج 4، ص. 54.
([132]) ابن أبي زرع، المصدر السابق، ص. 298؛ عبد العزيز بنعبد الله، مظاهر الحضارة، المرجع السابق، ص. 106.
([133]) ابن أبي زرع، المصدر نفسه، ص. 298، 411 - 412؛؛ الجزنائي، جني زهرة الآس، المصدر السابق، ص. 81.
([134]) ابن أبي زرع، المصدر نفسه، ص. 25؛ الجزنائي، جني زهرة الآس، المصدر السابق، ص. 15؛ السنوسي، الدرر السنية، المصدر السابق، ص. 58.
([141]) المصدر نفسه، ص. 171؛ يوسف بن يحيى التادلي، التشوف في أخبار التصوف، عني بنشره وتصحيحه أدولف فور، مطبوعات أفريقيا الشمالية، معهد الأبحاث العليا المغربية، الرباط، 1958، ص. 78.
([142]) المراكشي، المعجب، المصدر السابق، ص. 245؛ ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، المصدر السابق، ص. 172؛ ابن خلدون، العبر، المصدر السابق، ج 6، ص. 226؛ الناصري، الاستقصا، المصدر السابق، ج 2، ص. 79.
([143]) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، المصدر السابق، ص. 177؛ وقارن: المراكشي، المعجب، المصدر السابق، ص. 425.
([144]) ابن أبي زرع، المصدر السابق، ص. 183؛ أبو علي حسين ابن القطان، جزء من كتاب نظم الجمان، تحقيق محمود علي مكي، تطوان، 1966، ج 6، ص. 81؛ علام، الدولة الموحدية، المرجع السابق، ص. 274.
([150]) ابن أبي زرع، المصدر السابق، ص. 308؛ محمد بن أحمد شقرون، مظاهر الثقافة المغربية من القرن الثالث عشر إلى القرن الخامس عشر، مطبعة الرسالة، الرباط، 1982، صص. 67 - 68.
([153]) ابن أبي زرع، المصدر السابق، ص. 363، 411 - 412؛ ابن الأحمر، روضة النسرين، المصدر السابق، ص. 23؛ الناصري، الاستقصا، المصدر السابق، ج 3، صص. 103 - 104.
([155]) ابن أبي زرع، المصدر السابق، ص. 383؛ عبد الهادي التازي، »لماذا المولد النبوي في المغرب الإسلامي«، مجلة دعوة الحق، عدد 277، ص. 49.
([156]) حركات، المغرب عبر التاريخ، دار الرشاد الحديثة، الدار البيضاء، ط. 1، 1978، صص. 27 - 48؛ الشاهري، »المولد النبوي بالمغرب«، مجلة الرسالة الإسلامية، العدد 6، حزيران، 2000،
ص. 66 وما بعدها.
ص. 66 وما بعدها.
([157]) ابن أبي زرع، المصدر السابق، ص. 314، 348، 383، 393؛ ابن خلدون، العبر، المصدر السابق، ج 7، صص. 210 - 211.
([163]) المصدر نفسه، ص. 38؛ الجزنائي، جني زهرة الآس، المصدر السابق، ص. 17؛ سعد زغلول عبد الحميد، تاريخ المغرب العربي، المرجع السابق، ج 2، ص. 446.
([164]) ابن أبي زرع، المصدر السابق، ص. 38؛ ابن القاضي، الجذوة، المصدر السابق، ق. 1، ص. 32؛ سعد زغلول عبد الحميد، تاريخ المغرب العربي، المرجع السابق، ج 2، ص. 448.
([165]) ابن أبي زرع، المصدر السابق، صص. 54 - 56؛ سعد زغلول عبد الحميد، تاريخ المغرب العربي، المرجع السابق، ج 2، ص. 464.
([168]) ابن أبي زرع، المصدر السابق، ص. 111؛ أحمد مختار العبادي، تاريخ المغرب والأندلس، مؤسسة شباب الجامعة، الأسكندرية، 1982، ص. 230.
([170]) ابن أبي زرع، المصدر نفسه، ص. 113؛ الجزنائي، جني زهرة الآس، المصدر السابق، ص. 42؛ سعد زغلول عبد الحميد، تاريخ المغرب العربي، المرجع السابق، ج 2، ص. 467.
([171]) ابن أبي زرع، المصدر السابق، ص. 138؛ مجهول، الحلل الموشية في ذكر الأخبار المراكشية، تحقيق سهيلي زكار وعبد القادر زمامة، دار الرشاد، الدار البيضاء، ط. 1، 1979، ص. 16.
([172]) ابن أبي زرع، المصدر السابق، ص. 187؛ خليل إبراهيم السامرائي وعبد الواحد ذنون وناطق صالح مطلوب، تاريخ المغرب العربي، دار الكتاب للطباعة والنشر، الموصل، 1988، ص. 297؛ علام، الدولة الموحدية، المرجع السابق، ص. 372.
([177]) ابن أبي زرع، المصدر السابق، ص. 298؛ ابن خلدون، العبر، المصدر السابق، ج 7، ص. 210؛ محمد بن شقرون، مظاهر الثقافة المغربية، المرجع السابق، ص. 225.
([180]) المصدر نفسه، ص. 385؛ يحيى بن أبي بكر ابن خلدون، بغية الرواد في ذكر ملوك بني عبد الواد، تحقيق ألفريد بل، الجزائر، 1903، ج 1، ص. 15.
([182]) ابن أبي زرع، المصدر السابق، ص. 395؛ ابن الخطيب، الإحاطة في أخبار غرناطة، تحقيق محمد عبد الله عنان، القاهرة، 1973، ج 3، ص. 336.
([183]) ابن أبي زرع، المصدر السابق، صص. 411 - 412؛ الجزنائي، جني زهرة الآس، المصدر السابق، صص. 34 - 35.
([184]) ابن أبي زرع، المصدر السابق، صص. 409 - 413؛ ابن مرزوق، المسند، المصدر السابق، صص. 118 - 120؛ الناصري، الاستقصا، المصدر السابق، ج 3، صص. 103 - 104.
13 Oct 2008 - 23 Sep 2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق