الثلاثاء، 5 سبتمبر 2017

ثغر العرائش و العدوان الخارجي

   
    بقلم : عبد الحميد بريري

كانت العرائش فيما سبق وخاصة في العصر الحديث ثغر من ثغور الإسلام أي بالمعنى اللغوي للثغر: موضع المخافة من ارض الاسلام ،  يأمها كل شجاع  بطل يريد شراء نفسه فداء لوحدة وطنه ونصرة لدينه . حينها تعرضت العرائش لعدة هجمات من طرف البرتغاليين ­– حوالي 8 هجومات ومحاولة احتلال سنوات1417 و1489 و 1504 و  1513 و 1522و 1528 و 1575 و 1578  وبالتالي فشل في احتلالها  –  والإسبان – 6 هجومات ومحاولة احتلال لسنوات  1546 و1566 وشتنبر 1608 يونيو 1610 انتهت باحتلالها بالتنازل يوم 20 نونبر 1610 ثم طردهم منها بالقوة  سنة 1689 ،و عودتهم  اليها بقصفها من البحر سنة 1860 بعد حرب تطوان  –  والفرنسيين – يومين من القصف المكتف 25 و26 يونيو بحوالي 5000 قديفة من أسطولهم الرابض في البحر أمامها ثم الهجوم عليها يوم 27 يونيو 1765- والنمساويين – هجوم واحد سنة 1828 – عقابا لها عما تقوم به ولموقعها الإستراتيجي  . لكن كل الإعتداءات فشلت بأن ردتها المقاومة المغربية وها هي اليوم في حظيرة الوطن . والحال هذه  أن كل من يقيم بها لابد أن يكون يقظا حذرا حتى لا تتعرض المدينة والمغرب برمته للخطر واي خطر هذا ألا وهو احتلا ل المغرب واستغلال خيراته وتمسيحه ، حتى باتت بعض الأسر العرائشية تشرف على مدافع كلفهم بها بعض السلاطين العلويين الأجلاء  لرد العدوان ، والشواهد التاريخية تتبث ذلك وماكانت حملة سبستيان على المغرب ووقوع معركة وادي المخازن إلا لهذا الهدف . فالمجاهدون في العرائش لم يكتفوا بالدفاع فقط وإنما يهاجمونهم في عقر دارهم وفي عرض شواطئ المغرب متبنّين سياسة الردع لكي لا يطمعون فيما هو أكثر: التوغل داخل التراب المغربي واحتلال عواصم المغرب فاس ومراكش … والقصر الكبير…  القلوب النابضة للمغرب ومراكز القرار السيادية والحضارية والقواعد اللوجستيكية الخلفية وبالتالي البلد كله .


المثل هذا يعكس ثقافة الحراسة والدود عن الحدود ، تكرست بسبب الإعتداءات المتكررة التي تعرض لها المغرب منذ تقوي المماليك النصرانية في شبه الجزيرة الإيبرية ومدى الخطر التي أصبحت تشكله على دول شمال افريقيا برمتها .
دور العرائشي إذن كان هوالحراسة ومراقبة كل مايأتي من البحر من خطر وسماع التوجيهات من المركز وحال الداخل المغربي بكل جدية واهتمام وتفرغ   ، لينجح الدور الجهادي الذي كان يقوم به والمعول عليه به ،ليحيا المغاربة في امان واطمئنان وفي دولة موحدة قائمة إلى اليوم تدين بدين الله . ويشهد بذلك المؤرخ الموسوعة والمزودج الثقافة ابن ذاك الزمن الحسن الوزان المعروف بليون الإفريقي حين يسمي العرائش بالحارس ومن بعده أحد الشعراء المادحين للمولى اسماعيل بتحرير العرائش بقوله :

حميتم بيضة الإسلام لمّا     بثغر الحق قد حرس الثغور


هناك تعليق واحد: