الأربعاء، 31 مايو 2017

حوض اللوكوس

حوض لوكوس، هدف أوروبي ورهان مغربي

    محمد عزلي


يقع حوض اللوكوس في الشمال الغربي للمملكة، ما بين منطقتي طنجة والغرب على منتصف الطريق الرابط بين الرباط و طنجة، وهو عبارة عن مجال ترابي خصيب مساحته 250.600 هكتار، تتخلله شبكة هيدروليكية تتوزع بين المياه السطحية 610 مليون متر مكعب، والمياه الجوفية 91 مليون متر مكعب، ويخترقه نهر اللوكوس الذي ينبع من جبال الريف في اتجاه المحيط الأطلسي  ليصب بساحل مدينة العرائش.
يتمتع حوض اللوكوس بشروط تحفيزية جد ملائمة للاستثمار، ودلك راجع بالأساس إلى خصوبة تربته الرسوبية الثقيلة والتي تجود بمختلف المحاصيل الزراعية، والتساقطات المطرية المهمة، (المعدل السنوي للتساقطات المطرية 700 ملم موزعة ما بين 15 أكثوبر و15 أبريل)، بالإضافة إلى مناخه المتوسطي المعتدل، (المعدل السنوي للحرارة : 11 درجة في فصل الشتاء و25 درجة في فصل الصيف)، كما أن موقعه الجغرافي الاستراتيجي والواقع على نفس المسافة من قطبي طنجة و الرباط، المحاطين بدورهما بأبرز الأسواق الاستهلاكية في المغرب، يجعل فرص الاستثمار بهذا الحوض مثمرة ومربحة، وهو أيضا قريب جدا من أسواق أوروبا 150 كلم، وموصول بميناء طنجة المتوسطي عير الطريق السيار و السكك الحديدية.
تستفيد الأراضي السقوية الواسعة من سد وادي المخازن و سد المنع على وادي اللوكوس.

سد وادي المخازن :

بني بضواحي مدينة القصر الكبير في عهد الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله، وقد أسماه بوادي المخازن تيمنا و تخليدا للمعركة الشهيرة التي دارت رحاها بنفس المنطقة حيث حقق فيها المغاربة نصرا تاريخيا عظيما بقيادة السلطان عبد المالك السعدي.
دشن جلالته السد في حضور وزراء خارجية الدول الإسلامية، والأمين العام للمؤتمر الإسلامي، وعدد كبير من الشخصيات المهمة في العالم الإسلامي، وممثلين عن الصحافة الدولية، إضافة إلى الجماهير الشعبية الغفيرة، وتوجه جلالته بالشكر إلى دولة الكويت الشقيقة التي ساهمت في بناء هذا الإنجاز العظيم، من خلال خطابه الذي ألقاه في عين المكان .
تبلغ حقينة السد 773 مليون متر مكعب، وهو بذلك سادس أكبر سد بالمملكة المغربية بعد كل من : سد الوحدة، المسيرة، بين الوديان، إدريس الأول، وسد محمد بن عبد الله. يشغل مساحة تقدر ب 1.820 كلم مربع، يرتفع عن مستوى سطح البحر ب 67 متر، يتغذي من الشبكة الهيدروليكية الممتدة من إقليم الحسيمة إلى إقليم العرائش ويبلغ متوسط حجم إنتاجه السنوي من الطاقة ما يقارب 36 ميكا وات في الساعة.
يؤدي سد واد المخازن جملة من الوظائف أهمها
·        إمداد التجمعات السكانية القريبة بالمياه الصالحة للشرب (القصر الكبير، وزان، العرائش)
·        ري المحاصيل وسقي المزروعات عبر الشبكة السقوية لحوض اللوكوس
·        حماية مدينة القصر الكبير من الفيضانات الموسمية لنهر اللوكوس
·        حماية الأراضي الفلاحية للمنطقة السفلى من حوض اللوكوس من الفيضانات التي تشكل خطرا كبيرا على القطاع الفلاحي
·        توليد الطاقة الكهربائية اللازمة لإنارة مدن المنطقة وتشغيل مصانع الحوض

سد المنع على وادي اللوكوس :



يؤمن هذا السد سقي 35000 هكتار من أراضي هضبة اللوكوس الخصبة، وهو سد وقائي لخطر الفيضانات التي طالما عانت منها مدينة العرائش و المنطقة ككل عبر العصور.
كل هذا أثمر وفرة و جودة و تنوعا للإنتاج الفلاحي المحلي الرائد وطنيا، من حبوب، خضراوات، حمضيات، بواكر، فواكه، كلأ،  ثم الفلاحة الصناعية المتمثلة في قصب السكر و الشمندر و الأرز و الشاي و الفول السوداني و القطاني بأنواعها.. أما تربية الماشية في المنطقة فهي تقليد قديم عرف تطورا و ازدهارا دائمين على مر العصور و إلى وقتنا هذا، تتكون أساسا من البقر و الغنم و الماعز إضافة إلى الدواجن..
هذه الوفرة في الإنتاج فاقت بكثير الحاجة المحلية فأصبحت تتوجه إلى التصدير و هو شيء ليس بالجديد على أهالي المنطقة فقد أنشأت منذ القديم مشروعات فلاحية و ضيعات امتلكها مغاربة و أجانب على السواء خاصة الإسبان الذين اغتصبوا أراضي واسعة إبان فترة الاحتلال و استغلوا سلطتهم لتكديس الثروات على حساب الأهالي المحليين و أبرز مثال على ما نقول شركة اللوكوس الفلاحية التي لا تزال قيد العمل و النشاط إلى يومنا هذا..
و قد قامت الحكومة المغربية بعد الاستقلال بتطبيق مسطرة استرجاع الأراضي من المعمرين لتتكفل بها كل من شركة استثمار الأراضي الفلاحية " سوجيطا " و شركة التنمية الفلاحية " صوديا " التابعتان للدولة المغربية.

كل هذا يحيلنا أخيرا للاستنتاج أن مستقبل الاستثمار الفلاحي بالمغرب مرتبط بشكل كبير بتنمية الحوض، خاصة و أن الطلب عليه أصبح حثيثا من كبار مستثمري دول الشمال " إسبانيا، فرنسا، بلجيكا، البرتغال.. "، مما يجعلنا نعتقد أن منطقة حوض اللوكوس ستصبح نمودجا مصغرا للمجموعة الاقتصادية الأوروبية، فهل يا ترى ستستفيد أكبر حواضر المنطقة " العرائش / القصر الكبير " من هذا المعطى، للانطلاق إلى مصاف حواضر القرن الحادي و العشرين ؟

مصادر :
·         المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي للوكوس ORMVAL
·       المفضل التدلاوي " أضواء على ذاكرة العرائش "

"شركة لوكوس الفلاحية بالعرائش" على صفحات Blanco y Negro الإسبانية الصادرة سنة 1933

عياشة في التاريخ المغربي

عياشة في التاريخ المغربي

بقلم : عبد الحميد بريري     


عياشة واحدة من المناطق المغربية التي شهدت بطولات وأمجاد دفاعا عن الدين والوطن .  ساعدها على ذلك موقعها الجغرافي الذي يقع بين أهم الثغور المغربية ألشمالية التي كانت مستهدفة من الغزو الأجنبي الإيبيري (سبتة ـ القصر الصغير ـ طنجة ـ أصيلا ـ العرائش ). وهي جزء مهم من بلاد الهبط المشهورة تاريخيا ، توجد على مقربة من أكبر المناطق كثافة سكانية أوجزء منها حينئذ المناطق الجبلية الريفية ، معقل الشرفاء الآدارسة الفارين من الإضطهادات التي عرفت في حقهم ، وقبل هذا كانت القاعدة الآساس للفاتحين لبلاد الأندلس.
منطقة شبه سهلية توجد في الريف الغربي تتخللها تلال ما قبل الريف وجبل بني ومراس  تتميز بخصوبة أراضيها السهلية . وتتوفرعلى ثلاث أنهار غير دائمة الجريان الأول يسمى الخروب ،نسبة إلى قلعة الخروب او القليعة التي أسسها المجاهدون ،أو الوادي الكبير، أحد روافد نهر تاهدارت ، والثاني والثالث يسمى عياشة و أشرقان وهما رافدين من روافد نهر غريفة الذي يصب شمال أصيلا بالقرب من بريش ينبعان من جبل بني جرفط وجبل بني ومراس(1) . إمكانيات ساهمت بأن تلعب عياشة دورا مهما في أن تكون مركزا للعمل الجهادي ضد الغزاة


أصل التسمية
أولى الوثائق التاريخية المحلية التي أشارت إلى إسم عياشة ترجع إلى بداية القرن111 الهجري الموافق القرن 17 وهي الفترة التي عرف المغرب فيها احتلالا إيبيريا . أولها زمنيا نشر المثاني و التقاط الدررلأبي عبد الله محمد بن الطيب القادري الحسني وهو مجموعة ترجمات أعيان وصلحاء هذا العصر أو ما يصطلح عليها عند المؤرخين بالمناقب . ويشير فيها أيضا إلى وقائع واحداث عاصرها هؤلاء الأعلام ، من بينها غزوتي عياشة الأولى رمضان 1038 /أبريل 1629 والثانية 5 رجب 1040 ه/7 أبريل 1631فيقول بالحرف والكلمة في الثاني منهما ص:93 “وفي خامس رجب كانت غزوة بالموضع المسمى عياشة …” لكن قبل هذا وفي إحدى المصادر المهمة التي أرخت للمنطقة وهي لأجنبي برتغالي ،عاش في أصيلا أثناء الإحتلال البرتغالي لها خلال نهاية القرن 9 الهجري / 15 الميلادي والنصف الأول من القرن 10/16 يسمى برناردو رودريكز من خلال مذكراته المسماة حوليات أصيلا حدد تاريخها ما بين 1508م 1538م والتي يحكي فيها عن السلوكات العدوانية لمواطنيه على سكان الهبط أوما يسميه ميدان أصيلة والهجمات التي قاموا بها على قراها بالنهب والسلب وأسر سكانها حيث قام الدكتور أحمد بوشرب بتعريبها مشكورا ـ لما فيها من دقائق الأمور التي تفتقدها المصادر الوطنية ، وجزئيات في أمس الحاجة إليها لإعادة كتابة التاريخ المغربي ومعرفة الكثير عن منطقة الهبط التي تفتقد لتاريخ مدون شامل ، وهي التي تدين لنا بالشيء الكثير في شأن ماقامت به في إبقاء الدولة المغربية – يذكر هذا البرتغالي أنه يعرف المنطقة الهبطية معرفة جيدة بقراها التي حصرها في العدد 900 وقبائلها وأعيانها وبوديانها ومواضعها، لكن فيما يخص إسم عياشة لم يذكرها بالبثة حيث أشار إلى مواضع في منطقة عياشة كوادي أشرقان وبني ومراس ومليانة وحتىالنهر الذي يخترقها باسمها لم يذكره .(2) إذ بذلك يمكن القول أن المصدر السابق هو الأول في ذكر هذا الإسم إن لم يظهر فيما بعد ما يخالف ذلك ، وبالتالي فإن إسم عياشة حسب المصادر المطلع عليها لم يسبق أن ذكر قبل هذا التاريخ أي القرن 17 هذا فيما يتعلق بالتحديد الزمني للتسمية . أما إذا تعلق الأمر بسبب التسمية فالأسم يحتمل أنه لمجموعة قبلية أو فرع أو فخذة سكنت المنطقة خلال نهاية القرن 10 الهجري / 16 الميلادي ، وهي الفترة التي عرف فيه المغرب اضطرابا بشريا كبيرا بإسكان الغرب من سلا إلى طنجة بالخلط ، وسفيان وبني مالك من طرف المنصور الذهبي بعدما عرفا احتلالا برتغاليا لشواطئه أثر بشكل كبير على الإستقرار فيه وإخلاء قرى كثيرة وانتقال سكانه الأوائل للسكن بعيدا عن المضايقات البرتغالية ،بالمقابل عرف النصف الثاني من هذا القرن نهاية الحكم المريني الوطاسي وبداية الحكم السعدي وانتقال القبائل العربية إليه والتي كانت تسكن غرب المغرب الأوسط جراء خضوعه للسيطرة التركية وبسبب التطاحنات القبلية . ومن جملة ممن دخل من القبائل الحياينة وبني مالك ولازال إسم بني مالك يطلق على إحدى مداشر عياشة ، ولاغرابة أن نجد اليوم إسم عياشة لقبيلة أو منطقة بالجزائر أو العياشة بتونس التي كانتا مصدر الهجرات إلى الغرب المغربي منذ القدم قد تكون عياشة المغربية امتدادا بشريا لهما . وهذا ينطبق على عدة أسماء قبلية توجد في ليبيا وتونس والجزائر لها وجود وتطلق على قبائل أو قرى في المغرب بفعل العوامل الإثنية والدينية واللغوية المشتركة بين شعوب الدول المغاربية وبذلك سميت المنطقة نهائيا إلى يومنا هذا وتداولت إسم عياشة المراجع التي تحدثت عن عياشة ، حتى أن بعض المؤرخين يرجعون إسم المجاهد الكبير العياشي إلى عياشة تيمنا بالإنتصارات التي حققها هناك مع أن مجاهدنا هذا حمله قبل أن تقع معارك عياشة (3)


مواقع عياشة التاريخية

 مزورة

إحدى أهم المواقع الإثرية بالمغرب والوحيدة في شمال إفريقيا من حيث نوعها ، وهي عبارة عن تومولوس* محاطة ب 167 منهيرا* أطولها يبلغ 5,6 أمتار ومنهيران 4,2 أمتار ، قطرها من الشمال إلىالجنوب 58 أمتار ومن الشرق إلى الغرب 54 أمتار ، ترجع إلى العصر الحجري الجديد ، يوجد لها نظير بالمكسيك ومنها أثار بفرنسا وإنجلترا ومالطا وإسبانيا وغيرها (4)
 كما تعتبر مسقط رأس العالم الجليل والمتزهد احمد بن ادريس اليملاحي العلمي الإدريسي العرائشي أصله من أسرة عرائشية طردت قسرا من مدينة العرائش سنة 1019 ه / 1610 م عندما سلمت للإسبان . حفظ القرآن الكريم على يد عمه بها ثم رحل إلى القرويين فدرس هناك ومن فاس رحل إلى المشرق حيث استقر به المطاف هنا . كان المشارقة يكنون له الإحترام لا نتمائه لآل البيت ويقدرونه لغزارة علمه (5)

 السوير
موقع أثري روماني يوجد على الضفة الشمالية لنهر الخروب قرب كدية المايدة  وكان مسرحا أيضا لمعركة خاضها المجاهدون المغاربة مع البرتغاليين المحتلين لأصيلا بتاريخ 22فبراير1514 (6)
 أشرقان*
 إحدى أهم المواقع التاريخية بعياشة ولها صيت بين السكان في خصوبة أراضيها الفلاحية وجودة منتوجاتها الزراعية . اتخذها المجاهدون المغاربة قاعدة حربية لانطلاق عملياتهم التحررية ضد التواجد الإيبري في طنجة واصيلا ، لتوفرها على مواصفات القاعدة العسكرية للقرون الوسطى بوجود الماء والكلأ . ففي اكتوبر 1508 الملك الوطاسي محمد البرتغالي جعلها محلة لجيشه لمهاجمة البرتغاليين في اصيلة وكذلك سنة 1524و 1525 م (7). كما يفترض أن تكون الموضع التي وقعت فيه الغزوتين المذكورتين سلفا ضد برتغاليي طنجة بقيادة المجاهد العياشي .
بني ومراس 
إحدى القبائل الهبطية القديمة *والتي عرفت تجمعا بشريا مهما خلال القرن 166 اخليت من جراء الإعتداءات المتكررة للبرتغاليين بشهادة البرتغالي نفسه ولازال يطلق هذا الإسم على فرقة من سكان عياشة . كانت هذه الفرقة تابعة إلى الإمارة الراشدية أثناء الدولة الوطاسية حيث عين على رأسها علي ابن راشد خليفتين له هما موسى ويعقوب حيث هاجمها البرتغاليون مرات عديدة من بينها كانت سنة 1495م (8) .عرفوا رجالها ببطولات في مقاومة الهجمات البرتغالية على قراها الثلاث وبفرسانها الشجعان كالحسين النجار ومشيك انتقلوا منها للسكن قرب العرائش وقاد الأول هجمات على البرتغال في أصيلا (9) الشيء الذي أنشد البرتغاليون فيه أغنية يذكرون فيها الإيخاء الومراسي – الخروبي وشدة مقاومة الومراسيين والخروبيين المحتل البرتغالي :
فرسان الخروب نبلاء بني ومراس
رحماء بينهم أشداء علينا (9 مكرر)
كما يصف برناردو البرتغالي موقع سكن بني ومراس بوصف رائع قائلا “… ورغم قلة سكانها ، بدت لنا المنطقة جنة فوق الأرض ، واعتبرنا سكانها سعداء ومحظوظين . فقد استرحنا بين نبعي ماء صاف وغزير يتولد عنهما نهران تسقى منهما أشجار مثمرة كثيرة من رمان وليمون وغيرهما تضفي على المنطقة لونا أخضرفاتنا . كما تغطيها أشجار اللوز الكبيرة والجميلة ، واشجار أخرى نعرفها جيدا كالتين والمشمش . وقد غبطنا السكان لاستفادتهم من تلك الخيرات . وكانت تتخلل تلك الأشجار مساحات شاسعة تنتج خلال فصل الصيف قمحا جيدا ، وكثيرا من الذرة البيضاء ” كما يحدد الموقع بالضبط حيث يقول : “ويقع جبل بني ومراس في الجنوب الشرقي لأصيلا ويبلغ طوله اثني عشر ليكوا ويدنو من جهته الجنوبية جبل بني كرفط الذي لا يفصله عنه سوى مدخل قب النيش حيث يكاد يلتقيان . وتوجد في هذا الجبل قرى كثيرة آهلة ، إلاأنها دون حجم قرى بني كرفط …” ويصف شخصية سكانها بأنهم ” … أناس رقيقو الحاشية …” (10). كما شارك رجالات بني ومراس في معركة تحرير مدينة العرائش من يد الإسبان في عهد المولى اسماعيل في نونبر سنة 1689 (11)
 أماأهم مساهمات عياشة عموما في التاريخ العسكري والجهادي للمغرب تجلت فيما ذكرنا سابقا في المعركتين الشهيرتين اللتين تكبد فيها الإيبيريون خسائر في الأرواح والعتاد تحت قيادة المجاهد العياشي والمعروفتين بعياشة الأولى والثانية . قتل في الأخيرة 500 برتغالي وأسر 500 واستثهد 20 من المغاربة (12). وقبل هذا اتخادها قاعدة عسكرية للهجوم على أصيلا ، وقد تمكن خلال إحدى الهجمات المتكررة للسلطان محمد البرتغالي عليها أن يحقق نصرا واضحا على البرتغال والدخول إلى المدينة سنة 1508م لكنه انسحب منها (13) . كما شهدت عياشة بداية القرن 20 معارك طاحنة ضد المستعمر الإسباني الذي انطلق من العرائش لإخضاع القبائل الجبلية في أكثر من موقع تلقى فيها ضربات موجعة ، وخلفت لديه خسائر في الأرواح والعتاد سنة 1331ه /1914 م ، رغم توفره على اسلحة متطورة تفوق ما لدى المجاهدين ، ككدية الطلال وكدية المايدة وكدية أمنكرط وكدية بومهدي وكدية الفقيه بن يرماق وكدية المخزن وكلها كانت رباطات في أماكن مرتفعة وذات مواقع استراتيجية تطل على المحور الذي يزحف فيه الجيش الإسباني (العرائش تازروت) حيث اتخذها المجاهدون المغاربة جبهات متقدمة لإيقاف الزحف الإستعماري على منطقة جبالة . لكن التقدم الإسباني لم يمنع المجاهدين من الإبقاء على بعض الرباطات فيها ليكيلون الضربات تلو الضربات للمراكز العسكرية في سيدي اليمني وأصيلا والعرائش كرباط خندق احمر، التي أصيب الريسوني في واحدة من المواجهات العديدة مع الإسبان والتي يطلق عليها معركة الطلال (14)
هذه أبرز المعلومات التاريخية المتوفرة في المراجع لحد اليوم والتي ساهمت بها عياشة في تاريخ المغرب .
فهي اليوم وحدة ترابية بالتحديدات التاريخية السالفة الذكر  تنتمي إلى إقليم العرائش تمر منها الطريق الوطنية الرابطة بين العرائش وسبتة وملتقى لطرق إقليمية .
نسعى مستقبلا  تنقيح هذا الموضوع كلما تمكنا من معلومة تاريخية لننسج بذلك خيوط صورة مكتملة عن تاريخ المنطقة .والله ولي التوفيق 

(1) أنظر خريطة حسن الفكيكي المسماة عياشة في كتاب حوليات أصيلا لبرناردو رودريكز تعريب احمد بوشرب صفحات المقدمة الطبعة الأولى : 2007 دار الثقافة
(2)
حوليات أصيلا لبرناردو رودريكز مرجع سابق
(3)
انظر في هذا الشأن الحركة العياشية حلقة من تاريخ المغرب في القرن 177 عبد اللطيف الشادلي -أطروحة – 1982 ص:110 إلى 114
(4)  la historia de marruecos(m garcia figueras) – el tumolo de mezora (m tarradell)-
مجلة تاريخ المغرب عدد
-* –
مقبرة جنائزية * حجر مخروط الشكل
(55)
التاريخ الدبلوماسي للمغرب منذ أقدم العصور إلى اليوم للدكتور عبد الهادي التازي مطابع فضالة المحمدية 1988 / 1408
(6)
حوليات أصيلا مرجع سابق ص.120 إلى 125
(7)
حوليات أصيلا مرجع سابق ص : 3 الى 10
(8)
مولاي علي ابن راشد مؤسس شفشاون ابن عزوز ص:115
(9)
حوليات أصيلة مرجع سابق ص: 398 إلى 402
مولاي علي ابن راشد ص :(70) (9مكرر)
(10)
مولاي علي ابن راشد مؤسس شفشاون مرجع سابق ص: 504 – 541 – 593 – 626
(11)
وثيقة عدلية لتقسيم الغنائم منسوخة من كتاب تريخ تطوان لمحمد داود مجلد 5 منشورة في كتاب معركة استرجاع مدينة العرائش في عهد مولاي اسماعيل وتداعياتها التاريخية والأدبية منشورات المجلس العلمي المحلي للعرائش ص : 305 مطبعة : دار أبي رقراق الرباط 2012
التقاط الدرر محمد القادري ج : 1 ص: 93(12) (13) حوليات أصيلا مرجع سابق ص :13 إلى 20
(14)
سلسلة في حلقات من النضال الجبلي ج :2 للمريني العياشي المطابع المغربية والدولية طنجة ص: 137 إلى 155 و172 173
(*)إسم أشرقان هو إحدى فروع العمرانيين الحنينيين كما جاء في مخطوط للأستاذ عبدالسلام الخالدي العمراني
(*)
تم اكتشاف في يوليوز 2014 بإشعار من  السيد رئيس الجماعة والإطار المكلف بالقسم التقني بها وعبد ربه خلية الأثار بالملحقة الإقليمية للثقافة بمدينة العرائش برئاسة السيد هشام حسيني حيث حضر هذا الأخيرومعه فريقه لمعاينة نقيشة عثر عليها في مدشر من مداشر بني ومراس :دار الخيل في موقع يسمى ركيبة الزنادالأمر حيث تاكد لهم أن النقيشة ترجع الى العهد الموري مكتوبة بالكتابة الليبية مما يدل على تعمير المنطقة قبل دخول الإسلام

الجمعة، 19 مايو 2017

ميناء العرائش في القرن العشرين


محمد عزلي













الوثيقة أسفله عبارة عن مقال نشر في جريدة ABC الإسبانية بتاريخ 11 غشت 1913، تناول من خلاله ميناء العرائش وظروف بناءه من طرف الألمان ابتداءً من العام 1910 بناءً على اتفاقية وقعها السلطان مولاي حفيظ سنة 1908، وهي من تبعات معاهدة الجزيرة الخضراء 1906 التي نسقت فيها القوى الإمبريالية توجهاتها الاستعمارية واقتسمت فيما بينها "كعكة" المغرب. المقال يمدنا بمجموعة من الأرقام والتفاصيل التقنية عن بناء أرصفة الميناء والحواجز البحرية من قبل الألمان الذين نافست شركاتهم الكبيرة نظراءهم الفرنسيين على مشاريع الأشغال العمومية الكبرى بالمغرب وعلى رأسها الموانئ، إذ تم الاتفاق على أن تتولى الشركات الألمانية بناء مينائي طنجة والعرائش، على أن تتكلف فرنسا بمينائي الدار البيضاء وآسفي.


رغم أن مصب وادي لوكوس بالمحيط الأطلسي حيث تتموقع مرسى العرائش في ضفته الجنوبية لم يكن يساعد على الحركة الملاحية وخاصة المراكب الكبيرة، حتى داع صيت صعوبة مدخل ميناء العرائش ولقب ب "فم السبع" "La boca del leon"، إلا أن الميناء مع ذلك عرف نشاطا تجاريا كبيرا عبر حقب التاريخ القديم، الوسيط، الحديث، وحتى المعاصر إذ كان ينعت بمرسى فاس، وقد بلغ الازدهار أوجه بعد زيارة السلطان مولاي الحسن الأول عام 1889 لمدينة العرائش، الزيارة التي عرفت معها المدينة إصلاحات مؤسساتية هامة، من ضمنها ديوانة المرسى.

كانت مرسى العرائش في نهاية القرن 19 وبداية القرن 20 تستقبل سنويا ما معدله حوالي 350 مركبا من جنسيات متنوعة أهمها وأنشطها من بلدان (البرتغال، إسبانيا، إنجلترا، فرنسا، ألمانيا، النرويج، الدانمرك، إيطاليا، السويد، الولايات المتحدة، والمغرب).

يقول مصطفى بوشعراء في كتابه "الاستيطان والحماية في المغرب 1863-1894" ج 2، ص 675: «كان للعرائش ماض في مجال التجارة من وسق وجلب، ولئن كنا لا نستطيع الآن إبراز هاته الحركة من المبادلات في بداية القرن الماضي (ق19) وأواسطه، فلقد كانت في أواخره متميزة بغلبة الاستيراد على التصدير...»

في سنة 1912 شيدت الحكومة الألمانية منصة على الضفة اليسرى لوادي اللوكوس كانت بمثابة ميناء تجاري وقاعدة عسكرية بحرية، وفي عام 1924 تمت تهيئة المنصة عبر بناء 180 متر من أرصفة الصيد بعمق 4.5م و240م من الأرصفة المتراكمة لتلبية حاجيات المنطقة، ومنذ ذلك الحين ظل ميناء العرائش واحدا من أهم موانئ الصيد في المغرب.

كانت السفن التجارية خلال فترة الحماية الإسبانية في النصف الأول للقرن العشرين تنتظر  الظروف الجوية والبحرية الملائمة للعبور من وإلى ميناء العرائش وبمساعدة خفر الميناء، حيث كان واد اللوكوس في سافلته يؤمن عمق 4 أمتار على الأقل في فترة "الماريا الكبيرة" و1.5 متر في فترة "الماريا الصغيرة"، فتكون فرصة الملاحة عند المد في الفترة الأولى جيدة بينما تصبح عند الجزر أقل سهولة، أما في فترة "الماريا الصغيرة" يصبح المرور عبر الممر صعبا في المد، و مستحيلا عند الجزر، أما معدل حمولة السفن التجارية فكانت حوالي 400 طن، من النوع الذي لا يتعدى في الغالب 55 متر في الطول، 5 إلى 6 أمتار في العرض، بعمق حوالي 3 أمتار.

بلغ رصيف الميناء في النصف الأول من القرن العشرين حوالي 250 متر، تزوره سفن يتراوح عددها بين 300 و 400 مركب في السنة، مع العلم أن الملاحة كانت تتوقف نهائيا في فصل الشتاء خاصة بالنسبة للسفن والبواخر  التجارية بسبب الأحوال الجوية والحاجز الرملي الخطير عند مصب النهر في المحيط الأطلسي، وإذا أخدنا أرقام سنة 1931 على سبيل المثال سنجد أن إجمالي حركة الشحن المنتظمة القادمة من كادس "CADIZ" من المبادلات التجارية في مرسى العرائش  بلغ، 44000 طن شكلت الواردات منها حصة الأسد 40600 طن، بينما صادراتنا كانت حوالي 3400 طن، جلها من الفلين و البيض، و قد كانت مرسى العرائش آنذاك نقطة التصدير الوحيدة وطنيا، مستفيدا من معدات وتجهيزات لوجستيكية ألمانية كالرافعات البخارية وعددها 3 ثلاثة، إضافة إلى عجلات المصاعد التي تعمل بمحركات الديزل.

فقد الميناء دوره العسكري بعد استقلال المغرب، ثم فقد دوره التجاري شيئا فشيئا إلا أن توقف نهائيا أواخر الثمانينات خاصة بعد حادثة السفينة "صلاح الدين" المحملة بالخشب، التي علقت بالممر على بعد أمتار من الميناء، وبقيت على مرأى من الجميع بمكانها جاثمة تواجه مصيرها الحزين حيث لازالت بقايا هيكل السفينة في مكانها بشاطئ العرائش "البلايا الثانية" أو "البلاييتا"، (كما يسميها العرائشيون) غارقة تتآكل في صمت، شاهدة على نهاية مرحلة النشاط التجاري لمرسى العرائش.


أما اليوم فالميناء مقتصر على مراكب الصيد البحري، وهذه بطاقته التقنية حسب الموقع الرسمي للوكالة الوطنية للموانئ (آخر تحيين: 06 شتنبر 2016)

البنيات التحتية المينائية

يحتوي ميناء العرائش على سد يزيد عن 2000 متر و1138 متر من أرصفة الصيد (بما في ذلك 268 متر في طور البناء) ويشمل أيضا منصة للرافعة الجسرية بطاقة 200 طن (بطول 35 م وعرض 8,6 وعمق 2,50 أمتار)

البنيات التحتية

·       حوض مائي 23 هكتار.

·       مسطحات 45 هكتار.

·       محطات للوقود.

·       سوق سمك 735 متر مربع ومساحة 2030 متر مربع مخصصة لبناء سوق السمك الجديد.

·       5 مصانع ثلج بطاقة إجمالية تصل 60 طن في يوم.

·       5 أحواض لبناء السفن.

·       29 ورشة عمل (ميكانيكية وكهربائية والتلحيم الخ).

·       شبكة الصرف الصحي للمياه المستعملة ومحطة ضخ.

·       مصانع الصيد.

·       برج في مدخل الميناء.

·       قبطانية وعمود إشارات.

·       مصيدات لصيد سمك التونة.

خدمات مينائية 

يوفر ميناء العرائش للسفن مياه الشرب والوقود. يتم توفير مياه الشرب من قبل شركة لارافيل بموجب ترخيص للاستغلال. يتم توفير الوقود من قبل محطات الوقود الخمس الكائنة في الميناء.

أنشطة ورواج الميناء


الظروف البحرية

·       ظروف الولوج والرسو

يعرف الميناء سنويا أشغال إزالة الطمي والجرف. وقد قلص بناء السد الجنوبي في 2001 وتمديد السد الشمالي في 2009 كميات جرف مدخل الميناء.

·       خصائص الولوج

-          الأمواج: غرب شمال غرب ارتفاع 6 م.

-          الرياح: اتجاه غربي متوسط السرعة 2.8 م/ثانية.

-          المد والجزر: +0,20 م إلى +3,70 م.

-          التيار: تيار المد والجزر.

-          العمق: من 2,50 إلى 4 م مائية.

إشارات بحرية

·       منارة نقطة الناظور: الموقع الجغرافي φ=35° 11’ 40’’ N و G : 06° 10’ 00’’ W.

·       ضوء أبيض على الجدار الجانبي للسد الشمالي.

·       ضوء أخضر على الجدار الجانبي للسد الجنوبي.

·       ضوء توجيه وإرشاد للمدخل على السد الشمالي.

·       ضوء أحمر للميناء على حائل المعايرة.

·       ضوء أخضر للميناء بالقرب من القبطانية القديمة.

خريطة الولوج


مراكب الصيد

أسطول الصيد الساحلي بميناء العرائش يتكون أساسا من نوعين من المراكب تسمى محليا ب "تراينيا" و "باريخا"، تختلفان في الشكل حيث تتميز الأخيرة بوجود دفتين كبيرتين في مؤخرة المركب تقومان بالتحكم في الشباك، كما تختلفان من حيث أماكن الصيد ونوع الشباك المستعملة وبالتالي أنواع الأسماك المصطادة، حمولتها أقل من 150 طن ويبلغ طول المركب بين 16 و22 متر، وهي تشيد محليا من الخشب. بالإضافة إلى قوارب الصيد التقليدية الصغيرة المصنوعة كذلك من الخشب والتي يتراوح طولها بين 5 إلى 6 أمتار، ذات حمولة تقل عن طنين، وهي في الغالب مجهزة بمحرك خارجي. وتلعب هذه المراكب دورا اقتصاديا واجتماعيا بالغ الأهمية في مدينة العرائش وجزءا هاما من هويتها وتراثها الثقافي.

وهذه قائمة بأسماء مجموعة من مراكب الصيد الساحلي تم توثيق تواجدها بمرسى العرائش في العقود الأخيرة ومنها مراكب لازالت قيد الاشتغال إلى حدود تاريخ كتابة هذه الورقة (الأسماء مدرجة بترتيب عشوائي):

{جوهري – بونتاليس – الفلاح – زهير – نصر الله – الدار البيضاء – ليلى – إيمينتانوت – توكل – أمين – غيلان – سناء – صيدلي – المنتصر - طنجيس – بطيوة – أمسناو – طارق – مسعود طرق طرق – ماريو – فتيحي – تدغين – ابن سيناء – مولاي الهاشمي – كابو نيغرو – في يد الله – أسماء ميمون – المنصور بالله – العيطور – تفنيت – كابو سبارطيل – الناصري الكبير – الناصري الصغير - أفريكا – موريطانيا – زيست – زيليس – الصداقة – الجباري الكبير – الجباري الصغير – بلفقيه – السمكة – ريتشارد – الهند – نادية – لوليتا – خوليا – أنيتا – الباطروس – نويفا غارسيا – كريم – العيون – خوبين بن عبد القادر – عبد الإله 1 – حنين – أولاد امغار – حجاز – وادي الذهب – القدس – عبد الرحيم – واد الخميس – على مولانا – المشكور – الملاقة – الأمل – الرشيد – رضا – بشرى – حوض اللوكوس – شكري – مراد – أنجرة – فتح الله – حفيظ الله – بوكس – صلاح الدين – ميريسيدو – بسم الله – لالة ميمونة – نجيم – على الله – مريم – حنان – يوسف المضيق – نجوى المضيق – لومبليما – منانة – ابن زهير – أمجد – عثماني – ما شاء الله – رأس الرمل – الصمدي دعاء – رضوان – النجمة – إيمان – أجدير – أنزا – جمال – أمان – سمية – بلال – الغني الله – العشيري – السهام – سميرة – سادني – بطوطة – ركراكي – الواحة – جابو الله – عبد الإله 4 – بركة الله – خليل الله – سمير – طوريس – طارق – أنور – حمزة – سيدي حمو – السريفي – مزيان – مانويلا – بونتا نيغرا – عاشور – وادي الذهب 2 – وادي الذهب 3 – وادي الذهب 4 – النشاط – أم الربيع – أبو جودة – أولاد سعد – باهية – حدو – علي – مدينة العرائش – السلاوي - الهلال - جنان - البوغاز..}.