الاثنين، 30 أكتوبر 2017

الإسبان يتعلمون الدارجة المحلية

الإسبان يتعلمون الدارجة المحلية


    محمد عزلي

سطرت سلطات الحماية الإسبانية في النصف الأول من القرن العشرين مخططها المحكم للاندماج السريع في المجتمع المغربي بعدة وسائل وأشكال (مدنية/عسكرية)، (بنيوية/بيداغوجية)، (اجتماعية/اقتصادية)، لتفعيل السيطرة الميدانية على الأرض وبالتالي الاستغلال الأمثل للبلاد والعباد، لكن قبل كل هذا علمت أن عليها قراءة العنصر البشري الذي ستضطر إلى مواجهته والتعايش معه ومحاولة تطويعه لرغباتها، وبالتالي كان لزاما عليها اكتشاف أحواله ومعاشه وهواجسه وطريقة تفكيره وعوالم انشغالاته وقناعاته وعقائده وطبيعة ولائه.. وبطبيعة الحال سيسبق كل هذا اكتشاف لغته ولسانه.
الوثيقة موضوع الحديث، عبارة عن مطبوع إسباني تعليمي يضم نماذج دقيقة للمحادثات والكلمات الدارجة المحلية العربية التي تعالج مواضيع متنوعة تخص الحياة العملية المغربية، روعيت فيها بيداغوجية ذكية تعتمد على الشمولية والبساطة في تقريب طريقة النطق الأكثر سلاسة، والتفسيرات النحوية، ووصف الاستخدامات في العادات والمعتقدات، إضافة إلى التركيز على أهم مساطر القانون المغربي.
أصدر هذا العمل عن CASA EDITORIAL بالعرائش سنة 1924، على يد "ريكاردو نافاس دي ألدا" وهو عسكري بالجيش الإسباني برتبة ملازم حينها و فارس بالحرس الشريفي، عمل أستاذا للغة العربية بأكاديمية العرائش بعد حصوله على دبلوم اللغة العربية.



شاطئ رأس الرمل بالعرائش

شاطئ رأس الرمل بالعرائش

    
    محمد عزلي

يعد شاطئ رأس الرمل بالعرائش أحد أجمل وأكبر شواطئ المملكة المغربية وأكثرها تنوعا.
الجمال
يمكنك معاينته في أي نقطة جلست فيها، لأنك سترى منظرا بانوراميا لمدينة العرائش فوق هضبتها الشامخة تطل عليك بقسميها العتيق والمعاصر، كما سيدهشك منظر وادي لوكوس العريض والملتوي الذي ينتهي في أحضان المحيط الأطلسي الواسع، كما أن الشاطئ على طوله يسير بين رمال دقيقة عالية الجودة وغابة الصنوبر أو (البينيا) كما يسميها أبناء المدينة، وهي عناصر لن تجتمع إلا في العرائش.
الكبر
يبلغ إجمالي طول شاطئ رأس الرمل لوحده بمدينة العرائش أزيد من 5 كيلومترات موزعة كالآتي : شاطئ ميامي حوالي 1000 متر، الشاطئ الأول حوالي 250 متر،  الشاطئ الثاني حوالي 100 متر، الرصيف الصخري حوالي 750 متر، ثم شاطئ بيلبغروسا حوالي 3000 متر.
(أخذنا هذه الأرقام بمساعدة قياسات Google Maps)
التنوع
ينقسم شاطئ رأس الرمل كما أشرنا إلى :
1-    ميامي، وهو شاطئ نهري على الضفة الشمالية لمصب وادي لوكوس، يتموقع في المنطقة المفضلة لدى العائلات التي تبحث عن الأمان في السباحة والألعاب والرياضات المائية كما أنها قريبة من غابة رأس الرمل ومدشر رقادة، إنه مكان نموذجي للترفيه والاستمتاع بإعداد الطواجن السمكية أو (التاكرة) كما يسميها أبناء العرائش، تتميز مياهه بالسكون وسرعة التيار المائي عند حركات المد والجزر، لكنه في العموم آمن وجيد للمبتدئين في السباحة خاصة وأنه مراقب ولم تسجل فيه حوادث تذكر.
2-   الشاطئ الأول، يسميه أبناء المدينة (البلايا الأولى)، وكلمة بلايا تعني شاطئ باللغة الإسبانية، عرف هذا الفضاء واشتهر بالأطفال، حيث أن الشاطئ يقع بين حواجز صخرية جعلته ضحلا في المد والجزر، وهو مكان جد آمن لسباحة الأطفال، كما عرف بكرة القدم خصوصا عند الجزر حيث يصبح الفضاء المعبد للعب كبيرا ونموذجيا، يعرف المكان بحركيته الكبيرة حيث (يركب / ينزل) المصطافون من خلاله سواء عبر المراكب (الباطيل) أو الحافلات، يستمتع الآباء كثيرا في هذا المكان بشرب قهوتهم أو شايهم المنعنع وهم يراقبون أطفالهم تلهو تحت أنظار المدينة العتيقة بأسرها.
3-   الشاطئ الثاني، يسميها العرائشيون ب (البلايا الثانية)، أو (البلاييتا) وهي كلمة تصغير للبلايا، أو (البلايا د النصارى) لأنها كانت في عهد الحماية مخصصة للإسبان فقط وبقيت كذلك لمدة ليست بالقصيرة بعد الاستقلال. الشاطئ صغير لكن فضاء السباحة فيه كبير، يتميز بالأمان الكبير والأمواج اللطيفة، ولا يمكنك الغرق فيه أبدا لضحالته وطول المسافة التي عليك قطعها لكي تصل إلى عمق أكبر، وهو تدريجي لا مفاجآت فيه. يميز الشاطئ أربع أشياء أساسية : 1- صغر مساحة الشاطئ الرملي. 2-  بانوراما المنظر الساحر للبحر والمدينة. 3- ألعاب الجمباز (الجغيم) حيث عرف المكان بهذه الرياضة التي تخرج منها أبطال كثر على مر الأجيال. 4- السفينة التجارية الكبيرة الغارقة في هذا الشاطئ منذ الثمانينات والتي وضعت حدا نهائيا لاستمرار الملاحة التجارية بميناء العرائش.
4-   الرصيف الصخري، (البلوكيس) وهو حاجز أمواج يبلغ طوله 750 م بنته شركة ألمانية في مستهل مشروعها القاضي ببناء ميناء العرائش عام 1910 بتفويض رسمي من السلطان مولاي حفيظ، يتميز المكان بالمقاهي والمطاعم ويحبه العرائشيون لأنه مسبحهم المفضل، فكل واحد له صخرته التي يقصدها للقفز منها إلى مياه البحر الهادئة والعميقة والنقية، فالعرائشي يقضي يومه بالشاطئ وقد لا يسبح لكنه ملزم أن يمر إلى البلوكيس والقفز ولو مرة واحدة على الأقل ليبلل جسمه بماء المحيط وإلا فإن اليوم غير محتسب في سجله. يشتهر المكان أيضا بشيئين آخرين، أولا صيد الأسماك بالقصبة وإعداد طاجين السمك (التاكرة) في عين المكان.
5-   الشاطئ الرئيسي، معروف لدى أبناء المدينة باسم (البيليغروسا) وهي كلمة إسبانية تعني (خطيرة)، شاطئ طويل (حوالي 3000 متر) يقف عند حدود سيدي عبد الرحيم والمركب السياحي (Port Lixus)، يعرف هذا الشاطئ ازدحاما كبيرا في فصل الصيف، حيث يحتكر حصة الأسد من المصطافين، يتميز بجودة رماله وسرعة أمواجه وخطورته على من لا يلتزم بتعليمات المراقبة، لكنه مناسب لرياضات البحر من ركوب أمواج وكرة القدم والكرة الطائرة الشاطئية، يعرف نشاطا ورواجا كبيرين طيلة موسم الصيف ويتحول إلى أحد أروع الأماكن رومنسية وبهاءً في بقية فصول السنة.
مخيم رأس الرمل
يقع مخيم رأس الرمل بغابة الصنوبر المحادية للشاطئ، بابه مقابل للشاطئ الأول، دشن عام 1973 من قبل باشا العرائش محمد علي بنيس و ج.علال عزلي رئيس دائرة العرائش في الشبيبة والرياضة آنذاك، هذا الأخير يرجع له الفضل في إنشائه وتفعيل دوره الوظيفي، وقد عانى الأمرَّين لتنزيل فكرته حيز الوجود حيث لقي عراقيل عدة كادت تعصف بالمشروع أولها أن المجال الترابي للمخيم لم يكن ساعتها تابعا للعرائش، ثم كان عليه الإسراع في حسم التراخيص الضرورية بين الوزارات والإدارات المتداخلة في المشروع قبل تفويت المجال وخصخصته.
مخيم رأس الرمل اليوم تابع للمديرية الإقليمية لوزارة الشباب والرياضة بالعرائش، ويعد أحد أفضل وأجود مراكز التخييم على المسوى الوطني.


أشغال البناء بالمرسى و الحاجز الشمالي الذي يحد شاطئ بيلبغروسا

حركة الملاحة قبل عهد الحماية بمصب وادي لوكوس حيث يتواجد الشاطئ






المنارة الحمراء الشهيرة ب فارونا


فارونا مقصد هواة الصيد بالقصبة


صور حصرية بأرشيف العرائش، عام 1973 سنة تدشين مخيم رأس الرمل بالعرائش.
 الباشا محمد علي بنيس و الحاج علال عزلي رئيس دائرة العرائش في الشبيبة والرياضة آنذاك يدشنان المخيم



















الشاطئ الثاني أو البلايا الثانية أو البلاييتا أو البلايا د النصارى


الممر الإسمنتي الذي يرسم الحدود بين الشاطئ الأول و الثاني


 البلايا الثانية و الحاجز الصخري المشهور ب البلوكيس




 1995/1993

  1995/1993


  1995/1993


  1995/1993


  1995/1993


 1995/1993



الشاطئ الرئيسي الطويل و الشهير ب بيليغروسا


صورة جوية توضح الشكل العام الكامل لشاطئ رأس الرمل بمخيمه وغابته الصنوبرية


بيليغروسا 2005


 بيليغروسا 2008


 بيليغروسا 2008


 البلايا الأولى 2008


  البلايا الأولى 2008


  البلايا الأولى 2008


 بيليغروسا 2008




الصورتين للسيد عبد السلام الرامي صاحب مقهى الدالية الذي يظهر خلفه وكان يتواجد ب (البلايا الأولى) بشاطئ رأس الرمل بالعرائش.
يعتبر المكان أحد ركائز ذاكرة الشاطئ والذاكرة المحلية للمدينة عموما، كان يشغل مساحة 650 متر مربع واشتهر بظله الطبيعي من شجر العنب أو (دالية العنب) ومن هنا أخذ اسمه الذي اشتهر به عند العرائشيين وزوارها الأوفياء على مدى زمن ليس بالقصير أبدا.
أخد المكان شهرته أيضا بطواجن السمك وكؤوس الشاي المنعنع الرفيع، كما اشتهر بتوفره على الألعاب التي كانت تستهوي أجيال السبعينات والثمانينات والتسعينات من بلياردو وكرة القدم بالدمى الخشبية..
اعتُبِر مقهى الدالية كمحطة انطلاق ووصول لركاب النقل العمومي سواء الحافلات التي تقف قربه أو مراكب العبور (الباطيل) التي تقود إليه مباشرة عبر ممر إسمنتي ينتهي عند المقهى، مما جعل دوره يتعدى مجرد مقهى، ففيه يمكنك كراء أو شراء المعدات والملابس والضروريات المتعلقة بالاصطياف، كما يمكنك الاستحمام إما بمقابل مادي زهيد داخل المبنى أو بالمجان عند (الروبيني).
استفاد المكان من موقعه الاستراتيجي المتمركز في ملتقى الطرق بين جميع شواطئ رأس الرمل وكذلك المخيم مما جعل منه بؤرة للنشاط والرواج حتى في ليالي الصيف البديعة.
انتهى تاريخ المقهى عند صدور أمر تهديم كل مباني شاطئ رأس الرمل، فتم التنفيذ سنة 2009 ليوضع حد نهائي لحقبة صارت اليوم مجرد ذكريات وصور من الأرشيف.


عملية إخلاء و تهديم المباني 2009

صور حصرية من أرشيف 2009 

 البلوكيس


 محطة الحافلات بالشاطئ


 أشجار الصنوبر التي تطغى و تزين الشاطئ


شاطئ ميامي

 شاطئ ميامي




 شاطئ ميامي


شاطئ ميامي

 شاطئ ميامي


 شاطئ ميامي


شاطئ ميامي

شاطئ ميامي

 شاطئ ميامي


 شاطئ ميامي


 شاطئ ميامي


 شاطئ ميامي


 شاطئ ميامي




 أمواج بيليغروسا

 شاطئ بيليغروسا


  شاطئ بيليغروسا




 البلايا الأولى

  البلايا الأولى


  البلايا الأولى


  البلايا الثانية


   البلايا الثانية


   البلايا الثانية


   البلايا الثانية


   البلايا الثانية


  البلايا الثانية


صور حصرية من أرشيف 2010







 السفينة التجارية الغارقة في الشاطئ الثاني












 2016


  2016


  2016


 2016



من نوستالجيا العبور لشاطئ رأس الرمل بالعرائش عبر القوارب التقليدية، نقترح عليكم هذه القصة القصيرة للمبدع محمد مبشور حررها بتاريخ في 24/07/2018.

نحو الشاطئ

ناهزت درجة الحرارة في ذلك اليوم الصيفي القائظ رقم حذائي أي 44 درجة كاملة.. فحملت فوطة مقلدة مطبوع فيها ثور أسود بلا عينين و فوق رأسه شمس حمراء .. وضعتها فوق كتفي الأيمن و فتحت باب الثلاجة و شربت قارورة ماء كاملة و حملت قارورة أخرى أكبر حجما و أكثر برودة ووضعت نظارة شمسية و انطلقت إلى الشاطئ.... هناك في "السكاليرا" (سلالم حجرية) المخصصة لرسو قوارب خشبية بمجادف تنقلنا إلى الشاطئ انتظرت معاذ و ياسين حتى قدموا، كان معاذ يحمل مظلة كبيرة ستجنبنا سياط الشمس المنهالة على مؤخرة رقابنا بينما كان ياسين يحمل مضربين خشبيين و كرة صغيرة صفراء ..نزلنا أسفل تلك السلالم الحجرية الغير المتناسقة بفعل تعرضها المستمر لارتطام القوارب بها صيفا و الأمواج شتاءا و امتطينا قارب أخضر اللون و مكتوب بجانبه بصباغة بيضاء اسم السعدية ..القارب حسب السبورة التي كانت تحمل تعليمات و أمور تنظيمية أخرى و التي كانت معلقة في مدخل السكاليرا تشير إلى أن الطاقة الاستيعابية لكل مركب 10 ..قمت بالعد .. اكتشفت أننا الثلاثة إضافة للمتواجدين قبلنا وصلنا إلى 11 أي زائد واحد حسب ما هو مسموح به .. و لكن المركب لم يتحرك ..قدمت بعدها فتاتان شقراوتان تفوح منهما رائحة عطر ممزوج بالغنج و الدلال، فتزاحم الجميع لترك مكان فارغ لهما للجلوس بجانبه .. ثم جاء رجل و طفلين وحملهما نحو القارب ثم قفز هو الآخر دون انتظار، فأصبحنا 16 فصاح لحظتها شخص من القارب:
زيد أخاي جينكو شي 04 أو 05.
فأخبره جينكو بصفته مسؤولا عن تنظيم التنقل بأن العدد كافي.
و لكن ربان المركب أجابه بأن المركب مازال فارغا.
فأضاف جينكو شابان آخران و رجل و امرأة خمسينية قدموا للتو.
و صاح سير أخاي حميدو باراكا عليك ..و قفز أخيرا أربعيني يشبه حميدو في حجمه.
وسحنته و يحمل سلة مغطاة من العزف و قصبة صيد مجزئة بخفة لاعب أكروباتي في سيرك شهير نحو القارب.
و قف الربان الذي كان يشبه مزيج من أسوء قراصنة جاك سبارو و جيلفر شكلا وملابس ببشاعته و لون بشرته المتحولة و صدره العاري.. نظر إلى الجميع و هو يزبد و يرغد دون سبب ثم أمر الخمسينية بالجلوس قربه نظرا لبدانتها المفرطة و التي ستؤثر حتما على توازن القارب و أمر آخر شابين اللذين امتطيا القارب بالانتقال من الجهة اليمنى إلى اليسرى و صاحب قصبة الصيد بالانتقال إلى مقدمة القارب فانتقل هذا الأخير و جلس القرفصاء بجمود ..و غمغم دبا مزيان و أمسك بالمجدفين الخشبيين و بدأ بالتجديف اتجاه الشاطئ فبرزت عضلات ذراعيه المفتولة و الملئ بآثار جروح و ضربات سكين و في المقابل بدت رجلاه نحيفتان جدا و أخذت تزداد تقلصا و ضعفا حتى كادت أن تختفي.
طلب مني معاذ القليل من الماء ..منحته القارورة و لم يعدها لي..
رائحة البحر و الخز تسود في المركب ..ثم بدأت رائحة الفلفل و الطورطية التي كانت حتما مختفية في علب بلاستيكية في قفة أحد الراكبين تنافس رائحة البحر و الخز ..
راكب أخر أخرج بوق صغير و أوصله بهاتفه فصرنا نسمع موسيقى الراي رغما عن أنفنا.
أشعلت سيجارة بحذر كي لا تتبلل و رحت أتأمل السكاليرا و هي تبتعد و تأملت أيضا الشقراوتين و الخمسينية و سلة العزف و طائر النورس و زرقة البحر اللا متناهية محاولا انتحال صفة الشاعر بوهيمي..بينما كان ربان القارب مستمرا بالتجديف ..و في كل حركة تجديف يلمس بطن المرأة البدينة الجالسة بجانبه و التي لم تجرؤ على تنبيهيه بالأمر خوفا منه بينما يدنو صوت صرير متناسق اثر احتكاك المجدفين مع جانب القارب و ينافس موسيقى الراي ..
و صلنا تقريبا الى منتصف الطريق، فتخلى حميدو عن المجدفين لحظة و أشعل سيجارة محشوة رائحتها مغايرة جدا عن رائحة السجائر العادية و صاح
 خلصوني أخوتي ..
كنا 21 .. و كانت تكلفة التنقل 03 دراهم أي 63 درهما كمجموع.
أحصى حميدو نقوده فوجد درهم 60..
 نظر إلينا بعدها و قال .. مازال واحد ماخلصش.
 أخد الجميع ينظر إلى بعضهم البعض مثل أبطال قصص أجاثا كريستي بحثا عن المتنصل من الأداء، ساد الصمت نصف دقيقة ثم استطرد بعدها حميدو... شوفو بلا منبقاو نتعاصبو و نخصرو لهدرا.. را عندي كي طلعت كي نزلت .. مازال لا يوجد ابن امرأة قادر على أن يخدعني يلاه فوكوني .. قبل مانرمي شي ولد (...) فيكم في البحر .. قالاها و هو يحرك يديه بحركات عشوائية و بعصبية بينما اخد لعابه في التطاير.
منحه صديقي ياسين 03 دراهم و منحه الرجل صاحب الطفلين 05 دراهم و منحته إحدى تلك الشابتين الشقراويتين 05 دراهم إضافية و ابتسامة ناعمة، و منحه أحد الأشخاص الذين امتطوا القارب قبلنا 03 دراهم إضافية.. حمل النقود و نظر إلينا بغضب و الشرر مازال يتطاير من عينيه .. ثم جلس و أكمل التجديف و هو يقول بغضب
علاش نتوما هكذا كامونيين .. علاش .... فاللول كعملتوها و هنيتوني... اتخسروني مع راسي و صافي ...
حتما شخص آخر ظل متخفيا بيننا لم يؤدي .. أما أولئك الأشخاص فقد دفعوا مرة أخرى تفاديا للمشاكل و خوفا من ردة فعلا حمقاء من حميدو ..و صرت أحدق في ملامح كل شخص بالقارب بحثا عن ذلك الشخص الذي تهرب من الآداء .. دون جدوى .. فطلبت من معاد قارورة المياه لأرتشف جرعة ماء تساعدني على بلع هذا الموقف المحرج.. منحني قارورة فارغة ..نظرت إليه بدهشة .. فنظر إلي باعتذار و تأسف .. بينما كان قادر الجابوني يقول في أغنيته العاطفية و المليئة بالعتاب و الخارجة من ذلك البوق:
علاش بعت لسطوار حكاية يا العدوة
علاش حتى عشقي ليك ساومتيني فيه
علاش الخيط لي بيناتنا قطاعتيه
علاش يلي بنيتيه كاع هدمتيه...............