الثلاثاء، 13 يونيو 2017

نادي شباب العرائش

شباب العرائش و الألقاب المدفونة

     محمد عزلي


نادي العرائش لكرة القدم سنة 1947
قائمة أسماء اللاعبين بداية من الواقفين و من اليسار إلى اليمين :
 MARTINEZ, LAMAS, JUANELE, CANALES, FACUNDO, FELIZ, GARATE, DURAN, BOZAMBO, BALLESTA Y CASITAS
تأسس نادي شباب العرائش سنة 1940 وهو امتداد لنادي أسسه المستعمرون الإسبان بالعرائش في عهد الحماية (1911/1956) برئاسة خوسي بيريز ( JOSE PEREZ PEREZ ) تحت اسم نادي باطروناطو ديبورتيفو العرائش (PATRONATO DEPORTIVO DE LARACHE )، و كلمة باطروناطو تعني نقابة العمال.
غير النادي اسمه وألوانه الأولى سنة 1947 ليظهر بهوية جديدة تحت اسم نادي العرائش لكرة قدم ( LARACHE CLUB DE FUTBOL ) بقيادة الرئيس الجديد خوسي كومينديو ( JOSE EUGENIO OCHOA GOMENDIO )، افتتح موسمه الجديد بمباراة ودية فاز فيها على نادي سطاد المغربي بطل المنطقة الفرنسية للمغرب سنوات 1928، 1931، 1945 بحصة 3-1. مارس في الأقسام الشرفية الإسبانية إلى غاية 1956 وهي سنة استقلال المغرب، و هي نفس السنة التي سيتغير فيها اسم النادي ليصبح شباب العرائش و كان من بين تشكيلة النوادي المغربية التي أثثت أول نسخة للدوري المغربي لعب خلالها بالقسم الوطني الأول موسمين ثم تدحرج بعدها إلى مكانته الحالية بدوري الهواة.


الألقاب الدفينة

انطلقت بطولة المغرب لكرة القدم في المنطقة الخليفية سنة 1931 تحت اسم الدوري الإسبانومغربي  Campionato Hispanomarroqui، البطولة كانت تحت إشراف  الإتحاد الإسباني لكرة القدم الذي كان  وصيا على قطاع كرة القدم في شمال المغرب.
تمكن نادي باطروناطو العرائش من رفع كأس البطولة مرتين و ذلك سنتي 1945 و 1953 مما يجعلني أتساءل، لماذا لا يقوم النادي بتوثيق لقبيه لدى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم و الإتحاد الإفريقي لكرة القدم و كذلك في سجلات الفيفا !؟ و هو الأمر الذي نجح فيه نادي الوداد الرياضي الذي وثق ألقابه الخمسة التي ضفر بها في عهد الحماية، أو حتى على الأقل الدعوة إلى لعب مباريات سد ذهابا و إيابا بين أبطال المنطقة السلطانية و المنطقة الخليفية لتثبيت التراث الرياضي الوطني و توثيقه و لو رمزيا مما سيحفز الفرق الوطنية على صنع التاريخ و بناء الأمجاد.  
لعب نادي باطروناطو العرائش ثمانية مواسم في القسم الإسباني الثالث وكان ذلك سنوات 1947، 1948، 1949، 1950، 1951، 1952، 1955 و1956. وقد كان في عدة مواسم منافسا قويا على بطاقات الصعود للقسم الإسباني الثاني، تخللت هذه المواسم مباريات كبيرة و خالدة في تاريخ النادي خصوصا تلك التي جمعته بكبار الدوري الإسباني الأول بمناسبة ما يعرف حاليا بكأس ملك إسبانيا.
سنة 1948 سيقوم النادي بجولة في المنطقة الفرنسية من المغرب وسيخوض عدة لقاءات ودية مع فرق كبيرة وقوية آنذاك أبرزها ذلك الذي جمعه بنادي سطاد المغربي الفائز ببطولة المغرب كما سبق و أشرنا سنوات 1928، 1931 و1945 حيث سيفوز الفريق المغربي الممارس في في القسم الشرفي لمنطقة الأندلس والمغرب الإسباني (القسم  الإسباني الثالت حاليا) على أحد أقوى أندية المنطقة الفرنسية في المغرب على أرضه وبين جماهيره و بحصة قوية 6-1، في مباراة تصدرت صفحات الجرائد الفرنسية الصادرة في المغرب آنذاك خاصة و أنها جمعت بين بطل المنطقة الخليفية و بطل المنطقة السلطانية لسنة 1945 مما يعطي مصداقية و أحقية لنادي شباب العرائش بحمل لقب بطولة المغرب لتلك السنة.
خارطة تمثل منطقة نفوذ إسبانيا شمال المغرب إبان عهد الاستعمار (المنطقة الخليفية)


ملعب و مقر النادي
كان النادي يستقبل منافسيه في ملعب سانتا باربارا  والذي يتسع لحوالي 5000 آلاف متفرج، هذا الملعب ما زال موجودا إلى اليوم تحت اسم (الملعب البلدي) و قد أضيفت لبنياته الإنشائية مدرجات جديدة و أرضية عشبية صناعية بدل الترابية التي كانت سائدة طوال القرن العشرين بهذا الملعب، أما مقر النادي زمن الحماية كان بحانة تسمى بار سيلفا Bar Selva ( أو بار الكعبوري ) الذي تحول إلى محل تجاري في الوقت الراهن كان متواجدا بساحة إسبانيا وسط المدينة (ساحة التحرير).
حانة سيلفا ( BAR SELVA ) التي كانت مقرا لنادي باطروناطو العرائش


الملعب البلدي حاليا ( سانتا باربارا سابقا )

شباب العرائش 2006/2007 بالملعب البلدي بشكله القديم و أرضيته الترابية الصلبة

شباب العرائش 2017 بعد إعادة تهيئة الملعب البلدي

قمصان النادي
كان نادي باطروناطو العرائش يرتدي أقمصة زرقاء، سراويل بيضاء وجوارب زرقاء بعد إنشائه سنة 1940، وبعد تغيير الاسم والهوية إلى نادي العرائش لكرة قدم أصبح القميص الرسمي للفريق مخططا عموديا بالأبيض والأزرق الفاتح، سراويل بيضاء وجوارب سوداء، ثم واصل نادي شباب العرائش تقاليده بارتداء نفس الطقم باستثناء الجوارب التي استبدلت باللون الأبيض.

انظر ويكيبيديا
- البطولة الوطنية المغربية
- نادي شباب العرائش
- نادي باطروناطو العرائش

صور من أرشيف فريق العرائش بعد أن تغير اسم الشباب إلى الحسنية أواخر الثمانينات و أوائل التسعينات




الثلاثاء، 6 يونيو 2017

بوسلهام أزطوط العرائشي

بوسلهام أزطوط العرائشي

     بقلم : عبدالحميد بريري


كثير من أعلام العرائش غفلهم المؤرخون بعدم تدوين حياتهم  ؛ سوى أنهم لا يوجدون في المراكز المغربية  الآهلة بالسكان ، مع أنه كان لهم الأثر والتأثير في الدولة المغربية وكانوا الحجر الأساس في بقائها والدفاع عن مقدساتها والذوذ عن حياضها  ومن بينهم  الفقيه  والدبلوماسي  والحاكم بوسلهام أزطوط العرائشي .
بوسلهام بن علي أزطوط الإدريسي الريفي العرائشي  تولى حكم الهبط والعرائش وطنجة  من طرف السلطان المولى عبدالرحمان* ؛ ليولّيه كذلك مهام التفاوض الدبلوماسي مع الأجانب كباقي عمال طنجة وتطوان . عرفت فترة ولايته على المنطقة المذكورة بنوع من القوة والعدل بين السكان ؛ استحسنها الناس وانقادوا لحكمه وسجل التاريخ مواقفه الشجاعة ودهاءه السياسة في خدمة وطنه

من هم آل أزطوط  ؟.
عائلة أزطوط من أصل ريفي ،  ولربما كانت ممن أسكن آباءهم المولى اسماعيل لتعمير ثغر العرائش وتشهد على ذلك مراجع تاريخية  وروايات شفاهية لابناء المدينة  على اسكان أهل الريف بالعرائش بعد تحريرها ومدى عراقتهم بها ، " تدعي الشرف وتلحق نفسها بنسب سيدي علي بن داود أحد الشرفاء الأدارسة " (1 ) ، عدهم ميشو بلير ، المؤرخ الفرنسي رائد البعثة العلمية الفرنسية مطلع القرن العشرين  ، وهي الفترة التي أعقبت حكم آل أزطوط ، عائلة واحدة تجمعهم القرابة مع عائلة الثالوني الذين لم يذكرهم بهذا الإسم الأخير انما اكتفى بذكر أسمائهم الشخصية وأسماء أبائهم وأنهم من أقرباء سي بوسلهام أزطوط  لكن عندما نأتي  إلى مذكرة المفضل التدلاوي ، وهو أحد أبناء مدينة العرائش من مواليد 1921 ، يذكرهم بأسمائهم العائلية وهي "الثالوني" من جملة العمال والقضاة الذين تقلدوا المسؤولية في عهد السلاطين العلويين .  ومن اسماء أفراد هذه العائلة الذين تولوا مسؤولية الحكم بالمنطقة  التهامي (الثالوني ) ومن بعده الحاج علي ازطوط وابنه السي محمد ولد الحاج علي .  وهذا كان في عهدي  السلطانين المولى عبدالرحمان وابنه المولى محمد  . أما في عهد المولى الحسن الأول فعادت عائلة أزطوط للحكم في شخص السي المكي  ( الثالوني ) أخو التهامي  وعوض بعد وفاته ابن أخيه السي احمد بن التهامي ( التالوني)
أما المجال الترابي لنفوذ آل أزطوط فتحدد حسب السياسة الترابية للسلطان الذي كان يتبع له كل حاكم منهم . كان بوسلهام ازطوط  أشهرهم وأقواهم ؛ عين  حاكما على العرائش والقصر الكبير وقبائل الخلوط والطليق والساحل وجميع القبائل الجبلية من وزان الى طنجة  من طرف السلطان المولى عبد الرحمان .  أظهر سلطة فعلية بالقوة من جهة وبالعدل من جهة أخرى . وصف بحسن لباقته وكياسته وفطنته وحنكته السياسية . كان يتوفر على قوة ضخمة وفي نفس الوقت يتصف بالعدالة والنزاهة . أهم ماميز سلطته على قبائل جبالة هو إعطاؤهم نوع من الإستقلال دون "اضطهادهم" أو "ارهاقهم بالضرائب ". لكن بعد موت السي بوسلهام ؛ حد السلطان المولى محمد بن عبدالرحمان من سلطة الحكام والقياد خوفا من تقوية سلطتهم في مواجهة سلطة المخزن . لهذا تقلص هذا المجال الأزطوطي  ليشمل فقط حاضرتي لوكوس والخلوط وطليق وقبيلة آل سريف الجبلية ، أما باقي  منطقة جبالة فوزع ترابها بين حكام الغرب وتطوان وطنجة  . وكان من آل زطوط حاكما بهذا التقسيم الترابي الجديد السي المكي ليخلفه فيما بعد ابن أخيه السي احمد بن التهامي الذي انتفضت عليه قبيلة آل سريف ، فطلب حماية جيش السلطان الحسن الأول وذلك سنة 1893 . بعد هذا ستخرج قبائل جبالة عن سلطة المخزن وبروز احمد الريسوني كثائر على الوضع القائم خاصة بعد وفاة المولى الحسن سنة 1894 (2)

ازطوط الدبلوماسي والحاكم العادل
ابرزعمل دبلوماسي قام به سي بوسلهام ، هو أول من قام بفتح باب المفاوضات مع الفرنسيين بعد معركة ايسلي  وقنبلة طنجة  ، والصويرة واحتلال الجزيرة التي تقابلها . وبعد أن ظهر اتجاه في المخزن المغربي يرغب في  تحسين الأجواء التي سادت قبل المعركة والتي انتهت بهزيمة مغربية بسبب تدخل المغرب في الشأن الجزائري  ، دون الحصول على نتيجة تذكر وفي نفس الوقت تضرر المصالح التجارية المغربية وكشف ضعف المغرب العسكري أمام القوى الإمبريالية الطامعة فيه ، وعلى رأس هذا الصدر الأعظم محمد بن ادريس الذي اختار أن يكون بوسلهام أزطوط نائبا عن السلطان في مدينة طنجة بعد مراسلة الود والمجاملة التي أبداها أزطوط في رسالة الى أحد قواد الأسطول الفرنسي اظهر من خلالها صاحب كتاب  histoire generale de lamarine »"   الدهاء السياسي والدبلوماسي الذي يتميز به  سي بوسلهام وقدرته على احتواء الأزمة الدبلوماسية التي وصلت اليها  العلاقات المغربية الفرنسية . وكان السلطان مولاي عبد الرحمان قد فوض اليه التحدث باسمه واتخاذ مايراه مناسبا للتخفيف من هذه الأزمة . وبالفعل كان هو الذي حضر في اتفاقية طنجة ووقع باسم السلطان على اتفاقية السلم مع الفرنسيين الذي كان يمثله مبعوث من طرف الأمير جوان فيل joinville المسمى وارنيير m. warnier  . وإن كانت الإتفاقية بمرارة الهزيمة ، ومجحفة في حق المغرب لكنها كانت أمرا لا مفر له لحفظ ماء وجه المغاربة الذين دخلوا الحرب بموازين مختلة  ( 3)
وعندما أسس المولى عبد الرحمان دار النيابة السعيدة كمؤسسة مخزنية جديدة بطنجة ، عين على رأسها ولأول مرة بوسلهام أزطوط سنة 1848 واستمرت المؤسسة في الإشتغال إلى غاية عهد الحماية من اختصاصها أن يكون عمال السلطان على مناطق الشمال ( طنجة تطوان العرائش ) واسطة بينه وبين قناصل الدول الأجنبية . (4)
دار النيابة المخزنية بطنجة

جمع ازطوط بين العدل والنزاهة ودون اثقال الساكنة الجبلية خاصة بالضرائب من جهة وبين القوة من جهة أخرى حتى لقي جراء أسلوبه في الحكم قبولا من طرف سكان المنطقة التي يحكمها بأمر من  السلطان عبدالرحمان ؛ خلق بذلك استقرار ا لن يشهده  الهبط فيما بعد . وأبرز ما يجسد هذا مواقفا وأعمالا قام بها وسجلها له التاريخ والأثار التي خلفها ومن بينها ،  إكرام الشرفاء والإعتناء  بهم وتقديم لهم الأعطيات والهدايا  وتبجيل أضرحتهم وتوقيرها  حيث لما قام أحد جنوده  باستغلال النفوذ فنزع شباك ضريح الشيخ عبدالسلام بن مشيش  . قبض عليه أحد السكان وحمله الى أزطوط بمدينة العرائش فاقتص منه وجزاه عن فعله  .  كما قام في اطار سياسة تكريم الشرفاء  ببناء ضريح جد الشرفاء العلميين مزوار بن حيدرة أحد أحفاد المولى ادريس الثاني المدفون قرب حصن حجرة النسر إحدى ماثر المدن الإدريسية بدار الراطي بقبيلة سماتة وتحديدا حسب التقسيم الترابي بجماعة زعرورة والتي يبعد مركزها عن العرائش بحوالي 60 كلم(5)  . واستمرت هذه السياسة في عهد آل أزطوط حيث تم بناء ضريح أحد الصلحاء عبد الكريم الهشكوري  ،الذي استقر بمدينة العرائش سنة 1852 قادما إليها من الصحراء ، وكان من أتباع الطريقة التهامية  ، من طرف الباشا علي ازطوط *.
اذن هي اعمال جليلة سجلها التاريخ لهذا الرجل ولاسرته ولن نوفي قدره مهما تحدثنا عنه والهالة التي كنا نسمعها عن  أهله .
وتبقى هذه المعلومات التاريخية التي وفرتها لنا المصادر والمراجع التاريخية  ،هي التي نملكها لحد كتابة هذه السطور . ولن ندخر جهدا للتعريف بهذه الأسرة ومعرفة الجديد عنها كلما حصلنا على المادة التاريخية عنهم . والله ولي التوفيق .
ضريح أحمد مزوار بن علي حيدرة بن محمد ابن إدريس الأزهر

 ضريح سيدي عبد الكريم الهشكوري بالعرائش


* تميزت فترة حكم المولى عبدالرحمان بالمغرب بنوع من الإستقلالية في تدبير الشؤون الجهوية من طرف العمال وهي سياسة ساعدت على نوع من الإستقرار الذي سيفقده المغرب فيما بعد بسبب تقسيم السلط بين عدة قياد داخل منطقة واحدة ( ميشو بلير)
(1) صورة جبالة في الوعي الكولونيالي الفرنسي نصوص مختارة من الوثائق المغربية ادوار ميشو بيلير ترجمة : د / حنان المدراعي منشورات باب الحكمة تطوان سنة 2014 ص : 18
(2) صورة جبالة مرجع سابق ص : 19 وأضواء على ذاكرة مدينة العرائش للأستاذ المفضل التدلاوي  ط / 1 يوليوز 2001 الطباعة والإخراج الشنتوف ادريس ص : 188 و189 . والعرائش كما يراها المجلس البلدي للأستاذ الشنتوف ط / 1 سنة 1969 مطبعة كريماديس العرائش .
histoire generale de la marine publiee sous la direction de m (3)   .   van Tenac attache au ministre de la marine tome / 3  parent desbarres .editeur 28 .rue cassette p 325 – 326 .

(4) أروبا في حضرة السلطان الرحلة د/ خالد بن الصغير ندوة الرباط الأولى سنة 2003
* في اللوحة التي وضعتها جمعية القصبة على الضريح تشير أن الذي بناه هوباشا العرائش علي بن محمد أزطوط بناء على مصدر اعتمدته  .
(5) حصن السلام بين يدي اولاد مولاي عبدالسلام – الطاهر اللهيوي ط / 1 1398/ 1978 دار الثقافة ص : 285

الخميس، 1 يونيو 2017

المدفعية الإسبانية بالعرائش

المدفعية الإسبانية بالعرائش







(التيجيريا) كلمة شهيرة بمدينة العرائش فهي تعني عند عموم العرائشيين ثانوية سيدي محمد بن عبد الله التي مرت منها أجيال ما بعد الاستقلال كاملة و إلى حدود التسعينات قبل إنشاء ثانويات أخرى خففت الضغط أخيرا عنها. تيجيريا كلمة موروثة عن الاستعمار الإسباني و هي (أرتيجيريا ARTILLERIA) تعني (المدفعية)، فقد كان المكان قاعدة لسلاح المدفعية للجيش الإسباني المحتل الذي جعل من العرائش عاصمته العسكرية على المنطقة الخليفية أو منطقة الحماية الإسبانية بالشمال المغربي.
تحول المكان إذن من مجمع عسكري إسباني ضم سلاح المدفعية والسلاح الناري الخفيف وفرق الفرسان والمشاة (من حي الباركي إلى غاية ثانوية ماء العينين) إلى مركب تعليمي تخرجت منه غالبية الساكنة المحلية التي ترعرعت بالعرائش بعد استقلال المغرب سواء تعلق الأمر بالتعليم الأصيل، العصري، أو تكوين الأطر المهنية والحرفية.



ورش العتاد و الصيانة التابع لسلاح المدفعية الإسبانية بالعرائش 1918


مركز توليد الطاقة الكهربائية التابع لمدفعية العرائش


فريق (سانتا باربرا) لكرة القدم، أسسه القائد العسكري الإسباني خوان خوسيه أونسيتا غارسيا ألبينيز الظاهر وسط اللاعبين، تاريخ الصورة حوالي 1924.
الطفل الذي يظهر في الصورة (خوسيه أونسيتا سانشيز) ولد بالعرائش في 10 يونيو 1921، و هو ابن القائد خوان و جد السيد خوانخو الذي أهدانا هذه الصور الحصرية.

مكان الصورة بالقاعدة العسكرية للمشاة و الفرسان و المدفعية (ISTA حاليا).


هذه بعض الصور من أرشيف 1930









أرشيف 1930

صورتين للأستاذ حسام الكلاعي يقارن فيهما بين الأمس و اليوم

صورتين من داخل ثانوية سيدي محمد بن عبد الله الشهيرة ب ( تيجيريا )






صور لورشة المدفعية سابقا التي أصبحت اليوم المعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية ISTA
  2017
































 

تاريخ المدفعية
يرجع مفهوم المدفعية بشكله الأساسي إلى العصور الوسطى حيث يأتي معناها من كلمة attillement وهي كلمة فرنسية قديمة وتعني التجهيزات أو المعدات.
بحلول القرن الثالث عشر كان لفظ artillier يطلق على صانعي الآلات الحربية بشكل عام ولمدة 250 عام أطلق لفظ مدفعية artillery على آلات جميع المعدات الحربية.
المعدات القديمة مثل المقلاع وبعض المعدات الحربية الأخرى تعتبر من المدفعية ولكن المرة الأولى التي تم فيها تسجيل استعمال المدفعية التي تعمل بالبارود كانت في 28 يناير 1132 عندما استعمل الجنرال "هان شيزونج" من عائلة "سونج" الحاكمة في الصين ما يعرف بـ "هوشونج" وهو مدفع بدائي في اختراق دفاعات مدينة بإقليم "فيوجان" شرقيالصين. ثم انتقل استعمال أنواع متنوعة منها إلى الشرق الأوسط حيث سماها العرب "المدفع" ثم وصلت إلى أوروبا أخيراً في حدود ضيقة جداً في القرن الثالث عشر.
كانت المدافع ذات قلب أملس وتُصب من الحديد أو البرونز في قوالب. و تنوعت القذائف من كرات من الرصاص أو الحديد أو الصخر أو أسهم ضخمة أو أحيانا قطعاً من حطام أرض المعركة عند الحاجة. تم تطوير المدافع قليلاً خلال حرب المائة عام وانتشر استعمالها وظهرت عدة محاولات لعمل مدفع ذو تحميل خلفي لكن بسبب محدودية الإمكانات  الهندسية كانت هذه المدافع أكثر خطورة من المدافع ذات التحميل الأمامي.
ظهرت بعد ذلك مدافع ضخمة للغاية لدرجة أنه كان من المستحيل صبها في قوالب، فكانت تصنع من قطاعات معدنية مربوطة إلى بعضها البعض. وكانت لهذه المدافع مساوئ عديدة منها:
·         صعوبة تحريكها ميدانياً.
·         لا يمكن نقلها إلا مفككة.
·         كان لكل مدفع تصميمه الخاص.
·         انعدام الدقة في إصابة الأهداف.
ولم تكن هذه المدافع مفيدة حقاً إلا في حصار المدن ومن أهم الأمثلة على ذلك حصار الأتراك للقسطنطينية سنة 1453 حيث استعمل خلاله مدفع يزن 19 طن ويحتاج إلى 200 رجل و 60 ثور لنقلة وتركيبة وكان يمكن إطلاقه 7 مرات في اليوم الواحد.
في القرن 15 ونتيجة للتطور في صناعتي البارود والحديد أصبح من الممكن صناعة مدافع أقل حجما وظهر أول مدفع متنقل على عجلات يمكن استعمالهُ في أرض المعركة. وكان هذا المدفع يجر على عجلتين كبيرتي الحجم بواسطة حيوانات، ولهُ ذيل يرتكز على الأرض لمنع الارتداد. ولم يستطيع هذا النوع من المدافع مجاراة السرعة المتزايدة للأحداث في أرض المعركة بحلول القرن السادس عشر وازدياد الاعتماد على البندقية وبذلك اختفت  المدافع تقريباً من المعارك.
تم ابتكار فكرة الكبسولة في العشرينيات من القرن السابع عشر وكانت عبارة عن كيس من القماش يجمع المقذوف والبارود معاً وقد انتشرت الفكرة بسرعة في جميع أنحاء العالم. وأدت فكرة الكبسولة إلى جعل التحميل أسرع  وفي نفس الوقت أكثر أماناً. المشكلة الوحيدة التي واجهت الفكرة هي بقاء أجزاء من قماش الكيس المتهتكة داخل المدفع وتم التغلب على هذه المشكلة بابتكار أداة جديدة على شكل حلزون لهُ مقبض لتنظيف ماسورة المدفع.
أعاد الجنرال "جوستافوس أدولفوس" استعمال المدافع في ميدان القتال، حيث دفع ذلك إلى صناعة وابتكار مدافع أقل حجماً وأخف وزناً، ولكن حتى ذلك الحين كانت نتيجة التحام المشاة هي التي تحدد نتيجة المعركة.
شهد القرن السابع عشر أيضا العديد من الابتكارات ومنها الطلقات والمقذوفات المتفجرة وأنواع عديدة من المدافع المتخصصة مثل مدافع السفن ومدافع الهويزر والهاون.
يعتبر كتاب "فن المدفعية العظيم (الجزء الأول)" ويعرف أيضا بـ"فن المدفعية الكامل" "Artis Magnae Artilleriae pars prima" لكاتبه "كازميرز سيميونويز" والذي تمت كتابته في القرن السابع عشر يعد أهم الكتب عن المدفعية في العصر الحديث على الإطلاق وقد أستعمل في أوروبا لمدة قرنين من الزمان كمدخل أساسي لمعرفة المدافع.
توالى إنتاج مدافع أصغر حجماً وأخف وزنا ولكن لم يتغير تصميم وطريقة عمل المدافع بشكل كبير حتى منتصف القرن التاسع عشر.
بدأت التجارب على الششخنة لماسورة الأسلحة الخفيفة في القرن الخامس عشر ولكن الآلات التي يمكن بواسطتها إنجاز عملية الششخنة بدقة لم تتواجد إلا في القرن التاسع عشر، ولم تستعمل بشكل موسع إلا في المراحل المتأخرة من الحرب الأهلية الأمريكية حين ظهرت مدافع "رودمون" بعياراتها المختلفة.
كان مهندس المدفعية الفرنسي "جان بابتيست دي جريبوفال" هو أول من وضع تصميم موحد للمدفع حيث طور مدفع هويزر عيار 6 بوصه وتم تعميم التصميم الموحد للمدفع والمقذوفات. ولقد أدى ذلك إلى تسهيل وتسريع إنتاج المدافع وإصلاحها. وتم أيضا في تلك الفترة اختراع المشعل ذو الحجر وقد كانت المدافع تطلق قبل ذلك بإشعال كمية قليلة من البارود بواسطة عود ثقاب أو فتيل ثم تصل النار إلى القذيفة داخل المدفع عن طريق ثقب صغير وكان ذلك يسبب خطورة لأن مياه الأمطار كانت تتسبب في إطفاء الشعلة واستعمال بارود أكثر من اللازم كان يمكن أن يؤدي إلى اشتعال كبير. بعكس طرق الإشعال الأخرى فإن المشعل ذو الحجر كان يصدر الشعلة عن طريق احتكاك حجر صوان صغير بسطح معدني قريب من المقذوف ولم يتطلب الأمر لإطلاق المدفع إلا سحب المطرقة ثم الضغط على زر الإطلاق الذي يمكن إيصاله بحبل حيث يتم الإطلاق من مسافة آمنة، وقد كان لهذهِ الابتكارات دور حاسم في فتوحات نابليون بونابرت.
ابتداء من الستينيات من القرن الثامن عشر طرأ على تصميم المدافع سلسلة من التطويرات ثم ازدادت سرعة هذه التطويرات في العقد السابع وما بعدهِ. وظهر أول مدفع ذو  تحميل خلفي في الثمانينيات وكان ذلك يعني ان طاقم المدفع ظل يعمل طوال الوقت خلف حاجز آمن. وأول مدفع توجد به كل مواصفات المدفعية الحديثة كان المدفع الفرنسي 75 وكان أهم مميزاتهِ:
·         إطلاق دانات ذات مظروف.
·         تحميل خلفي فعال.
·         توجيه بصري حديث.
·         مفجر داخلي.
·         نظام مضاد للارتداد باستعمال الهواء المضغوط.
تم أخيرا في القرن التاسع عشر تم الفصل بين قطع المدفعية الصغيرة خفيفة الوزن والتي يتم استعمالها بمصاحبة المشاة والقطع الضخمة التي يمكنها إطلاق النيران بصورة  غير مباشرة والتي أدى تطويرها إلى الوصول إلى المدفعية الحالية.

(ويكيبيديا)