الأربعاء، 6 سبتمبر 2017

تاريخنا القديم : المملكة المورية. ج1. الملوك الموريين، إشكالية التأريخ

من تاريخنا القديم:
إطلالة تاريخية على جملة من الإشكالات في تاريخ المملكة المورية خلال القرن الثاني قبل الميلاد


       بقلم : محمد شكيب الفليلاح الأنجري

نقصد بالمملكة المورية المملكة التي حكمت المغرب خلال فترة العهد القديم؛ أي من القرن الثالث قبل الميلاد إلى حدود سنة 40 للميلاد تاريخ إجهاز روما على أخر الملوك الموريين بطليموس (PTOLEMEE) وتحول أراضي هذا الأخير لما عرف بموريطانيا الطنجية تمييزا لها عن موريطانيا القيصرية التي شملت الأراضي الجزائرية حاليا. والمملكة المورية كانت محدودة آنذاك شمالا بالبحر الأبيض المتوسط أو ما عرف عند الرومان ب: "بحرنا" (Mare Nostrom) والذي أصبح يعرف بعد السيطرة التامة على الأراضي المطلة عليه ب: "البحر الرومي"، غربا المحيط الأطلسي (بحر الظلمات)، شرقا بنهر ملوية(مولوشا) وجنوبا بأراضي الجيتوليين وهي منطقة سوس حاليا. كان لا بد من هذا التوطين والتعريف المقتضب لكي نقرب القارئ من الإطار الزمكاني لهذه الإطلالة التاريخية ...
تؤكد كل الدراسات التاريخية التي اتخذت من المملكة المورية والأراضي الموريتانية موضوعا لها على الغموض الذي يخيم على تاريخ هذه المملكة خلال القرن  الثاني قبل الميلاد ولا نجد لها ظهورا في المصادر الكلاسيكية الأثينية إلا عند بداية الصراع النوميدي – الروماني فيما عرف بحرب يوغرطة ابتداء من الربع الأخير من القرن الثاني قبل الميلاد. وهذا الغموض يطرح أمام الدارسين عددا من الاشكالات تبقى الإجابة عنها في الغالب الأعم مستحيلة وسنحاول في هذه الإطلالة التطرق إلى أربعة إشكالات في التاريخ الموري خلال النصف الثاني من القرن الثاني قبل الميلادي على أن نعمل في كل إطلالة على معالجة كل إشكال على حدة، و نوردها على التوالي:
1-     الملوك الموريين، إشكالية التأريخ
2-     العاصمة المورية، إشكالية التوطين
3-     الحدود المورية، إشكالية الترسيم
4-     الدبلوماسية المورية، إشكالية السياسة الخارجية

الملك الموري بوخوس الأول

الملوك الموريين، إشكالية التأريخ
يبدو أنه من الصعب الحديث عن هذه المملكة خلال الفترة التي أعقبت سقوط قرطاج سنة 146 قبل الميلاد إلى غاية الفترة التي شهدت مشاركة الملك الموري بوخوس الأول(Bachos I) في الحرب النوميدية، ليس فقط للصمت الذي يكتنف المصادر الأدبية الكلاسيكية، ولكن أيضا لم يتم العثور على أي دليل أركيولوجي سواء أكان نقيشة تخلد لملك موري - كما هو الحال في نوميديا حيث تم العثور على نقائش تخلد الملك مسينسا( MASSINISSA)-. أو قطع نقدية تؤرخ لهذه الفترة وذلك ما يؤكده المؤرخ "جوهان ديسانج" حيث يقول: "لا توجد أية قطعة نقدية يمكننا أن ننسبها إلى ملك من الملوك الموريين قبل فترة حكم كل من بوخوس الثاني وبوغود" . إلا أن الباحث محمد مجدوب ومن خلال دراسته للملوك الموريين خلص إلى تأريخ بعض هذه القطع النقدية والتي صنفها مازار(Mazard) في مجمعه (corpus de Mazard) بكونها تعود لمنتصف القرن الأول قبل الميلادي على أنها تعود لفترة حكم بوخوس الأول في نهاية القرن الثاني قبل الميلادي دون أن يتمكن من رصد قطعة وحيدة تعود إلى فترة حكم الملك الموري باكا(Baka) خلال القرن الثاني قبل الميلادي. وباعتمادنا لعنصر العملة كمعيار يمكننا من خلاله التأريخ لفترة من الفترات التاريخية نظرا لما تزودنا به هذه القطع المعدنية من معلومات هامة حول اسم الملك ورموز تحمل دلالات مختلفة تكون في الغالب الأعم لها علاقة بطبيعة الفترة التي سكت فيها، فإن عدم وجود عملة بين فترة حكم الملك باكا والملك بوخوس الأول يدفعنا إلى القول بأن هذا الأخير ما هو إلا امتداد للأول محققين بذلك الصيرورة التاريخية في تاريخ المملكة المورية منذ الملك باكا حتى توقف هذه السلالة عن الحكم عام 33 قبل الميلاد. وإذا سلمنا بهذا الطرح، فإننا لا نعلم على وجه التحديد والدقة تاريخ نهاية حكم باكا وبداية حكم بوخوس الأول وكل ما لدينا حول هذين الملكين من تواريخ تتعلق بأحداث كان لهما دور فيها أو عاصراها، ونوردها على التوالي:
-          206 قبل الميلاد مساندة الملك الموري باكا للأمير الشاب مسينيسا ليتمكن من عبور أراضي سيفاكس نحو مملكة والده غايا؛وهذا يعني أن الملك باكا كان قد حكم قبل السنة المذكورة أعلاه.
-           118 قبل الميلاد تاريخ بداية حرب يوغرطة، هذا يدل على أن الملك النوميدي كان صهرا لبوخوس الأول قبل  هذا التاريخ وبالتالي فإن الملك الموري حكم قبل 118 قبل الميلاد.
-          وتاريخ ثالث يتعلق بوفاة الملك بوخوس الأول الذي كان قبل  81 قبل الميلاد فهو الأخر غير مضبوط لأن هناك أحداثا هامة عرفتها المملكة المورية قبل هذا التاريخ و لم يرد فيها ذكر لهذا الملك الشيء الذي جعل بعض الباحثين يسلمون بوفاته في هذه السنة. انطلاقا من هذه المعطيات أمكن لمحمد مجدوب باعتماده على عنصر تقدم العمر بكل من باكا وبوخوس الأول وأيضا حكمهما في فترة مبكرة جدا من عمرهما أن يقدما لنا تواريخ تقريبية تخص بداية حكم كل من الملكين ونهاية حكمهما محددا في الأخير أن كلا  الملكين حكما لفترة متساوية المملكة المورية.

الملك مسينسا

إذا اعتمدنا الطرح الأخير الذي قدمه الباحث محمد مجدوب، فإن الحديث عن المملكة المورية عقب سقوط قرطاج سيكون حديثا عن نهاية حكم الملك باكا وبداية حكم عهد خلفه بوخوس الأول حوالي 150 قبل الميلاد، أي سنكون أمام فترة انتقالية من فترات التاريخ السياسي للمملكة المورية. فمعلوماتنا عن الملك باكا تكاد تكون منعدمة كما أسلفنا، إلا أن سكوت المصادر الأدبية عن ذكر أحوال مملكته يجعلنا نعتقد - حسبما يذكره الباحث محمد فنطر - أن عهد هذا الملك كان عهد ازدهار ورخاء ولم يعرف اضطرابات تذكر قد تجذب انتباه جيرانه نحوه، كما أن العلاقات المورية - النوميدية خلال فترة حكم العاهلين الموري باكا والنوميدي مسينيسا كانت طيبة و لا تشوبها شائبة، واستمرت كذلك حتى على عهد خلفه النوميدي مسيبسا، ولا أدل على ما نقوله من كون الملك باكا الموري قدم مساعدة لمسينيسا عام 206 قبل الميلاد تلك المساعدة التي كان من شأنها أن تؤثر على العلاقات المورية المازيسولية. كما أن إقدام الملك المذكور على مساعد مسينيسا بعدد كبيرة من الجنود بلغ 4000 مقاتل توحي بأن المملكة المورية في عهد باكا كانت جد قوية حتى تقدم على مثل هذه الخطوة وتجمع مثل هذه القوات. سيما إذا علمنا أن المملكة المازيسولية تحت حكم عاهلها "سيفاكس"(syphax) كانت تتمع بقوة تفرض على من يجرأ على معاداتها التفكير بعمق في عواقب هذه الخطوة.
إن طبيعة المصادر الشحيحة حول عهد المملكة المورية في ظل حكم ملكها باكا تطرح أمام الدارسين عدة مصاعب وإشكالات تتعلق بماهية النظام الإداري والعسكري الذي ساد خلال هذه الفترة، بل إن هذا الغموض يصل إلى درجة أننا لا نعرف حتى العاصمة الملكية على وجه التحديد. وكل ما نستطيع الحديث عنه بخصوص المملكة المورية خلال عهد هذا الملك هو سياسة الحياد التي نهجها تجاه تلكم الأحداث الساخنة التي كانت تعرفها منطقة شمال إفريقيا وخاصة ما عرف بالحروب البونيقية. ورغم كل تلك المحاولات التي قام بها الرومان إبان هذه الحروب، وكذا القرطاجيين لإجتذاب المملكة المورية لهذا الصراع، فإن هذه الأخيرة ظلت متشبثة بحيادها، ولم يتبث في أي نص أن الموريين استجابوا لرجاء قرطاج أو روما. وقد يلاحظ الدارس للحروب البونيقية أن هناك ذكرا للجنود الموريين في هذه الحروب وخاصة في معركة زاما(Zama) الشهيرة وفي جيوش  القائد القرطاجي الشهير "حنبعل" في إسبانيا، إلا أن هؤلاء ليسو إلا جنودا مرتزقة ولا سلطة للإدارة المورية عليهم. وقد يكونوا من ساكنة المملكة المورية من الذين قد التحقوا بصفوف الجيوش القرطاجية ضد روما نتيجة لتلك الدعاية التي قامت بها قرطاج في شمال إفريقيا داعية أهالي هذه الأخيرة للدفاع عن وطنهم ضد الغزو الروماني.


تلك إذن كانت بعض النقاط حول المملكة المورية في عهد الملك باكا لندخل بعد هذا إلى الحديث عن المملكة في ظل ملكها المتطلع للانفتاح على محيطه السياسي المعروف ب: بوخوس القديم أو بوخوس الأول. فلا نعرف على وجه التحديد السنة التي توالى فيها هذا الملك  عرش المملكة المورية، فالأخبار التي وصلتنا تعود بالدرجة الأولى إلى فترة حرب يوغرطة من خلال ما جاء به المؤرخ  سالوست(SALUSTE) الذي عاصر أحداث هذه الحرب والذي أكد على أن هذا الملك : " إذا استثنينا اسمه، فإنه كان يجهل كل شيء عن الشعب الروماني وكذلك نحن لم تكن لنا معه أية علاقة لا سلمية ولا عدائية"، وهذا التصريح فيه تأكيد على استمرار سياسة الحياد التي نهجتها المملكة المورية منذ القرن الثالث قبل الميلاد تجاه القوى الخارجية خاصة روما. إلا أننا لا يمكننا أن نأخذ بصفة قطعية بما قاله سالوست  عن انقطاع الاتصالات بين المملكة المورية والجمهورية الرومانية؛ إذ كيف يعقل ألا يسمع الرومان بالموريين من قبل، والمصادر الأثينية تذكر خبر فرار الأمير "مسينسا "من صفوف القرطاجيين – الذي ورد على لسان – تيت ليف(TIT LIVE) والتحاقه بالمملكة المورية لطلب المساعدة من ملكها باكا. وقبل سالوست، نجد مصدرا آخر يشير إلى المملكة المورية في عهد ملكها بوخوس الأول ويتعلق الأمر هنا بالجغرافي "استرابون" وذلك في معرض حديثه عن رحلة أودوكس السيزيكي؛ حيث ورد اسم المملكة المورية كبلد مجاور للإثيوبيين تحت اسم مملكة بوخوس. إلا أن تتبعنا لأحداث هذه الرحلة في موريطانيا لا يكشف لنا عن حقيقة الجياة السياسية، الاقتصادية والاجتماعية في هذه المملكة خلال زمن الرحلة. ومع ذلك فإن المقابلة التي تمت بين الملك بوخوس الأول والرحالة أودوكس يمكن أن تكشف لنا عن يعض معالم الإدارة المورية في هذه الفترة، كما أن  دخول بوخوس الأول في الحرب النوميدية الرومانية أعطى لهذه المملكة خلال النصف الثاني من القرن الثاني قبل الميلاد فرصة للظهور في المصادر الأثينية خاصة عند المؤرخ الروماني سالوست؛ الذي على الرغم مما يمكن مؤاخذته عليه من ميوله في كتابته عن هذه الحرب إلى تمجيد الشعب الروماني و بطولاته، وما صاغه لخدمة هذا الغرض من خطب ألصقها بلألسنة نوميدية تارة ورومانية تارة أخرى، فإن ما جاء به من أخبار عن المملكة المورية وعاهلها بوخوس الأول كان بالغ الأهمية في معرفتنا لأحوال هذه الأخيرة وأيضا موقفها من القوى الخارجية لحوض البحر الأبيض المتوسط. إضافة إلى كونه سجل لنا حقبة جد هامة من تاريخ هذه المملكة ويتعلق الأمر بالتخلي عن سياسة الحياد الموري على عهد الملك باكا ونهج سياسة الانفتاح تجاه روما، تلك السياسة  التي كانت ترغب فيها هذه الأخيرة حتى تمهد لاحتلال البلاد المورية وإلحاقها بنوميديا و الولاية الإفريقية الرومانية. على أي، فقد كانت المملكة المورية في عهد بوخوس الأول مملكة قوية ومهابة الجانب؛ وذلك يبدو واضحا من الخطب التي وردت عند سالوست سواء من قبل الشخصيات الرومانية أو مواقف رجال الديبلوماسية المورية القائمة على تعليمات الملك بوخوس الأول أو من هذا الأخير مباشرة.، حيث يقول: " ... ما كنت أظن وأنا أكبر ملوك هذه الأرض وأكبر من أعرف من الملوك ..." وقد كان الملك الموري يحيط نفسه بفئة من المستشارين وكبار رجال الدولة الذين كان لهم تأثير على قراراته؛ وذلك ما يبدو من رد الفعل الذي أبداه هؤلاء أثناء عرض الرحالة أودكس لمشروع رحلته البحرية على الملك بوخوس الأول. كما أن سبب رفضهم لهذا المشروع الذي يتجسد في الخوف من جعل البلاد عرضة لخطر اجتياحها بسهولة في حالة ما إذا تعرف بعض المهاجمين المحتملين على المسالك حسبما يورده سطرابون(STRABON)، يجعلنا نعتبر أن المملكة المورية كانت تعيش في حالة من الازهار والرخاء وتتوفر أراضيها على ثروات جد هامة تؤهلها لكي تكون هدفا لأي طامع أو غازي. كما أن وجود تلك المباني الفخمة واتساع حركة العمران جعلنا نقول أيضا بهذا الرخاء والترف والهدوء الذي عاشته المملكة خلال هذه الفترة. ولقد كشفت لنا الأبحاث الأثرية في المغرب عن عدد جد هام من خرائب المدن التي تعود للفترة البونية الحديثة(NEOPUNIQUE)، وهي كلها حواضر جد فخمة وضخمة تضاهي مثيلاتها في قرطاج أو في روما، وتأتي على رأسها كل من مدينة ليكسوس(LIXUS) التي كانت تماثل مدينة قرطاج في كبرها حسبما يذكره لنا المؤرخ بلين الشيخ، وكذا مدينة تمودة(TAMUDA) التي عرفت اتساعا مجاليا جد هام، وعدد آخر من المدن المورية بعضها وصلت إلينا أنقاضها كشالة(SALA) وزيليس(ZILIS)، والبعض الأخر لا نعرف عنها إلا أسماء لها وردت في النصوص والأدبيات الكلاسيكية مثل: أكروس(AKROS)، إيكات(IKAT)، سوبر(SOBOR) . ولا زال الاعتماد قائما حتى اليوم على البحث الأثري للكشف عن هذه المواقع الحضرية وما تحتويه طبقاتها الاستراتيغرافية عسى أن تكشف لنا بعضا من غموض التاريخ الموري خلال هذه الفترة.


المصادر و المراجع
1.      محمد مجدوب، "مملكة الموريين وعلاقتها بروما إلى غاية عام 33 قبل الميلاد"، رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا، فاس، 1990م.
2.      محمد مجدوب، "الأوضاع في مورسية من خلال حرب يوغرطة"، مجلة بحوث، كلية الآداب والعلوم الانسانية، المحمدية، العددان 2و3، 1990.
3.      محمد التازي سعود، "المغرب في عهد يوبا الثاني وبطليموس"، أطروحة دكتوراة الدولة،الجزء الأول، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الخامس، الرباط.
4.      مصطفى مولاي رشيد، "المغرب الأقصى عند الإغريق والآثين"، شركة النشر والتوزيع المدارس، الدار البيضاء، 1993م.
5.      نعيمة الخطيب، "مذكرات من التراث المغربي"، الجزء الأول، مطابع الأطلس، الرباط، 1984م.
6.      بلين الأقدم، "التاريخ الطبيعي"، ترجمة وتحقيق مصطفى مولاي رشيد، شركة النشر والتوزيع المدارس، الدار البيضاء، 1993م.
7.      مصطفى غطيس، "تمودة"، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الطبعة الأولى، تطوان، 1991م.
8.      سالوست، "حرب يوغرطة"، ترجمة محمد التازي سعود، منشورات كلية الآداب، فاس، 1976م.
9.           J.DESANGES," L’Afrique Romaine et Libycoberber, Rome et les Méditerranées Occidentale", T2, sous la direction de C.Nicolet, Paris, 1978.
10.  F. DECRET et M.FANTAR, "Histoire de l’Afrique du Nord dans l’Antiquité : Histoire et Civilisation des Origines ou Vème Siècle", Payot, Paris, 1981. 

غلاف كتاب (حرب يوغرطة) لسالوست، ترجمة محمد التازي سعود، منشورات كلية الآداب، فاس، 1976م

غلاف كتاب "تمودة" لمصطفى غطيس، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الطبعة الأولى، تطوان، 1991م.

 F. DECRET et M.FANTAR, (Histoire de l’Afrique du Nord dans l’Antiquité) Payot, Paris, 1981

هناك تعليقان (2):

  1. thank you for this valuable information 👍

    ردحذف
  2. مقال مهم للغاية عن المملكة المورية وعلاقتها بالجوار والامبراطورية الرومانية

    ردحذف