‏إظهار الرسائل ذات التسميات وثائق مصورة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات وثائق مصورة. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 11 يوليو 2022

من ذاكرة مدرسة مولاي عبد السلام بالعرائش

إعداد وتنسيق: محمد عزلي

 

أطر مدرسة مولاي عبد السلام بالعرائش في الستينيات يتوسطهم السيد الطيب السبتي رحمه الله وكان مديرا للمؤسسة.. يرافقه في الصورة السادة الأساتذة: البقالي، الأحمدي، المزوري، أشهبار، القادري، السعيد الأشعاري، الشعشوع وآخرون...

[رشيدة الأشعاري]

 

من ذاكرة مدرسة مولاي عبد السلام بالعرائش موسم 1962- 1963 أتحفنا السيد عبد الحميد الزواي أحد رموز المدينة في مدح خير البرية والإنشاد الصوفي بهذه الصورة التي تؤرخ لفترة إدارة الأستاذ الطيب السبتي لهذه المؤسسة التعليمية العريقة، يتواجد في الصورة الأساتذة محمد أشهبار (لغة عربية)، الوافي بنحساين (لغة عربية)، والأستاذ شفيقي (لغة فرنسية).

أما التلاميذ، فهناك صاحب الصورة سيدي عبد الحميد الزواي، بالإضافة إلى بعض الأسماء التي تذكرها وهي كالآتي: الجيلالي رزين، مصطفى المودن، عبد العزيز عقيل، الحباسي محمد، العنصاري محمد، القريمدي محمد، صلاح، السوماتي محمد..


الصورة الأولى: القسم الابتدائي الأول 1962-1963 مع الأستاذ الغربي

الصف الأول من اليمين إلى اليسار: الجالسون من 1 إلى 5.

الصف الثاني فوق الأول من اليمين إلى اليسار: من 6 إلى 17.

الصف الثالث فوق الثاني من اليمين إلى اليسار: من 18 إلى 29.

الصف الرابع فوق الثالث من اليمين إلى اليسار: من 30 إلى 40.

-          2 عبد الحق، 3 السوسي، 6 محمد ألواث (مالك الصورة)، 7 اليملاحي، 11 المساري، 13 الأمين الأكرمي (فنان معروف في الموسيقى الأندلسية)، 17 اخناشر الصغير، 18 عبد العزيز، 19 حسن، 24 اخناشر الكبير، 26 حسني، 28 العميري (أستاذ جامعي لمادة الفيزياء)، 29 اليملاحي، 36 جبور عبد السلام (كاتب الضبط بمحكمة العرائش)، 39 ادريس الصبيحي (المصور المعروف رحمه الله).

عذرا لبقية زملاء الدراسة الذين خانتني ذاكرتي في استرجاع أسمائهم

[ذ/ محمد ألواث]


الصورة الثانية: القسم الابتدائي الثاني 1963-1964

من اليمين إلى اليسار: الأساتذة، البقالي (فرنسية)، القادري (عربية).

الصف الأول من اليمين إلى اليسار: من 1 إلى 13.

الصف الثاني فوق الأول من اليمين إلى اليسار: من 14 إلى 24.

الصف الثالث فوق الثاني من اليمين إلى اليسار: من 25 إلى 34.

-          1 و 2 الأخوين اليملاحي، 5 النجار، 6 بورباع، 7 المساري، 10 محمد ألواث (مالك الصورة)، 12 اليملاحي، 13 مصطفى شهبون (أستاذ اجتماعيات متقاعد وأخ المؤرخ ادريس شهبون) 14 العميري (أستاذ جامعي لمادة الفيزياء)، 21 الأمين الأكرمي (فنان معروف في الموسيقى الأندلسية)، 22 عبد الحق، 23 اليملاحي، 24 اخناشر، 29 داود، 33 حسن.

عذرا لبقية زملاء الدراسة الذين خانتني ذاكرتي في استرجاع أسمائهم

[ذ/ محمد ألواث]


السنة الدراسية 72-73 الأساتذة: السوسي، وأحمد العمراني

هذه الصورة لقسم الابتدائي الثالث سنة 72-73 بحضور المدير الطيب السبتي.

الصف الأول من اليمين إلى اليسار: حيماد محمد، عبد المالك، عبد السلام الزلاوي، أحمد العافية، مصطفى الشويردي، البرياق عبدالصمد، البقالي، الرزاني مصطفى، الإدريسي عبد الإله، عبد الواحد اليملاحي (عميد كلية العلوم التقنية طنجة)، عبد المالك السريفي، (انتقل إلى رحمه الله إثر جريمة قتل في فرنسا).

الصف الثاني: الأمين السعودي-الرزامي، - ، - ، - ، بن طامة، الخمال المهدي، - ، حجي عمر، البهروتي عبد الناصر، الراوي بوشتى.

الصف الثالث: الصمودي، نوينو المختار، حميد دليرو، القصري، - ، البازي حميد، المحب، - ، الوهابي، - ، البركاني محمد.

عذرا لبقية زملاء الدراسة الذين خانتني ذاكرتي في استرجاع أسمائهم

[محمد حماد]



بيانو مدرسة مولاي عبد السلام بن مشيش بالعرائش

هذا ال (بيانو) بمدرسة مولاي عبد السلام بمدينة العرائش..

لي معه تاريخ وذكريات..

تصوروا أن هذا البيان كان ملهمي في أول لحن تمكنت من ابتكاره في حياتي..

رحم الله السي المجدوبي.. الوحيد الذي كان يعزف عليه..

ويأخذنا إلى عوالم سريالية وهو يداعبه في إجادة ملحوظة.. وكأنه بذلك..

يريحنا لبعض الوقت من الصرامة التي كان يضبطنا بها في دخولنا ورواحنا إلى ومن الفصول..

بشرى لنا نلنا المنى ... والقدر مرفوع

السعد اقبل والهنا.. والشمل مجموع..

يا بلبل الافراح.. فرج الهنا قد لاح..

يا نسيم الروض خبر الرشا.. لا يزدني الورد إلا عطشا ...

يا سلااااااام.. مقاطع من موشحات وأدوار يا ما رددناها والسي المجدوبي يقود حناجرنا الصغيرة على درج سلم البهاء ...

سنة 2012 زرت المدرسة ولامست أجزاءه والحنين يجلل لحظي وجوارحي..

 بنفس القاعة التي لا زال يتخذ منها مستقرا له..

نفس القاعة التي احتضنتنا خلال السنة الدراسية 1971 / 1972 قبل أن ننتقل للسلك الثانوي ...

في بداية شهر مارس سنة 2020.. زرت المؤسسة والبيانو من جديد.. فوجدت أنه لا زال بنفس القاعة.. وفقط، انتقل إلى ركن جانبي آخر منها.. فيما زاد تراجع حالته التي باتت تتطلب تدخلا عاجلا.. 

بقيت الإشارة إلى وجوب التنويه بجهود السيدة المديرة ومن معها من أجل احتواء حالة البيانو وحمايته.. في انتظار فرصة حقيقية لإنقاذه وإعادة صيانته.. وإعداد بطاقة حوله.. مع إفراد متحف رمزي له بنفس القاعة.. إن بقي بها...!!!

[عبد السلام السلطاني]










صور حديثة من داخل مدرسة مولاي عبد السلام سنة 2019 بعدسة محمد عزلي


الثلاثاء، 3 مايو 2022

البطل حسن العرائشي: من سجلات العمل السري للمقاومة المغربية المسلحة

 


محمد عزلي


الحسن حريشي المعروف ب "الحسن العرائشي"، هو بطل من طينة الكبار، أحد رموز المقاومة المغربية المسلحة التي جابهت السلطات الاستعمارية الفرنسية زمن الحماية، وأحد الأسماء الخمسة المؤسسة لأول خلية للمقاومة المسلحة 7 أبريل 1951 بدرب السلطان، وهم الأبطال: محمد الزرقطوني، الحسين برادة، التهامي نعمان، سليمان العرائشي والحسن العرائشي.

يقول الحسن العرايشي في مذكراته التي نشرت في كتاب "انطلاق المقاومة المغربية وتطورها" : «ازددت بمدينة العرائش في فاتح 1930، وفي هذه المدينة الشاطئية الجميلة قضيت حياتي المدرسية، من حسن حظي أنني كنت تلميذا لأستاذين وطنيين كانا يعملان رغم المراقبة الشديدة من طرف المستشارين الإسبان على بث الوعي الوطني في صفوف نخبة من التلاميذ، وهذان الأستاذان رحمهما الله: السيد الطيب السبتي مدير المدرسة المغربية الإسلامية الصناعية آنذاك، والسيد إدريس الريفي أستاذ في نفس المدرسة، فالأول كان يتحدث إلينا من حين لآخر عن الفترة التي قضاها في جامعة القرويين في فاس وكيف تعرف على نشاط الخلايا الوطنية بالعاصمة العلمية، أما الاستاذ الريفي فكان يتحدث إلينا عن حرب التحرير وعن المعارك التي خاضها البطل عبد الكريم الخطابي، وفي هذه المدرسة تعلمت أيضا فن الطباعة والتجليد، وفي سنة 1946 غادرت مسقط رأسي، وجئت إلى مدينة الدار البيضاء، وفور التحاقي بهذه المدينة بدأت العمل في المطابع المتحدة وكانت تضم 350 عاملا أغلبهم من الأجانب من مختلف الجنسيات. وكانت المطبعة تضم عناصر وطنية وبفضلهم التحقت بصفوف حزب الاستقلال بحي درب الكبير، وكانت فرصة أخرى مكنتني من التعرف في فترة وجيزة على نخبة من المسؤولين في حزب الاستقلال أذكر من بينهم السادة بدري بناصر، جعفري الحسين، الطاهر غلاب، بوشتى الجامعي، عبد الوهاب بوزيان، عبد الحي الشامي، بناصر حركات، المرحوم عبد السلام بناني، وغيرهم من رجالات الحزب النشيطين، وفي سنة 1947 قلدني الحزب مهمة تسيير عدة جماعات»

اصطدم الحسن العرايشي بالواقع الاستعماري الذي فرض عليه صراعا مستمرا مع زملاء العمل الأوروبيين بسبب موقفه المناهض للصهيونية والتي عرفت حينئذ أوج نشاطها وانتشارها، الأمر الذي أدى في النهاية إلى طرده من مطبعة "بوتي ماروكان"، لينتقل إلى العمل الحر وفي نفس المهنة، أي تسفير وتجليد الكتب، حيث أسس مطبعة بحي الحبوس بدعم ومساعدة من التهامي نعمان والطيب الخطيب.

شكل تواجد الحسن العرايشي بمدينة الدار البيضاء ومنطقة درب السلطان تحديدا فرصة مواتية للتعرف على رجالات الحركة الوطنية، حيث توطدت علاقته بعدد منهم كعبد الكبير الفاسي، الحسين برادة، وسليمان العرايشي الذين جمعتهم صداقة قوية، هذه المجموعة إلى جانب آخرين قاموا بمهام تأطيرية للخلايا الحزبية، ومهام تسييرية مكنتهم من الاطلاع على الأوضاع السياسية بالوطن، ومن ثَمَّ شحذ وعيهم وتقوية عزمهم لمجابهة السلطات الاستعمارية، وقد قام الحسن العرايشي ورفاقه خلال هذه المرحلة المبكرة من العمل المسلح بإنجاز مجموعة من العمليات والمهام من بينها: إعداد وتوزيع المناشير، تنظيم حملات تناهض السياسة الاستعمارية، توجيه رسائل تهديدية للخونة، إحراق حافلات النقل الحضري التابعة للمستعمر، تفجير منشآت عمومية فرنسية ومقرات الجرائد الناطقة بلسان الاستعمار، ومحاولة اغتيال بن عرفة في مناسبتين مرة في مراكش وأخرى بفاس..

ولأن المقاومة كانت في حاجة ماسة للسلاح ولمقرات آمنة تأوي المناضلين والمقاومين المطلوبين لدى السلطات الاستعمارية، أسندت للحسن العرايشي مهمة الانتقال إلى المنطقة الشمالية التابعة آنذاك للاحتلال الإسباني، ليبدأ من مدينة تطوان رحلة نضالية جديدة ارتكزت معالمها على التنسيق بين المنطقتين الخليفية والسلطانية بغرض تهريب المقاومين بين المنطقتين والتنسيق لجلب الأسلحة وتهريبها نحو مناطق النفوذ الفرنسية، وخاصة الدار البيضاء، ومن بين العمليات الهامة التي شارك فيها الحسن العرايشي خلال هذه المرحلة، عملية تهريب حروف الطباعة من إسبانيا إلى الدار البيضاء لاستخدامها في كتابة المناشير.

ساهم الحسن العرايشي بشكل فعال في خلق شبكة لتهريب السلاح والمال ورجال المقاومة، وتأمين الحاجيات الضرورية لاستمرار حركة المقاومة المغربية المسلحة ضد الاستعمار الفرنسي، بل وكان من حين لآخر ينتقل إلى الدار البيضاء لمشاركة رفاقه في التخطيط لعمليات مسلحة، ولعل أشهرها كانت عملية تفجير السوق المركزي والقطار السريع الدار البيضاء-الجزائر يوم 7 نونبر 1953.

لم تقتصر تحركات الحسن العرايشي بين المناطق الفرنسية بالمغرب والإسبانية في شمال المملكة والدولية بطنجة، بل تعداه إلى خارج الوطن حيث سافر إلى فرنسا في مهمة سرية لجلب أسلحة جديدة للمقاومين المغاربة، غير أن العملية تم اكتشافها وتمكن الفرنسيون من اعتقال الحسن العرايشي واستنطاقه قبل أن يتم ترحيله إلى المغرب حيث حكم عليه بالإعدام، لكن ألطاف الله كانت رحيمة به، إذ أن ملفات الحسن العرايشي كانت تتضمن مجموعة من العمليات المنسوبة إليه (تفجير قطار الدار البيضاء-الجزائر / تفجير السوق المركزي ومحاولة تفجير البريد / إطلاق الرصاص على الشرطي العربي المسكيني) بالإضافة إلى خمسة قضايا أخرى مهمة بقيت عالقة في ردهات المحكمة وتسببت في تأجيل تنفيذ حكم الإعدام إلى أن جاء الفرج والخلاص للحسن العرائشي ومجموعة المقاومين المعتقلين بعودة بطل التحرير جلالة الملك محمد الخامس إلى أرض الوطن وحصول المغرب على استقلاله.

تولى الحسن العرايشي بعد استقلال المملكة عدة مناصب إدارية، فقد عينه جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه سنة 1973 عضوا بالمجلس الوطني المؤقت لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وشغل منصب المندوب الجهوي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير إلى أن وافته المنية في 8 نونبر 1989 إثر مرض لازمه منذ فترة الاعتقال في سجون الاستعمار الفرنسي.

  

·       مصادر ومراجع:

v    الحسن العرائشي، انطلاق المقاومة المغربية وتطورها: مذكرات مدعومة بالوثائق منذ إنشاء الخلايا السرية الأولى إلى تصعيد المقاومة المسلحة بعد نفي محمد الخامس والأسرة المالكة، مطبعة الرسالة-الرباط، 1982.

v    مذكرات شخصية للحسن العرائشي نشرتها جريدة العلم في حلقات تحت عنوان: قصة المقاومة السرية من 1946 إلى 1954.

v    قاعدة بيانات المكتب المحلي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالعرائش.

    · الصور الفوتوغرافية من خزانة عائلة البطل حسن العرائشي بعث لنا بها نجله السيد صلاح الحريشي عن طريق الصديق هشام بنادي، فشكرا جزيلا لهما.

· للاطلاع على تفاصيل المقاومة السرية والعمل المسلح ضد الاستعمار الفرنسي من خلال مذكرات الحسن العرائشي المدعومة بالصور والوثائق، ندعوكم إلى تحميل النسخة الرقمية للكتاب بصيغة PDF عبر هذا الرابط: https://drive.google.com/file/d/1qegeYwwQtVR4RrMnc2LhkLaZm19GNaPO/view?usp=sharing

 



الحسن العرايشي رفقة زوجته بعاصمة الأندلس إشبيلية














الثلاثاء، 23 نوفمبر 2021

معرض أرشيف العرائش الوثائقي المتنقل

 

في إطار أنشطتها العلمية والثقافية والتحسيسية التي تؤثث مكونات البرنامج المشترك برسم سنة 2021م، ورغبة منهما في المساهمة في تنويع الخريطة الثقافية لمدينة العرائش، و إغنائها عبر أنشطة وتدخلات علمية وازنة، تعالج قضايا وطننا الراهنة وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية من خلال البحث التاريخي وتوثيق التراث الثقافي المغربي، وتخليدا للذكرى 46 للمسيرة الخضراء المظفرة واحتفاءً بعيد الاستقلال المجيد الذي يصادف هذا العام الذكرى 66، وبتنسيق وتعاون مع جمعية نادي الموظفين بالعرائش

تنظم: [المديرية الإقليمية لوزارة الشباب والثقافة  والتواصل، قطاع الشباب بالعرائش] و [جمعية أرشيف العرائش لتوثيق التراث الثقافي والبحث التاريخي]

معرض أرشيف العرائش الوثائقي المتنقل من 19-30 نونبر 2021 والذي يتناول المواضيع التالية:

-          عمق الروابط التاريخية بين المغرب وصحرائه.

-          حدث انطلاق المسيرة الخضراء من مدينة العرائش.

-          الزيارات الملكية لبطل التحرير جلالة الملك محمد الخامس لمدينة العرائش بعد استقلال المغرب.

فضاءات العرض على التوالي:

-          نادي الموظفين بالعرائش

-          دار الشباب العوامرة.

-          دار الشباب الحريزي بالقصر الكبير.












السبت، 8 مايو 2021

قصر باروكي بالعرائش: البعثة الدبلوماسية لإسبانيا في العرائش

 


بقلم: د. أنطونيو برافو نييتو

ترجمة: ذ. حسام الكلاعي

 

بحث أكاديمي قمت بترجمته من اللغة الإسبانية أنجزه وبعثه لي صديقي الدكتور أنطونيو برافو نييتو مؤرخ معماري وفني وأستاذ جامعي بجامعة ملقة وعضو في الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة بسان فرناندو والأكاديمية الملكية للتاريخ والأكاديمية الملكية للفنون الجميلة بسان تيلمو.

 

تشترك إسبانيا والمغرب تاريخيًا في نطاق فكرة عدم النفاذية المطلقة، بالاتصالات والتحويلات بجميع أنواعها. ربما كان أحد أكثر القصور المجهولة في مجال الهندسة المعمارية هو وجود قصرين تم بناؤهما في نهاية القرن الثامن عشر وكانا يعتقدان أنهما المقر الدبلوماسي لإسبانيا لدى سلطان المغرب. نشير على وجه التحديد إلى القنصلية الإسبانية بالعرائش وطنجة.

العرائش

على الرغم من أن التمثيلات الدبلوماسية السابقة معروفة، إلا أنها من معاهدة 1767، في مادتها السابعة، عندما تم إنشاء قنصلية عامة إسبانية في العرائش كأول مقر دبلوماسي لإسبانيا في المغرب. وفقًا لإشارات خورخي خوان، الذي كان في ذلك الوقت يرأس السفارة لدى السلطان، تم تعيين توماس بريموند لتولي مسؤولية المؤسسة الجديدة للقنصلية في هذه المدينة.

نتيجة إقامة القنصل بالعرائش، كان من الضروري بناء إقامة مناسبة لمقامه، حيث كان في ذلك الوقت هو التمثيل الشرعي للدبلوماسية الإسبانية بالمغرب، ففي عام 1769 بدأت الأشغال. في الأرشيف التاريخي لمدريد تم الاحتفاظ بالعديد من المخططات والآثار للمشروع، بالإضافة إلى الوثائق المتعلقة بهذا المبنى. ولم يتم تأريخ أي من المخططات أو توقيعها، على الرغم من أننا نعلم أن المؤلف هو خوان فرنانديز "مهندس أعمال التحصين الملكية في سبتة". ويمكن العثور على البيانات الأكثر أهمية عن هذه الشخصية في عمل خوسيه لويس غوميز بارسيلو الذي يخبرنا أن فرنانديز كان صاحب مشروع لمنازل بلدية سبتة (بين 1761 و1766) وأنه موثق على أنه مهندس معماري ومعلم رئيسي لكنيسة جيان المقدسة. لذلك لم يكن هذا الفني مهندسًا عسكريًا، على الرغم من قيامه بعمله في مدينة كان لها وزن كبير جدا.

بالإضافة إلى ذلك، تم الاحتفاظ بثلاث تصميمات يبدو أنها جزء من لحظتين مختلفتين في الأشغال. يشير التصميمان الأولان إلى مبنى سيتم بناؤه في المستقبل، وتكشف فاتورته أنه تم إنشاؤه بواسطة شخص لم يتقن تقنية الرسم بشكل كامل. يعرف التصميم الأول، بأن واجهة المنزل ستكون من الشمال، مغطاة بسقف مت القرميد في الجزء المواجه للنهر فقط. يمثل التصميم الثاني طابقا هو منظور المنزل المواجه للشمال جهة النهر حيث تدخل المراكب وتغادر الميناء. وأخيرًا، يبدو أن المخطط الثالث قد تم تنفيذه بالفعل، في حدود بساطة معينة، بواسطة شخص بالإضافة أكثر مهارة ويشير إلى مبنى تم بناؤه بالفعل، وبالتالي يجب أن يكون أكثر إخلاصًا للمخطط الأصلي من الخطط السابقة. سمي التصميم "خارطة البيت المبني في ميناء العرائش على نفقة جلالة الملكة الكاثوليكية لقنصليتها العامة [7] [1] يتضمن هذا التصميم مخططًا أرضيًا للمبنى وملحقاته مع حديقتين. يتوافق المخطط المرسوم مع الطابق الرئيسي، بينما يُشار إليه في مفتاح الرسم: "من الملاحظ أن جميع الحجرات الموجودة في الأعلى لها ما يقابلها في الطابق الأرضي". تم تمثيل إحدى الواجهتين أيضًا، الواجهة الرئيسية، مظللة بعلم إسباني، وأيضًا ملف تعريف يقطع المبنى من واجهته الرئيسية إلى الفناء الخلفي.

فيما يتعلق بالتسلسل الزمني، فإن المخططات الأولى أقرب إلى 1767 والثالثة يمكن أن تتوافق مع وقت ما بين 1769 و1773. يثير وجود المخططات الثلاثة عدة مشاكل في التفسير لأنها مختلفة تمامًا. الأولان يمثلان مبنى ذو مخطط رباعي الزوايا طوله أربعة عشر مترًا على جانب من شأنه أن يكون له جداران فاصلان وواجهتان، واحدة إلى الشمال والأخرى إلى الشرق. المخطط يظهر فناءً مركزيًا به باحة على الأعمدة، مما سمح للغرف بأن يكون لها نوافذ تؤدي إلى الرواق الداخلي. من ناحية أخرى، يتم تصميم الطابق الأرضي بشكل أساسي لمساحات المستودعات، إلى جانب "مكان مشترك" وإسطبل له مدخله من خلال الواجهة الشرقية. يبرز الفناء المركزي، الذي يجب أن توضع فيه نافورة، لتستقبل المياه من خلال قناة قادمة من الشارع.

في هذا المشروع، الواجهة الرئيسية هي التي تواجه الشمال. ومع ذلك، سيكون للواجهة الشرقية بابان فقط، يتم توزيعهما بشكل غير منتظم، أحدهما للوصول إلى الاسطبلات والآخر يسمح بمدخل جانبي إلى فناء المعرض. يؤكد رسم الواجهة أن هذا المبنى المخطط الأول كان بالأحرى قصرًا مخصصًا لمخزن وبدون إضافات جمالية كثيرة. تركزت الزخرفة الرصينة في خطوط اللفافة والإطارات الجانبية مع البناء بالحجر المشدود، بينما تم تلبيس الباقي. كانت الفتحات تحتوي على أقواس منخفضة ذات فتحات مرئية، إما من الحجر المحدود أو من الطوب. كان من طابقين، في الطابق الأرضي كان هناك باب أوسع (على الرغم من أنه قياسه 1.7 متر فقط) وأربع نوافذ (بعرض 0.8 متر)، والتي كانت ستعطي صورة تفوق الكتلة الصخرية أمام الفتحة ومن الصلابة في المقام الأول. أخيرًا، لم يكن للمبنى سقف مسطح، ولكن سقف الجملون مع سقف القرميد.

إن عدم تطابق هذا المشروع مع ما تم تنفيذه أخيرًا، يحدد أننا يجب أن نتحدث عن مشروع تمهيدي أول أو مخطط بسيط. علاوة على ذلك، لا يبدو أن فائدته بمثابة تمثيل قنصلي، بل كمستودع للمنتجات في مكان آمن ومتين.

ومع ذلك، يظهر المشروع النهائي بالفعل اختلافات كبيرة (مخطط الأرضية، الحجم، السقف والجماليات) وقبل كل شيء تغيير في البرنامج الوظيفي للمبنى نفسه، والذي تحول من كونه مستودع إلى قصر.

في رسالة من السفير توماس بريموند إلى جريمالدي، بتاريخ 15 يناير 1774، يُشار إلى أن المنزل القنصلي في العرائش قد اكتمل بالفعل وأن بعض المشاكل مع دعامات السقف قد تظهر. ذكر بريموند أن جزءًا من السقف قد انهار فوق إحدى الغرف، ولتجنب المزيد من الخراب، تم وضع عدة دعامات وفقًا لما ذكره عامل البناء الرئيسي في العرائش. فيما يتعلق بالبناء، أشار إلى أنه "صحيح أنه تم بناؤه بمثل هذه الصلابة غير العادية، فكونه مهندس أعمال التحصين الملكية لسبتة د. خوان فرنانديز الذي بدأه وانتهى منه، بدا وكأنه قلعة أكثر منه منزل. حسب عمق الأساسات وسماكة الجدران.

ومع ذلك، كان بريموند قد لاحظ بالفعل بعض التشققات، وهو ما أبلغ عنه قائد المهندسين في سبتة، لويس هويت وإلى خوان فرنانديز نفسه، على الرغم من أن كليهما قال إنه لا يوجد خطر على الإطلاق. على أي حال، تم إرسال العرائش إلى صانع الطوب الرئيسي بيدرو أوكانيا، الذي عمل أيضًا في المبنى، والذي أغلق الشقوق وأكد صلابة المبنى. بعد خطاب القنصل، نعلم أيضًا أنه في عام 1773، عانى المبنى كثيرًا عندما تم بناء المستودعات بجواره، حيث تطلبت أعمال الأساسات عدة تفجيرات، وكان هناك أيضًا زلزال كبير في أبريل، لذلك في صيف نفس العام أحضر بريموند إلى العرائش، من مدينة سلا كبير البنائين جوزيف مارشيتو. وقال، خلافًا للتقارير السابقة، إن العمل كان سيئًا، لذلك طلب القنصل إرسال خبير من إسبانيا لدراسة ما إذا كان يمكن إصلاحه أو هدمه.

رأينا أن الخطة الثالثة توضح العمل بعد كتابة هذه الرسالة بقليل، وأن الخيار الذي تم اتخاذه أخيرًا سيكون إصلاح المشكلات التي ظهرت بما أن المبنى بقي قائمة.

يوضح لنا المخطط طابقا يميل نحو المستطيل بواجهة رئيسية في الشرق يبلغ طولها 22.5 مترًا وواجهة ثانوية في الشمال تبلغ 15 مترًا. ومع ذلك، إذا أضفنا الحدائق المتاخمة للغرب والجنوب، فإن الأبعاد الفعلية للقصر هي 25 × 31 مترًا.

تم إنشاء النواة الرئيسية للغرف في طابقين حول فناء مركزي رباعي الزوايا، به رواق محيط مغطى مع حاجز درابزين. يرتكز هذا الرواق على ما يمكن أن يكون أربعة أعمدة أو أعمدة ذات قاعدة ورأس تاج (في الرسم لا يظهر جيدًا)، وهو تصنيف شائع جدًا في العمارة الإسبانية من القرن السادس عشر إلى القرن التاسع عشر.

يضعنا الطابق الأرضي أمام مبنى مخصص للقصر والوظائف التمثيلية: الغرف الرئيسية لغرفة المعيشة وغرف النوم والسكرتارية وغرف النوم في الواجهة، دون أن ننسى غرف الخدمة النموذجية مع غرفة الخادم الشخصي ومتجر المعجنات، مجوهرات، غرفة طعام، إلخ. كانت غرفتا النوم تحتويان على غرفة سابقة كانت بمثابة خزانة ملابس، مسبوقة بغرفة انتظار. كانت جميع الغرف تقريبًا متصلة ببعضها البعض من خلال أبواب تتقاطع معها في المحور، باستثناء غرف الخدمة التي تفتقر إليها.

فتحت غرف الخدم على زقاق جانبي للحظائر، وفتحت غرف الخادم الشخصي على فناء خلفي حيث يوجد المطبخ (الذي كان به فرن)، متجنبة الأبخرة والروائح داخل النواة الرئيسية للمنزل. يمر الطعام المطبوخ عبر ممر إلى منطقة تناول الطعام، وبالتالي يربط بين نواتين مختلفتين.

كان للمبنى كنيسة صغيرة ومنزل قسيس في وقت كان يتعين فيه تمثيل الكنيسة الكاثوليكية نفسها من قبل الدولة الإسبانية وإدماجها في قلب المبنى. كعنصر مهم حقًا في الجو الباروكي الذي يقع فيه برنامج المبنى، سنقول إنه يحتوي على منبر يقع في الطابق الرئيسي حيث يمكن سماع القداس في الكنيسة الواقعة في الطابق الأرضي.

على الرغم من أنه لا يظهر في المخطط، إلا أن الطابق الأرضي سيعمل على تحديد مواقع المستودعات والغرف. كان الوصول من طابق إلى آخر عبر درج عريض يقع في أحد أركان الفناء، كما هو معتاد في هذا النوع من المباني، الذي يؤدي امتداده إلى سقف مسطح، على عكس المبنى الأول المخطط.

من جانبها، لا توجد الاسطبلات في نواة المنزل، ولكن في غرفة مستقلة مع وصول مباشر إلى الشارع ومتصلة بالحظائر، حيث توجد نافورة بها بركة مياه للخيول والسروج.

تعد الحدائق عنصرًا مهمًا ومثيرًا للاهتمام في البرنامج، حيث تحتوي على أحواض زهور تقدم أشكالًا هندسية دقيقة تحول هذا الفضاء إلى مسرح حقيقي لسلطة وتمثيل القنصل الإسباني في المغرب.

من جانبها، تُظهر لنا الواجهة مبنى مميزًا بتقاليد العمارة الباروكية. يتم ترتيب تكوينه على طابقين، مع أفقية قوية تحددها الأفاريز والمخلفات، على الرغم من إبراز المحور الرئيسي للواجهة بباب ذو فيمة وشرفة منحنية في الطابق الرئيسي وإطارات لجميع الفتحات ذات القوالب الباروكية كعنصر مثير للاهتمام في المخطط نفسه، سوف نشير إلى عنصر معماري زخرفي على شكل لفافة ذات حواف ملفوفة، و التي عادة ما تحمل نقشًا أو شعارًا، أو حوافًا مزخرفة. ، والتي تتميز في عناصرها الزخرفية من الروكوكو في الفترة الأخيرة من الباروك. كما رسم علم كارلوس الثالث على خلفية بيضاء.

ندرة المعلومات عن هذا المبنى في تاريخ لاحق تثير القلق. الأوصاف أو المراجع حوله غير معروفة، وعلى هذا النحو يقع المبنى في غياهب النسيان تمامًا، مما دفع بعض المؤلفين إلى الاعتقاد بأنه من الممكن هدم.

ومع ذلك، بمراجعة المجموعات الفوتوغرافية القديمة لمدينة العرائش، تمكنا من العثور على صورة مفاجئة، جمعها فرناندو فالديراما، حيث يظهر مبنى، مدرسة مولي عبد السلام بن ميشيش، الذي تنتمي صورته بلا شك إلى مبنى يعود إلى نهاية القرن الثامن عشر ويشبه بشكل غير عادي المشروع الذي ناقشناه. ومع ذلك، يخبرنا فالديراما في عمله أن هذا المبنى تم تشييده وافتتاحه في 12 يناير 1950. دون التشكيك في مصداقية شخص بمكانة فالديراما ، نحن على يقين تام من أن هذه الأعمال التي يستشهد بها لم تكن بناء جديد ، ولكن لتكييف مبنى سابق ليتنا مع استخدامه الجديد كمدرسة. لا تترك الصورة مجالًا للشك، حيث من الواضح أن المبنى لم يهدم بالكامل وأنه استمر حتى ذلك التاريخ مع بعض التحولات. في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، الكورنيش القوي، والمحور المركزي المعزز بإسقاط الواجهة وترتيب النوافذ في مجموعات من اثنين، على الجانبين. تشير الشرفة المنحنية وشكلها الباروكي والباب وكذلك القوالب المصنوعة من الروكوكو التي تؤطر فتحات المحور المركزي إلى أنه نفس المبنى الذي تم تعديله وتكييفه في ذلك الوقت ولكن لم يتم هدمه.

نظرًا لحالة الغياب الوثائقي، قمنا بإعادة تفسير الأحجام التي تظهر في المشروع الأصلي وتلك التي لا تزال قائمة حاليًا. باستخدام قطاع من المخطط المساحي للعرائش حيث تقع المدرسة الحالية، قمنا بتركيب مخطط المشروع الأصلي وبالتالي توصلنا إلى الاستنتاجات التالية: الواجهة هي نفسها تمامًا (ما عرفناه بالفعل من صور عام 1950) ولديها نفس المقاييس والنسب التي توقعتها: حوالي 22.5 متر. تم بناء الحديقة الواقعة على يسار الواجهة (مقابل شارع ٢ مارس) وفي مكانها يوجد مبنى يشغل جزئيا أرضيته. فيما يتعلق بالمبنى الفخم، يبدو أن الواجهة والممر الطويل للمبنى الذي يتيح الوصول إلى القطع الموجودة على الجانبين ومعرض الفناء الذي يواجه هذه الغرف قد تمت صيانتها. اختفت الساحة المركزية الرباعية الزوايا ومنطقة الدرج، بينما أعيد استخدام جزء من هيكل القصر المواجه للشمال، الآن شارع الزاوية الناصرية، باختثار أشغال عام 1950 استخدامت الجدران والهياكل السابقة، مما وفر للبناية وظائف أكبر وتوسيع الواجهة الشمالية بصحن جديد، والذي يبلغ حاليًا ضعف حجم الأصل.

حاليًا يتم الحفاظ على الواجهة بنفس الترتيب، على الرغم من أن القوالب الباروكية قد تم حفرها وتقدم استبدالها بسطحً أملسً، إلا أنها تحتفظ بإسقاط المحور المركزي والكورنيش ونفس ترتيب الفتحات.

من المثير للاهتمام تسليط الضوء على أهمية هذا المبنى وتاريخه المرتبطين بأول مؤسسة دبلوماسية لإسبانيا في المغرب، وهو بناء لم يُشر إليه على الإطلاق حتى الآن.

 



الصور

1.      شرح مخطط المنزل المبني في ميناء العرائش على نفقة جلالة الملكة كاثوليكا للقنصلية العامة الإسبانية. AHN ، رسم الخرائط ، رقم 240. ملف الدولة رقم 4349 nº 171-a.

2.      مجموعة مدرسة مولي عبد السلام ميشيش (المدرسة العربية الإسبانية القديمة) بالعرائشفي: فرناندو فالديراما مارتينيز، تاريخ العمل الثقافي لإسبانيا في المغرب (1912-1956). تتوان، Editora Marroquí، 1956، ص. 176-177

3.      الحالة الحالية للمبنىمجموعة مدارس مولي عبد السلام مشيش.