الأحد، 9 يوليو 2017

قطار العرائش - القصر الكبير


    محمد عزلي

نصت اتفاقية 1911 بين فرنسا و ألمانيا على إنشاء خطوط للسكك الحديدية تربط أهم المحاور في المغرب، لينفجر الخلاف الكبير الذي نشب بين فرنسا و إسبانيا على احتلال المغرب، و عملية تسطير الحدود، و خصوصا مشكلة ضم مدينة العرائش التي تنازع عليها الطرفان إضافة إلى ألمانيا، مما عجل بتدخل إسبانيا العسكري، و إنزال قواتها البحرية بالمدينة سنة 1911 أي قبل توقيع معاهدة الحماية، مما يكرس نظرية الأهمية التي شكلتها مدينة العرائش للإمبرياليين عموما و الإسبان تحديدا فهم يذكرون القولة الشهيرة للملك الإسباني فيلبي الثاني في القرن 16م "وحدها العرائش تساوي كل إفريقيا"، ثم إخراجهم بالقوة من المدينة على يد المولى إسماعيل سنة 1689، فقد اعتبروا العرائش ملكية إسبانية بموجب عقد مبايعة دفع خلاله ملك إسبانيا فيلبي الثالث من أجل العرائش مقابلا ماديا للسلطان المأمون قدر ب200 ألف دوكادو، ووثق في عقد مكتوب سنة 1610، لطالما حاجج به الإسبان السلطان مولاي إسماعيل عندما أخرجهم منها، بدعوى شرعية وجودهم بها و حكمهم لها.

غير أن قطبي الاحتلال، أي الفرنسيين والإسبان وجدوا صيغة توافقية وأسسوا معا خطا سككيا مشتركا يربط طنجة بفاس مرورا بالعرائش والقصر الكبير.

تكلف المهندس "لويس موراليس" سنة 1912 بتنفيذ مشروع الخط السككي الرابط بين العرائش والقصر الكبير، في إطار مشروع أكبر لإنجاز خط "طنجة / فاس"، بمرسوم العقد الفرنسي الإسباني.

بدأت أشغال هذا الخط البالغ طوله 34 كلم سنة 1913 واستغرق تنفيذه 5 سنوات، وقد كلف المشروع 5 ملايين بسيطة، ونفذ تحت رعاية مؤسسة الجيش الإسباني.

بلغت إحصائيات محطة قطار العرائش حسب الجريدة المحلية آنذاك (El Avisador de Larache) لسنة 1943، نقل 128،000 راكبا، و 15 مليون كيلوجرام من السلع و 2000 رأس من الماشية، مما يعكس لنا مدى أهمية هذا الخط و نشاطه و حيويته، و عن سنة 1944 بلغ ثمن التذكرة ذهابا و إيابا بين العرائش و القصر الكبير 6 بسيطة، تستغرق فيها الرحلة حوالي 7 ساعات يتوقف فيها القطار للشحن والتفريغ وتجديد الطاقة في عدة محطات و هي كالتالي : 1- محطة الميناء 2- المنزه 3- سخسوخ 4- العوامرة 5- صمصم 6- الكرمة 7- القصر الكبير 8- توصيلة الخط طنجة / فاس.

ويبقى السؤال المحير دائما وأبدا، لماذا ألغي هذا الخط؟ ولمصلحة من؟

 




قطار القصر الكبير العرائش.. نهاية السير

الحلقة الثالثة من السلسلة الوثائقية "قصة مدينة" التي أنتجها مركز التوثيق السمعي البصري خصصت للحديث عن القطار الذي كان يربط بين مدينتي العرائش والقصر الكبير في مرحلة الحماية الإسبانية على الشمال المغربي، سياق إنجاز الخط السككي، مساره، أهدافه، وسبب توقفه النهائي.

·       شارك في الحلقة:

-          محمد عزلي، رئيس جمعية أرشيف العرائش لتوثيق التراث الثقافي والبحث التاريخي.

-          محمد أخريف، رئيس جمعية البحث التاريخي والاجتماعي بالقصر الكبير.

-          إدريس الروسي الحسني، رجل سلطة متقاعد.

·       فكرة وإعداد: عبد الباري المريني.

·       تصوير: أحمد الجعنين.

·       مونتاج:

-          أحمد الجعنين.

-          زكريا الجعنين.

·       الصوت:

-          زكريا الجعنين.

-          محمد المريني.

·       التنسيق الميداني:

-          محمد الحجيري.

-          عبد الصمد دبدي.

-          محمد المريني.

·       غرافيزم: أحمد الجعنين.

·       موسيقى: جهاد البدوي.

·       تحضير النص للترجمة:

-          محمد الحجيري.

-          عبد الصمد دبدي.

·       الترجمة إلى الإسبانية: ذ. هشام حنبلي.

·       الصور:

-          Alegandro Arnet.

-          محمد العربي العسري.

-          محمد عزلي.

-          خالد المودن.

·       ساعد في إنجاز الحلقة:

-          باشوية مدينة القصر الكبير.

-          قائد المقاطعة الحضرية 6.

-          السلطة المحلية بالعرائش.

-          إدريس الروسي الحسني.

-          سعيد خيرون.

-          محمد شكيب الفليلاح.

-          عبد الحميد بريري.

-          محمد عزلي.

-          محمد الحجوي.

-          محمد الحريزي.

·       سيناريو وإخراج: عبد الباري المريني.

·       إنتاج مركز التوثيق السمعي البصري 2020.

·       رابط مصدر الوثيقة على قناة اليوتوب الخاصة بمركز التوثيق السمعي البصري:

https://www.youtube.com/watch?v=fMUUKCB1Q9o&t=427s



محطة القطار بالعرائش في عهد الحماية الواقعة عند ملتقى الطرق قرب العمالة

قاطرة عملت بين العرائش و القصر الكبير لقرابة عقد من الزمن


الخط السككي الذي كان يمر على مطحنة اللوكوس

قطار خاص بالأشغال

جانب من الأشغال التي تولتها إدارة فرنسية / ألمانية 

 قاطرة اشتغلت على الفحم و عملت بخط العرائش / القصر الكبير

 جانب من محطة العرائش للقطار التي أصبحت بناية تابعة للأشغال العمومية 

 المحطة من الجانب الداخلي حيث السكك الحديدية

تدشين أشغال الخط السككي العرائش / القصر الكبير بحضور شخصيات رسمية رفيعة المستوى مدنية و عسكرية من أربع جنسيات، مغربية - إسبانية - فرنسية - ألمانية 


 هذه التحويلة السككية مكانها قرب مجمع الصناعة التقليدية و بالضبط مدخل الشارع المؤدي إلى حي السلام

قطار العرائش على رصيف محطة القصر الكبير


 1927

1928



محطة القطار سابقا على وضعها الحالي (الصورة في 2015)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق