الثلاثاء، 21 فبراير 2017

ساحة دار المخزن بالعرائش في القرن العشرين

   ساحة دار المخزن في القرن 19

    محمد عزلي

تعد ساحة دار المخزن بشرفتها البهية وكنوزها الحية إحدى أهم مزارات مدينة العرائش السياحية، حيث يمتزج فيها زخم التاريخ المادي الملموس بروعة المنظر البانورامي الساحر الذي يشمل البحر وسافلة وادي لوكوس البديعة والمرسى وربوة تشمس حيث تقف أطلال ليكسوس الضاربة في عمق التاريخ القديم، إن مجرد الوقوف بهده الساحة يتيح للمشاهد فرصة لمعاينة ملخص جيد لتاريخ المغرب الوسيط والحديث والمعاصر، انطلاقا من الدولة المرينية وصولا إلى الدولة العلوية، ومرورا بفترتي الاحتلال الإسباني للمدينة في القرن 17 ثم القرن 20.
تدخل الساحة ضمن مجال القصبة المرينية، ويأثثها برج اليهودي [1]، بقايا السور الوطاسي [2]، حصن النصر السعدي أو برج اللقلاق [3]، جامع الأنوار [4]، قصر مولاي إسماعيل أو مبنى "الكومندانسيا" (المركز الثقافي الإقليمي) [5]، وباب الأنوار [6].
قامت سلطات الحماية في القرن العشرين بعدة تدخلات في هذا المكان التاريخي الجميل محدثة بذلك تغييرات واضحة أبرزها:
·       تهديم السور الوطاسي الواضح في الصورة وخندق حصن النصر وإنشاء الحدائق المجاورة للحصن، (مشتل البلدية وحديقة الهسبريديس).
·       تغير مدخل برج اليهودي وإضافة المعاقل الأربع في زوايا سطحه [7].
·       تعديلات عمرانية وإضافات في قصر مولاي إسماعيل، أهمها بناء الصومعة ذات الساعة والجرس، وأصبحت تعرف البناية بقصر الحاكم "الكومندانسيا".
·       هدم دار الباشا الواضحة وسط الصورة بطلاء أبيض ساطع، هذه الدار كانت تحتل المكان الذي نعرفه اليوم بساحة دار المخزن، وقد كانت تستند على جامع الأنوار والسور الوطاسي.
·       هدم صومعة جامع الأنوار وتهيئة ساحة بين بنية المسجد والسور الوطاسي وضع وسطها نصب الجندي المجهول [8].

وبعد استقلال المغرب تم هدم نصب الجندي المجهول وأعيد بناء جامع الأنوار أو (مسجد الكويت) الذي سمي كذلك تكريما للدولة التي مولت مشروع إعادة بناء هذا المسجد العتيق، وكان جلالة الملك الراحل محمد الخامس طيب الله ثراه من قام بتدشين انطلاقة الأشغال فيه عام 1957 خلال زيارته الرسمية الثانية لمدينة العرائش.

سلطات الحماية ترعى  تدخلاتها الميدانية من خلال يد عاملة مغربية، هذا و يظهر السور الوطاسي و برج اليهودي قبل التعديلات

الجزء المتبقي من السور الوطاسي

برج اليهودي بعد تعديلات القرن العشرين و أبرزها إضافة المعاقل عند زوايا السطح

الصومعة ذات الساعة و الجرس التي أضيفت إلى قصر مولاي اسماعيل

  دار الباشا مستندة على جامع الأنوار قبل هدمه من طرف سلطات الحماية و التي كانت تحتل وسط الساحة

تدشين ساحة الجندي المجهول سنة 1930 يظهر في الصورة قوس الأنوار الحديث و جامع الأنوار بدون صومعة بعد أن هدمتها سلطات الحماية
( صورة من المكتبة الإلكترونية لوزارة الدفاع الإسبانية )

صورة أخرى من المكتبة الإلكترونية لوزارة الدفاع الإسبانية مؤرخة سنة 1930 توضح شكل الساحة بعد التعديلات و يظهر نصب 
الجندي المجهول

نصب الجندي المجهول بساحة دار المخزن بالعرائش 1930/1957

جامع الأنوار في حلته المعاصرة بعد إعادة بناءه بأمر الملك الراحل محمد الخامس

جانب من ساحة دار المخزن في حلتها المعاصرة

جانب آخر من ساحة دار المخزن 2016

إطلالة على ساحة دار المخزن من شرفة قصر مولاي اسماعيل أو المركز الثقافي الإقليمي بالعرائش

1)   حكاية برج اليهودي 08/12/2016 http://larachearchives.blogspot.com/2016/12/130.html
2)   أسوار ثغر العرائش بين المجد و اللحد  23/11/2016 http://larachearchives.blogspot.com/2016/11/blog-post_51.html
3)   حصن النصر السعدي (برج اللقلاق) بالعرائش 10/04/2017
http://larachearchives.blogspot.com/2017/04/blog-post.html
4)   جامع الأنوار و الجندي المجهول 07/01/2017 http://larachearchives.blogspot.com/2017/01/blog-post_7.html
5)   دار المخزن بالعرائش شاهد على عظمة الأجداد ( العرائش أنفو 5 شتنبر 2016 ).
6)   باب الأنوار بناء حديث شيد زمن الحماية شأنه شأن باب المدينة بني بالطوب الأحمر على الطراز الأندلسي
7)   حكاية برج اليهودي 08/12/2016 http://larachearchives.blogspot.com/2016/12/130.html
8)   جامع الأنوار و الجندي المجهول 07/01/2017 http://larachearchives.blogspot.com/2017/01/blog-post_7.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق