السبت، 19 نوفمبر 2022

المعالم التاريخية لمدينة العرائش في برنامج فضاءات على إذاعة طنجة

 


موعد أسبوعي مساء كل يوم خميس على الساعة 19:00 بإذاعة طنجة

يخصص برنامج فضاءات على أثير إذاعة طنجة سلسلة من الحلقات عن المعالم والفضاءات التاريخية بمدينة العرائش، تتناول تاريخها وتطورها الزمني، كما تناقش واقعها الراهن وسبل النهوض بها وتثمينها..

يشارك في تنشيط الحلقات: د. ادريس شهبون، د. حسن امعمر، ذ. محمد عزلي.

البرنامج من إعداد الأستاذ خالد اشطيبات

كل التقدير والامتنان للطاقم الصحفي والتقني لإذاعة طنجة وفريق عمل البرنامج على المهنية العالية والمجهود المعتبر.

FM 88.70 HOTBIRD10872 V 27500
http://snrtlive.ma/radios-regionales

ذ/ محمد عزلي


ذ/ خالد اشطيبات


د/ حسن امعمر


د/ ادريس شهبون

الأحد، 6 نوفمبر 2022

العرائش من المراكز المغربية الداعمة للثورة الجزائرية

 

بقلم: عبد الحميد بريري

 

تعلق تاريخ الجزائريين بتاريخ العرائش منذ أن كانت ترسو سفن المجاهدين البحريين العثمانيين بمرسى العرائش؛ بعد أن سمحت لهم الدولة الوطاسية ارتيادها لممارسة الجهاد البحري خلال القرن 15 و16. وكان على رأسهم خير الدين بربروسا الذي أبحر إلى مرسى العرائش بمجموعة من السفن سنة 1516؛ والذي بعد عودته للجزائر عين حاكم على الجزائر (حوليات أصيلا برناردو رودريݣش البرتغالي تعريب د/ أحمد بوشارب طبعة سنة 2007).

لتستمر هذه العلاقة إلى خمسينيات القرن الماضي؛ باتخاذ العرائش مركزا من مراكز اللاجئين الجزائريين وأحد قواعد معسكرات التدريب لأعضاء جبهة التحرير، واستشفاء جرحاها في مواجهة الاحتلال الفرنسي.

تروي الرواية الشفاهية أن معسكر تدريب المقاتلين الجزائريين كان بمكان يسمى بوصافي قرب عين خماسة ضواحي العرائش، الذي ينتمي ترابيا إلى جماعة الساحل على طريق ريصانة - بني جرفط، ولازالت البناية التي كانوا يقيمون فيها ويتدربون بجوارها قائمة إلى اليوم. وكانت ملكا لباشا العرائش الخالد بن أحمد الريسوني، انتقلوا إليها بعد المقر الأول الذي كان وسط المدينة بعقبة العوينة، وقد برر المفضل التدلاوي أحد المعاصرين؛ انتقالهم من البناية الأولى بسبب بعض التصرفات التي لم ترق السكان (المفضل التدلاوي أضواء على ذاكرة العرائش ط/1 سنة 2001 ص:90). ويحكي لنا أحد سكان المنطقة المجاورة لمعسكرهم مشاهد من هذه التداريب حيث كان المتمرن ينزل من أعلى شجرة البلوط الفليني(الدلم) منكسا على وجه من أعلى الشجرة إلى أسفلها. كما كان يقوم المتدربون بعمليات تفجيرية تستهدف الأشجار باقتلاعها من جذورها (عبد السلام بن العربي بوزيد أحد المعمرين بمنطقة مدشر النݣارجة جماعة الساحل).

وكان تمويل أنشطة الجبهة يتم عبر جمع التبرعات بين السكان المحليين وإعطاء الزكوات. وهو ما يشير إليه هذا النداء حيث تخاطب جبهة التحرير الجزائرية إخوانهم المغاربة؛ مذكرين إياهم بأية قرآنية وحديث نبوي تحثان على الأخوة الإسلامية التي تربطهم، والتحسيس بمعاناتهم من الطرد الذي وقع لهم من المستعمر الفرنسي وبنزولهم بالقرب منهم، أي بمدينة العرائش؛ قاصدين حماهم وهم يعلمون صدق الأخوة ومتانة روابط العروبة والإسلام التي تجمعهم مع المغاربة. ويحركون فيهم أريحية حب العطاء والبذل بإعطائهم الزكاة إسوة بباقي إخوانهم المغاربة. واختتموا بقوله تعالى " والله لا يضيع أجر المحسنين" وهو تذكير آخر بنص قرآني لتحفيزهم على الإنفاق. وهاكم النداء كما هو مسطور:

باسم الله الرحمن الرحيم   جبهة التحرير الجزائرية

" إنما المومنون إخوة" قرآن كريم

" المسلم أخو المسلم" حديث شريف

الأخ المسلم

 باسم أبناء عمومتك وإخوانك اللاجئين الجزائريين، طردهم الاستعمار الفرنسي من ديارهم وأرض آبائهم وأجدادهم، ولجأوا إلى حماكم، ونزلوا بجواركم لما يعلمون أخوتكم الصادقة، وايمانكم المتين بالعروبة والإسلام.

تهزكم الاريحية العربية والأخوة الإسلامية إلى مساعدتكم بحصة من الزكاة تتصدقون بها عليهم كما (كلمة غير مقروءة) ذلك مع أبناء إخوتكم المغاربة. والله لا يضيع أجر المحسنين والسلام عليكم ورحمة الله

شكل توقيع

(وثائق لم تنشر - ج 3 محمد أخريف جمعية البحث التاريخي والاجتماعي القصر الكبير مطبعة الأمنية الرباط سنة   2008 ص : 26 ، 27)

وأهم ما ميز هذا الخطاب هو إثارة النعرة العصبية العربية والغيرة الدينية الإسلامية. والشاهد من هذا أيضا إبراز هيمنة التيار القومي العربي والإسلامي على جبهة التحرير الجزائرية، وهو الذي بدأ مع تصفية أحد زعماء التيار الماركسي في الجبهة عبان رمضان [من القواد البارزين في جبهة التحرير الجزائرية عرف بتوجهه السياسي ويلقب بمهندس الثورة ولد بقرية عزوزة بمنطقة القبائل سنة 1920] من طرف العقيد عبدالحفيظ بوصوف [عضو حزب الشعب الجزائري وعضو جبهة التحرير الجزائرية ولد بميلة شرق الجزائر سنة 1926، مؤسس المخابرات الجزائرية] سنة 1957 بمدينة العرائش. وهذا ما أشار إليه عبد الرحمان مكاوي في مقاله حول حقيقة العلاقة الجزائرية الإسرائيلية جاء فيه:

"صراع تيارين في جبهة التحرير الجزائرية بمدينة العرائش أدى إلى مقتل المناضل عبان رمضان من طرف العقيد بوصوف بها سنة 1957 ليبدأ مع ذلك تراجع التيار الماركسي في الجبهة، وحل محله تدريجيا التيار العروبي الإسلامي".) مقال حول حقيقة العلاقة الجزائرية الإسرائيلية د/ عبد الرحمان مكاوي). وبذلك كانت العرائش مسرح لإحدى عمليات تصفية الحسابات بين تيارات الجبهة ومحطة من محطات تواجد أبرز القياديين بها. الشيء الذي سيظهر مع هذا التواجد النوعي ونشاطه مدى التعاطف الذي حظيت به القضية الجزائرية لدى عموم الساكنة المحلية من الدعم والمساندة.

ويحدد المفضل التدلاوي في مذكراته عن نوعية مساهمة العرائشيين بشيء من التفصيل، فأول عمل قاموا به؛ هو المشاركة في الإضراب الذي دعا إليه يوم 5 يونيو 1956 حيث نفذ بتوقف العمل في مرافق الشغل وأقفلت المحلات التجارية بالمدينة. ونظمت مظاهرة جابت الشوارع، ثم نظم مساء ذلك اليوم تجمهر كبير في الملعب البلدي، تناول فيه الكلمة عدد من ممثلي الأحزاب السياسية والهيآت النقابية المحلية. كما تم تنظيم مظاهرة يوم 23 اكتوبر 1956 احتجاجا على اختطاف خمسة من الزعماء الجزائريين من طرف الفرنسيين من الطائرة التي كانت تقلهم، والذين كانوا في ضيافة المغفور له محمد الخامس وهم: أحمد بن بلة وأيت احمد ومحمد بوضياف وكريم بلقاسم ورابح بطاط.

وتشكلت لجنة لتقديم الدعم والمساندة للاجئين الجزائريين تضم:

1- الحاج عبد السلام التدلاوي

2- عبد السلام بن محمد الصغير

3- عابد السوسي

4 - قاسم بن عبد الله المنصوري

5 -امحمد الهلالي السوسي

6 - فضول العماري

7 - محمد الحراث

8 - امشيش الرياحي

وعلى إثر ذلك قامت اللجنة بتوفير مقر القنصلية الألمانية لإقامة الجزائريين به، وهو الموجود بعقبة العوينة (شارع الزلاقة حاليا) باتصالها بمحمد بوصفيحة المكلف بأملاك القنصلية المذكورة فاكترته منه.  فقامت أيضا هذه اللجنة بالسعي لدى المحسنين من التجار وغيرهم حيث تم تخصيص مساهمات شهرية لتغطية مصاريف إقامة هؤلاء اللاجئين.

وعملت اللجنة كذلك على توفير الشغل لأحد هؤلاء اللاجئين كالسيد محمد القباطي حيث وظف أستاذا بثانوية مولاي محمد بن عبد الله والقيام بمهمة الوعظ والإرشاد بالمسجد الأعظم بتعويض مالي من نظارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. وتوفير الشغل ايضا لبعض الأطباء منهم. (المفضل التدلاوي أضواء على ذاكرة العرائش ط/1 سنة 2001 ص : 88, 89 ، 90) ويشهد توصيل مالي كذلك على مساهمة القصريين بدورهم في دعم الثوار الجزائريين المتواجدين بالعرائش، وهو محمد بن الحاج كبور بمساهمة نقدية قيمتها 250 فرنك بتاريخ 19 دجنبر 1957.

(توصيل مالي عدد 905.073 من جبهة التحرير الوطني الجزائرية إلى المتبرع محمد بن الحاج كبور)

هذه إحدى المحطات المشرقة من تاريخ النضال المغربي في استقلال الجزائر التي طالها النسيان ولا شك أنها غيض من فيض.

 

 

 

 

 

الأحد، 23 أكتوبر 2022

جامع العباد بني عروس

بقلم: عبد الحميد بريري

يوجد جامع العباد على قمة جبل مدشر ميسرة وتحته جهة القبلة مدشر عين حديد بقبيلة بني عروس إقليم العرائش. ويحليه الأهالي ب "لالة"جامع العباد تأدبا، ويلقى منهم العناية به والحفاظ عليه ولازال المكان محجا للزوار التماسا لبركته. ويطلق عليه "حجر الخير" نسبة للحجر الذي يوجد بالمكان، وقربه قبر سيدي داود ابن عبد الله بن عمر الشريف، ويسمى أيضا ميسرة بحكم ذكره مع مدشر ميسرة بوجوده على قمة جبله [1]؛ قبل نشأة القرية المشهورة به اليوم حسبما جاء في مصدر من العصر الوسيط ومسجد أبي قيس وجامع أبي داود وروضة العباد [2].

وذكر لي أحد أبناء المدشر المذكور، أن جامع العباد إذا دخلته وصليت فيه أربع ركعات وقرأت فيها بسورة القدر ونظفته بثيابك رأيت مقامك سعيدا او شقيا، وأن تاريخه يرجع إلى عهد سيدي مزوار جد الشرفاء العلميين وهذا مدون في مخطوط "الدرر الباهية". وأضاف أن هذا المخطوط كان في متناول القائد أحمد السعيدي: صديق خالد الريسوني باشا مدينة العرائش في عهد الحماية الإسبانية. وكما هو معلوم أن هذا الأخير كانت له مكتبة من أكبر المكاتب الأسرية بالمغرب حيث حوت نفائس المخطوطات والتحف والكتب لكنها ضاعت بفعل الثورة التي قامت عليه بمدينة العرائش بالحرق والنهب، قد يكون هذا المخطوط مما تعرض للإتلاف. كما ذكر إمام مسجد ميسرة أن من أدب زيارة جامع العباد هو الصلاة به ركعتين ويقوم الزائر بتنظيفه بملابسه [3]

 حافظت قرية عين الحديد على الإرث العلمي للجامع، فاشتهرت بنشاطها الثقافي والديني واهتمامها بتحفيظ كتاب الله، فكانت بذلك مركزا علميا يحج إليه طلبة العلم الديني من مختلف القبائل قد يكون ورث عراقة جامعها هذا، والذي يرجع بناؤه إلى عهد قريب من الفتح الاسلامي للمغرب، وبالضبط عند حياة سيدي حبيب المشهور له ضريح يشتهر جبل به قريب من هناك على طريق العرائش تطوان [4]. وقد أدرج صاحب كتاب النضال الجبلي إحصائيات ترجع إلى ثلاثينيات القرن الماضي، أنه كان يتواجد بالقرية 711 نسمة وعدد أسرها 140 وب 126 منزلا [5]. ويوجد بالقرية كذلك ضريح سيدي أبوبكر جد الشرفاء العلميين ويسكنها أحفاده، وهو أحد أجداد مولاي عبد السلام بن مشيش خاصة منهم الوهابيين والطالبيين.

وأشهر من درس في هذه القرية العلامة الفقيه محمد علي العمراني والشهير بالفقيه المجلاوي قاضي بني ݣرفط من 1351ه إلى 22 شعبان 1362/ 1943م ، ومدرسه الفقيه بن يرمق وهو احمد بن المكي بن يرمق السوماتي شيخ القراء / القراءات السبع / في عصره ، من مواليد مدشر عين بيضا بسوماتة والمتوفى سنة 1331ه .الفقيه علي بن محمد الورايني المنتسب إلى قبيلة بني وراين قرب تازة والذي استقر وتزوج وأنشأ أسرة بقبيلة بني عروس في نفس القرية بعد أن درس في فاس، ولد بقبيلته وعمل قاضيا بأصيلا  وخطيبا بقريته وتوفي سنة 1959م بعين الحديد وبها دفن[6]

اتخذ المجاهدون موقع جامع العباد خلال الدخول الاستعماري الاسباني الأخير، نظرا لموقع مكانه الاستراتيجي على القبائل المجاورة لبني عروس؛ رباطا جهاديا يتدربون ويراقبون هجمات الطائرات المعادية القادمة من تطوان والعرائش، ومنه أيضا يقطعون على المستعمر التوغل بريا داخل القبيلة ويتدربون على الرماية، واتخذوه أيضا مقبرة للشهداء ومركزا إعلاميا يقومون منه بإشعار سكان القبيلة بعدة وسائل كإشعال النار أو ما يصطلح عليه "التنيير" محليا أو إطلاق الرصاص أو ضرب الطبل. وكان طلبة جامع عين الحديد بدورهم يحملون السلاح في وجه المستعمر [7]

ولا زالت القرية تحافظ على إشعاعها العلمي باستمرارية تدريس العلوم الشرعية في مسجد آخر يسمى سيدي أبوبكر على يد الفقيه محمد بن محمد بن قاسم المعروف بابن صافية. وقد ذكر كذلك المريني العياشي في سبعينيات القرن الماضي أنه كان يدرس إلى جانب هذا الفقيه فقهاء وحكماء وعلماء الفلك والتوقيت والحساب وغيرها [8].

أما جامع العباد العتيق كما وقفت عليه لم يبق منه إلا محرابه وحوش من الحجارة مصبوغ بالجير، لا يتعدى علوه ما بين متر ومتر ونصف مساحته حوالي 15 متر مربع، ويوجد في أعلى قمة جبل ميسرة وسط غابة وبقربه مقابر قديمة [9] 

 

[1] من الراجح أن المدشر سمي باسم ميسرة المدغري أو المطغري هو زعيم أمازيغي من قبيلة زناتة الأمازيغية ومن أهم زعماء الخوارج الصفرية بالمغرب الأقصى، كان بروز دعوته سنة 122 هـ في طنجة ثم بويع خليفة على المغاربة. توفي سنة 740 م، فيما توفي سيدي حبيب أحد أفراد الأسر الفاتحين سنة 123ه والذي لا يبعد ضريحه عن المكان بكلومترات معدودات وهي الفترة التي تؤكد الرواية الشفاهية أنه يرجع إليها كذلك

* من وصف المكان ما عاينته وكما سمعت من الأهالي هناك بالقبيلة.

[2] المريني العياشي سلسلة في حلقات من: النضال الجبلي ج/2 المطابع المغربية والدولية طنجة/2 ص: 193

[3] هو عبد السلام بن أحمد الوهابي رجل يقارب المئة سنة يتنقل في السكن اليوم ما بين العرائش وقريته عين الحديد.

* اسم إمام مسجد ميسرة هو أخريف وهو رجل مسن.

[4] حسب الرواية الشفاهية المحلية *سيدي حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع المجاهد الفاتح الشهير دفين قمة الجبل (123 ه – 741 م من رجالات جبل الحبيب وأعلامه

الشمال 2000 / 21 سبتمبر - 2021 | 11:05 صباحًا. وتتجلى عراقة قرية ميسرة بوجود عدة منابع مائية في دير الجبل تأخذ شكل دائري تشبه الأبار وهي أثار دالة على تعمير المدشر قديما.

[5] المريني العياشي مرجع سابق: ص: 191)

 [6] المريني العياشي نفسه ص: 191   (المريني العياشي نفسه ص: 191 ورواية عن ابنة الورايني الصافية بنت علي الورايني المولودة سنة 1934 بعين الحديد وحفيده من هذه الأخيرة عبدالسلام الشنتوف ومن شهادات ينقلها عن ابيه السيد عبد السلام البقاش المحرر القضائي بمحكمة الاستئناف بطنجة سابقا ، والخطيب بمسجد بحي للا الشافية بطنجة . يوم 26 أبريل 2011 على الساعة 9 و18 دقيقة pm. وفيما يتعلق بنسب الورايني إلى قبيلة بني وراين فحسب ما سمعته من أحد أحفاده.

.[7] المريني العياشي نفسه ص: 195، 196.

[8] المريني العياشي نفسه ص: 191. توفي خلال شهرين الفقيه ابن صافية الذي كنت اود الحديث معه حول جامعه هذا المسمى سيدي أبو بكر وشاء الله ما قدر ورحمة الله عليه.

 [9] زيارة قمت بها له يوم الخميس 16 ربيع الأول عام 1444/ 13 أكتوبر 2022.







الخميس، 4 أغسطس 2022

في ذكرى معركة وادي المخازن المجيدة: حاضرتي لوكوس لُحمة لا تتجزأ

 

 بقلم: عبد الحميد بريري



لازال الغموض يكتنف مجموعة من الجوانب والحقائق التاريخية المرتبطة بواقعة معركة وادي المخازن التي درات في مثل هذا اليوم 4 غشت من سنة 1578م بين الجيوش الصليبية بقيادة الدون شبشتياو (سيبستيان) والجيش المغربي بقيادة عبد المالك السعدي في منطقة تامدة بجماعة السواكن الواقعة بين حاضرتي اللوكوس (العرائش والقصر الكبير)، ومن خلال هذه الإضاءة سأحاول تفادي اجترار ما استهلك تداوله من أخبار وسرديات عن الواقعة التاريخية الشهيرة، مركزا على بعض الدلالات والعبر والدروس التي أعتقد جازما أن علينا الانتباه لها وتثمينها تماما كما انتبه لها أسلافنا من المغاربة والأجانب على السواء، خاصة تلك العلاقة المصيرية الرابطة بين العرائش والقصر الكبير والتي تجيب حقا عن مجموعة من الأسئلة التاريخية محليا، وطنيا وإقليميا.

كان الهدف الحربي من الحملة البرتغالية كما هو مدون في أرشيفات البرتغاليين ومصادرهم المكتوبة هو احتلال مدينة العرائش، نظرا لموقعها الاستراتيجي بالنسبة لأروبا والمغرب على حد سواء، وكانت الخطة تقضي بالهجوم عن طريق البحر  والنزول عند برج الجنويين أسفل منارة رأس الناظور حاليا، ومن ثمّ  مواصلة الهجوم نحو القصر الكبير، لكن الخطة تم تعديلها فوقع نزول الجيش البرتغالي بوادي تهدارت قرب أصيلا، ومن هناك تم التوجه نحو القصر الكبير برا، على أن يتم المرور بعد ذلك إلى العرائش عبر مشرع النجمة كنوع من التحدي بغرض استئصال المقاومة المغربية المتجمعة بالقصر الكبير حتى لا تهدد الوجود البرتغالي بالعرائش عند احتلالها وتأسيس قاعدتهم بها، وهو الأمر الذي نتج عنه ما يعرف في التاريخ بمعركة وادي المخازن أو معركة الملوك الثلاثة أو معركة القصر الكبير. لكن، لماذا القصر الكبير؟

أصبحت مدينة القصر الكبير منذ الاحتلال البرتغالي لأصيلا وطنجة سنة 1471ه أكبر قاعدة جهادية مغربية لمقاومة الوجود البرتغالي خاصة في الثغور المغربية الشمالية، ومركزا لاستقطاب واستقرار النازحين من التجمعات السكانية ببلاد الهبط المستهدفة في العمليات الحربية البرتغالية خاصة تلك الخاضعة لسيطرتهم الفعلية أو بالتبعية، إذ كانت الأهالي ملزمة بأداء الإتاوات، فنشطت المقاومة الرسمية والشعبية انطلاقا من القصر الكبير وكذلك من مدينة شفشاون أيضا، هذه الشرارة المقاومة تسببت في طرد البرتغاليين من أصيلا في إطار إخلاء المراكز الساحلية الأطلسية المستعمرة من طرفهم كآسفي وأزمور بعد أن قام السعديون بتحرير حصن أكادير بالقوة في جنوب المغرب.

هذه الهزائم البرتغالية ستشحذ همة الإيبيريين وتجدد طموحهم بدعم من الكنيسة الكاثوليكية، وبمبادرة متحمسة من الملك البرتغالي الشاب دون سبستيان لتحقيق المجد البرتغالي وتنزيل المشروع التنصيري للكنيسة في المغرب، استكمالا لحروب "الاسترداد" التي أشعلها الكاتوليك بالأندلس، فكانت حملتهم بالمغرب تدخل في هذا السياق، وإن كانت هناك أيضا دوافع أخرى اقتصادية أو حرب مصالح يقودها النبلاء.

وبناء على الدور الذي لعبته مدينة القصر الكبير في المقاومة فإن أي احتلال لمدينة العرائش لن يحقق المشروع التوسعي الإيبيري في المغرب، وهي على الأرجح أهم أسباب تأجيل احتلال العرائش في الفترة التي تم فيها احتلال أغلب المراكز والثغور المغربية بالسواحل الأطلسية.

وإذا كانت الخطة المعدلة التي أشرت إليها سابقا كانت سببا في فشل عملية احتلال العرائش وأحد أهم أسباب الهزيمة المدوية للبرتغاليين في المعركة، فإن الخطة الأولى سيتم تطبيقها في بداية القرن العشرين من طرف الإسبان عند احتلالهم المدينتين (العرائش والقصر الكبير) سنة 1911 حيث نزلت البحرية الإسبانية "Las Navas" في نفس الموقع المذكور (قرب برج الجنويين) على الشاطئ الصخري لمدينة العرائش حيث تتواجد منارة رأس الناظور، ويذكر أنه في العرائش لازال هناك حي كبير مشهور  تدولا بين الساكنة المحلية باسم البحرية الإسبانية "نافاس"، فهناك تمت العسكرة ومن هناك انطلقت القوات العسكرية الإسبانية في اليوم الموالي لاحتلال العرائش في اتجاه مدينة القصر الكبير لإحكام السيطرة عليها منذ 9 من يونيو 1911 وإلى غاية 7 من أبريل 1956 تاريخ استقلال المنطقة الخليفية بالمغرب من يد الاحتلال الإسباني.

وهكذا يمكننا في هذا اليوم المجيد من تاريخ المغرب استخلاص مجموعة من الدروس والاستفادة منها، ولعل إحداها هي تلك اللُّحمة التي شكلتها ساكنتا المدينتين المغربيتين بحكم المصير المشترك والجغرافية والمكونات الإثنية الواحدة، درسها المستعمرون واستوعبوا جدواها في انتظار أن تستوعبها أجيالنا الراهنة والاستثمار فيها.

الاثنين، 11 يوليو 2022

من ذاكرة مدرسة مولاي عبد السلام بالعرائش

إعداد وتنسيق: محمد عزلي

 

أطر مدرسة مولاي عبد السلام بالعرائش في الستينيات يتوسطهم السيد الطيب السبتي رحمه الله وكان مديرا للمؤسسة.. يرافقه في الصورة السادة الأساتذة: البقالي، الأحمدي، المزوري، أشهبار، القادري، السعيد الأشعاري، الشعشوع وآخرون...

[رشيدة الأشعاري]

 

من ذاكرة مدرسة مولاي عبد السلام بالعرائش موسم 1962- 1963 أتحفنا السيد عبد الحميد الزواي أحد رموز المدينة في مدح خير البرية والإنشاد الصوفي بهذه الصورة التي تؤرخ لفترة إدارة الأستاذ الطيب السبتي لهذه المؤسسة التعليمية العريقة، يتواجد في الصورة الأساتذة محمد أشهبار (لغة عربية)، الوافي بنحساين (لغة عربية)، والأستاذ شفيقي (لغة فرنسية).

أما التلاميذ، فهناك صاحب الصورة سيدي عبد الحميد الزواي، بالإضافة إلى بعض الأسماء التي تذكرها وهي كالآتي: الجيلالي رزين، مصطفى المودن، عبد العزيز عقيل، الحباسي محمد، العنصاري محمد، القريمدي محمد، صلاح، السوماتي محمد..


الصورة الأولى: القسم الابتدائي الأول 1962-1963 مع الأستاذ الغربي

الصف الأول من اليمين إلى اليسار: الجالسون من 1 إلى 5.

الصف الثاني فوق الأول من اليمين إلى اليسار: من 6 إلى 17.

الصف الثالث فوق الثاني من اليمين إلى اليسار: من 18 إلى 29.

الصف الرابع فوق الثالث من اليمين إلى اليسار: من 30 إلى 40.

-          2 عبد الحق، 3 السوسي، 6 محمد ألواث (مالك الصورة)، 7 اليملاحي، 11 المساري، 13 الأمين الأكرمي (فنان معروف في الموسيقى الأندلسية)، 17 اخناشر الصغير، 18 عبد العزيز، 19 حسن، 24 اخناشر الكبير، 26 حسني، 28 العميري (أستاذ جامعي لمادة الفيزياء)، 29 اليملاحي، 36 جبور عبد السلام (كاتب الضبط بمحكمة العرائش)، 39 ادريس الصبيحي (المصور المعروف رحمه الله).

عذرا لبقية زملاء الدراسة الذين خانتني ذاكرتي في استرجاع أسمائهم

[ذ/ محمد ألواث]


الصورة الثانية: القسم الابتدائي الثاني 1963-1964

من اليمين إلى اليسار: الأساتذة، البقالي (فرنسية)، القادري (عربية).

الصف الأول من اليمين إلى اليسار: من 1 إلى 13.

الصف الثاني فوق الأول من اليمين إلى اليسار: من 14 إلى 24.

الصف الثالث فوق الثاني من اليمين إلى اليسار: من 25 إلى 34.

-          1 و 2 الأخوين اليملاحي، 5 النجار، 6 بورباع، 7 المساري، 10 محمد ألواث (مالك الصورة)، 12 اليملاحي، 13 مصطفى شهبون (أستاذ اجتماعيات متقاعد وأخ المؤرخ ادريس شهبون) 14 العميري (أستاذ جامعي لمادة الفيزياء)، 21 الأمين الأكرمي (فنان معروف في الموسيقى الأندلسية)، 22 عبد الحق، 23 اليملاحي، 24 اخناشر، 29 داود، 33 حسن.

عذرا لبقية زملاء الدراسة الذين خانتني ذاكرتي في استرجاع أسمائهم

[ذ/ محمد ألواث]


السنة الدراسية 72-73 الأساتذة: السوسي، وأحمد العمراني

هذه الصورة لقسم الابتدائي الثالث سنة 72-73 بحضور المدير الطيب السبتي.

الصف الأول من اليمين إلى اليسار: حيماد محمد، عبد المالك، عبد السلام الزلاوي، أحمد العافية، مصطفى الشويردي، البرياق عبدالصمد، البقالي، الرزاني مصطفى، الإدريسي عبد الإله، عبد الواحد اليملاحي (عميد كلية العلوم التقنية طنجة)، عبد المالك السريفي، (انتقل إلى رحمه الله إثر جريمة قتل في فرنسا).

الصف الثاني: الأمين السعودي-الرزامي، - ، - ، - ، بن طامة، الخمال المهدي، - ، حجي عمر، البهروتي عبد الناصر، الراوي بوشتى.

الصف الثالث: الصمودي، نوينو المختار، حميد دليرو، القصري، - ، البازي حميد، المحب، - ، الوهابي، - ، البركاني محمد.

عذرا لبقية زملاء الدراسة الذين خانتني ذاكرتي في استرجاع أسمائهم

[محمد حماد]



بيانو مدرسة مولاي عبد السلام بن مشيش بالعرائش

هذا ال (بيانو) بمدرسة مولاي عبد السلام بمدينة العرائش..

لي معه تاريخ وذكريات..

تصوروا أن هذا البيان كان ملهمي في أول لحن تمكنت من ابتكاره في حياتي..

رحم الله السي المجدوبي.. الوحيد الذي كان يعزف عليه..

ويأخذنا إلى عوالم سريالية وهو يداعبه في إجادة ملحوظة.. وكأنه بذلك..

يريحنا لبعض الوقت من الصرامة التي كان يضبطنا بها في دخولنا ورواحنا إلى ومن الفصول..

بشرى لنا نلنا المنى ... والقدر مرفوع

السعد اقبل والهنا.. والشمل مجموع..

يا بلبل الافراح.. فرج الهنا قد لاح..

يا نسيم الروض خبر الرشا.. لا يزدني الورد إلا عطشا ...

يا سلااااااام.. مقاطع من موشحات وأدوار يا ما رددناها والسي المجدوبي يقود حناجرنا الصغيرة على درج سلم البهاء ...

سنة 2012 زرت المدرسة ولامست أجزاءه والحنين يجلل لحظي وجوارحي..

 بنفس القاعة التي لا زال يتخذ منها مستقرا له..

نفس القاعة التي احتضنتنا خلال السنة الدراسية 1971 / 1972 قبل أن ننتقل للسلك الثانوي ...

في بداية شهر مارس سنة 2020.. زرت المؤسسة والبيانو من جديد.. فوجدت أنه لا زال بنفس القاعة.. وفقط، انتقل إلى ركن جانبي آخر منها.. فيما زاد تراجع حالته التي باتت تتطلب تدخلا عاجلا.. 

بقيت الإشارة إلى وجوب التنويه بجهود السيدة المديرة ومن معها من أجل احتواء حالة البيانو وحمايته.. في انتظار فرصة حقيقية لإنقاذه وإعادة صيانته.. وإعداد بطاقة حوله.. مع إفراد متحف رمزي له بنفس القاعة.. إن بقي بها...!!!

[عبد السلام السلطاني]










صور حديثة من داخل مدرسة مولاي عبد السلام سنة 2019 بعدسة محمد عزلي