الثلاثاء، 25 سبتمبر 2018

دار المزوري تراث ثقافي مادي ورمزي بالعرائش



محمد عزلي

في إطار تنشيط البحث التاريخي حول مدينة العرائش وأحوازها كأحد الأهداف الأساسية لجمعية أرشيف العرائش لتوثيق التراث الثقافي والبحث التاريخي، واستكمالا للأبحاث الجارية عن تاريخ بعض الأسر العرائشية التي ارتبط اسمها بالزوايا الموجودة في المدينة، عقدت جلسة صباحية يوم الثلاثاء 25 سبتمبر 2018 التقت من خلالها أرشيف العرائش بالمسرحي والزجال ذ.عبد اللطيف المزوري الذي تحدث بإسهاب عن دور أسرته الثابتة النسب الشريف إلى الأسرة العمرانية الإدريسية، في التراث الثقافي اللامادي لمدينة العرائش، وارتباطها المحوري بخدمة الزوايا عامة والقادرية على وجه التحديد، ولا أدل على ذلك دار جده محمد بن الطاهر بن عبد الله بن محمد المزوري الموجودة بحي باب البحر قرب الزاوية الناصرية، والتي كانت دار ضيافة تحج إليها فرق الطرق الصوفية على اختلاف ألوانها، بأتباعها ومريديها، بغذائها ومبيتها، بأزيائها وأعلامها، بأذكارها وأورادها. هذه الدار التي هجرت وخربت كانت إلى زمن قريب تعد من منارات العلم والثقافة والدين، فبغض النظر عن الدور الصوفي والوظيفة الاجتماعية والمهام المتوارثة مثل (أبو المواريث) و (وكيل الغياب)، فقد شكلت الدار حسب شهادات مختلفة إحدى أهم بؤر انطلاق "العمارة" أو الطقوس الصوفية والاحتفالات الشعبية بمناسبة المولد النبوي الشريف، سواء تعلق الأمر بعمارة لالة منانة المصباحية أو سيدي علال بن احمد العسري. وهي نفس الدار التي كان يتردد عليها بانتظام الأديب والمسرحي والدبلوماسي الشهير عبد الصمد الكنفاوي رحمة الله عليه بوصفه صديقا مقربا من العائلة، ثم لشغفه الكبير بهذه الأشكال الثقافية الشعبية التي طالما اشتغل عليها كثيرا في أعماله المسرحية، وقد بلغ به الأمر لدرجة أنه كان الشخص الوحيد المستأمن على مفاتيح الدار، وكان الوحيد أيضا المخول له إخراج الكتب أو الأدوات أو الإكسسوارات من مخزنها والتصرف فيها بحرية مطلقة، لكن وإحقاقا للحق يحكي لنا السيد عبد اللطيف المزوري عن المرحوم عبد الصمد الكنفاوي أنه كان بالمقابل شديد الكرم مع جده وأهل الدار أجمعين.
وفي نفس السياق عبر ذ.عبد اللطيف المزوري عن رغبته في إعادة الحياة لهذه الدار في إطار مقترح جمعية أرشيف العرائش لمشروع ثقافي تراثي يعيد الاعتبار للموروث الثقافي المادي والرمزي للمدينة من جهة، ومن جهة ثانية تسويق هذا التراث الأصيل محليا، وطنيا، ودوليا في قالب سياحي تنموي، مبديا استعداده للتعاون مع الجمعية ومع كل راغب في الانخراط في المشروع، والحديث هنا عن القطاع الوصي على الثقافة والسياحة، وكذا المؤسسات التي تتخذ من التراث الثقافي هدفا لمشاريعها، إضافة إلى السلطات المحلية والإقليمية والمجتمع المدني.
من جهة أخرى أمدنا ذ.عبد اللطيف المزوري بصور بعض الظهائر والوثائق العدلية التي يملك أصولها وعددها تسعة من حقب زمنية مختلفة يعتقد أنها تبدأ من العهد المريني وصولا إلى الدولة العلوية الشريفة مرورا بالسعديين، منها من هي واضحة سليمة ومتنها سهل الإخراج، ومنها من هي في حاجة إلى محققين خبراء. وقد تم الاتفاق بهذا الصدد على أن تنظم الجمعية ورشة تضم متطوعين مختصين في إخراج نصوص المخطوطات، ومن ثمة توثيق هذه الوثائق وتوزيع نسخ عالية الجودة على الخزانات العمومية لتعميم الفائدة العلمية.










الأربعاء، 19 سبتمبر 2018

محمد بن عبد القادر بن موسى




      بقلم : د. يونس السباح      

من الشخصيات الهامة التي تحتاج مزيد بحث وعمق تحليل هذه الشخصية الكبيرة في تاريخ المغرب. يعد الوزير محمد بن عبد القادر بن موسى من علماء المغرب وشعرائه الذي طالهم النسيان ولم يجر بذكرهم قلم ولا لسان. وقد كان هذا العالم أول أمره كاتبا لباشا العرائش السيد محمد فاضل بن يعيش وأصبح بعدها أمينا للصندوق بديوانة العرائش. وفي المرحلة العرائشية كان يدير تجارة مع الحاج محمد السبتي وولده عبد القادر السبتي كما تفيده مراسلات تحت اليد وكل هذا في حدود 1917. ولا يخفى أنه تزوج من أخت الباشا بن يعيش لقربه منه وعلاقته به. وفي سنة 1937 اختير من طرف الخليفة الحسن بن المهدي وزيرا للأحباس وبقي وزيرا إلى سنة 1954. توفي رحمه الله عام 1965 ودفن بتطوان.




من نادر الصّور وجميلها، وهي تضمّ نخبة من أهل العلم والسياسة.
الأوّل عن اليمين: الفقيه الأديب الصدر الأعظم الشريف سيدي أحمد الغنمية رحمه الله، صاحب الوجه المشرق، والخط المليح، والبيان الراقي. يليه: مدير العارف، مؤرّخ تطوان الكبير، الأستاذ محمد داود رحمه الله. ويليه، الفقيه الشريف، وزير العدلية سيدي محمد أفيلال، وآخرهم، وزير الأحباس، الشاعر الفحل، والفقيه الحجّة، سيدي محمد ابن موسى، رحم الله الجميع.








من إنشاء وفكر شيخ شيوخنا العلامة الوزير الشاعر الفحل سيدي محمد بن عبد القادر بن موسى المراكشي ثم التطواني رحمه الله ورضي عنه

من إنشاء وخط العلامة الوزير الشاعر محمد بن موسى

خطبة حول التعليم بخط وإنشاء الوزير الاديب الشاعر الفحل سيدي محمد بن موسى ألقاها بين يدي الخليفة الحسن بن المهدي عام 1942 بقصره بالمشور السعيد بتطوان

خط وإهداء وزير الاحباس بالحكومة الخليفية بتطوان الشاعر الفحل سيدي محمد بن موسى رحمه الله




هذه الوثيقة [الصور الثلاثة الأخيرة] تخص الحفلة الأدبية الكبرى التي نظمها معهد مولاي المهدي بتطوان تحت رئاسة وزير الأحباس الإسلامية، الفقيه العلامة سيدي محمد بن موسى رحمه الله، بمشاركة طلبة عرائشيين متميزين، والجدير بالذكر أن سيدي محمد بن موسى من أهالي العرائش المرموقين، إذ تولى فيها أمانة الميناء لمدة طويلة قبل أن ينتقل إلى تطوان.

التلاميذ العرائشيون المشاركون في الحفلة هم :
·       أحمد التدلاوي، الذي كان يرأس فرقة الموسيقى.
·       أحمد بن شقرون، الذي كان يرأس فرقة الأناشيد.
·       مصطفى الدواي، مرشد تربوي.
·       عبد الرحمان اعميار، من أرباب الأعمال بالدار البيضاء.
·       عبد الرزاق اعميار، عميد شرطة بطنجة.
الأسماء الثلاثة الأخيرة، شاركوا في فرقة الخطابة، وغيرهم كثيرون من العرائشيين الذين كانوا يدرسون بمعهد مولاي المهدي في تطوان، وقد كانت الحفلة سنة 1942.
[عبد الحميد الحفيظي]

الخميس، 13 سبتمبر 2018

أضرحة المصباحيين بأحواز العرائش




    محمد عزلي

في إطار تنشيط البحث التاريخي حول مدينة العرائش وأحوازها كأحد الأهداف الأساسية لجمعية أرشيف العرائش لتوثيق التراث الثقافي والبحث التاريخي، واستكمالا للبحث الجاري في المصادر التاريخية المكتوبة، المغربية منها والأجنبية، المتعلقة بسيرة الولية الصالحة لالة منانة المصباحية، قام فريق من الجمعية يقودهم كاتبها العام ذ.عبد الحميد بريري المكلف بهذا التحقيق، برحلة بحثية علمية ميدانية تخص أصول لالة منانة و آل مصباح يومه السبت 8 شتنبر 2018، بدأت بدوار اكلا حوالي 20 كلم جنوب العرائش، حيث توجد زاوية مولاي عبد الله وأضرحة الشرفاء المصباحيين، التقوا خلالها بمقدم الزاوية سيدي سعيد بن محمد بن جلول المصباحي الذي لم يبخل على زواره بالمعلومات والإرشادات المستفيضة، ثم استمرت بمولاي بوسلهام حيث توجد به أيضا أضرحة أخرى حاور فيها الفريق مقدمي الزوايا في عين المكان، وقد ساهمت الصدفة أيضا والحظ الجيد في اكتشاف حقائق ومفاجآت سنعلن عنها في حينها من خلال مدونة أرشيف العرائش بإذن الله بعد أن يتم التحقق من المعطيات المتوصل إليها ميدانيا.

نبذة عن الزاوية المصباحية
اشتهرت هذه الأسرة بالدور الذي قام به أفراد منها في الميدان الفكري والثقافي والإصلاح الاجتماعي، كما عرفت بنبوغ علماء أجلة وشعراء مرموقين [1]. يقول ذ. عبد الحميد بريري في مقاله المعنون "مساهمات قبائل الهبط والغرب في الدفاع عن العرائش" المنشور في مدونة أرشيف العرائش الإلكترونية بتاريخ 17 فبراير 2017:
{المصابحة أو المصباحيون، قال فيهم محمد القادري في كتابه نشر المثاني إن فيهم عدد من الأولياء والصالحين غير معروفين وذكر أحدهم هو الحسن بن عيسى المصباحي دفين الدعداعة من بلاد البروزي (سوق أربعاء الغرب حاليا) واستشهد أحد أبنائه وهو عيسى على أبواب طنجة وهو يجاهد البرتغاليين بها.
ويعتبر سيدي عبد الله المصباحي المدفون ب (اكلا) أحد أقطابهم؛ كان الخلط والطليق يقيمون له موسما تتبارى فيه الخيول والفرسان والرماة؛ باعتباره صاحب البركة في تعلم الرمي والفروسية التي يمنحها أحد أحفاده بعد موته لكل من أراد تعلمها. وتعتبر هذه المظاهر تجسيدا لاستعداد القبيلتين واليقظة التي كانوا عليها أجدادهم منذ سكناهم الهبط والغرب حتى أصبح كل ما يتعلق بالجهاد ثقافة لديهم، حيث كانت المنطقة الممتدة من مصب نهر لوكوس إلى مصب نهر سبو مجالا لنشاط أجدادهم الجهادي، وابنه الجيلالي بن عبد الله كان لا يراوح مكانه في المرابطة بثغر العرائش حيث كان يجلس على حجر هناك في مقابلة البحر، وابنته لالة منانة المصباحية المدفونة بالعرائش كانت تقدم العون والدعم للمجاهدين بالعرائش كما تحكي الرواية الشفاهية بالمدينة وتعطينا الأساطير التي نسجت حولها قيمتها ومكانتها في المجتمع  العرائشي}.
أما الحاج المفضل التدلاوي رحمة الله عليه فيذكر الشرفاء المصباحيين في كتابه "أضواء على ذاكرة العرائش" في محلات نذكر منها ما قاله في (ص198):
{الشرفاء المصباحيون وأبرزهم هو سيدي الجيلالي بن عبد الله والد الولية الصالحة لالة منانة المصباحية عميدة أولياء مدينة العرائش ودفينتها. وسيدي الجيلالي بن عبد الله وإن كان مدفونا قرب ضريح مولاي بوسلهام فهو استوطن مدينة العرائش جل حياته، وكان مقر سكناه بدار الزاوية المصباحية وكان يجلس باستمرار على مسطبة حجرية ملتصقة بالدار لازالت إلى الآن تعرف ب "حجرة سيدي الجيلالي بن عبد الله".
ومن الشرفاء المصباحيين المشهورين وكان لهم دور مهم لدى سكان المدينة ويقصدونه للتوسط لهم لقضاء حوائجهم سيدي العربي بن محمد المصباحي الذي يوجد ضريحه بالمقبرة الجديدة بالعرائش}.

الأهداف والنتائج
هذه الرحلة العلمية للزوايا والأضرحة الخاصة بالشرفاء المصباحيين مجرد خطوة ميدانية سبقها بحث مستفيض، وسيليها بإذن الله خطوات بحثية أخرى، سواء تعلق الأمر بتحقيق المخطوطات، خاصة الظهائر السلطانية، أو باستكمال الزيارات الميدانية لبقية الأضرحة داخل وخارج العرائش بما فيها الزاوية المصباحية وضريح الولية الصالحة لالة منانة ومن ثمة لقاء القائمين عليها للتنسيق معهم. والهدف من وراء ذلك وضع سيرة واضحة المعالم للولية الصالحة لالة منانة المصباحية التي اكتسبت مكانة اعتبارية في الذاكرة المحلية والوطنية المشتركة جعلت منها رمزا مقترنا بمدينة العرائش، وبالتالي وضع حد للجدل المطروح حول زمن عيشها وكذا تحقيق الأساطير المنسوجة عنها وربطها في سياقها العلمي.
الزيارة أجابت عن العديد من الأسئلة وطرحت أخرى كان أهمها:
·       وجود سيدتين بنفس الاسم عاشتا بنفس المنطقة، لكن في فترتين زمنيتين مختلفتين، والحديث هنا عن لالة منانة المصباحية ولالة منانة البلغيتية (التيجانية)، وهو الأمر الذي سبب العديد من التناقضات الموجودة في المحاولات السابقة لتدوين سيرة الولية المصباحية.
·       حقيقة الدور الجهادي للشرفاء المصباحيين، وما قدموه ميدانيا لدولتهم ومجتمعهم، والطريقة التي تعامل بها السلاطين معهم. وقد أثمرت الزيارة بهذا الخصوص معاينة دلائل مادية من قبيل هدية السلطان مولاي اسماعيل للشريف مولاي عبد الله المصباحي.
·       عناية الشرفاء المصباحيين بأضرحتهم ونخص بالذكر سيدي سعيد بن محمد بن جلول المصباحي الذي يشكل في حقيقة الأمر نموذجا جيدا للعناية والتدبير السليم لتراثنا الثقافي الأصيل، في حين تعاني جل الزوايا والأضرحة والمقامات التي قام فريق أرشيف العرائش بزيارتها من الإهمال وسوء الحالة العمرانية والبيئية بشكل يجعلها أبعد ما يكون من دورها الصوفي ووظيفتها الروحية.

[1] اليلصوتيون في شمال المغرب. مجلة دعوة الحق. العدد 192

ألبوم الرحلة


 1 مسجد دوار اكلا
2
3
4 
2 - 4 : المنطقة الريفية بدوار اكلا حيث تتواجد زاوية مولاي عبد الله المصباحي

5
 6
 7
 8
9
10
5 - 10 : صور من دار الشريف سيدي سعيد بن محمد بن جلول المصباحي

 11
 12
13 
11 - 13 : ضريح سيدي محمد بن جلول بن الطيب المصباحي

14
 15
14 - 15 : ضريح سيدي جلول بن الطيب بن محمد المصباحي

 16
 17
 18
16 - 18 : حمام ضريح سيدي جلول

19
20
19 - 20 : مقابر الخدم

 21 ضريح لالة طامو حرم الطيب بن محمد المصباحي

 22
 23
 22 - 23 : ضريح سيدي الطيب بن محمد المصباحي

24 
 25
24 - 25 : ضريح سيدي محمد المصباحي

26 البهو الداخلي لدار الشريف المصباحي والذي يجاور جل الأضرحة الموجودة خارجه

 27 سيدي سعيد بن محمد بن جلول المصباحي أقصى يمين الصورة يقدم الشروحات ويجيب عن استفسارات أعضاء جمعية أرشيف العرائش

 28
 29
28 - 29 هدية السلطان مولاي اسماعيل للشريف مولاي عبد الله المصباحي
ووعاء سيدي محمد بن عبد الله المصباحي كان قد غنمه من البحر

 30 مقبرة مولاي عبد الله المصباحي بدوار اكلا

 31
 32
 33
 34
 35
31 - 35 : زاوية مولاي عبد الله المصباحي بقرية اكلا وهو والد سيدي الجيلالي وجد الولية الصالحة لالة منانة المصباحية

 36
 37
38
36 - 38 : زاوية سيدي الجيلالي بن عبد الله المصباحي بجماعة مولاي بوسلهام وهو والد الولية الصالحة لالة منانة دفينة العرائش

39
 40
39 - 40 ضريح لالة منانة التجانية (في حاجة إلى تمحيص) وهي الولية التي بسببها وقع خلط وتضارب في السير المرواة عن المنانتين.

41
42
41 - 42 : مقبرة قديمة وضريح سيدي احمد الشاهد

 43
 44
43 - 44 : ضريح مولاي بوسلهام (أبو سعيد المصري البسطامي)

45 ضريح سيدي مخلوف الرياحي

46 ضريح سيدي العربي العياشي