الأربعاء، 5 يوليو 2017

خطوط عريضة من حياة الحاج علال عزلي


    بقلم: محمد عزلي


·       النسب

علال بن بوسلهام بن محمد بن بوعزة، من قبيلة اولاد خزعان العربية التي قدمت من السهول الغربية للمملكة المغربية إلى شمالها إثر عملية تجييش القوات المجاهدة التي حاربت تحت لواء الدولة السعدية وانتصرت في معركة وادي المخازن المجيدة (4 غشت 1578م)

 

·       الوالد

بوسلهام بن محمد الخزعاني (1893-1985) تاجر من أعيان العرائش ومنطقة الهبط عموما، تجارته ارتبطت أساسا بالمواشي، فقد اشتهر بتجميع اللحوم والجلود من منطقة الهبط وبيعها بالجملة في مدن العرائش، تطوان، وطنجة.

سنة 1938 كان برفقة شريكه قاسم السوسي أول المغاربة الذين استثمروا في قطاع النقل بمدينة العرائش، حيث تمكنا من إدخال ثلاث حافلات إلى المدينة تقوم بنقل الأشخاص والبضائع، وتعمل بالفحم الحجري، وذلك بعد فشله في الحصول على ترخيص منذ عام 1929، لكنه تمكن من ذلك بعد شراكته بقاسم السوسي، أنشأت الشركة محطة عند باب المدينة، وتوزعت الحافلات عبر خطوط (العرائش - تطوان) (العرائش - الأسواق) (القصر الكبير - القلة)، لتكون بذلك أول خطوط وطنية فعلية إلى جانب حافلات المستعمر الإسباني التي سبق واحتكرت القطاع منذ بداية الاحتلال.

هاجر بوسلهام بأسرته إلى القصر الكبير في شتنبر 1948 مكرها بعد التضييق الذي مورس عليه من قبل باشا المدينة آنذاك (خالد الريسوني)، ليواصل نشاطه التجاري الأساسي (اللحوم/الجلود)، ومن أجل ذلك قام بربط شراكة تجارية مع "الرميقيين" بوصفهم أصحاب سلطة ونفوذ بالقصر الكبير، وفي السنة الموالية (1949) اشترى بوسلهام فندقا وسط المدينة، تمركزت فيه تجارته وكل نشاطاته الاقتصادية والاجتماعية، وظل كذلك على هذا الحال إلى حين وافته المنية، ليدفن بمقبرة مولاي علي بوغالب بالقصر الكبير سنة 1985.

 

·       الوالدة

الزهرة سليلم، توفيت في دجنبر 1929، شهرين فقط بعد ولادة علال، وذلك من جراء أزمة صحية أعقبت حالة من الهستيريا سببها فقدانها لابنها علال الذي قامت جدته باختطافه من أمه وسلمته لأبيه في حادثة يشوبها الكثير من الغموض.

 

·       الازدياد

أكتوبر 1929 بحي القصبة بمدينة العرائش.

 

·       الطفولة

نشأ علال عزلي يتيم الأم ومدللا من الوالد والجدة، ترعرع بحي القصبة بمنزل "السحيساح" (نفس البيت الذي نشأ فيه عبد الصمد الكنفاوي)، قبل أن يشتري والده منزلا فخما وكبيرا بدرب جبيل بحي كاي ريال.

 

·       الدراسة

بدأ مشواره الدراسي من "مسيد امجاو" فأخذ عن الفقيه الجباري ثم المصباحي، وفي سنة 1939 أنشأت المدرسة الأهلية الإسلامية من قبل بعض الوطنيين الغيورين وعلى رأسهم عبد السلام التدلاوي وعبد الرحمان مشبال الكاتب العام للريسوني، وذلك في فضاء مدرسة الجامع الكبير أو المسجد الأعظم بالسوق الصغير، كان الهدف من تأسيس المدرسة هو الحفاظ على الهوية المغربية الإسلامية لمدينة العرائش المحتلة آنذاك، فولجها علال ليسجل اسمه ضمن أفواجها الأولى، وقد تتلمذ على يد فقهاء ومدرسين أكفاء في مختلف المواد الدينية والعصرية، العربية منها و الإسبانية، منهم "الطرابلسي, الجباري, الشكراني, دون سلام، وآخرون"

سنة 1945 سينتقل علال دون علم والده إلى المدرسة الفرنسية العربية "Ecole Franco-arabe" ليواصل دراسته بها إلى غاية عام 1949 الذي ستهاجر فيه الأسرة كلها إلى مدينة القصر الكبير، ولم يكن أمامه لإتمام توجهه الدراسي سوى خيار وحيد يتمثل في المعهد الفرنسي اليهودي، لكن والده رفض الفكرة تماما فتعذر عليه بذلك الحصول على شهادة الباكالوريا، مما أثر بشكل سلبي على نفسية علال عزلي وهو الأمر الذي دفع  والده للاجتهاد في إرضاء ولده وبسط يده في المال والأعمال، فقد سمح له دون غيره من إخوته وأعمامه بمرافقته في تجارته، وتسليمه بعض المهام المتعلقة بالحسابات والتواصل مع أهم الزبناء وكبار الشخصيات المغربية والأجنبية، خاصة في مدينة بتطوان.

 

·       المسار المهني

-          1951-1949: الإشراف على تجارة والده.

-          1953-1951: مشرف ومحاسب لقطاع النجارة في القاعدة العسكرية الأمريكية بالقنيطرة.

-          1953: موظف لدى الإدارة العامة الدولية بطنجة.

-          1955-1953: موظف بالقسم التقني لراديو إفريقيا المغرب بطنجة الدولية آنذاك.

-          1955: سيتوجه إلى العاصمة الرباط لحضور حدث عودة بطل التحرير جلالة المغفور له الملك محمد الخامس طيب الله ثراه من المنفى، وهناك التقى مجددا بصديقه و ابن مدينته وحيه عبد الصمد الكنفاوي الذي نصحه بالتوجه إلى الدار البيضاء لاجتياز اختبار من أجل العمل في التفتيشية العامة لوزارة الشبيبة والرياضة، و هو ما كان.

-          1956: عمل بمكتب الأنشطة الثقافية (القسم السينمائي) بالتفتيشية العامة لوزارة الشبيبة والرياضة بالدار البيضاء.

-          1958: رئيس القسم السينمائي، ومسؤول عن قطاع أسفار الشباب بالتفتيشية العامة لوزارة الشبيبة والرياضة بالدار البيضاء إلى غاية 1972.

-          1972-1964: مدير مركز دار الشباب الزرقطوني بالدار البيضاء.

-          1972: رئيس الدائرة الإقليمية للشبيبة والرياضة بمدينة العرائش.

-          1976: انتقل إلى مدينة القنيطرة لمدة ستة أشهر كمسؤول عن دار الشباب.

-          1976: عاد إلى منصبه بمدينة العرائش كرئيس للدائرة الإقليمية للشبيبة والرياضة.

-          1984: مسؤول بالشبيبة المحروسة أو مركز إعادة التربية (مركز رعاية الطفولة).

 

·       بعض المنجزات

-          في فترة الإشراف على أسفار الشباب بالدار البيضاء، تمكن من عقد عدة شراكات وإبرام مجموعة من الاتفاقيات مع بلدان من مختلف أرجاء العالم لتبادل البعثات والمخيمات.

-          الإشراف على عدد كبير من المخيمات في مختلف أرجاء المملكة.

-          دعم برامج التنشيط السينمائي في المدارس والثانويات.

-          دعم الحركة الثقافية عموما والمسرحية تحديدا من خلال مكتبه بالشبيبة والرياضة مما جعله قريبا من رواد المسرح الوطني بزعامة عبد الصمد الكنفاوي مرورا بأقطاب الخشبة مثل "الطيب الصديقي، أحمد العلج، محمد عفيفي، السكيرج، فاطمة الكراكي، خديجة جمال..."

-          منسق في الدوري الدولي كأس محمد الخامس لكرة القدم بالدار البيضاء، ومسؤول عن وفادة الفرق الأجنبية الناطقة بالإسبانية والبرتغالية، الأمر الذي أكسبه صداقات وعلاقات مهمة مع أشهر اللاعبين ورؤساء الأندية مثل: "موندو، بيلي، بيكنباور، فافا، سوتيل، بيري، ساردوني، راتين، العربي بنبارك، لحسن شيشا...."، وهي أسماء ليست في حاجة إلى تعريف، إذ أنها كانت ببساطة نجوم أعظم أندية العالم "برشلونة، ريال مدريد، أتليتيكو مدريد، فالنسيا، ريمس، بايرن ميونخ، ساو باولو، بوكا جونيور...".

-          تأسيس وإدارة دار الشباب الزرقطوني بالدار البيضاء.

-          تأسيس وإدارة مخيم رأس الرمل بالعرائش.

-          تأسيس مركزين نسويين بمدينة العرائش.

-          المشاركة في تنظيم أسبوع العرائش.

-          الإسهام الميداني الفعال في تنظيم المسيرة الخضراء انطلاقا من دائرته العرائش.

-          إعداد مشروع المركب الرياضي بالعرائش، وبدء الأشغال ميدانيا بغابة لا إيبيكا، الأشغال التي لم يكتب لها الاستمرار بعد انتقال علال عزلي للعمل في مدينة القنيطرة، وعند عودته لاستئناف عمله بدائرة العرائش فوجئ بخبر سحب الميزانية وإلغاء المشروع!

 

·       أحيل السيد علال عزلي على التقاعد سنة 1989، بعد أن تم تكريمه من جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، وذلك بتوشيحه بوسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الأولى.

·       توفي رحمة الله عليه يوم الجمعة 19 غشت 2022 ودفن بمقبرة سيدي العربي المصباحي بمدينة العرائش ظهر يوم السبت 20 غشت 2022.





























































































































ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق