الثلاثاء، 22 يناير 2019

جهاد العياشي لتحرير العرائش في القرن السابع عشر

غزوات المرابط العياشي لتحرير العرائش من خلال كتاب العرائش: بيانات من تاريخها في القرن السابع عشر



    بقلم: عبد الحميد بريري

بعد الهجوم الذي قام به العياشي على المعمورة سنة 1627 واستمرار حصاره لها، الحاكم الإسباني بالعرائش يتصل بالسلطات الإسبانية عبر ميدينا سيدونيا لإرسال المساعدات العاجلة، وقبل وصول ذلك أرسل دون دييغو دوبيرا الحاكم بالنيابة مساعدات إلى المعمورة عسكرية ولوجيستيكية. في الفترة نفسها جميع قبائل الشمال تتوحد تحت إمرة العياشي بما فيها قبائل العرائش والقصر الكبير التي كانت خاضعة للقائد [المنصور بن  يحي] الأمر الذي أزعج الإسبان بالعرائش [ص166]. نهاية سنة 1628 ستعرف حدثين كانا من الأسباب المباشرة التي جعلت العياشي يولي الاهتمام للعرائش. هذان الحدثان كانا بمثابة عقاب جماعي على انضواء القبائل المجاورة للعرائش تحت طاعة المجاهد
العياشي:
1- السيطرة على دوار مزغلفت بالقوة ومصادرة مواشيه -كانت كافية لمعالجة ظاهرة الجوع لمدة شهر في المستعمرة-.
2- أسر أربع تجار مغاربة عزَل من إحدى قبائل الهبط، جاؤوا لبيع منتجاتهم في ساحة العرائش خارج الأسوار من طرف الحاكم الكوندي دي بيلامور باعتبارهم أسرى حرب، ولأنهم ينتمون إلى قبيلة تحت طاعة العياشي الشيء الذي سيثير غضب العياشي على الإسبان بالعرائش [ص168].

كرونولوجيا الغزوات وردود الفعل الإسبانية
•   ليلة 24 من أبريل 1629، المغاربة يغنمون إحدى السفن الإسبانية وبالضبط في المياه العليا للنهر، في اليوم الموالي 25 أبريل، الإسبان يردون بشكل مفاجئ لاستردادها وسقوط عدة قتلى من الجانب المغربي في الاشتباكات وأسر لأحد الفرنسيسكان أنطونيو دو كيسادا. وعندما وصل الخبر إلى إسبانيا، عاد الحاكم  للتو حيث كان يتشافى هناك. كما أن الأخبار الرَائجة تفيد من أن المرابط العياشي قد يحاصر العرائش. فيما بعد، سيتبين أن الخبر كان غير صحيح وأنه غير عازم على ذلك [ص169].
•    10 من يناير 1630 العياشي يجمع كل قواته حول طنجة؛ أول هجوم قاومه البرتغاليون بشجاعة. هذا الهجوم تحول إلى حصار دام إلى 21 ماي من نفس السنة. الخبر ينتشر في باقي المراكز "الإسبانية" وتخوف من هذه الحشود التي أصبحت تابعة للمرابط العياشي. حكام المراكز المذكورة بالمغرب سبتة، العرائش، المعمورة أدركوا الخطر ولم يقطعوا الاتصالات مع مدينا سيدونيا؛ ليلتمس لهم لدى الملك الإسباني إرسال الجنود والأسلحة. هذا الأخير أمر مستوطني المراكز  بمساعدة بعضهم البعض في حالة الضرورة إلى حين وصول المساعدة من إسبانيا [ص170]. حادث آخر سيزيد من غضب المرابط العياشي: هو تمادي الحاكم الكوندي دي بيلامور، القريب الرحيل عن المدينة، حيث قتل المفاوض المغربي المرسول  "رطا" من قبله من أجل إطلاق الأسرى [ص171]. وعند قدوم الحاكم الجديد دون سيبستيان غرانيرو وذهاب الكوندي دي بيلامور، كان عدد الإسبان في العرائش يصل إلى 879 نسمة أغلبهم جنود وذلك خلال النصف الثاني من سنة 1630 [ص172]. الحاكم غرانيرو يتتبع تحركات المرابط العياشي من خلال تقارير تأتيه. أول تقرير وصله  يخبر بأن العياشي يقترب شيئا فشيئا من العرائش، وبأنه يحكم كل الأراضي الهبطية ويتوفر على جيش عدد مشاته 10000 و 6000 من الفرسان.  كما كانت تصل مجموعات مسلحة تطلق النار على أسوار العرائش. أما العياشي فأصبح يقيم في أصيلا ورجاله يتحركون داخل المنطقة؛ إلا أن الخطر الذي كان يحذق بالإسبان:  هو الخروج للبحث عن الحطب. وهو أمر بات يؤرق الحاكم؛ الأمر الذي لم يجد له حلا؛ إلا من مغامرات كان يقوم بها من حين لآخر؛ رغم مضايقات المغاربة له. ولهذا الغرض قرر المجلس الحربي المنعقد يوم 3 أكتوبر 1630 إرسال 10000 دوكادوس إلى الاسبان بالعرائش لتغطية مصاريف شراء  الفحم والحطب وترميم الأسوار وتقويتها إن كان ممكنا [ص172]
•       طيلة شهر أكتوبر 1630، العرائش تتعرض لضغوطات الغارات الهجومية المتكررة للعياشي إلى حدود أن أرسل (العياشي)  يوم 25 أكتوبر إلى الإسبان مهلة 10 أيام كهدنة منه للبحث عن الحطب؛ قبلها الحاكم دون أن يشعر العياشي بالحاجة الماسة والمستعجلة التي توجد عليها المحمية إلى الحطب وعلى أساس خروج رجاله للنزهة فقط [ص172] الفترة ذاتها استغلها المستوطنون الإسبان بما فيه الكفاية؛ للخروج عشرات  المرات إلى الأماكن القريبة من المدينة حيث تم اصطياد ثلاثين خنزيرا بريا واحتطاب الحطب الكافي لحاجاتهم واستغلال تلك الخرجات للتحقق من أعداد المغاربة التابعين للعياشي ووضعيتهم وهم يقومون بدوريتهم في تلك الأماكن [ص173]. المرابط العياشي لم يكن يتوقع عدم إطلاق الأسرى المغاربة من طرف حاكم الإسباني للعرائش الأمر الذي كان وراءه إجراء، تمثل في مراسلة هذا الأخير مدينا سيدونيا في شأن ذلك. وقد عبر العياشي عن حسن نيته، بإشارة منه أن أطلق سراح الفرنسيسكاني المسمى أنطونيو دي كيسادا الذي كان أسيرا لديه كوسيط لافتداء الأسرى المغاربة والتي استقرت المفاوضات بافتدائهم ب 16000 ريال من الفضة. أنطونيو هذا لعب دورا آخر؛ بحيث قام بإخبار حاكم المحمية  بما ينوي العياشي القيام به، حيث كان قد تعلم اللغة العربية حين كان مأسورا لدى المغاربة. لذا نقل لهم خبر عزم العياشي على مهاجمة العرائش في ربيع سنة 1631، وهو ما يؤكده وصول المسلمين إلى سور المدينة والطواف به لمعرفة نقط الضعف فيه . العياشي يخطط بكل اهتمام للهجوم في أي وقت ومن أي مكان حيث قام بتجميع عدد من المدافع في القصر الكبير أحدها من العيار الثقيل. وعند حلول فصل الشتاء العياشي ورجاله يغيّرون وجهتهم نحو سلا. حينها حاكم الاحتلال غرانيرو يحس بنوع من الارتياح من الانشغالات التي كان يسببها له العياشي [ص173]
•       يوم 7 من فبراير سنة 1631 خرجت مجموعة من الإسبان تحت قيادة القبطان دون دييغو رويس دي كولمينارس في مهمة جمع الحطب؛ بدون انتباه لأنه فصل الشتاء وأن المرابط العياشي لا يقوم فيه  بعملياته الهجومية؛ بناء على المعلومات المتوفرة وأنه لا يقوم بها إلا في الربيع، كما أكد ذلك أيضا بنعبود الذي كان قد سقط في يد العياشي وهو في الغابة كامن مدة ستة أشهر، حيث كان يعمل بنعبود كجاسوس للإسبان، فأراد العياشي معاقبته، فالتمس (بنعبود) عذرا منه حتى يكَفِر عن خطيئته اتجاه إخوانه في الدين، فدخل العرائش وأخبر الإسبان بوجود سكان الضواحي في حل من قتال، الشيء الذي طمع فيه الإسبان فأوقعه في قبضة العياشي، والذي قضى عليهم قضاء مبرما، ما بين قتيل وجريح وأسير مدة ساعة. وقد تضاربت الأنباء حول عدد الضحايا، ولكن الصحيح هو 436 نفس، ما بين قتيل وأسير بينهم القبطان الذي مات من جرحه فيما بعد، ومن بينهم أيضا قبطان وفارس كذلك [ص176، 177]. أما نتائج الكمين كانت كارثية على الإسبان في العرائش، ليس من حيث نسبة عدد الضحايا ولكن من حيث القادرين على مواجهة أي هجوم محتمل للعياشي على المدينة الذي يبلغ عددهم 200 رجل. وإذا قرر العياشي المهاجمة فإن المدينة ستسقط في يده في أقل من ساعة. كم كانت ردة فعل الحاكم  سريعة، إذ أرسل خمسة رسائل على متن قارب صغير إلى طنجة إلى كل من الملك الإسباني فليبي الرابع والدوق مدينا سيدونيا ودون غارسيا دي طوليدو ودون لويس برافو دي أكونيا ودون فرنانديز دو ماسكاريناس الحاكم في طنجة، مضمونها: المعاناة من الكارثة والضرورة المستعجلة للمساعدة [ص177]. بعد أيام من الكمين وصلت المساعدات من حاكمي طنجة وسبتة. الأول أرسل فرقاطتين محملة بالجنود عددهم 46 تحت قيادة قبطان بالإضافة إلى حمولة من القمح. أما الثاني فأرسل 47 جندي يرأسهم قبطان. وهم بذلك ينفذون تعليمات فليبي الرابع الذي كان قد أوصى حكام  المواقع المغربية بالتعاون فيما بينهم إلى حين وصول المساعدات من إسبانيا [ص178].
•       يوم 12 فبراير1631 دون غارسيا دي طوليدو يتصل ب "لويس برافو دي أكونيا" حول إرسال مساعدات مشتركة. الماركيز دو فيلا فرانكا يهيئ بسرعة كرافلتين ب 200 رجل تخرج من ميناء سانطا ماريا عبر قاديس يوم 13. من جانبه دون لويس برافو يجهز خمسة قوارب طويلة ضيقة العرض بالمواد الغذائية و 48 جندي، حيث كلف بالحملة القبطان دو فرانسيسكو رودريغيز بترأسها. الدوق مدينا سيدونيا من سان لوكار أعدَ كرافيلا واحدة و 2 طرطنا وسفن أخرى تحمل المواد الغذائية والعتاد الحربي، وبالتفصيل: 200 حمولة من القمح و196 من  فاصوليا البيضاء و50 من الشعير و45 قنطار من البيسكوي و60 من زيت المائدة تحملهم الكرافيلا.  كما خرجت ما بين الطرطانات وسفن أخرى تحمل بدورها 300 قنطار من البيسكوي وعدد كبير من الأدوية والعتاد الحربي يقود هذه السفن القبطان ألونسو كاسطانيو. موسم شتاء 1631 كان قاسيا بفعل سوء أحوال الطقس، الشيء الذي أثر على الملاحات البحرية وعملية العبور إلى ميناء العرائش بفعل الموج الذي يحول دون الرسو. لهذا السبب ترجع أغلب السفن فيما دخلت الباقي وهي تحمل 48 جندي تحت قيادة رودريغيز ليدسما [ص178، 179]. التخوفات من الجانب الإسباني تتزايد، إذا عزم العياشي مهاجمة العرائش التي لم تصلها المساعدات العسكرية إلا من 150 رجل التي أرسلتها محميتي طنجة وسبتة، خاصة والعياشي يحاصر العرائش على بعد قذيفة مدفع، من حصن الجنويين [برج سيدي ميمون] في الجنوب إلى جهة الرصيف [المرسى] في الشمال، حيث تغطي معسكراته كل الساحة. طيلة هذه الأيام، قوات العياشي تصل بالليل فتطلق النار على السور الذي يربط حصن سيدة أوروبا  [النصر] بحصن سان انطونيو [الفتح]. عاملين حالا دون هجوم العياشي على العرائش هما: خوفه من  المدفعية  والسفن الرابدة في البحر أمام المدينة، وأي خطأ من المدفعية وعدم وجود تلك السفن، قد يشجع العياشي التحرك من مكانه لمهاجمة العرائش. فليبي الرابع يأمر مجلسه الحربي دراسة نوعية وشكل المساعدة العاجلة إلى مدينة لوكوس؛ لذلك اجتمع يوم 17 فبراير ويوم 21 و28 منه. فقرر إرسال 20000 دوكادوس ليضاعفها فيما بعد لتغطية المصاريف المختلفة للمستوطنة كما كلف مدينا سيدونيا بتنظيم  خمس حملات  بمجموع 400 رجل ينتمون إلى الأندلس موزعة على الشكل اللآتي: اشبيلية 150، من خيريس 50، من كرمونة 25، من اسيخا 25، من سان لوكار 50، من أركوس 50، ومن اوسونا 50 [ص179]. ثم ناقش المجلس الحربي مسؤولية الحاكم غرانيرو عن الكارثة التي وقعت والذي حمل المسؤولية فيما وقع، ولأن المحمية لم تكن في حاجة مستعجلة للحطب وأنها كانت تتوفر على الكافي منه. كما انكب المجلس المذكور لمدارسة قضية خلافة الحاكم الحالي في حالة قتله إذ اقترح الملك ثلاثة أسماء لهذه النيابة وكلّف مدينا سيدونيا باختيار أحدهم لأنه أدرى بهم من غيره [ص180]. كانت حملة تعبئة الجنود مابين 15 و23 فبراير في الأندلس من طرف مدينا سيدونيا للذهاب للدفاع عن العرائش متواصلة وفليبي الرابع يأمر بدوره دون خوسي إنريكي الحاكم العام لرجال الحرب بمنطقة غرناطة بتجييش 200 رجل والالتحاق ب 200 الأخرى الموجودة بقاديس، في انتظار تحسن الطقس ومعاودة المحاولة الثانية للرسو. كما نجح الدوق ميدنيا في إعداد مجموعات من الجنود [ص180]. المساعدات العسكرية هذه لم تصل طلائعها إلاّ في  أواسط مارس، فيما تأخرت مجموعات مدينا سيدونيا. مع تقدم الأحداث  ستبدد مخاوف الإسبان بالعرائش، وخاصة بعدما علموا أن العياشي غير مستعد لمهاجمة العرائش؛ ناقلا جنوده إلى طنجة. إذ كان تاريخ هجمات العياشي على طنجة
ما بين 11 و 18 من مارس [ص181]. العياشي سيلقى الدعم والمبايعة من طرف أعيان فاس ومخاوف إسبانية من إعلان حرب مقدسة [الجهاد] على المراكز المحتلة. وقته الإسبان يواصلون استعداداتهم في الغرب الأندلسي لإرسال الجنود. وإلى حدود شهر يوليوز كانت 100 رجل جاهزة في إشبيلية للالتحاق ب 32 جندي بقاديس، تنتظر الإبحار [ص182]. أما المجلس الحربي لازال يواصل اجتماعاته خلال هذا الموسم حيث ألح على تعيين خليفة للحاكم الحالي  فيما مدينا سيدونيا الذي كلف من قبل بهذا بدا أنه غير جاهز للحسم في هذا الأمر. لهذا قرر الملك الإسباني تعيين القبطان نفاريت سوطومايور. إشاعات وصلت أن العياشي سيهاجم العرائش يوم 10 يوليوز من جديد. الخبر بمثابة إنذار لتطبيق خطة نقل الجنود بين القواعد المستعمرة حيث أرجع مركز المعمورة جنود العرائش الذين أسعفوا المحمية في السابق. كما وصلت إلى العرائش حمولتين بكرافيلا بالمساعدة من إسبانيا [ص183]. لكن قضية الأندلسيين [الموريسكيين]  بقصبة الأوداية والرباط وسلا حالت دون إتمام العياشي محاولاته التحررية؛ مصمما على إنهائها. الفترة نفسها عرف الإسبان في العرائش نوع من الاطمئنان. وفي شتنبر وصل الحاكم المؤقت نفاريت سوطومايور ورحل الحاكم الرسمي إلى إسبانيا لقضاء بعض أغراضه [ص184].




عدد غزوات العياشي لتحرير العرائش بين كتاب "المجاهد السلاوي" وكتاب "العرائش"
•       حدد عبد اللطيف الشاذلي من خلال كتابه (المجاهد السلاوي محمد بن احمد العياشي من تاريخ المغرب خلال القرن 17) وذلك من خلال جدول الغزوات التي قام بها في المغرب لتحرير الشواطئ المحتلة ومن خلال قصيدة المكلاتي 4 غزوات [ص199 و267] تتعلق بتحرير العرائش
1-   الأولى كانت بتاريخ رجب 1040 / 3 فبراير 1631
-         500 قتيل من الإسبان. صاحبا كتاب "العرائش" جعل الغزوة هذه هي الغزوة الثانية أي غزوة الحناش، وذكر أن عدد القتلى والأسرى 436 [ص176 و177]
2-   الثانية كانت بتاريخ شعبان 1040 / مارس 1631
-         غزوة الحناش أو الكمين حيث اعتبر الإسبان أن العياشي في حوز طنجة ولن يعود إلى الغرب وأنه لا يقوم بعملياته إلا في الربيع.
-         عدد القتلى 1200
-         لم يشر صاحبا كتاب "العرائش" إلى هذه الغزوة وإنما أشار إلى ذهاب العياشي إلى طنجة، بذلك يتفق مع ما أشار إليه الشاذلي التي بعد ذلك ستأتي الغزوة المذكورة بعد العودة من طنجة وذلك في شهر مارس؛  تلبية من العياشي لطلب أهل فاس بالقيام بعملية ضد المعمورة. كما أشار صاحب العرائش إلى الحصار الذي كان قد فرضه على العرائش أواخر فبراير أي بعد الغزوة الأولى [ص179-180-181]
3-   الثالثة كانت في 19 ذي الحجة 1040 / 19 يوليوز 1631
-         لم يذكر الخسائر تحدث صاحبا كتاب "العرائش" سوى عن إشاعات يوم 10 يوليوز تفيد عن عزم العياشي مهاجمة العرائش وحالة الاستنفار من طرف الاسبان [ص183].
4-   الرابعة (الأولى حسب الترتيب التاريخي) هي التي استنبطها من قصيدة المكلاتي الأكبر وهو محمد بن أحمد المكلاتي التي كان ارسلها للعياشي مادحا إياه بها ومنها:

ثغر العرائش ضاحك مستبشر     جدلان عن هذي الوقائع مخبر
غاب الرماح تشابكت أغصانها     روض المنايا بالجماجم مثمر
ومن مجمع البحرين ، هذا أحمر  ومن الحرير البهيج، هذا  أخضر
أمواجها الأبطال تبعث كلمهم        فالريح منهم ممسك ومعنبر

*******
   
واستنزل الرحمان لقيصر أنه      عصفت به وبنيه ريح صرصر
فلعله يعفو ويصفح عنهم           وعساه يبقى منهم من يخبر
ما سار نحوهم بجمع سلالمهم     إلا وجمعهم الصحيح مكسر
راموا التفاؤل باسمه وبعيشه      فبدا لهم ضد المراد فأدبروا
أضحوا حصيدا بالعراء فرائسا     أكفانهم ذاك العجاج الأكدر
الطير من قتلاهم أولم فيهم         والديب يحمد ذا الصنيع ويشكر

[ص 265 و266  و267]
وقال الشاذلي في شأنها: "ولم يذكر في النزهة، ولا العياشي ولا المكلاتي لهذه الغزوة تاريخا" [ ص267]
الغزوة هذه أشار إليها صاحبا كتاب "العرائش"، أنها كانت هجوم العياشي على سفن إسبانية في المياه العليا لنهر لوكوس؛ محددا لها تاريخ وهو ليلة 24 و25 أبريل 1629 والذي قابلها الإسبان بهجوم مضاد لاسترداد السفينة التي غنمها العياشي [ص 169]. وقد سبق هذه الغزوة أحداث أشار إليها صاحبا كتاب "العرائش" كما ذكرنا .
 والله ولي التوفيق .

مراجع:


Tomás García Figueras, Carlos Rodríguez Joulia Saint-Cyr Larache : Datos para su historia en el siglo XVII 


المجاهد السلاوي محمد بن احمد العياشي من تاريخ المغرب في القرن السابع عشر تأليف عبد اللطيف الشادلي طبعة ثانية سنة 1433/2012. منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط مطبعة الأمنية الرباط.


الأسماء اللاتينية الواردة في المادة:
- MEDINASIDONIA
- DON DIEGO DE VERA
- EL CONDE DE VILLAMOR

- ANTONIO DE QUESADA
- DON SEBASTIAN GRANERO
- RETA

- DON DIEGO RUIZ DE COLMENARES
- FELIPE4
- DON GARCIA DE TOLEDO
- DON LUIS BRAVO DE ACUÑA
- DON FERNANDO DE MASCARENHAS

- MARQUES DE VILLA FRANCA
- DON FRANSISCO RODRIGUES
- ALONSO CASTANO
- RODRIGUEZ DE LEDESMA
- DUCADOS عملة نقدية ذهبية
- DON JOSE ENRIQUEZ
- NAVARRETE SOTOMAYOR



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق