قبيلتي الخلوط والطليق بإقليم العرائش

بدر الدين الخمالي    

يرجع أصل قبيلة الخلوط إلى عرب بني عامر بن صعصعة، فهم بنو المنتفق بن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، ذكرهم الحسن الوزان في كتابه وصف إفريقيا صفحة 50 حيث قال: " يسكن بنو المنتفق سهل أزغار ويعرفون اليوم بالخلط ويؤدون الخراج كذلك لملك فاس. ويقدر عددهم بثمانية آلاف فارس مجهز أحسن تجهيز". و تسمية الخلط جاءت من اختلاط بني عوف وبني معاوية ابني المنتفق بن عامر. قال أبو الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني: "الخلط بنو عوف وبنو معاوية ابني المنتفق بن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة المذكور في الأنساب المتقدمة "

إشكالية التأريخ

للأسف الشديد تكاد خزانة الدراسات التاريخية والوثائقية المغربية تخلو تماما من الكتابات والدراسات التي تهتم بتاريخ قبيلتي الخلوط والطليق خاصة في فترة الدولة العلوية إلى حدود وفاة المولى الحسن الأول ثم في الفترة الممتدة من تولي المولى عبد العزيز إلى فرض الحماية الاسبانية على شمال المغرب وهي فترة غنية بالأحداث والمواقف ثم الفترة الممتدة من سنة 1912 إلى سنة 1956.

كما أكاد أجزم أنه على حد علمي لم يسبق إن تم إعداد أي بحث ماستر أو دكتوراه في شعبة التاريخ حول تاريخ قبيلتي الخلوط والطليق أو عن إحدى شخصياتها السياسية البارزة مثل القايد بوسلهام الرميقي أو القايد الخلخالي كما هو الحال مع بحوث ودراسات عديدة في التاريخ وعلم الاجتماع تناولت بالبحث والتحليل قبائل مغربية أو القبائل الجبلية القريبة مثل قبائل غمارة و بني عروس.

وغاية من تناولوا تاريخ القبيلتين إنما تم على سبيل الإشارة العابرة أو اعتمادا على مصادر متقادمة كمقدمة ابن خلدون التي تحدث فيها عن أصول قبيلتي الخلوط والطليق مرآة المحاسن من أخبار الشيخ أبي المحاسن لأبي حامد محمد العربي بن يوسف الفاسي والناصري في الاستقصا في أخبار المغرب الأقصى.

أما الدراسات الحديثة فلا نكاد نجد أي شيء حتى إن المكتبة الوطنية بالرباط تخلو من أي مرجع حديث يمكن أن يفيد في إحياء الذاكرة الجماعية لهاتين القبيلتين اللتان تتواجدان على مساحة شاسعة تمتد من مولاي بوسلهام إلى اثنين سيدي اليماني وتوجد بترابها مدينتين عريقتين هما العرائش والقصر الكبير، ووقعت بترابها أعظم معركة في تاريخ المغرب وهي معركة وادي المخازن.

ورغم أنه لا ينبغي التهويل من مسالة عدم الاهتمام بالتاريخ الحديث لقبيلتي الخلوط والطليق لكون المصيبة إذا عمت هانت كما يقول المثل خاصة وأن تاريخ مدن عريقة قريبة لمجال القبيلتين مثل العرائش والقصر الكبير وأصيلا ظل مهملا لمدة طويلة من قبل مؤرخي العصور الوسيطة، وتعرض للإهمال الفظيع من قبل مؤرخي العصور الحديثة، لولا بعض المحاولات الجادة والغيورة من الباحثين من أبناء هذه المدن ممن تولوا مهام إماطة اللثام عن تاريخها واستعادة ذاكرتها المنسية. 

واذكر هنا أستاذنا المرحوم عبد الرحيم الجباري الأصيلي الذي بدل جهدا محمودا في إعادة كتابة تاريخ أصيلا، والأستاذ المرحوم المفضل التدلاوي الذي عمل على استعادة تاريخ أعلام العرائش وعلمائها من خلال كتابه أضواء على ذاكرة العرائش ، وأستاذنا الجليل محمد عبد الرحمن بنخليفة القصري الذي قدم لمدينة القصر الكبير أولى الأعمال التاريخية التي تهتم بأعلامها وعلمائها وسيرهم العطرة، والأستاذ الجليل محمد اخريف الذي يشهد له بما بذله عبر سنوات طويلة رفقة جمعية البحث التاريخي بمدنية القصر الكبير في كتابة تاريخ المدينة و إحياء رموزها.

لقد حان الوقت من أجل إحياء الذاكرة التاريخية والاجتماعية والسياسية لقبيلتي الخلوط والطليق دونما أي خوف أو ريبة، لأنه لا ينبغي أن نخاف من التاريخ ولا من إحياء الذاكرة الجماعية ولا أن نتراجع عن الدعوة لاحترام الحق في المعرفة وكتابة تاريخ المغرب الجزئي والشامل بكثير من الثقة في المستقبل، متصالحين مع التاريخ ومع ذواتنا ومع ذاكرتنا.

بين سنتي 1804-1815 تبادل إمبراطور فرنسا نابليون بونابرت ووزير البحرية الفرنسي دونيس ديكري مجموعة من المراسلات تضمنت وصف القطع البحرية الأجنبية وتقارير حول الصراع البحري بين فرنسا وانجلترا وكذا وصف للرحلة التي قام بها وزير البحرية الفرنسية للمغرب ووصفه للطريق الرابطة بين طنجة وفاس وقد كانت ريصانة محطة من محطات الرحلة التي قام بها وزير البحرية وقام بوصفها في رسالة مطولة لنابليون بونابرت حيث يتحدث عن سوق ثلاثاء ريصانة وطبيعة المنطقة وعن عين ريصانة 
النص الأصلي - correspondances de Napoléon avec le ministre de la marine entre 1804-1815

معركة وادي المخازن في ريصانة

شهدت ريصانة أعظم ملحمة في تاريخ المغرب وهي معركة وادي المخازن، ورغم إهمال كثير من المصادر لذكر ريصانة باعتبارها المكان الذي حدثت به المعركة والاستعاضة عنها بمسميات أخرى مثل معركة وادي المخازن، ومعركة الملوك الثلاث، ومعركة القصر الكبير، إلا إن واقع الأمر يؤكد أن المعركة حدثت بريصانة، وتستحق أن تحمل اسمها، وأن يخلد في التاريخ ذكرها اليوم، على أن اسم تامدة كان يطلق على المكان الذي وقعت به المعركة. يقول الأستاذ محمد عزوز حكيم (كانت المعركة التي جرت على أرض قبيلة الخلط يوم 30 جمادى 986 الموافق ل 4 غشت 1578 تعرف عند الجيل الذي خاضها بمعركة تامدة وهو تحريف للفظ ثماد لأن ذلك المكان المذكور كان يتحول في فصل الشتاء إلى شبه مستنقع). ليس هذا وفقط، بل إن قبيلة الخلط كانت تشكل أغلب الجيش السعدي، وشكلت البنية المركزية للقوات المغربية، كما يذهب عدد كبير من المؤرخين والباحثين إلى كون القنطرة الواقعة على نهر وادي المخازن بمحاذاة دوار اولاد بن الصيد تم بناؤها في العصر الروماني، ومن بين الدارسين الذين أكدوا هذا الأمر ميشو بلير في كتابه القبائل العربية بحوض اللكوس - الارشيف المغربي 1905 .

·       الخريطة المرفقة لموقع معركة وادي المخازن

فرق قبيلتي الخلوط والطليق

تشتمل قبيلتي الخلوط و الطليق على عشرة فرق و تضم كل فرقة عددا من الدواوير المنتشرة بحوض اللكوس و هي كالتالي

- فرقة جامع الطلبا الجنوبي:

وبها : أولاد جابر- الشواريين- هلالات- أولاد بن عساس- أولاد بوزيد- النعيميين- الشراركة- أولاد الحرثي-اهياطة- أولاد اسعيد- البدور ورور- أولاد الجيلالي- ابيكرات- أولاد بوعشة- أولاد علي طليق- الركاكدة- علاك- أولاد بومعيزة- اقرابات- أولاد بوشتى ورور- لهرارسة شماخة- لهرارسة أولاد التهامي.

فرقة جامع الطلبا الشمالي:

وبها: العظومة- أولاد ميمون- أولاد يشو وادي المخازن- العذب- الدرابلة- اولاد بوجنون بونقاب- العمائر البويض- أولاد مونس- أولاد اجميل- السواكين- اجبينات- أولاد علي امدنة- العمائر الكوحل- العمائر الطليق- أولاد سالم- أولاد بن عياد- أولاد بوجنون الاحرش- أولاد بوجنون اطلاية- الزنابلة- أولاد حداد- المورعة السكومة.

فرقة القصر الضواحي:

وبها: دوار الركريو- سيدي مخلوف- عزيب الرفاعي- دوار اريافة- سيدي رضوان- دوار العسكر- عزيب أبي الربيع- دار الدخان- سيدي علي الكامل- غرسة الطود- دار الدباغة- دوار الرد.

فرقة القصر الحدودي:

وبها: سيار بوجناح- البواحطة- عين التوتة- اولاد سدرة- الخيايطة- عين معسكر- دوار العبيد- الضوامر- الدكاكلة- الحلالفة- مدشر المعلم- الصنادلة- الكشاشرة- أولاد موسى البدور- البناندة- المزاينة- الدباريين- الكراروة- الصوالح أولاد شتوان- جبل الغني- أولاد يشو- السريمة- اجوابر البدور- المعادة- القيايرة البدور- القيايرة الرملية- زهجوكة.

فرقة القصر الدهس:

وبها: أولاد خزعل- أولاد اوشيح- أولاد عمران الخريشفة- أولاد احميد القصر- الصوالح الخريشفة- أولاد بودراع- ادوعيسة الخريشفة- الرياينة- الصنيجة- شليحات- ابداوة بمشرع النجمة- عامر النجمة- اولاد حمو بافرشكاوة- أولاد سلطان بافرشكاوة- أولاد بن الحسن- ادوعيسة العزازوة- أولاد احميد الخريشفة.

فرقة العوامرة الشرقية:

وبها: برواكة- المجاهديين- المراونة- أولاد بوغنام- الفريحيين- ابراكتة- أولاد رافع- الدياب- أولاد بوخشو- أولاد الغماري بالغابة- رجراجة- أولاد سعيد بالغابة- عزيب السحيسح- الشليحات- أولاد حمو بسميد الماء- الرحاحلة- القواسمى- الشقيفن.

فرقة العوامرة الغربية:

وبها: بوشارين- أولاد حمو بالغابة- العوامرة- الغديرة- المورعى بالرمل- أولاد الغماري بالرمل- الاشايشى- الهراكسى- أولاد بوربيع- الودينيين- أولاد المامون- أولاد السخر- المورعى باحماري- الهيايضى- صوير- الحساسنى- الرحامنة- العدير- البواشتى الغوازي- القنطرة البيضاء- البواشتى الزلاولة.

فرقة ثلاثة ريسانة الشمالية:

وبها: أولاد سلطان تركنت- سيار تركنت- أولاد خزعل أولاد حمو- أولاد بن داوود- أولاد بوملحة- أولاد بوحميدة- الصوالح تورارت- الخراشفة- أولاد حمو بن علي- أولاد زيتون- أدوعيسى الطايشة- أولاد خزعل الكريديين- الزراهنة- عامر الروحيين- عامر عين الحنة- الغيالف- البجيجيين- عرباوة.

فرقة ثلاثة ريسانة الجنوبية:

وبها: أولاد مصباح- المورعة القنطرة- الغربية السلة- الكحانة- أولاد بن الصيد- البغادة- أولاد الكلاعي- ابداوة الشجرة- أولاد يحيى- الخماملة- أولاد عمران المكي- الطواجنة- اخوارة- أولاد عمران الكروطة- أولاد خلخال.

قبيلتي الخلوط والطليق من خلال التقسيم القبلي في عهد الحماية الاسبانية بشمال المغرب

قيادة قبيلة الطليق

تعتبر قبيلة الطليق جزءً من قبيلة الخلط فهم ينتمون الى نفس الأصل و نفس العشيرة فلا يرد اسم الخلط إلا مقرونا بالطليق (الضعيف الرباطي ص 145.181)،ـ غير أن الطليق أصبحوا يتميزون عن قبيلة أبناء عمومتهم من الخلط بسبب قيام المولى أحمد المنصور الذهبي بعد ثورة الخلط بسبب رفضهم المشاركة في حملته على تيكورارين بإدماجهم في الكيش، حيث قام بنقلهم من مضارب قبيلة الخلط وإلحاقهم بعسكر المخزن بالقوة وأسكنهم بناحية مراكش ومكناس فيما فرض على باقي الخلط الضرائب و المكوس و صادر أسلحتهم و خيولهم يقول صاحب الاستقصا (فلما رأى جلادهم يوم وادي المخازن اختار النصف منهم وردهم للجندية وأبقى النصف الآخر في غمار الرعية) ثم لما انتهى عهد الدولة السعدية و قامت الدولة العلوية احتفظ المولى اسماعيل بالطليق في غمار الجندية إلى أن وقعت فتنة عبيد البخاري بعد وفاته فلما تولى المولى محمد بن عبد الله الملك قام بإعادتهم الى مضارب الخلط فسموا بالطليق لتحررهم من قيد التكاليف المخزنية واستعادتهم لحريتهم وعودتهم لمضارب قبيلتهم وبقي قسم منهم أعادهم المولى سليمان، وقد تم توزيع دواوير الطليق في مجال شاسع يشمل ريصانة والسواكن وسوق الطلبة والعوامرة ولالة ميمونة وسهل الغرب، ونظرا لما أصبح يتمتع به الطليق من خبرات ومعارف بسبب طول خدمتهم بالمخزن فقد نبغ منهم كثير من الأعلام، كما خصهم المخزن بقيادة خاصة بهم متميزة عن قبيلة الخلط، ومن أشهر قياد قبيلة الطليق القايد أحمد بن عبد الجليل، والقايد بوسلهام بلهرادية، وكان القايد بوسلهام بلهرادية قد اشتهر في بداية القرن العشرين بصراعه مع القايد الرميقي، وكذلك بنكبته بعد أن تم الانقلاب عليه من قبل المخزن في عهد الوزير با احماد بن موسى وإرساله إلى مراكش و مصادرة أملاكه..

  

لوحة تشويرية لدرب القايد بلهرادية بحومة القطانين بمدينة القصر الكبير حيث كانت سكناه في مطلع القرن العشرين

علاقة المصاهرة والقرابة بين قبيلة الخلط وملوك الدولة المرينية

عرف عن قبيلة الخلط جلادهم و باسهم في الحرب وهذا ما دفع الموحدين للاستعانة بهم و الاعتماد عليهم في قتال أعدائهم حتى كانت لهم الرياسة و الغلبة أيام الموحدين على سائر بطون عرب جشم و بني معقل و بني هلال فادى هذا الأمر إلى اشتعال المنافسة بينهم و بين بني سفيان حتى دبت العداوة بين القبيلتين خاصة بعد ان استكثر بنو سفيان و خاضوا في الفتن بين سلاطين الموحدين فكانوا يوالون البعض و يعادون البعض الأخر في أواخر عهد الموحدين

فسعى جرمون بن عيسى السفياني بالوقيعة بين السلطان الرشيد بن المأمون الموحدي و شيخ قبيلة الخلط مسعود بن حمدان فكاد له حتى قتله فانقلب ولاء الخلط عليه و على الموحدين فظاهروا بني مرين و انحازوا إليهم

وقد تمكن الخلط من هزيمة سفيان و طردهم عن سهل ازغار حيث موطن قبيلة الخلط الى حدود اليوم

يقول الناصري نقلا عن ابن خلدون ( ثم صار الخلط كلهم الى بني مرين و كانت الرياسة فيهم اول دولة بني مرين لعطية المهلهل بن يحيى الخلطي واصهر اليه السلطان يعقوب بن عبد الحق فزوجه ابنته عائشة فولدت له ابنه السلطان ابو السعيد عثمان بن يعقوب المريني) ص 296 الاستقصا في اخبار المغرب الاقصى - الجزء الاول - تحقيق محمد عثمان 

ولما توفي المهلهل بن يحيى سنة 1295 تولى امر الخلط بعد ابنه عيسى بن عطية المهلهل فولاه السلطان أبو الحسن المريني السفارة و بعثه سفيرا إلى السلطان الناصر لدين الله بمصر

نبوغ أبناء قبيلة الخلط في الرياضيات و علوم الحساب و الفلك في القرن التاسع عشر - وثائق ورسائل ملكية

شهد المغرب في نهاية القرن التاسع عشر ارتفاع الاصوات و الدعوات المطالبة بالاصلاح خاصة على مستوى تدريس العلوم و تغيير نمط التعليم من اجل اللحاق بركب الحداثة وادى هذا الى حركة مهمة على المستوى الرسمي تكللت بمحاولات اصلاح الجيش المغربي و استقطاب المدربين الاجانب و ارسال البعثاث الطلابية الى الخارج من اجل الدراسة بجامعات الدول الاروبية و الاطلاع على العلوم و المعارف الجديدة كما شهد كذلك اهتماما متزايدا بتدريس الرياضيات و علوم الحساب و الفلك و الهندسة.

وقد ذكر محمد بن احمد العلمي بن رحال البخاري المكناسي في تقييد له حول الجهود الرسمية في عهد المولى عبد الرحمن بن هشام ثم السلطان محمد الرابع و المولى الحسن الاول و المولى عبد العزيز بعده الاهتمام الكبير الذي ابداه سلاطين المغرب في التشجيع على تدريس الرياضيات و علوم الحساب و الفلك وقد اثبت هذا التقييد الدكتور محمد المنوني حيث وجده بخزانة المرحوم الأستاذ إدريس بن الماحي الإدريسي القيطوني[1]

ويظهر من خلال التقييد ان ملوك الدولة العلوية أولوا غاية الاهتمام لتدريس هذه العلوم و اختيار الطلبة النجباء فيها من اجل تولي مهام الحيسوبيين و المقاتيين بمكناس و فاس

وقد برز أبناء قبيلة الخلط في هذا الأمر و تألقوا ايما تألق و يشهد على هذا المكاتبات السلطانية و الرسائل الملوكية و الوزارية

فيرد في التقييد ان المولى عبد الرحمن طلب من باشا مكناس محمد بن العواد البخاري الخلطي ان ينتخب له من الجيش السلطاني عشرة طلبة أبناء أعيانهم نجباء لدراسة الرياضيات و الحساب و علم الفلك و إعانة أمير المؤمنين بمقابلتهم الأوقات النهارية بالأعمال المعروفة و الليلية بإعلامه بأوقاتها المعينة و الأحزاب القرآنية

وعين لتدريسهم العلامة سيدي عبد الرحمن بن سيدي محمد بصري المكناسي

فكان من بين وجوه النجباء الطالب الأنجب بوسلهام بن علي الموذن الخلطي البجنوني

يقول محمد بن احمد العلمي في تقييده ( كان يحسن القراءات السبع... درس على يد الفقيه البركة سيدي محمد الخليفي ....)

وقد عينه السلطان بعد إتمام دراسته لتدريس الرياضيات و الحساب و المواقيت بالعرائش ثم بمراكش بعد ذلك كما تظهر الوثائق صحبته[2]

[1] محمد المنوني – مقيدة عن دراسة الرياضيات و الفلك بمكناس في القرن التاسع عشر مجلة المناهل العدد 30- السنة 1984

[2] أصول الوثائق توجد بالخزانة الحسنية بالرباط

القضاء بقبيلتي الخلوط و الطليق

ظل قضاء قبيلتي الخلوط والطليق مستقلا عن قضاء القصر الكبير والعرائش طيلة خمسة قرون أي منذ القرن الخامس عشر إلى مطلع القرن العشرين حيث تواتر قضاء قبيلتي الخلوط والطليق في الأسرة الخمالية منذ تعيين جدهم الشيخ عبد الله الخمالي العمراني قاضيا على قبيلة الخلط والطليق بظهير المولى احمد المنصور (انظر الوثائق الخمالية جائزة الحسن الثاني للوثائق 1999 - المكتبة الوطنية، وموسوعة معلمة المغرب الجزء الثاني عشر -حرف الخاء- الخمال - إعداد الدكتور عبد الله المرابط الترغي) إلا أنه بعد فرض الحماية الإسبانية على شمال المغرب سنة 1912 وإحداث نظام قضائي جديد بالمنطقة الخليفية يعتمد على الفصل بين المحاكم العصرية (الاسبانية) والمحاكم العبرية والمحاكم المخزنية والمحاكم الشرعية تم جمع قضاء قبيلتي الخلوط والطليق بقضاء القصر الكبير وأسند لقضاة المحاكم الشرعية بالقصر الكبير مهام الفصل في الخصومة بين أهالي القبيلتين سواء أولئك الوافدين على المدينة أو المقيمين بها.

ريصانة

من المؤكد اليوم أن كلمة ريصانة Rissana أو Reissana كما يتم نطقها باللغة الفرنسية وكما تم تداولها في المصادر الأجنبية والدراسات الفرنسية المهتمة بالبحث الأركيولوجي وكتب الرحلات الفرنسية في القرنين السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر أو كلمة Rexana كما يتم تداولها في المصادر الإسبانية تحيلنا بما لا يدع مجالا للشك على كلمة ذات جذر غير أمازيغي ولا عربي بحيث يسهل الربط بينها وبين الهلال الرابط بين حواضر نهر اللكوس الثلاث وهي ليكسوس، بابايوليا، وأبيدوم نوفوم، حيث يذهب عدد من الأركيولوجيين على أن ريصانة كانت مركزا تجاريا أساسيا لتوسطها الطريق الرابطة بين طنجيس وفيلوبليس، كما كان السهل الذي يمر عبره وادي جغدد ووادي اللكوس ووادي وارور مجالا فلاحيا مهما لتزويد مدينة ليكسوس بالقمح والشعير والبطيخ.

ضريح الولي الصالح سيدي امحمد من أولياء قبيلة الخلط (ريصانة الشمالية)
على الطريق الرابطة بين ريصانة و العرائش

دار غلاتشو أو كازا غلاتشو (Casa Galacho)

تقع هذه البناية الإسبانية المهجورة على الطريق الرابطة بين ريصانة والعرائش على بعد ثلاث كيلومترات من مركز ثلاثاء ريصانة، يعود تاريخ بناءها إلى بداية القرن العشرين خلال فترة أشغال بناء الطريق الرابطة بين العرائش وريصانة وبني جرفط، وتعرف هذه الدار باسم غلاتشو نسبة إلى المهندس الإسباني الذي أشرف على تنفيذ المشروع.

ويتساءل أبناء المنطقة، ألا يمكن استغلال هذه البناية وتحويلها إلى دار للشباب أو مركز للتكوين أو أي خيار آخر يصب في سياق التنمية المستدامة والصالح العام للمواطن المحلي؟

موقع عزيب السلاوي

يضم إقليم العرائش عددا كبيرا من المآثر التاريخية التي تعود الى التواجد الفينيقي بالمغرب، بعضها معروف والكثير منها لازال مندرسا يحتاج للتنقيب الأركيولوجي، ومن بينها نذكر موقع عزيب السلاوي، بجماعة اولاد وشيح، وهو حسب الأستاذ محمد اخريف موقع تاريخي فنيقي يرجع إلى القرن الخامس أو السادس الميلادي؛ يبعد عن مدينة القصر الكبير بحوالي 4 كلومترات، تم اكتشافه سنة 1997 وبدأت أعمال التنقيب به سنة 1999.

ويعد هذا الموقع الأول والوحيد الذي يثبت أن الفنيقين لم يقتصروا على الساحل كما هو معروف، بل توغلوا إلى الداخل، وهذا ما تمت الإشارة إليه في رحلة حانون. يقع عزيب السلاوي على الضفة اليمنى لنهر اللكوس ويحتوي على مقابر وعلى أحجار ضخمة، وهو معروف فقط من طرف الباحتين المختصين في الدراسات الأركيولوجية، تمت الإشارة الى هذا الموقع من قبل الدكتور عمر اكراز في دراسته المعنونة ب Prospections archéologiques dans la région de Lixus - l - مجلة افريقيا الرومانية - الجزء الثاني - اعمال مؤتمر جربة للدراسات الأركيولوجية.

واد الخلوط

يقع واد الخلوط على نهر أصله من جبل الترصيف، ويسمى المدشر واد الخلوط، لأن قبيلة الخلوط كانوا مرابطين به في حرب سبتة 1276هـ. وهذا النهر يختلط بواد سيدي إبراهيم، ويصبان معا في البحر الأبيض المتوسط، وهذا النهر هو الذي صار حدا بين أرض المغرب وأرض سبتة بعد حرب 1276هـ (1860م)، وعلى شاطئ النهر أبراج من طرفي المغرب والإسبان، وهناك برج يسمى برج بن مخوت كان مقرا لجيش قبيلة أنجرة وقبيلة الفحص، وبه كان مقر قائد جيش أنجرة (كريمو الدواس) وقائد الفحص السيد مَحمد السعيدي من طنجة، وهما المكلفان بحراسة الحدود. وبمدشر واد الخلوط منبعان لعين جر الإسبان ماءها إلى مدينة سبتة في عهد الحماية.