الثلاثاء، 29 أغسطس 2017

إطلالة على المعالم التاريخية للقصر الكبير


    محمد عزلي

محتويات

·       تقديم
·       الدراز الكبير أو الطراز الكبير
·       السور الموحدي
·       المسجد الأعظم و الأحجار و النقائش الرومانية
·       النسيج العمراني الكولونيالي
·       برج سيدي بلعباس
·       حي الشريعة
·       حي باب الواد
·       دار الدباغ
·       ضريح لالة فاطمة الأندلسية
·       ضريح مولاي علي بوغالب
·       قيسارية العطارين و الغطايين

·       قنطرة كرمان

تقديم

أقيمت مدينة القصر الكبير على أنقاض القلعة الرومانية القديمة "أوبيدوم نوفوم" أو المدينة العامرة لموريطانية الطنجية والتي تم العثور على كثير من آثارها خلال القرن العشرين.
ثم اشتهرت المدينة تاريخيا بمعركة وادي المخازن (986 هـ 1578 م)، أو معركة الملوك الثلاثة والتي انتصر فيها المغاربة بقيادة (عبد الملك السعدي) على الاجتياح الصليبي بقيادة ملك البرتغال (سيباستيان)، كما اشتهرت بدورها الجهادي و العلمي و الديني الرائد طوال عصور التاريخ الوسيط و الحديث، أما في القرن العشرين فقد خضعت للاحتلال الإسباني (1911 / 1956) و شكلت للمستعمر مغربه النافع، كل هذا ساهم في تكوين تراث ثقافي مادي و رمزي مثير للدهشة و الإعجاب.

و هذه إطلالة خاطفة على أهم المعالم التاريخية لمدينة القصر الكبير المجاهدة، ندين من خلالها لجمعية البحث التاريخي و الاجتماعي بالقصر الكبير و لرئيسها الباحث ج. محمد أخريف مؤرخ القصر الكبير الذي استقينا من خلال مقالاته و أبحاثه جل المواد المعروضة في هذه الجولة التراثية، فله منا كل الشكر و التقدير و الاحترام و الامتنان على سخاءه و عطاءه اللامحدود و اللامشروط، جزاه الله عن بلدته و بلده و أمته خيرا و بشرا.

ج. محمد أخريف مؤرخ القصر الكبير

**********

الدراز الكبير أو الطراز الكبير

بناية مغربية تقليدية أصيلة عمرها أزيد من أبعة قرون أسسها الشيخ أبو المحاسن يوسف الفاسي (1530/1604)، وحبس مداخيلها على كرسي الحديث بالجامع الأعظم، الذي كان يدرس فيه العالمين سيدي علي وسيدي محمد القنطري، إنها بحق علامة مميزة للتراث المادي و الرمزي للمغرب عموما و القصر الكبير تحديدا.
رمم الدراز الكبير بشراكة بين المجلس البلدي وحكومة الأندلس، ليظل مجمعا لحرفة الدرازة المهددة بالانقراض، هذه الحرفة التي تعتمد مهارة الإبداع المغربي التقليدي و آلة (المرمة) التي عرفت أوجها مع نزوح الموريسكيين إلى الثغور المغربية قادمين من الأندلس.
اشتهر الدراز الكبير بالقصر الكبير عبر الأزمنة بالكم و الجودة، حيث كان يورد لسائر الربوع المغربية و اشتهر بنسجه للأعلام المغربية، كما كان للدراز الكبير خطه التجاري العالمي عبر ميناء طنجة الدولي.

الدراز الكبير

**********

السور الموحدي

يعتبر السور الموحدي بمدينة القصر الكبير أحد أبرز أوجه التراث الثقافي المادي للدولة المغربية الإسلامية القوية، و علامة مميزة للدور الجهادي الذي ميز تاريخ المنطقة عموما و المدينة تحديدا، تشير الدراسات الأركيولوجية و البحوث التاريخية من خلال الإصدارات التي تعنى بتراث القصر الكبير إلى أنه بني في عصر الدولة الموحدية، و استعملت لتشييده تقنية القوالب الطينية، و كان طوله 2.6 كلم، تعرض السور في القرن 17 إلى أضرار جسيمة من جراء الزلزال الذي ضرب المدينة ليترك لنا بعضا من بنيته الإنشائية كمأثر شاهد على حقبة زمنية هامة من تاريخ المغرب الكبير و بلاد الأندلس.

بقايا السور الموحدي

********** 

المسجد الأعظم و الأحجار و النقائش الرومانية

يرجح المؤرخون تاريخ بناء المسجد الأعظم بالقصر الكبير إلى القرن الحادي عشر الميلادي،  وذلك من خلال كتاب (القصر الكبير: صور تحكي) للأساتذة محمد أخريف و محمد العربي العسري، و قد اعتبر مُجمعا للعمليات الجهادية و نقطة انطلاقها في القرن السادس عشر الميلادي، كما اعتبر منارة للعلوم الفقهية و الشرعية بعدما بنى المرينيون بجانبه المدرسة العنانية، مساحته 2500 متر مربع، له 9 أبواب و 11 بلاطا، و صحنه يبلغ 400 متر مربع و له مئذنة وحيدة مربعة الشكل.
تحكي الروايات عنه أنَّه كانَ مَقصدا " لـلمظلومين " الذين يَفدون إليه من كلّ مكانٍ، بحْثا عن السكينة والطّمأنينة والصفاء الروحي، ومقصدا للتضرع إلى الله أنْ يُزيلَ عنْهم همومهم، و من أجل ذلك لم تكن جنباته تُنارُ لإضفاء مزيد من السكينة عليه.
المسجدُ الأعظم تُحفة فنّية تحفّها كثير من الأساطير، فأسُسه قائمة على (مْطفيّة) حوْض مائي كبير، فقيلَ إنَّ المكانَ يضمّ كنيسا، وقيلَ إنّه يحتوي على ضفادعَ عملاقة تسبح في مياهه، وأساطيرَ أخرى.
إن "المطفية" القابعة أسفل المسجد الأعظم تعود إلى عهد المرينيّين، تذكرنا بأخرى موجودة في مدينة الجديدة، خلّفها البرتغاليون.
عندَ أحد المداخل، ثمّة نقش يحملُ كلماتٍ مكتوبة باللغة اللاتينية يعطينا الانطباع أنَّ المكان كانَ في ما مضى مَعبدا جرى تحويله إلى مسجد من طرف المسلمين، لكن المؤرخ محمد أخريف يفسر الأمر كون الأحجار التي بُنيت بها الصومعة كانتْ من مُخلّفات الرومان، مُشيرا إلى أنَّ "الحروف المنقوشة كُتبتْ باللغة الإغريقية، التي كانتْ لغةَ الحضارة في عهد الرومان، إذ كانت النقوش تُستعمل كشواهد للقبور".

المسجد الأعظم

**********

النسيج العمراني الكولونيالي

يمكن اعتبار زمن الجنرال إسودورو دي لاس كاخيكاس بالقصر الكبير في النصف الأول للقرن 20 عهد البناء و التعمير، حيث خلف المعمرون الإسبان إرثا كولونياليا كبيرا يشكل ما تبقى منه أجمل عمائر التراث الثقافي المادي بالمدينة نذكر منها أبرزها : المحكمة الشرعية، السوق المركزي، ساحة مولاي المهدي، بناية القوات المساعدة،  سينما بريس كالدوس، سينما ايستوريا، المستشفى المدني، مبنى البريد و التلغراف، محطة القطار، سوق الحبوب أو سوق سبتة حاليا، قيسارية حسيسين، قيسارية ابوعجاج، قيسارية اليهود، حديقة السلام، الثكنة العسكرية، المعسكر و مقر القائد العسكري العام منزل السيد الباشا حاليا.. لكن تبقى أجمل تحفتين معماريتين يزينان فضاءات المدينة العصرية هما (كنيسة القلب المقدس) Iglesia del Sagrado Corazon و بوابة قوس المحلة الذي أضحى يشكل الصورة النمطية الرمزية لمدينة القصر الكبير.

السوق المركزي

ساحة مولاي المهدي

سينما بريس كالدوس

كنيسة القلب المقدس

قوس المحلة

**********

برج سيدي بلعباس

يتعلق الأمر بضريح )يهودا الجبلي( المعروف وسط الشارع القصري باسم (سيدي بلعباس)، و هذا الاسم المتداول شعبيا لا يعني لليهود أي شيء أو يحمل قيمة مضافة للثقافة العبرية أو مشاعرهم كيهود مغاربة، لكنهم بالمقابل يحيون (الهيلولة) سنويا احتفالا ب (الرابي يهودا الجبلي) الحاخام صاحب الكرامات الذي عاش و دفن بالقصر الكبير خلال القرن الثامن عشر، أما اسم بلعباس فهو اختراع المغاربة المسلمين تقديرا للكرامات التي انفرد بها الحاخام حسب روايات اليهود.

برج سيدي بلعباس أو ضريح يهودا الجبلي

**********

حي الشريعة

حي الشريعة أو عدوة الشريعة، أنشأ حسب المؤرخ محمد أخريف في القرن 16 مقابل الحي القديم أو عدوة باب الواد، انتقلت إليه بعض الزوايا و أصبح به شوارع مهمة كشارع النيارين و شارع المجولين و حارة الهري و قد جاء هذا التوسع العمراني كنتيجة للدور الذي لعبته مدينة القصر الكبير في تلك المرحلة حيث أصبحت قاعدة جهادية و على مدى 3 قرون، استقطبت خلالها المقاتلين و المجاهدين من جميع أنحاء المغرب.
من أهم معالم الحي المعروفة نجد (ساحة المرس)، (دار البقالي)، و خاصة (الجامع السعيد)، هذا الأخير الذي يشكل ذرة العمائر التاريخية بحي الشريعة حيث تبرز قوة و مهارة السواعد المغربية التي تفننت في إبداعه، أمر ببناءه السلطان مولاي اسماعيل مباشرة بعد تحرير العرائش عام 1689، و سمي بالجامع السعيد تيمنا بهذا النصر العظيم، ثم أمر بترميمه السلطان محمد الخامس عام 1947، وبقي إلى يومنا هذا منارة للعلم و الفقه و رمزا للتراث الثقافي المادي و اللامادي المغربي الأصيل.

ساحة المرس

دار البقالي

الجامع السعيد

**********

حي باب الواد

حي باب الواد أو عدوة باب الواد، تعتبر النواة الأصلية للمدينة العتيقة بالقصر الكبير، حصنها الموحدون بسور طوله 2.6 كلم، و جعلوا منها قاعدة جهادية و نقطة تجمع و انطلاق للعمليات العسكرية في الأندلس، عرف الحي توسعا كبيرا في القرنين 16 و 17 بسبب توافد الموريسكيين من الأندلس و نزوح البدو المجاورين الذين تعرضوا لغزوات الإيبيريين.
تتميز عدوة باب الواد بغنى موروثها التراثي و نسيجها العمراني العتيق كما هو الحال في أزقة حي (الديوان) و (القصبة)، و فنادقها العتيقة التي كانت تأوي التجار و الرحل مع ركوبهم و بهائمهم، توجد بالعدوة أيضا (دار الرميقي) و هو قصر الباشا الملالي الرميقي من فصيلة القصور الأندلسية الإشبيلية الرائعة، و هو القصر الذي استضاف الملك محمد الخامس و تناول فيه وجبة الغذاء يوم 10/04/1956، أي اليوم نفسه الذي حطم فيه جلالته حاجز عرباوة الحدودي الفاصل بين المنطقة السلطانية و الخليفية، كما توجد (دار القايد السفياني) أو (دار المخزن) أو (فندق الجوهر) الذي احتضن جثة الملك البرتغالي "دون سيباستيان" المهزوم في معركة وادي المخازن 1578، حوالي 4 أشهر قبل تسليمه لملك إسبانيا "فيليبي 2".

الديوان

دار الرميقي

**********

دار الدباغ

تقع معلمة دار الدباغ بحي باب الواد جنوب المدينة العتيقة، مساحتها الحالية حوالي 6000 متر مربع، أشير إليها في حوليات أصيلا للبرتغالي برناردو رودريغيس، تعد واحدة من أقدم دور الدباغة بالمغرب، تتميز برمزيتها التاريخية و الأسطورية التي نسجت عبر الزمان مثل سيدي شمهروش "ملك الجان"، و مزار صومعة البنات، وما تبقى من السور الموحدي كما تضم ضريح أحد أفراد أسرة بني اشقيلولة الأندلسية.
كانت صهاريج دار الدباغ في بداية الأمر عبارة عن أواني فخارية يطلق عليها الصناع (بالقلال) أو (القصاري)، وقد كان يحفر لها في الأرض على عمق متر تقريبا، ومع مرور الوقت وازدياد الضغط عليها إما بواسطة ثقل المياه والجلود التي كانت توضع بداخلها من جهة، أو كثرة الاستعمال من جهة أخرى، أدى إلى انغراسها في الأرض أكثر، مما اضطر الصناع إلى إنشاء بعض الزيادات على حوافها ، إما بواسطة الأحجار أو الآجور لمنع دخول الأتربة والبقايا المحيطة بالصهريج.

دار الدباغ

**********

ضريح لالة فاطمة الأندلسية

ذكر في كناشة العدل عبد القادر نخشى ما يفيد أن الضريح الصغير لالة فاطمة الأندلسية هو أثمن عمل فني في المدينة كلها، يحتوي على بناء وقبة جميلة قوية وأصيلة تعبر عن هوية القصر الكبير، بني فوق آثار رومانية على شكل بلاط روماني، تحتوي قبته على زخرفة رقيقة تشبه تلك الموجودة بالمساجد العظمى بالمغرب و خاصة فاس ذات الطابع الموحدي و المريني، مسالك البناية مربعة على شكل مثمن، جميلة للغاية تذكرنا بالأندلس وتشبه زخارف قصر البردو بتونس، والبناية يمكن تحديد بنائها في القرن الخامس عشر أو عند بداية القرن السادس عشر، وقد تعرضت لترميمات من المحتمل أن يكون أحدها في زمن القائد البطيوي بطل العرائش.
يرقد في الضريح جثمان الولية الصالحة فاطمة الأندلسية، التي جمعت بين العلم والزهد والورع، و هي على الأرجح عمة العالم المتصوف الإمام مولاي علي أبي غالب و إلا فهي قريبته، ولدت في شلب الأندلسية Silves بالبرتغال حاليا، وانتقلت مع صوفية الأندلس إلى المغرب حيث استقرت أولا بفاس ثم انتقلت إلى القصر الكبير حيث توفيت و دفنت، من أبرز آثارها مدرسة لتعليم البنات " صومعة البنات ".

ضريح لالة فاطمة الأندلسية

**********

ضريح مولاي علي بوغالب

إن ضريح مولاي علي أبي غالب بمدينة القصر الكبير هو معلمة أصيلة في فن الأَضرحة، له نافورة جميلة في الساحة رسمها الفنان الإسباني الشهير ماريانو بيرتوشي Mariano Bertuchi أما البناء فيرجع إلى القائد الباشا أبو العباس أحمد بن حدو البطيوي بطل تحرير العرائش من يد الإسبان عام 1689م في عهد المولى إسماعيل، و حسب المؤرخ محمد أخريف أنه في سنة 1925 اهتم القنصل إسودورو ديلاس كاخيكاس Isorodo de las Cagicas بالضريح فأعاد تهيئته و تزيينه، نقش على جبصه زخارف بديعة ورصف بالرخام الأصيل الشيء الذي يثير إعجاب الزوار.
يرقد في هذا الضريح جثمان الولي الصالح و العالم الجليل أبو الحسن علي بن خلف ابن غالب الأنصاري الأندلسي، ولفظة غالب تعني المنتصر، والقرشي لأنه ينتسب إلى قبيلة قرشية، والأندلسي نسبة إلى مكان ولادته.
ولد في شلب الأندلسية Silves بالبرتغال حاليا، في بداية القرن الثاني عشر الميلادي، خرج طفلا نحو قرطبة وأخذ عن علمائها، ثم هاجر مع جماعات من المسلمين إلى فاس يمارس فيها العلم و التصوف إلى أن رحل و استقر بمدينة القصر الكبير و توفي بها، كان خطيباً بالمسجد الأعظم، يعلم القوانين والعلوم، وأسس مدرسة صوفية، هو صاحب مفتاح المدينة، ودفن بجواره داخل القبة الولي الصالح سيدي أحمد بن محمد الأنصاري الخزرجي النجاري الذي صحبه.

ضريح مولاي علي بوغالب

**********

قيسارية العطارين و الغطايين

القيسارية عبارة عن سوق تجاري منظم، متخصص، تقليدي و عتيق، تتموقع في المدخل الشمالي لحي باب الواد، كانت ولاتزال تباع فيها منتوجات الحرير والزينة ومختلف أنواع العطور، وكان أغلب تجارها من فاس، يوجد في وسطها فندق العطارين الذي كان عبارة عن مكان لتجميع السلع القادمة من فاس وتطوان وتوزيعها على مختلف التجار وفي نفس الوقت  كان مقرا لمبيتهم.
استفادت القيسارية من مشروع الترميم الذي نزله المجلس البلدي للقصر الكبير بشراكة مع حكومة إقليم الأندلس حيث أنقذت هذه المعلمة التجارية التي تشكل جزء من تراث المغرب الثقافي المادي و الرمزي من الضياع المحتم.

قيسارية العطارين


**********

قنطرة كرمان


تم بناء جسر كرمان أو قنطرة الكرمة على نهر لوكوس، بالقرب من المريسة في القصر الكبير عام 1913 من قبل نقيب المهندسين آنذاك الدون ميغيل غارسيا دي لا هيران وذلك لتمكين القوات المحتلة من الولوج السلس إلى المدينة المحتلة منذ 1911، وكذا تقوية دفاعاتها وحسن السيطرة عليها. شيد هذا الجسر المعلق الأول من نوعه بالمنطقة الخليفية بشكل هندسي جميل يجمع بين أصالة العمران الأندلسي والتقنية العصرية في بناء القناطر الخرسانية الحديثة.

قنطرة كرمان

**********


صورة من أربعينيات القرن الماضي لضريح سيدي أبو أحمد "العارف بلغة الطيور" الموجود وسط مدينة القصر الكبير بعد إنهاء عمليات الترميم وإعادة التهيئة التي كلفت المؤسسة العسكرية الإسبانية ميزانية كبيرة شأنها شأن بقية الأضرحة والزوايا سواء في القصر الكبير والعرائش أو في باقي أرجاء المنطقة الخليفية كنوع من رد الجميل من حكومة الجنرال فرانكو للمغاربة الذين حملوا السلاح رفقة الخنيراليسمو وساهموا فعليا في نصره خلال الحرب الأهلية الإسبانية 1936-1939


هناك تعليق واحد: