الخميس، 2 مايو 2024

زيارة للمركزين الحدودين أولاد الحراق ولالة غنو


بقلم: عبد الحميد بريري 

قمت برحلة استكشافية وزيارة ميدانية بحثية يوم الجمعة 3 شوال 1445 موافق 12 أبريل 2024 لإحدى المراكز الحدودية في عهد الحماية القريبة من مدينة العرائش باعتبارها إحدى مظاهر الحجر والقهر والتي فرقت بين المغاربة وخاصة بين أفراد نفس القبيلتين قبيلتي الخلط والطليق اللتان كانت تنتمي إداريا منذ قرون لباشا مدينة العرائش باعتبارها والقصر الكبير حاضرتين داخلة في نفوذ القبيلتين وكان لهاتين القبيلتين أهمية كبيرة في الأحداث التي وقعت في المنطقة.

رافقني في هذه الرحلة الاستكشافية والزيارة الميدانية الأخ أحمد زوني باعتباره أحد أبناء المنطقة المستكشفة والأخ إدريس الوردة كذلك من القبيلة المذكورة. الاثنان من سكان مدينة العرائش ومن المهتمين بتاريخ المنطقة. وكانت المحطتين كالتالي:

1.      المركز الحدودي أولاد الحراق قرب دوار أولاد العسري. استقبلنا السيد عبد الله شماخ أحد سكان هذه البناية الحدودية المذكورة وأحد الموظفين في عهد الحماية الفرنسية وفي عهد الاستقلال وله اطلاع واسع بتاريخ المنطقة وأكد لنا أهمية هذا المركز في مراقبة المارين بين المنطقتين وينتمي حاليا إلى الجماعة الترابية الشوافع قبيلة الخلط. ومن بين دواوير هذه المنطقة تدانة الرمل فيما توجد تدانة دهس قرب سوق أربعاء الغرب وسكان الدوارين لهم نفس النسب بعضهم من بعض، وأشهر اسم عائلي لهم الكرجي. كما حدد لي هذا الشخص المذكور أن هذا الجزء من قبيلة الخلط كان تابعا إداريا في عهد الحماية إلى الإدارة المدنية لعرباوة دائرة وزان. وذكر لي أن حدود قبيلة الخلط والطليق يمتد جنوبا إلى واد درادر قرب مولاي بوسلهام.  كما التقيت هناك بمصطفى ولد بويب الذي يسكن مدينة العرائش وهو من أعيان المنطقة والعرائش وأكد لي انتسابهم لقبيلة الخلط.

2.      المركز الحدودي لالة غنو يوجد ما بين المركز الحدود دار الحراق والمركز الحدودي الشهير عرباوة في اتجاه الجنوب ينتمي إلى الجماعة الترابية سيدي بوبكر الحاج، وزرنا بهذه الجماعة ضريح سيدي بوبكر الحاج التي تسمى الجماعة الترابية هذه باسمه.  وهو سيدي بوبكر الحاج البدوي نسبة إلى قبيلة ابداوة إحدى القبائل المتساكنة مع قبلتي الخلط والطليق، يعد من الأولياء ولقب بالحاج لقيادته قوافل الحجاج إلى الأراضي المقدسة لتوفر قبيلته على عدد من الجمال. ويوجد بقربه دوارين هما أولاد بوحميدة وأولاد زيتون. في هذا الأخير استقبلنا السيد التهامي الخمالي، والطيب عبو خال مرافقنا الأول الذي استضافنا في بيته. زودنا الأول بمعلومات تاريخية من عهد الحماية منها أن نشاط تهريب الأسلحة من منطقة الحماية الإسبانية إلى منطقة الحماية الفرنسية كان يساهم فيه رعاة المنطقتين الذين كانوا يتوغلون في المنطقتين بكل حرية وبدون مراقبة. وأفادتنا أم المرافق أحمد زوني الحاجة فطوم براحلة إن افراد دوار اولاد زيتون هذا جاؤوا من دوار أولاد زيتون الموجود بريصانة ولازالت لهم قرابة بينهم.

·       استنتاجات

ينتمي هذان المركزان التاريخيان إثنيا إلى تراب قبيلة الخلوط والطليق الممتدة من وادي الدرادر قرب مركز مولاي بوسلهام إلى مركز اثنين سيدي اليماني، ويوجدان جنوب مدينة العرائش وغرب مدينة القصر الكبير، كانا تابعين إلى منطقة الحماية الفرنسية وإداريا اليوم إلى تراب إقليم القنيطرة. ولا يبعدان عن مدينة العرائش عاصمة إقليمها ما بين 30 و40 كلم.

وعند ذكر اسم الحراق والعسري فهم كذلك من أعرق الأسر التي استوطنت العرائش والقصر الكبير وهما من قبيلة آل سريف وقبائل جبالة. كما أن المنطقة المذكورة هي امتداد إثني للحاضرتين المذكورتين بدليل وجود عدة أسر عرائشية تنحدر منها كالمصابحة التي تعتبر من أعرقها.