بقلم : محمد شكيب الفليلاح الأنجري
اسم البناية
التاريخية :
دار السكة
العنوان :
حي القصبة عند
زاوية تلاقي كل من زنقة ابن سينا و درب الشرفاء رقم 01 – المدينة العتيقة –
العرائش.
الوضعية العقارية :
في ملك إدارة
الأملاك المخزنية، وتستغل في إطار عقد كرائي سنوي بقيمة 600 درهم
الحدود المجالية :
شمالا: الملك
المحاذي لدرب الداح
جنوبا: مدخل زنقة
ابن سينا
شرقا: نقطة التقاء
زنقة بن سينا ودرب الزاوية الحراقية
غربا: مدخل باب
القصبة الوطاسية
التفصيلة
المعمارية :
من خلال عملية
القراءة المعمارية بالعين المجردة للبنية المعمارية للبناية، وباعتماد معيار مواد
البناء المستخدمة في إقامة صرحها العمراني يتبين أن الطابق الأرضي يمكن اعتباره
الأصل الإنشائي لدار السكة الذي يعود للنصف الثاني من القرن 18 م، بينما الطابق
العلوي تمت إضافته خلال فترة الحماية الإسبانية بالمدينة. كما أن البناية لا تزال
محتفظة بشكلها المعماري الخارجي الذي يحيل على المدرسة النيو- كلاسيكية التي سادت
تأثيراتها المنشئات المعمارية المغربية خلال عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله
وخصوصا الفرنسية منها ما دام السلطان اعتمد على المهندس الفرنسي الأمير Théodore Corunt
لوضع تصاميم عدد من منجزاته وعلى رأسها مدينة
الصويرة. كما أن بناية دار السكة اعتمدت في تصميمها العام على النمط المغربي
الأندلسي من حيث تقسيم الحجرات وترك مساحات لدخول الضوء عبر الصحن الداخلي.
القيمة التاريخية :
البناية ذات قيمة
تاريخية لكونها تعد دليلا على التطور والازدهار الذي عرفته مدينة العرائش خلال
فترة القرن الثامن عشر خاصة على المستوى الاقتصادي، كما أنها تعد نموذج لنمط
معماري ساد المدينة واستطاع الاندماج مع النمط المعماري المغربي الأندلسي، ودليل
على الحركية والدينامية التي كان يعرفها النسيج العمراني للمدينة، كما أنه يعد
المؤسسة المالية الأولى وأصل باقي المؤسسات المالية التي ظهرت بمدينة العرائش عبر
تاريخها.
الوضعية بتصميم
التهيئة PAS :
تبعا للدراسة التي
أعدت حول المدينة العتيقة في إطار تصميم المحافظة على هذه الأخيرة PAS فقد تم تصنيف البناية في الدرجة
الثانية من حيث طريقة التدخل فيها للحفاظ والحماية P12/II، وبالتالي تحتاج للتدخلات
التالية :
1. صيانة واجهة البناية
2. صيانة النوافذ والشرفات
3. ترميم المدخل الرئيسي
4. صيانة قنوات تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي
نبذة عن التطور
الوظيفي للبناية :
1. فترة التأسيس: النصف الثاني من القرن 18م، البناية تستغل
كدار لسك العملات المغربية، الدليل على ذلك العثور على نماذج من النقود الفضية
مكتوب على إحدى وجهيها "ضرب بالعرائش"وتصميمها المعماري يتماشى ومجموعة
البنايات التي استحدثت في المدينة ضمن عملية تهيئتها من قبل السلطان سيدي محمد بن
عبد الله العلوي.
2. فترة القرن 19م: يبدو أن البناية لم تستغل لمدة طويلة
كدار لسك العملة، وما يدفعنا للقول بذلك هو التراجع الاقتصادي الذي عرفته مدينة
العرائش خلال هذه الفترة، وندرة العملات التي تحمل اسم المدينة، والفتن السياسية
التي عرفها المغرب مع تزايد الأطماع الأوربية والتي كانت تستهدف مراسي الثغور
الساحلية على وجه الخصوص.
3. فترة الحماية: تظهر بناية دار السكة في الرواية الشفوية
التي تعود لفترة الثلاثينيات من القرن 20م كمركز لشرطة الأمن الإسبانية (Policía de Seguridad )، إلا أننا يمكننا الجزم بأن البناية استخدمت
لهذا الغرض مع دخول القوات الإسبانية للمدينة سنة 1911م إذا اعتمدنا معيار استخدام
السلطات العسكرية الإسبانية للبنايات الإدارية والعسكرية بالمدينة وتحويلها لمراكز
لقواتها بهدف تسريع وثيرة السيطرة عليها من قبيل حصن الفتح الذي حول لمستشفى
عسكري، دار الحاكم التي حولت لمبنى القيادة العامة (كومندانسيا)... وغيرها.
4. فترة الاستقلال: تحولت البناية لمقر لما عرف ب: الشرطة
الحضرية (Policía Urbana ) وهي
العناصر التي تكلفت بعملية حفظ الأمن بالمدينة خلال فترة نقل السيطرة الترابية
التامة والكاملة للسلطات المغربية، واستمرت البناية تشغل هذه الوظيفة إلى حدود سنة
1968؛ حيث تم نقلها لمركز الشرطة بالحي الجديد بعد تأسيس مصالح الأمن الوطني،
لتبقى البناية مهملة حتى سنة 1979م تاريخ إجراء أول سمسرة أو مزاد علني لكراء
العقارات التابعة للأملاك المخزنية، ومن تم تفويتها للسيد عبد القادر محمد الكوش
الذي كان يشتغل لذا المقيم العام الإسباني ثم لذا باشا المدينة زمن الحماية.
والبناية اليوم هي مستغلة من قبل ورثته.
صورة أخدت سنة
1924 لأحد عناصر شرطة الأمن الإسبانية بمدينة العرائش ( Policia De Seguridad ) كما هو واضح من خلال لباسه و
ليس من سلاح المدفعية كما ورد في تعليق مصدر الصورة الأصلي، التقطت له من فوق
سطح بناية دار السكة بحي القصبة، و قد قمت بمقارنة ميدانية للبنايات الخلفية و
صعدت فوق دار السكة الحالية و تموقعت في نفس الموضع حيث أخد الجندي صورته للتأكد
من صحة هذه المعطيات، كما أن نوعية الزليج الذي يقف عليه لازال على حاله في سطح
المبنى
نموذج للنقود التي كانت تسك بدار السكة بالعرائش خلال النصف الثاني من
القرن 18، كتب على الوجه عبارة ( ضرب بثغر العرائش ) و على الجهة الخلفية عبارة (
ضرب بالعرائش عام 1182 هجرية ) و هي مصنوعة من الفضة، تحصلت عليها من خلال سيدة من
أهل سوس كانت تزين بها عقدا.
القطعة الآن في ملكية ( محمد شكيب الفليلاح الانجري )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق