الخميس، 30 مايو 2019

قصر دوكيسا والقيمة التاريخية



عبد الحميد بريري    

إشارة أولى: 
شخصية إيزابيل أورليان وزوجها وابن عمها جان أورليان ، حفيدي الأمير فرديناد الإبن الأكبر للويس فيليب الذي حكم فرنسا ما بين سنة 1830 و 1848 ينتمون جميعا إلى فرع آل بوربون الذي يتفرع منه كذلك فرع أورليان، وفرع آل بوربون هو الذي يحكم مملكة إسبانيا ومملكة اللوكسمبورغ اليوم. فمن المدعين بالعرش بعد الثورة عليهم سنة 1848 لويس فيليب السابع ومن بعده ابنه فيليب الثامن، ومن بعد هذا الأخير إيزابيل الملقبة بالدوقة كيسا نسبة إلى بلدة صغيرة شمال فرنسا. إذن نحن أمام قامات عالمية وازنة ومن أقدم أمراء العالم. من هؤلاء تأتي قيمة القصر الذي بنوه بالعرائش وعاشوا فيه ردحا من الزمن حتى فارقوا الحياة من 1909 إلى 1926 ثم عودتهم من جديد بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية سنة 1940 إلى سنة 1961 حيث وفاة المطالبة بالعرش الفرنسي دوكيسا.
إشارة ثانية: 
أن هذه البناية أو الصرح مظهر من مظاهر التعايش بين الأديان في أرض الإسلام حيث وجدت  أفراد من عائلة أورليان الملاذ الآمن والمنفى الحاضن المليئ والمفعم بالود والمحبة من طرف العرائشيين؛ بعدما ضايقوهم الإنجليز عندما لجؤوا إليهم أول الأمر، وتبرأ منهم الإسبان وعارض الملك البلجيكي ليوبولد الثاني زواج ابن أخيه ألبرت الأول من إيزابيل دوكيسا أورليان؛ خوفا من ردود أفعال الجمهوريين بفرنسا وهي المطالبة بالعرش. وهذا دليل على تسامح المغاربة مع جميع الأديان. خاصة والعرائش، بعد استقراء النصوص التاريخية، في بعض الفترات كانت ملجأ العديد من الأجانب ، المنفيين أو غيرهم، من غير المسلمين حيث كانوا يجدون فيها المنفى الأرحب والمحتضن، وفي بعض الأحيان يتفوقون عددا على الأهالي. 
وهناك إشارات أخرى عديدة تحيل على أن قصر دوكيسا رمز تاريخي وحضاري لكل المغاربة والمسلمين. إنه في ذمتنا، وحمايته واجب علينا.

قضايا التراث الثقافي على طاولة السيد عامل إقليم العرائش


كانت جمعية أرشيف العرائش لتوثيق التراث الثقافي والبحث التاريخي يومه الأربعاء 29 ماي 2019 في ضيافة السيد العالمين بوعصام عامل إقليم العرائش، إلى جانب تمثيليات لمجموعة من الجمعيات المكونة للفريق المحرك للمدينة العتيقة، اللقاء الذي تجاوز الساعتين من الحوار الجدي والمسؤول، تم فيه تناول معظم إشكاليات ومعضلات التراث الثقافي بالمدينة، سواء تعلق الأمر بالمخزون التراثي المادي أو بالعنصر البشري الذي يشكل الأرضية الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة.
استمع السيد العامل لتدخلات الحاضرين وأبدى اهتماما كبيرا وتفاعلا إيجابيا مع المشاركين في اللقاء، حيث تم عرض ما راكمته تجربة الفريق المحرك للمدينة العتيقة بنجاحاتها وإخفاقاتها، بأهدافها الآنية وبرامجها المستقبلية من خلال مداخلة رئيس جمعية مؤسسة القصبة الأستاذ شكيب الفليلاح الأنجري، كما طرح المشاركون جملة من المعضلات التي تطال التراث الثقافي المادي واللامادي للمدينة، وكان من بينها مداخلة أرشيف العرائش التي ركزت على النقط التالية:
1.    ملتمس عاجل للسيد العامل لحماية قصر دوكيسا من الهدم.
2.    ملتمس طلب إخراج مدفعين جاثمين تحت الصخور أسفل الشرفة الأطلسية.
3.    ملتمس خاص بالتنسيق مع الأطراف المعنية لإبعاد الأعمدة وحاويات الأزبال المجاورة للمعالم العمرانية والمآثر التاريخية.
4.    اقتراح واجهات مناسبة للنمطية العمرانية العتيقة ضمن تصاميم البناء الحديثة.
وقد أكد السيد العامل للحاضرين أنه يتابع باهتمام انشغالات الرأي العام المحلي، وأن مصلحة المواطن فوق كل الاعتبارات، وأنه لم يطلع إلى حد الساعة على أي وثيقة رسمية تخص هدم قصر دوكيسا، كما تحمس السيد العامل لموضوع المدفعين ولم يتردد أبدا في إبداء موافقته المبدئية لتسخير المعدات الضرورية لانتشالهما من مكانها حتى يتسنى بعد ذلك ترميمهما وعرضهما بشكل يتناسب وقيمتهما التاريخية، كما شدد السيد العامل على حتمية الاهتمام بالجانب التحسيسي والتربوي للتغلب على الإكراهات التي تفرضها ظروف الواقع الاجتماعي كمعضلتي النظافة وتثمين التراث الثقافي، مشيرا إلى ضرورة انفتاح الفريق المحرك على فضاءات أوسع من المدينة العتيقة، ومن جهته يضيف السيد العامل ستجد كل أطياف المجتمع المدني أبواب مكتبه مفتوحة للاشتغال المسؤول والعمل البناء لأجل صالح المواطن والمدينة والإقليم.

الثلاثاء، 28 مايو 2019

جواب السيد وزير الثقافة والاتصال بخصوص معالم ومآثر العرائش


في إطار اهتمام جمعية أرشيف العرائش لتوثيق التراث الثقافي والبحث التاريخي بالموروث التاريخي والتراث الثقافي المادي واللامادي لمنطقة العرائش على وجه التحديد، تقدم المكتب الإداري للجمعية بالتماس طلب أسئلة كتابية بالبرلمان المغربي، من السيد النائب البرلماني محمد الحمداوي عن دائرة العرائش، بتاريخ 13 مارس 2018، من ضمن أسئلة إشكالية عديدة تشغل وتأرق الرأي العام المحلي بمدينة العرائش، موجه للقطاعات الوصية لدى حكومة المملكة المغربية.
ومن بين المواضيع المطروحة، وضعية عدد من المعالم والمآثر التاريخية بمدينة العرائش وفي مقدمتها حصن الفتح وحصن النصر، وهو موضوع السؤال الذي تقدم به النائب البرلماني محمد الحمداوي إلى السيد وزير الثقافة والاتصال المحترم، تحت إشراف السيد رئيس مجلس النواب المحترم، بتاريخ 16 أكتوبر 2018، وذلك لمعرفة الإجراءات التي تعتزم الوزارة اتخاذها لتثمين وتأهيل هذه المعالم ومحيطها حتى تلعب دورها في تعزيز الهوية التاريخية للمدينة وتساهم في تقوية المؤهلات السياحية التي يمكن إذا أحسن استثمارها أن تعطي دينامية اقتصادية تعود بالنفع على المدينة والعديد من القطاعات بها.
وقد توصلت الجمعية بنص جواب السيد محمد الأعرج وزير الثقافة والاتصال يذكر فيها بعملية تسجيل 7 مواقع ومعالم تاريخية في عداد التراث الوطني لضمان الحماية القانونية لها، كما نوه بعمل المحافظة الجهوية للتراث بشراكة مع السلطات المحلية والمنتخبة والوكالة الحضرية لتهييء ملفات تقنية تخص تسجيل بقية المعالم التاريخية والعمرانية في عداد التراث، كما أشار السيد الوزير إلى الاستثمارات التي خصصت لتهيئة الموقع الأثري ليكسوس والتي فاقت 12 مليون درهم، وختم السيد الوزير بخبر أثلج صدورنا يخص توقيع اتفاقية شراكة متعددة الأقطاب لترميم وإعادة الاعتبار لحصني الفتح (القبيبات) والنصر (اللقلاق)، فضلا عن إقامة مركز للتعريف بتراث المدينة ببرج اليهودي.
[أرشيف العرائش]