الأربعاء، 30 أغسطس 2017

كنيسة ديل بيلار بالعرائش




   محمد عزلي

تشكل كنيسة ديل بيلار بالعرائش قطعة هامة وأساسية في النسيج العمراني الكولونيالي للمدينة المتميز بغنى حمولته الثقافية والحضارية وكذا تنوع مدارسه الهندسية التي عرفت عصر طفرتها بالتزامن مع مشروع التوسعة الذي نزلته سلطات الحماية الإسبانية على أرض مدينة العرائش منذ احتلالها سنة 1911.
لعبت هذه الكنيسة دورها المنوط بها طوال القرن العشرين كمؤسسة دينية، تربوية، تعليمية، واجتماعية، إضافة إلى أدوارها السياسية والتبشيرية زمن الاحتلال.
لكن ما حكاية هذه الكنيسة وتسميتها ؟ من بناها بالعرائش ومتى ولماذا ؟

كنيسة ديل بيلار في العالم
« Catedral de Nuestra Señora del Pilar »  هي كنيسة كاتوليكية في مدينة العرائش، لها مثيلات في مدن لاتينية  عبر العالم خصوصا في إسبانيا والبلدان التي استعمرتها هي :
إسبانيا :
Calanda ,Teruel. كالاندا "  تيرويل "
Canfranc ,Huesca كانفرانك " ويسكا "
Los Montesinos ,Zaragoza مونتيسينوس " سرقسطة "
Zaragoza " سرقسطة "
Valencia " فالينسيا "
Valencia  " فالينسيا "
Valladolid " بلد الوليد "
الأرجنتين :
Buenos Aires " بوينوس أيريس "
البرازيل :
Ouro, Preto  " أورو بريتو"
المكسيك :
México " ميكسيكو "
البيرو :
 AyabacaPiura, " أياباكا "

التسمية
 سميت الكنيسة تكريماً للسيدة مريم العذراء، تحت لقب سيدة بيلار، وقد أشاد بها وكرسها للشعوب الإسبانية من أجل مريم العذراء البابا يوحنا بولس الثاني وتشتهر بأنها أول كنيسة مُكرسة لمريم العذراء في التاريخ.
يرجع تاريخ هذه الكنيسة إلى فجر المسيحية في إسبانيا، وينسب لها ظهور القديس يعقوب بن زبدي، وهو كما يُعتقد تقليدياً أنه من تلاميذ المسيح الذي جلب المسيحية إلى البلاد.

تأسيس كنيسة ديل بيلار بالعرائش
بلغ تعداد الساكنة المسيحية بمدينة العرائش في نهاية الربع الأول من القرن 20 حوالي 12000 جلهم من المعمرين الإسبان، الشيء الذي جعلهم يطالبون بكاتدرائية كبيرة تجمع شملهم وتحافظ على استمرارية عقيدتهم الكاثوليكية.
تكلفت الملكة فيكتوريا "Reina Dona Victoria" قرينة العاهل الإسباني ألفونسو الثالث عشر "Alfonso XIII" شخصيا بتجميع ميزانية التشييد وإصدار الأوامر للتسريع في إنشاء البناية ابتداء من يناير 1926، إلا أنها لم تفتح أبوابها رسميا إلا في 12 من أكتوبر سنة 1931.
تكلف المهندسين  "Luis Blanco Soler" لويس بلانكو سولير، و "Rafael Bergamin" رفايل بيركامين بتنفيذ المشروع، وقد شكل هذا البنيان ثورة في هندسة الكنائس حيث أنهم تأثروا بهندسة المساجد الإسلامية المغربية المتميزة بالصومعة، القباب، البهو المفتوح، و الأعمدة المتوازية والمتشابكة في علوها على شكل أقواس.
من الواضح أن المستعمر كان متخوفا من ردة فعل أهالي المدينة من المسلمين، فأقدموا على بناء الكاتدرائية على الطريقة الإسلامية في بناء المساجد، وأشاعوا بين الناس كلمة المصلى "Mezala" لإيهامهم أنها مصلى للمسلمين، ليتفادوا أي أعمال تخريبية مقاومة للمد المسيحي من جهة، ومن جهة أخرى ليستفيدوا من اليد العاملة المحلية، وبقي الأمر هكذا إلى أن جاء دور اللمسات الفنية الأخيرة من ديكور وإكسسوارات ورسوم وتماثيل حيث تكلف بها الإسبان وحدهم، فأرجأت قبيل التدشين بوقت بسيط وسط تأمين عسكري مشدد.
وقد عبرت الصحيفة الإسبانية "أبيض وأسود" عن كاتدرائية العرائش في مقال بتاريخ 21/07/1935، أنها مثال رائع للعصرنة والتطور والتجديد المطلوب لمواكبة العصر وإحياء أمجاد الكنيسة الكاثوليكية، وهذا مقتطف من المقال : "La iglesia de larache es uno de los varios ejemplos de esa arquitectura nueva que esta queriendo en nuestro tiempo renovar las iglesias católicas de ahora.
por ahí habrá de empezar el arte de hoy a encortar rumbos seguros si quiere llevar a termino sensato esta rectificación o renovación del arte que hestan hoy pidiendo"



مراجع :

·       Iglesia de Nuestra Señora del Pilar - Wikipedia

·       La Iglesia de Larache « http://larache-historia.blogspot.com/»

·       El periodico Blanco y Negro 21/07/1935



الكولونيل خواكين سيبولينو 










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق