محمد عزلي
أشار الكاتب العرائشي الإسباني
سيرخيو بارسي في مذاكراته المنشورة إلكترونيا عبر مدونته الخاصة إلى هذا المبنى الذي ظل وحيدا معزولا بفضاء الشرفة الأطلسية
(بلكون أتلنتيكو)، وقد صنفه ثالثا من حيت الأقدمية بالنسبة للمباني الأولى التي
شيدتها سلطات الحماية بمنطقة الحي الإسباني المحاذية للمحيط الأطلسي بعد
احتلال العرائش عام 1911، والتي ستهدم كلها لتهيئة حدائق منتزه الشرفة الأطلسية،
لكن هذه البناية بالذات استثنيت من التهديم بسبب صلابة بنيانها حسب تأويل (بارسي).
إن موقع الإقامة على البحر وقبالة
القنصلية البريطانية، وكبرها ومتانتها جعل منها محط اهتمام بعض العائلات الإسبانية
التي اشتهرت في تلك المرحلة ومنها عائلة (نييتو) والمصور الإسباني الذي كان مسؤولا
عن الكاميرا وبث العروض السينمائية بقاعة سينما (كوليسيو) سابقا، غير أن البيت
الكبير كان له عيب خطير يجعل كل ساكنيه يتركونه بعد حين، العيب في رائحة المجاري
التي تصب في المحيط غير بعيد منه، خاصة عند هبوب تيارات هوائية قادمة من الجنوب.
أفلت البيت الكبير من عملية الهدم رغم تعاقب مشاريع التهيئة في عهد الحماية، ثم في أوائل الستينيات، ثم عند إعادة تهيئة حدائق بلكون أتلنتيكو عام 1971، لكن دخول الألفية الثالثة من التاريخ الميلادي لم تكن رحيمة به، حيث سيخضع أخيرا للإزالة مفسحا المجال
أمام بلدية العرائش لتحرير الفضاء وتهيئته بما يتماشى والمنظر العام للمنتزة
والشرفة الأطلسية، وهو الأمر الذي أحدث انقساما في الرأي لدى ساكنة المدينة بين مؤيد
لتحسين شكل الفضاءات العمومية وتطويرها وإزاحة ما يحجب الرؤية عن الواجهة البحرية من جهة، ومن
جهة أخرى بين معارض لهدم بناية فرضت نفسها كتراث عمراني كولونيالي يستدعي التثمين والصيانة والإدماج الوظيفي في دور ثقافي أو سياحي يخدم هوية المدينة.
وفي حديث خاص مع السيد كارلوس نييتو
ألفاريس الذي ازداد في هذا المنزل سنة 1945، أكد لنا أن البيت كان في ملكيتهم منذ
التأسيس، حيث عاش فيه أجداده وأعمامه قبل أن يغادروه إلى مدينة طنجة، ليظل مع
والديه في المنزل إلى حدود سنة 1955 وهو تاريخ انتقال أسرته للعيش بمنزل آخر في
شارع (الشنغيطي) شارع الحسن الثاني حاليا. انقسم المبنى إلى أربعة أجزاء مربعة
ومتساوية، اثنين يسارا عبارة عن منزلين، أما يمينا فيوجد منزل آخر وفناء مشترك بين
الأسر الثلاث. الباب الرئيسي يقود مباشرة إلى الفناء عبر ممر يضم أبواب المنازل
الثلاثة إضافة إلى نوافذ بعض الغرف. ويستطرد مصدرنا (كارلوس نييتو) في الحديث عن
سكان البيت الكبير حيث حدثنا عن أسرة غونزاليس المتكونة من زوجين وأربعة أبناء
(فتاتان وصبيان) كانوا يشغلون المنزل الأول يسارا صاحب النوافذ الثلاثة على
الواجهة الرئيسية وثلاثة نوافذ أخرى جانبية، ثم أسرة رودريغيز المتكونة من زوجان
وابنتان وصبي يقطنون في المنزل الآخر على اليسار كذلك حيث تظهر بقية النوافذ
الثلاث. أما منزل اليمين فهو الذي ازداد فيه كارلوس وعاش رفقة والديه وأخيه،
المنزل كان له ثلاثة نوافذ على الواجهة الرئيسية، ونافذتان وشرفة على الواجهة
البحرية، ثم نافذتان وباب على الفناء.
سيرخيو بارسي
Muchas gracias por las fotos de la casa y el lugar donde nací. Cuántos recuerdos me trae ese precioso lugar.
ردحذفSiento mucho no poder leer el texto.
Un cordial saludo.
Estoy feliz con tu felicidad..
حذفaprecio y respeto usted.