السبت، 6 يناير 2018

مبنى الفردوس بالعرائش منذ 1928

الفردوس الذي صار جحيما


    محمد عزلي


تعرف هذه البناية تداولا بين الساكنة المحلية لمدينة العرائش باسم الفردوس وذلك لأن طابقها الأرضي كان يشغله مقهى الفردوس، هذا الاسم  في الحقيقة كان مناسبا للمبنى عندما كان في كامل ألقه ورونقه، بني في نهاية العشرينات من القرن الماضي حسب دراسة للدكتور "أنطونيو برافو نييتو" أحد أبرز المتخصصين في التاريخ المعماري للمنطقة الخليفية، يتواجد بشارع مولاي إسماعيل حاليا (شارع الجنرال بريرا سابقا)، البناية ذات الطابع الإسلامي الأندلسي واحدة من أجمل أعمال المهندس الفذ "أندريس غالميس نادال" الذي أنجز السوق المركزي القريب للبناية، وقد صمم مبنى الفردوس على نفس شاكلة وطابع السوق المركزي (البلاصا) حيث يبدو وكأنه قطعة منه أو ملحق به، تتشابه فيهما الهندسة والتفاصيل (الأبواب الرئيسية والفرعية، تشكيلة النوافذ، تشكيلة الأقواس، البرج، القرميد)، وقد انتهت الأشغال في البنايتين في نفس التوقيت تقريبا وذلك سنة 1928.

اليوم وبعد مرور قرابة القرن من الزمن، لازال السوق المركزي محتفظا بأناقته نظرا لاستفادته من مشاريع الترميم والصيانة وإعادة التأهيل غير ما مرة، وكانت آخرها في العقد الأول من القرن الحالي بتمويل من حكومة الأندلس وبتنسيق وتعاون مع جماعة العرائش، لكن بالمقابل بقيت بناية الفردوس تعاني الإهمال حتى صارت أطلالا متهالكة تشكل اليوم خطرا على كل من يمر بجانبيها، مما يطرح علامات استفهام كبيرة عن مصير هذه الواجهة التراثية العمرانية المؤثثة لمجال الإنسانتشي الإسباني بالعرائش.


السوق المركزي (البلاصا) من تصميم نفس المهندس الذي صمم مبنى الفردوس





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق