مبنى قيادة المهندسين، الحاضر الغائب
" Comandancia de ingenieros " قيادة
المهندسين، شيدت البناية بين سنتي 1915 و 1917 من طرف وزارة الأشغال العمومية
الإسبانية شأنها شأن شقيقتها بمدينة مليلية السليبة وهي حسب الدكتور
أنطونيو برافو نييتو الباحث المتخصص في تاريخ الهندسة تندرج ضمن خانة الهندسة
الانتقائية (ELECTICO)، هذه
البناية كان لها أثر كبير في التحول العمراني بمدينة العرائش، ذلك أنها بنيت خصيصا
لتكون مقرا للمهندسين الإسبان المتخصصين في الهندسة العسكرية والمدنية بشقيها
الخاص والعمومي، فكانت مقرا إداريا وسكنيا، هؤلاء المهندسين هم من سطروا وخططوا
ونفذوا مشاريع إسبانيا بالعرائش خارج أسوارها في إطار مشروع التوسعة " Ensanche "، بما فيها البنايات والأحياء السكنية والمؤسسات والبنية التحتية..
ومن أجل هذا الغرض استقدمت السلطات المحتلة أعظم
مهندسيها وأكبر مقاولات البناء، لتأسيس مجال حضري على أعلى مستوى، " سوق
نموذجي، مسرح، قاعات سينمائية، نوادي ترفيهية، كازينوهات، دور العبادة..." ثم
أسست بمنهجية عالية كل ركائز الحياة المدنية والعسكرية، "شركات صناعية
متوسطة و كبيرة، ثكنات، مستشفيات، مدارس، ثانويات ومعاهد، ومجمعات سكنية حسب
الأعراق والإمكانيات والرتب الاجتماعية.."
هدمت هذه العمارة مباشرة بعد أن أصبحت العرائش عمالة وعاصمة إقليم في أواخر الثمانينات، لتحل محلها اليوم ساحة المسيرة المحاذية لقصر البلدية.
هدمت هذه العمارة مباشرة بعد أن أصبحت العرائش عمالة وعاصمة إقليم في أواخر الثمانينات، لتحل محلها اليوم ساحة المسيرة المحاذية لقصر البلدية.
أصبحت البناية اليوم أرشيفا وذكرى، غير أنها ستظل
حاضرة على مدى الأجيال إلى ما شاء الله، لأنها أخرجت جل مشاريع العرائش العمرانية
المعاصرة، حتى وإن خسرنا من إبداعاتها حيزا هاما وثمينا، إلا أن بصماتها في
المجال العمراني المحلي لا تزال حاضرة متألقة واضحة ومميزة لمدينة العرائش
الصامدة.
البناية في طور الإنشاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق