محمد عزلي
الكازينو الإسباني، EL CASINO ESPAÑOL أو EL CASINO MILITAR هكذا كان يعرف زمن
الحماية، دشن عام 1914 وافتتح عام 1916 من قبل العقيد الإسباني
الشهير قائد عملية الإنزال العسكري والاحتلال الميداني للعرائش والقصر الكبير
1911، فرنانديز سيلفستر "Coronel Fernández Silvestre"،
الذي نزل إلى العرائش خصيصا من مدريد حيث كان يشغل منصب مستشار الملك الحربي في
هذه الفترة التي تزامنت مع الحرب العالمية الأولى، وكعرفان للمؤسس وضعت صورة
تشكيلية زيتية كبيرة للعقيد وسط الصالة الكبيرة وبقيت هناك لمدة طويلة حتى بعد
الاستقلال، عرف المبنى تعديلات إنشائية ومجالية وجمالية ليكتمل شكله عام 1918، عرف
المبنى تعديلات أخرى وإصلاحات سنوات 1920، 1926، و 1964. اعتبر المكان طيلة مرحلة
الاحتلال الإسباني ملتقى نخبة المدينة، حيث كان يشهد لقاءات قادة الجيش وضباطه مع
أباطرة التجارة والصناعة ومستخدمي السلك الدبلوماسي أو القنصلي والأطباء والمحامين
وكبار الموظفين وأبرز شخصيات المدينة وأعيانها، كان يعتبر باختصار شديد
"ملتقى النبلاء"، ومن الطبيعي في مكان كهذا أن نجد كل الإمكانيات مسخرة
لتحقيق أفضل شروط الراحة والفخامة من المعدات والمرافق، سيتحول دوره الوظيفي بعد
الاستقلال إلى دائرة إدارية إسبانية.
وفي 11 فبراير 1964، ولأجل تجديد الحياة لهذا المبنى، شكلت لجنة إسبانية رفيعة
المستوى بعد اجتماع وإدماج دائرة إسبانيا بالعرائش مع جمعية الإسبان بالعرائش،
ترأسها كل من Pedro Gomendio بيدرو
كومينديو، Pérez de los Cobos بيريز
دي لوس كوبوس، José Torca Domínguez خوسي
توركا دومينغيز، و Mariano Sabater Sendín ماريانو
ساباتير سيندين.
الإدارة الجديدة للكازينو ابتداء من 1964
هذه البناية الجميلة تندرج ضمن نمط معماري
موريسكي نيو عربي، تمتزج فيه الأشكال الهندسية المعمارية العربية بإمكانيات وتنفيذ
معماري أوروبي عصري، هي أول ما بني بالمحيط الحضري لساحة إسبانيا سابقا، وأول لبنة
من مشروع التوسعة "Ensanche"
الذي أعقب اجتياح الإسبان لمدينة العرائش عام 1911.
هدمت البناية أوائل التسعينيات لتحل محلها عمارة سكنية، مشكلة حلقة في مسلسل
الخراب الذي حل بموروث العرائش الموريسكي الكولونيالي، وإشارة بدء لاجتياح
إمبراطوريات الإسمنت التي أتت على الأخضر واليابس ودمرت معالم مدينة كانت إلى وقت
قريب تنعت بجوهرة الشمال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق