محمد عزلي
ليكسوس من خلال خريطة رومانية في القرن الرابع الميلادي
الجزء المغربي من اللوحة البويتنغرية
(ص6) الجزء الغربي الأبيض الذي عوض الأصل المفقود عبر تدخل الكونراد ميلر الذي أكمل بذلك الخريطة سنة 1887
سنة 42م أمر القيصر الروماني كلاوديوس (10ق.م/54م) بتقسيم
موريطنية إلى إقليمين، القيصرية (الجزائر) والطنجية (شمال المغرب) نسبة إلى
عاصمتها طينجي (طنجة)، وفي سنة 180م انفصلت موريطنية الطنجية عن الحكم
الروماني الذي لم يستطع السيطرة على الأرض والسكان لمدة قرن من الزمن إلى حدود سنة
285م حيث اعترف الإمبراطور ديوقليزيان (245/316م) بالواقع، فأمر بإجلاء الجيش عن
الجزء الغربي الذي تميز برواجه التجاري المعتمد على الزراعة والصناعة، وقد اشتهر
بتصدير المرجان والأخشاب العالية الجودة، والكتان، والأسماك المصبرة..
يظهر الجزء المغربي أو الغربي الجنوبي من لوحة بويتينغر ضمن الجزء
الأبيض المضاف أو المعاد تنزيله من لدن الكونراد ميلر عام 1887، وكما سبقت الإشارة
فالتضاريس والمكونات الطبيعية غير واضحة وليست دقيقة، فباستثناء نهر ملوية الذي
يفصل بين موريطنية الطنجية وموريطنية القيصرية، لا نجد توطينا لبقية الأنهار
(لوكوس، أبي رقراق، سبو، تهدارت، مارتيل، واد لاو) وكذلك البحيرات، في غياب كامل
لأي تمثيل للغطاء النباتي والغابوي وكذا الأنشطة الزراعية، أما تمثيل سلسلة جبال
الريف فمحتشم جدا، بينما جبال الأطلس تشكل الجدار الحدودي الجنوبي للخريطة، كما أن
الجزيرة التي تقف عليها أعمدة هرقل غير موجودة على أرض الواقع.
(ص7) حمامات Aquis Daticis
·
الحواضر الرئيسية الستة:
1.
((Tingi طنجة
حاليا، أسسها الملك الأمازيغي سوفاكس ابن الأميرة طنجيس حوالي 1320 ق.م،
استوطنها التجار الفينيقيون في القرن الخامس قبل الميلاد ثم ضمتها الإمبراطورية
الرومانية في القرن الأول قبل الميلاد لتصبح سنة 42 م عاصمة للمقاطعة الرومانية
(موريطنية الطنجية)، تقع في البوغاز حيث يلتقي البحر الأبيض بالمحيط الأطلسي.
2.
(Lix col) اختصارا لكلمة Lix Colonia، وهي نفسها Lixus ليكسوس، تقع على
الضفة المقابلة لمدينة العرائش بمصب وادي لوكوس على الساحل الأطلسي، شيدت سنة
1180 ق.م، عرفت ازدهارا كبيرا في عهد الملك الأمازيغي جوبا الثاني طوال القرن
الأول قبل الميلاد حيث وجد فيها أقدم مصانع تصبير السمك.
3.
(Volubilis) وليلي، تعني
الكلمة قصر فرعون تقع على مشارف مولاي إدريس قرب مدينة مكناس، هي الآن موقع أثري
تم الكشف عنه جزئيا، بنيت في منطقة زراعية خصبة، وتطورت منذ القرن 3 قبل الميلاد
كمدينة فينيقية، ثم قرطاجية، قبل أن تصبح عاصمة مملكة موريطنية في فترة الحكم
الروماني.
4.
(Parientina) قرب جزيرة
قميرة أو باديس ثبت وجود المدينة بهذا الاسم الروماني القديم أيضا في خريطة
دليل أنطونيني للطرق الرومانية [16].
5.
(Russaddir) مليلية، تقع على
الساحل المتوسطي المغربي، أسسها الفينيقيون في القرن السابع قبل الميلاد، ثم
خضعت للحكم القرطاجي في القرن الخامس قبل الميلاد، وفي سنة 218 ق.م ضمتها مملكة
موريطنية إلى أراضيها قبل أن تسيطر عليها الإمبراطورية الرومانية سنة 40م.
6.
(Pora) مدينة
قديمة في مملكة موريطنية الطنجية تقع كما هو واضح في اللوحة البويتنغرية جنوب شرق
وليلي.
·
الطرق الرومانية في المغرب (موريطنية الطنجية):
يمكننا تقسيم الشبكة الطرقية الرومانية في موريطنية الطنجية حسب
اللوحة البويتنغرية إلى ثلاث طرق رئيسية ترتبط على كل حال ببعضها عبر عاصمتي
المملكة المورية القديمة والحديثة (طنجة/وليلي)، تمتد من نهر ملوية Malua إلى Tingi إلى Baballaca إلى Volubilis إلى Pora، عدد المحطات 39 بما
فيها 4 مدن (Tingi, Lixus, Volubilis, Pora)، أما المدينتين المتبقيتين (Parientina, Russaddir)
فمعزولتين عن الشبكة الطرقية نظرا على الأرجح لوعورة المسالك الريفية مما جعلها
تعتمد أساسا على وسيلة النقل البحري، شأنهما شأن مرفأي Abila و Septem Fratres "الإخوة
السبعة" (سبتة، وبليونش حاليا).
1) الطريق الساحلية الأطلسية (Tingi / Baballaca) 12 محطة:
1.
(Tingi) مدينة
طنجة.
2.
(Zilis) الدشر الجديد، أحد
الغربية، قرب مدينة أصيلة.
3.
(Tabernis) تقاطع الجيلالية
على الطريقة الوطنية رقم 1 بين مدينتي أصيلة شمالا والعرائش جنوبا.
4.
(Lixus) مدينة العرائش.
5.
(Frigidis) جمعة لالة ميمونة [17]، على مسافة 23.7 كلم
جنوب ليكسوس، و35.5 كلم شمال باناصا حسب دليل أنطونيني [18].
6.
(Banasa) سيدي علي بوجنون،
17 كلم على مشرع بلقصيري.
7.
(Gigentes).
8.
(Tamusida) سيدي علي بن احمد،
10 كلم على مدينة القنيطرة.
9.
(Sala) شالة، الرباط.
10. (Gentiano).
11. (Exploratio) تقع على ضفة وادي
ابي رقراق، شرق الرباط، جنوب سلا الجديدة، تبلغ المسافة بينها وبين طنجة أولى
المحطات 257,3 كلم حسب معطيات أنطونيني في خريطته [19].
12. (Baballaca).
2) الطريق الداخلية (Tingis / Volubilis / Tocolosion) 10
محطات:
1.
(Tingi) مدينة
طنجة.
2.
(Ad Mercurios) تقع حسب أنطونيني
على مسافة 26,6 كلم جنوب طنجة، و8,9 كلم شمال زيليس[20]، ومنها تحديدا يتفرق
الاتجاهين المحددين للطريقين الساحلي الأطلسي والداخلي[21]
3.
(Oppido Novo) مدينة القصر
الكبير.
4.
(Tramulis) موقع البصرة على
الطريق الجهوي 408 غرب مدينة وزان، شمال سوق الأربعاء الغرب، جنوب القصر الكبير
حوالي 20 كلم [22].
5.
(Bobiscianis) جبل كورت، شرق سوق
الأربعاء الغرب، جنوب غرب مدينة وزان [23].
6.
(Gilda) موقع غيغة على بعد
8 كلم شمال مدينة سيدي سليمان.
7.
(Aquis Datisis) أولاد بن حمادي
بضاحية مدينة سيدي قاسم، على مسافة 20 كلم جنوب مدينة سيدي سليمان، بالقرب من
الينابيع الكبريتية المغذية لحمامات مولاي يعقوب [24].
8.
(Baba).
9.
(Volubilis) وليلي، ضاحية
مولاي ادريس، قرب مدينة مكناس.
10. (Tocolosion) تقع في عين كرمة،
4.5 كلم جنوب وليلي، على الطريق المؤدية إلى مدينة مكناس[25].
3) الطريق الشرقية (Volubilis / Pora) 19 محطة:
هذا القسم من الشبكة الطرقية في موريطنية الطنجية يضم 19 محطة كما هو
واضح في اللوحة البويتنغرية، وقد وردت أسماؤها في العديد من المراجع (انظر قائمة
المصادر والمراجع أسفله)، لكنها للأسف لم توطن، وهي اليوم في انتظار فتوحات
أركيولوجية تكتشفها وتزيح الغموض عنها، وهي بالترتيب كالآتي:
Volubilis, 2-
Boniuricis, 3- Gudda, 4- Bati, 5- Argenti, 6- Barsuuli, 7- Sidilium, 8- Egelin,
9- Lampica, 10- Fons Asper, 11- Nabia, 12- Maura, 13- Getuli, 14- Selitha, 15-
Gerulisofi, 16- Getulidare, 17- Turris Buconis, 18- Paurisi, 19- Pora.
**********
الصورة توضح التطور العمراني لمدينة العرائش منذ القرن
الخامس عشر مأخوذة من كتاب
“Larache” de Guillermo Duclos Bautista y Pedro Campos Jara [Junta de Andalucía. 2000]
“Larache” de Guillermo Duclos Bautista y Pedro Campos Jara [Junta de Andalucía. 2000]
الصورة تحمل
الكثير من المعطيات والملاحظات سنختار منها اثنتين:
1.
حصن الفتح
السعدي [حصن البحر] بني في القرن 16 فوق برج أقدم منه بناه الوطاسيون كما يوضحه
التصميم الأول للقرن 15 في أعلى يمين الصورة.
2.
وجود مقبرة
مسيحية متموقعة بين المقبرة اليهودية القديمة المطلة على مصحة الهلال الأحمر،
وعقبة العوينة في المنطقة المعروفة اليوم باسم (Las
Palmeiras) كما يوضحه تصميم القرن التاسع عشر من
خلال الصورة الكبيرة.
**********
العرائش 1611
هذه الصورة عبارة عن نقيشة نحاسية موثقة بتاريخ نوفمبر 1611 منسوبة
إلى الرسام والنحات الألماني جورج كيلر (1634/1568) يصور فيها مدينة العرائش عند
احتلالها من قبل الأسطول العسكري الإسباني سنة 1610، لكن الصورة في حقيقة الأمر
تبقى مجرد إبداع خيالي أو إملاء غير موفق بعيد كليا عن التفاصيل الواقعية للمدينة
سواء الطبيعية منها أو العمرانية، وهذا ما تؤكده التصاميم السابقة واللاحقة لهذه
الفترة الزمنية.
**********
العرائش 1613
هذا التصميم عبارة عن مقترح يخص التحصين الدفاعي
لمدينة العرائش بعد ثلاث سنوات من الاحتلال الإسباني (1689-1610)، أنجزه خوان دي
ميديسيس Juan de Medicis، وهو موثق بتاريخ 7 يوليوز 1613، شكله أقرب إلى قلعة خماسية
بمعاقل كبيرة، الغرض منه تعديل التصميم السابق المنجز عام 1612 من قبل باوتيستا
أنطونيلي، وذلك باختزال التفاصيل بشكل يجعل حماية المدينة بالمدفعية والسلاح
الناري ناجعا بأصغر حامية عسكرية وأقل تكلفة ممكنة، يقول ماركو دي غوادالاخارا
(1560/1631) بهذا الخصوص: "بعد تسليم العرائش، عمل ملك إسبانيا على تحصينها،
ولهذا الغرض أرسل بعض البارعين في مجال التحصين وبالخصوص خوان دي ميديسيس من
سانتياغو الذي استكشف الموقع جيدا، وأنجز تصميما جمع كل قوانين التحصين، لدرجة أنه
لو اجتمعت كل قوى بلاد البربر ما استطاعت إخراج الإسبان منها".
لكن تصميم ميديسيس المقترح لم يعتمد في نهاية المطاف لتوسعة وتحصين
دفاعات المدينة، وبهذا الخصوص يقول الباحث ذ. شكيب الأنجري: "الملاحظ أنه تم
اقتراح تعزيز دفاعات نواة مدينة العرائش أو التحصينات الوطاسية باعتماد النمط
المعماري العسكري للتحصين الذي شكل أساس التحصينات المتطورة خلال القرن 18م
المعروفة بتحصين (vaubon) هذا المقترح أهمل أهمية حصن الفتح أو سان أنطونيو كما
تمت تسميته آنذاك باعتباره أداة دفاعية جد هامة جهة البحر الشيء الذي تداركه مقترح
تصميم باوتيستا أنطونيلي الذي اعتمد على استغلال جيولوجية المكان لتكييف تحصينات
المدينة معها مستغلا الصلابة والقوة التي توفرها الأساسات الطبيعية".
حصن الفتح أو سان أنطونيو من خلال تصميم ميديسيس 1613
نسخة من نفس التصميم تم تحميلها من موقع التاريخ البرتغالي المغربي على شبكة الإنترنت
نسخة من نفس التصميم تم تحميلها من موقع التاريخ البرتغالي المغربي على شبكة الإنترنت
1- حصن القديسة مريم
2- مدينة العرائش
3- وهدة
4- معقل
5- يمثل الخط الأسود التحصينات التي اقترح أنطونيلي بناءها
6- باب
7- خندق من الطابية
8- مرفأ السفن
9- شاطئ رملي والباقي من الحجارة
10- دعائم
11- جرف من الحجارة والتراب
12- مصطبة مغطاة
13- خندق متصل بالجرف وفي وسطه معقل
14- مصطبة
15- جرف من الحجارة
16- حصن القديس أنطونيو
17- خندق أنجز لسد ممر
18- المحيط الاطلسي
19- شاطئ رملي
20- عين
21- مصب النهر
22- رأس أصيلا
توطين، ترقيم، وترجمة التعاريف الأصلية للتصميم كما أوردها د.
ادريس شهبون في كتابه العرائش في تاريخ المغرب قبل عهد الحماية: جوانب من الحياة
السياسية والاقتصادية والعمرانية، ص 265.
مصادر
* د. ادريس شهبون، العرائش في تاريخ المغرب قبل عهد الحماية : جوانب
من الحياة السياسية والاقتصادية والعمرانية، ص 264-265
* Bueno Soto, Francisco Javier. (2010) Larache y
La Mamora : dos fortificaciones españolas en tiempos de Felipe III. Aldaba, 34, 51-96. P(64-67)
**********
العرائش سنة 1614
محمد عزلي
هذا التصميم لمدينة العرائش سنة 1614 أنجزه
العالم والمؤرخ الإسباني الشهير برناردو دي ألديريتي Bernardo
De Alderete خلال رحلته إلى إفريقيا حيث نزل
المدينة وهي حديثة العهد بالاحتلال الإسباني (1689-1610). ولد بيرناردو
بمدينة مالقة الإسبانية (1641/1565) وهو عالم في اللغة وباحث في الآثار
ومؤرخ، كان على دراية جيدة باللغات الكلدانية، العربية، العبرية، اليونانية،
اللاتينية، الفرنسية، والإيطالية. قام بتطبيق معرفته العلمية
على أبحاث أثرية وأخرى لغوية خلدت اسمه في سماء العلم والتاريخ، كان
أشهرها البحث المرجعي عن أصل ونشأة اللغة القشتالية [1].
معطيات
التصميم لا تختلف عن تصاميم ما قبل الاحتلال، وهذه قراءة موجزة في مفاتيحها:
1. لغة
التصميم إسبانية وهو أمر طبيعي بما أنها لغة الاحتلال، كما أنها اللغة الأم لواضع
التصميم.
2. الوثيقة
تحمل شعارا للمدينة بالتاج الإسباني خال تماما من أي تمثيل للصليب.
3. تفصيل
التنوع الذي يميز طبيعة المجال الجغرافي للمدينة وهي كالتالي: المحيط، وادي لوكوس
ومصبه A، بحيرة
صغيرة H، بحيرة
كبيرة L، ثم
مجموعة من التلال Y،
والمرتفعات الجبلية G،
يكسوها غطاء غابوي.
4. التحصينات
العسكرية: B - حصن
مصب النهر (الفتح)، C -
حصن جديد (النصر)، D -
حصن الجنويين، تعلوها أعلام ترمز لهوية المحتل الإسباني الصليبي. الحصون الثلاث
حسب التصميم تحمي قصبة العرائش التي تتوسطهم إضافة إلى التجمعات السكنية الخارجية،
ويظهر في أركانها -أي الأبراج- دخان يرمز للمدفعية والسلاح الناري مما يجعل
أمر اختراق المدينة "نظريا" أمرا مستحيلا حيث أن زوايا ومدى المدفعية
يغطي 360° من محيط المدينة، لكن على الميدان الأمر مختلف كليا، فتحصين
المدينة في هذا التاريخ لا يعدو كونه مجرد مشاريع هندسية على الورق. "ولما عين
على العرائش، الحاكم بيدرو رودريغيز دي سانتيستيبان Pedro
Rodriguez de Santisteban في يوم 3 نوفمبر 1614، كان من بين
المشاكل التي واجهته، قضية تحصين المدينة وإنجاز ما كان مجرد مشاريع هندسية. وأول
ما دشن به أعماله هو تعزيز الخندق الرابط بين حصن القديسة مريم وحصن القديس أنطونيو.
كما أعيد بناء السور في هذه المنطقة المشرفة على البادية ووسع ونظف الخندق الذي
أمامه. وبجوار حصن القديس أنطونيو، شيد معقل عند مدخل المرسى أطلق عليه اسم
سنتياغو Reducto de Santiago ثم
شرع في إصلاح وتدعيم السور ما بين حصن القديسة مريم والنهر بالقرب من المرسى. وقد
تم إنجاز كل هذه الأعمال في شهر يوليوز 1616"[2].
5. تنقسم
المناطق السكنية حسب التصميم إلى شطرين، الأول في المدينة حيث توجد القصبة والربض،
أما الثاني فيتفرق على امتداد الضفة اليسرى لوادي لوكوس، ويصور التصميم هذه
المنازل بأسطح محدبة تسقف عادة إما بالقرميد أو الأعراش النباتية التي من خلالها
على ما يبدو أخذت المدينة اسمها الحالي "العرائش" لكن في مرحلة زمنية
سبقت تاريخ هذا التصميم.
6. الإشارة
إلى مصدر المياه العذبة في الموقع E وهو ما يعرف لدى سكان العرائش باسم (عين شقة) الموجود أسفل
"الشرفة الأطلسية"، ومن الواضح أن المنبع المائي اكتسى طابع الأهمية
لدرجة أن برناردو ألديريتي وضعه بشكل بارز في هذا التصميم، رغم أن المدينة تربو
على فرشاة مائية كبيرة تسمح بحفر الآبار في كل مكان.
7. موقع
ليكسوس F على
هضبة تشمس حاضر بشكل ملفت للانتباه، حيث يصوره المصمم كإنشاء عمراني قديم لكن
هيأته واضحة المعالم.
8. النشاط
الزراعي والصناعي بسافلة لوكوس، وخاصة الضفة اليسرى للوادي كما هو واضح في
الموقع K، حيث
توجد منازل لها بساتين مسيجة بجوار أماكن صنع الفخار والآجور [3].
9. رغم
انتقال المدنية في العصر الوسيط من الضفة اليمنى لمصب وادي لوكوس حيث موقع ليكسوس
إلى ضفته اليسرى حيث تتواجد مدينة العرائش ظلت (الملاحات أو الممالح أو الملالح
كما ينطقها أبناء المدينة) محافظة على تواجدها الحيوي وموقعها بجانب الوادي كما
يوضحه التصميم في الموقع N [4].
10. السفن
البحرية الإسبانية "الأرمادا" على الساحل، تتشكل من قطع متوسطة (مناورة)
وأخرى كبيرة (مدمرة ومتحملة) ذات وظيفة عسكرية، وإن كانت تستخدم أيضا للأغراض
التجارية وهي: الكارافيلا اللاتينية ذات الأشرعة المثلثة Caravela
Latina، والغليون الشهيرة التي خاضت أعتى الحروب
البحرية العالمية، وقد تطورت هذه المراكب بحلول القرن السابع عشر الميلادي
تقريبًا، حيث أصبحت المدافع ثقيلة جدًا مما استدعى تحيين تصاميم السفن وتقنيات
بناءها لتساير التطور الحاصل في تلك الحقبة، خاصة تحمل الأوزان الإضافية، والحديث
هنا تحديدا عن المقاتلة المتخصصة كابيتال[5].
أما مرسى العرائش فهو موطن عند الموقع M.
[1] Aurora Miró
Domínguez, Aldrete Bernardo de (1560-1641), Biblioteca Virtual de la
Filología Española, consulté le 19/08/2018.
[2][3] د.إدريس شهبون، العرائش في تاريخ المغرب قبل عهد
الحماية: جوانب من الحياة السياسية والاقتصادية والعمرانية، مطبوعات أكاديمية
المملكة المغربية، سلسلة تاريخ المغرب 2014. ص: 264-265-266.
[4] محمد عزلي، العرائش تستعيد ملالحها، مدونة أرشيف العرائش
الإلكترونية.
[5] The History of a ship from her cradle to her grave,
with a short account of a smodern steamship & torpedoes. 1882. London G.
Routledge & son. https://books.google.co.ma. Consulté le
19/08/2018.
مصادر ومراجع
* Gonzalez Porto-Bompiani,
Diccionario Bompiani de autores.
غلاف كتاب أصل و نشأة اللغة القشتالية لبرناردو ألديريتي
**********
1683 / 1670
1670
الصورة من المكتبة الإلكترونية لجامعة كولومبيا بنيويورك الأمريكية تحت عنوان
View of La Rache (Morocco), 1683
View of La Rache (Morocco), 1683
لم
يرد مع الصورتين ما يمكن تقديمه كمادة تاريخية، إنما يمكننا تسجيل بعض الإشارات:
اللوحتين فرنسيتين، وعلى غير المعهود باسم
العرائش في المصادر الإسبانية بكتابتها متصلة LARACHE نجد العنوان في الصورتين معا مكتوب على هذا الشكل
La Rache وكأنها كلمة فرنسية تحمل معنى الطفح الجلدي،
وهما معا تصوير إبداعي جميل من موقع بحري بعيد لا يسمح بالدقة في تصوير التفاصيل
العمرانية والجغرافية لثغر العرائش.
في زمن الصورتين 1670، 1683 كانت العرائش تحت
سيطرة المملكة الإسبانية، وكانت فرنسا تحت إمرة لويس 14 أقوى ملوك فرنسا عبر
التاريخ، و قد تمكن من تقويض و تحجيم و إضعاف إسبانيا، كما أنه تزوج ماريا تريزا
ابنة الملك فيليب الرابع ملك إسبانيا، مما يعطينا انطباعا على أن السفن الفرنسية
كانت تجد في مرسى العرائش محطتها الآمنة من قراصنة المحيط وخاصة المجاهدين
السلاويين الذين شكلوا خطرا حقيقيا و رعبا دائما في هذه الحقبة الزمنية على جل
الأساطيل الأوروبية المبحرة في المحيط الأطلسي من سواحل المغرب إلى شمال أوروبا
حيث كانوا يصلون إلى أيرلندا و أيسلندا بل و كان القراصين السلاويين يتوغلون في
الوادي الكبير بإسبانيا حيث يصلون إلى العمق الأندلسي حيث العاصمة إشبيلية.
من جهة أخرى قد تكون الصورة مجرد رسم تعبيري
لواقعة 20 نوفمبر 1610، عندما تولى خوان دي مندوزا وفيلاسكو ماركيز سان جيرمان
احتلال العرائش باسم ملك إسبانيا فيليبي الثالث الذي سبق و عقد مبايعة موثقة مع
السلطان السعدي الشيخ المأمون تنازل فيها الأخير عن العرائش لقاء دعم ملك إسبانيا
له ضد أخيه السلطان زيدان، إضافة إلى مقابل مادي قدر ب 200000 دوكادوس.
**********
العرائش 1688
A : حصن سان جاك
B : حصن سان أنطوان
C : حصن نوتردام دوروب
D : برج اليهودي
E : طريق سان جان المغطى
F : طريق نوتر سنيور المغطى
G : معقل دييكو دي فيرا
H : باب المعسكر
Y : باب الرصيف
J : باب البحر
K : بوابة سان أنطوان المموهة
L : بوابة سان فرانسوا المموهة
M : دير سان فرانسوا
N : باب البرج
O : كنيسة نوتر سنيور دي لاكبيصة
P : كنيسة سان أنطوان
Q : مستشفى
S : ثكنات قديمة
T : ثكنات جديدة
V : مخازن قديمة
X : مخازن جديدة
Z : مخازن البارود
1:
منزل وحديقة الحاكم
2:
مكتب المأمور
3:
مسكن الرقيب ماجور
4:
العين الجديدة
5:
بئر سان ميشيل
6:
العين الكبيرة
هذا التصميم الفرنسي لمدينة العرائش سنة 1688
(78 سنة بعد الاحتلال الإسباني، وسنة واحدة قبل التحرير) حسب (فرانز
إرتينجير Franz Ertinger)[1] يظهر بشكل جلي الشكل النهائي للتحصينات العسكرية
وأسوار القرن 17 المحيطة بالثغر، والتي سمحت بتوسعة المجال العمراني لمساحة قدرها
8.60 هكتار[2] داخل أسوار المدينة في القرن
السابع عشر والقرون التي تلته، {... بأسوارها المبنية باللبن والآجور وخنادقها وأبراجها
ومعاقلها وأحيادها (Redans) وبعض
دروبها المغطاة وأبوابها المحصنة وحصونها النصف دائرية (Demi-lunes) ومسلحاتها، وثكناتها ومخازنها، الشيء الذي أعطاها طابعا
عسكريا محضا. وفعلا فالدور العسكري هو الذي خلقت من أجله هذه المستعمرة الإسبانية
وتميزت به في هذه الفترة التي تطور خلالها فن التحصين}[3]،
{بشكل كاف بالمقارنة مع تقنيات القرن الماضي، وأعطي اهتمام كبير لما سمي بالتحصين
غير المنتظم، القائم على تكييف التحصينات مع طوبوغرافية الموقع وخصوصياته
الإستراتيجية، أكثر مما يقوم على جمالية هندسة تصميمه، وهكذا تأثرت التحصينات
الإسبانية بخصوصية الشكل الطوبوغرافي للعرائش وضمت داخل محيطها كل من القصبة
والربض...}[4].
أما هذه الوثيقة فهي عبارة عن نسخة من
نفس التصميم "العرائش 1688 لفرانز إرتينجير" موجودة بكتاب (Relation
de l'Empire du Maroc) لصاحبه François
Pidou de Saint Olon فرانسوا بيدو سان أولون، من مواليد
1640 أو 1646 في Touraine وتوفي في 27 سبتمبر 1720 في باريس، وهو دبلوماسي وكاتب فرنسي
عمل سفيرا للويس الرابع عشر لدى السلطان العلوي مولاي إسماعيل.
أخرج كتابه عام 1695 بعد سفارته بالمملكة
المغربية حيث روى فيه حيثيات مهامه المرتبطة أساسا بالاتفاقات التجارية وتبادل
الأسرى بين البلدين في الفترة المتراوحة بين 1689 و 1699 ، السفارة التي مرت من
مراحل عسيرة منذ تعيين فرانسوا بيدو من طرف لويس 14 عام 1689، مرورا بنزوله مدينة
سلا سنة 1690 لدى القنصل الفرنسي Jean-Baptiste
Estelle جان بابتيست إستل، وصولا إلى عام 1693
الذي عرف مسلسلا طويلا من السفر والعناء، بداية من 14 يناير تاريخ تعديل اتفاقية
التجارة التي استدعت عودته في شهر مارس إلى مدينة تولون الفرنسية ليحصي عدد الأسرى
المغاربة ال 233 بما فيهم المرضى والمعطوبين وعددهم 29، ثم الإبحار نحو تطوان التي
نزل بها في الرابع من أبريل للتنسيق مرة أخرى مع القنصل الفرنسي، ثم لقاء نخبة
المخزن بمكناس في الثاني من يونيو إلى أن استقبل ببلاط السلطان مولاي اسماعيل في
11 من يونيو 1693 بمكناس.. غير أن هذه السفارة ستفشل في نهاية المطاف بعد إصرار
السلطان على عدم المساومة بالأسرى المسلمين من الأتراك والجزائريين.
غلاف كتاب علاقة
الإمبراطورية المغربية لفرانسوا بيد ودي سان أولون
نظرة على حالة البلد
، أخلاقه ، عاداته ، حكومته ، دينه وسياسته.
François Pidou of Saint Olon
bibliorare.com
التراث المغربي اليهودي – المكتبة.
مولاي إسماعيل يستقبل
سفير لويس الرابع عشر فرانسوا بيدو دو سان أولون في مكناس 11/06/1693 ، لوحة بيار دينيس
مارتن.
[1] فرانز
إرتينجير Franz Ertinger، رسام ونحات فرنسي برع في وضع التصاميم، ازداد في كولمار سنة
1640، وتوفي في باريس عام 1710.
[2] Guillermo Duclos Bautista Y Pedro Campos Jara,
Larache. Aproximación al conocimiento de su centro histórico, vol. 2, p.
7.1 (texte dactylografié).
[3] د. إدريس شهبون، العرائش في تاريخ المغرب قبل عهد الحماية:
جوانب من الحياة السياسية والاقتصادية والعمرانية، مطبوعات أكاديمية المملكة
المغربية سلسلة تاريخ المغرب 2014، ص 277.
[4] Guillermo Duclos Bautista Y Pedro Campos Jara, op. cit., p. 3.14
مراجع:
· د. إدريس شهبون، العرائش في تاريخ المغرب قبل عهد الحماية:
جوانب من الحياة السياسية والاقتصادية والعمرانية، مطبوعات أكاديمية المملكة
المغربية سلسلة تاريخ المغرب 2014.
·François Pidou de Saint Olon,
L'état présent de l'Empire du Maroc.
**********
تصميم لخليج العرائش في القرن الثامن عشر
هذا التصميم من إنجاز خبير الخرائط والتصاميم العسكرية الفرنسي
فرانسوا بيير لوموين François-Pierre Le
Moyne 1795/1713 الذي اشتهر بدقة
تصاميمه البحرية التي تحدد عمق المياه وأشكال التيارات واتجاهاتها، الشيء الذي خول
له العمل بتخصصه في البحرية الفرنسية التي اعتمدت بدورها على خرائطه وتصاميمه
وتحليلاته للقيام بالهجوم على مرسى العرائش فيما يعرف بمعركة العرائش البحرية سنة 1765 زمن
السلطان سيدي محمد بن عبد الله، المعركة التي بدأت بقصف ناري عنيف من الأسطول
الفرنسي الذي دخل إلى خليج العرائش بالفعل وأشرف على الإجهاز على الثغر لكنها
انتهت بنصر ساحق للمسلمين المغاربة من أبناء العرائش الأبطال.
**********
القصف
الإسباني لمدينة العرائش 1860
في يوم 25 فبراير 1860 وفي سياق الضغط العسكري
الرهيب الذي مارسته إسبانيا في حربها ضد المغرب (1859/1860) كان العدوان على مدينة
العرائش التي كانت في الأمس القريب تحت السيطرة الفعلية للمملكة الإسبانية قبل أن
يحررها المولى إسماعيل عام 1689، العرائش التي عرفت على أنها مرسى فاس وثغر الجهاد
الذي تعودت البحرية المغربية الرسو فيه، فكان الهجوم عليها بحريا من خلال الأسطول
العسكري الذي تشكل من 12 قطعة قامت بقصف مدفعي عنيف للمدينة وبطارياتها، حيث ألقت
"حسب بعض المؤرخين الإسبان، 291 قنبلة و1185 رصاصة، وحسب البعض الآخر، أكثر
من 2000 قذيفة"[4].
ويوضح التصميم الذي أعده فارس مشاة البحرية
الإسبانية ريكاردو بانيثو Ricardo
Panizo مورفولوجية ساحل
العرائش، وأرقاما عن عمق مياه البحر والحاجز الرملي وقناة العبور بالمجرى الأسفل
لنهر لوكوس والمرسى، وتحصينات المدينة التي خطت بشكل تقريبي غير مطابق للواقع،
مهملا التدقيق في النسيج العمراني للمدينة ومرافقها الأساسية باستثناء الإشارة إلى
موقع المسجدين (الأعظم / الأنوار)، كما يحدد التصميم بدقة أسماء ومواقع السفن
الإسبانية التي قصفت العرائش، ثم مواقع البطاريات الدفاعية وعدد مدافعها وهي
كالآتي:
1- بطارية سيدي علال العسري (12
مدفع).
2- بطارية سيدي بوقنادل
(15 مدفع).
3- بطارية الدرع "دار
الغرباوي" (4 مدفع).
4- بطارية طوبانا (5 مدفع).
5- بطارية الحصن (4 مدفع).
تصميم الغارة البحرية على مدينة العرائش [5]
أسفرت الغارة البحرية في نهاية المطاف عن أضرار
وخسائر جسيمة، وهي حسب المصادر الإسبانية كالتالي: "سقوط شرفات حصن البحر،
تدمير بطاريات النقطة الأمامية للمدينة، تحطم المباني الهشة في قسم كبير منها،
إلحاق أضرار بالبنايات الأكثر أهمية، تحطم الباب الرئيسي لحصن البحر، تدمير صومعة
المسجد الأعظم، إحداث خسائر فادحة في المنازل، إلحاق أضرار جسيمة بمبنى القنصلية
الإسبانية الشيء الذي تطلب مبالغ مالية هامة"[6]
وفي وصف الدمار الذي لحق مدينة العرائش يقول ليون
غودار Leon Godard (1825/1863): "للمدينة تحصينات في حالة
يرثى لها، لاسيما في الجهة التي شيدها مولاي ناصر ... في نهاية القرن 15. أما
الحصن المبني في ناحية البر ... فلازال جيدا. وبها سوق محاط بأروقة ذات أعمدة
حجرية. ويقدر عدد سكانها بحوالي 3500 نسمة، ويسود بها بعض النشاط التجاري، لكن
الترسانات مهجورة، وما تبقى من الأسطول المغربي يتآكل في النهر"[7]. أما إيلي بريمودي Elie de la Primaudaie الذي
عاصر الحدث أيضا فيقول: "تضفي عليها من جهة البحر، التحصينات والقصبة ...
والصوامع الموريسكية مظهرا هائلا، لكن الوهم سرعان ما يتبدد حيث لا ترى أمامك سوى
ركاما ضخما من الخرائب. وليس للمدينة المبنية بشكل غير منتظم، منزل واحد سليم،
وتعطي الفوضى المنتشرة في الأزقة فكرة عن لامبالاة السكان ... المدفعية في حالة
رديئة، لدرجة أن العرائش لا يمكنها أن تصمد أمام هجوم القوات الأوربية، وهذا ما
حدث خلال القصف الذي تعرضت له في سنة 1860 من قبل الأسطول الإسباني الذي تسبب في
أضرار جسيمة"[8].
من الواضح حسب الشهادتين السابقتين أن مدينة
العرائش تضررت كثيرا، وأن الخراب دام طويلا بسبب عدم قدرة المخزن والساكنة معا على
الإصلاح والترميم وإعادة تأهيل المدينة، وذلك راجع على الأرجح للنتائج الكارثية
التي خلفتها حرب تطوان.
نتائج الحرب
وقعت اتفاقية وقف إطلاق النار بين المغرب
وإسبانيا في 25 مارس 1860، ثم معاهدة الصلح في 26 أبريل 1860، ليجد المغرب نفسه
مضطرا للسماح بتوسعة حدود سبتة المحتلة على حساب الأراضي المغربية، والسماح للسفن
الإسبانية بالصيد في مياه سيدي إفني، والاستفادة من نفس الامتيازات التي منحت
لبريطانيا عام 1856، ثم دفع غرامة مالية قدرها 100 مليون بسيطة فرضت على المخزن
إحداث جبايات جديدة، واقتراض 10 ملايين بسيطة من بريطانيا، وبقي المحتلون في تطوان
إلى غاية أكتوبر 1861 تاريخ الجلاء، بعد أن ثُبت موظفين حكوميين إسبان بأهم
الموانئ المغربية لاستخلاص نسب من العائدات الجمركية، ليصل إجمالي الغرامة في
نهاية المطاف إلى 119 مليون بسيطة تم أداؤها بالعملة المعدنية من قطع الذهب
والفضة، الشيء الذي أسقط الاقتصاد المغربي في غيبوبة لم يستفق منها إلا بالإصلاحات
المؤسساتية للسلطان الحركي المولى الحسن الأول.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق