أقدم وثيقة رسمية لبناء ميناء العرائش
بقلم: هشام الشكدالي
هذه الوثيقة مستخرجة من مديرية الوثائق المخزنية بالرباط، وهي وثيقة مخزنية بمعنى أنها مكتوبة من السلطان إلى وزير خارجيته آنذاك محمد المقري، تاريخ كتابتها عام 1911، والسلطان هو مولاي عبد الحفيظ، مكتوبة بخط يديه، وفحواها هو موافقة السلطان على بناء الشركة الألمانية لمرسى مدينة العرائش، إذن هاته الوثيقة هي شهادة حية على أن الألمان هم من بنو مرسى العرائش واسمها كما في الوثيقة بعد محاولة فك لغز الاسم المكتوب بطريقة غير مفهومة وبعد التنقيب والبحث فاسمها هو يان وطلرانو، كما أن الوثيقة بها ختم سلطاني يحمل اسم السلطان و به عبارة : السلطان عبد الحفيظ وفقه الله، ومكتوبة بخط يديه، و للتذكير فقط إن المرحوم عبد الوهاب بن منصور مؤرخ المملكة هو من أعطى الشارة الأولى بالمغرب لتقديم وتخريج وفهرسة الوثائق المخزنية بالمغرب، لإعادة الروح للوثيقة بعد كانت مهملة بربائد المملكة و أتلفت بسبب البرودة والرطوبة و الإهمال و خاصة أنها مكتوبة بالمداد فأتلفت العديد من الوثائق الهامة واتلف محتواها بسبب المداد الذي غطى واتلف معالمها بسبب البرودة، ناهيك عن إحراق العديد منها، وغيرها من العوامل التي أدت إلى ضياعها، فأطلق عبد الوهاب بن منصور حملة لجمعها و إعادة إحيائها و إخراجها للواقع بتخريجها وتقديمها وفهرستها، وكان لي الشرف أن أكون من ضمن أولى بعثات طلابية عام 2004 إلى مديرية الوثائق الملكية بالرباط لنسخ حوالي 104 وثيقة إخراجها للعالم وكانت الفترة قيد البحث هي فترة حكم السلطان مولاي عبد الحفيظ، و أعطتنا بالأرقام والمدلول هاته الوثائق الواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي والاقتصادي لتلك الفترة، وصدفة لمحت اسم العرائش بين ذلك التاريخ المدفون فأبيت إلا أن استخرجها للحياة من جديد، لأن ببساطة العرائش مدينتي، و لأول مرة في التاريخ توضع هاته الوثيقة في موقع إلكتروني ولم توضع في آي موقع آخر غيره، ولي الشرف أن تكون نسخته بين قراء العرائش عامة.
عن صفحة العرائش إلى الأبد بشبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك بتاريخ 18/08/2016
إشارة نقدية عن المقال أرسلها د/ عبد الصمد المنصوري (باحث مختص في تحقيق المخطوطات) بتاريخ 02/12/2017.
قبل البدء في تصحيح ما ورد
في المقال من مغالطات لا بد أن أوجه التحية للصديق صاحب المقالة (لا أعرفه معرفة
شخصية) على حبه للمدينة ورغبته في التعريف بتاريخها وهو ما تؤكده حماسته وأسلوبه
في الكتابة، وأرجوا أن يتسع صدره لتصحيح المعلومات التي أجزم أنه أوردها بحسن نية،
وعدم توفقه أرجعه ربما لعدم الاختصاص أو ربما لسرعته في نشر المعلومات دون أخذ
الوقت الكافي للتأكد منها.
المغالطة
الأولى: تاريخ كتابة الرسالة
أو الوثيقة.
ورد في مقال الصديق أن
الوثيقة كتبت بتاريخ 1911م وهذا غير صحيح، فالوثيقة مؤرخة بتاريخ 18 ربيع الثاني
عام 1328هـ وهو التاريخ الذي يوافق 29 من أبريل سنة 1910م.
المغالطة
الثانية: الوثيقة مكتوبة بيد السلطان.
وهذا غير صحيح أيضا
فالوثيقة أولا: ليس فيها إي إشارة تدل على أن السلطان خطها بخط يده، وكاتب المقال
حملها ما لا تطيق وقولها ما لم تقل وهذا أمر خطير. ثانيا: كل من سبق له الاشتغال والاطلاع
عن قرب على هذا النوع من الرسائل يعرف جيدا أن السلاطين المغاربة ومن بينهم المولى
عبد الحفيظ كان لديهم كتّاب متخصصين في مجال الكتابة المخزنية، يتمتعون بحنكة
عالية ولهم معرفة بالقاموس السياسي المتداول في تلك الفترة، وبكل تأكيد كل ما
يكتبونه هو باسم السلطان وبأمر منه وتعبير عن أفكاره التي يريد إيصالها للمتلقي
الذي يراسله.
من أراد التأكد أطلعته على
نماذج مشابهة للوثيقة مكتوبة بنفس الخط والأسلوب وتغطي فترات زمنية مختلفة (فترة
مولاي الحسن الأول، فترة مولاي عبد العزيز، فترة مولاي عبد الحفيظ).