الجمعة، 19 مايو 2017

ميناء العرائش في القرن العشرين


محمد عزلي













الوثيقة أسفله عبارة عن مقال نشر في جريدة ABC الإسبانية بتاريخ 11 غشت 1913، تناول من خلاله ميناء العرائش وظروف بناءه من طرف الألمان ابتداءً من العام 1910 بناءً على اتفاقية وقعها السلطان مولاي حفيظ سنة 1908، وهي من تبعات معاهدة الجزيرة الخضراء 1906 التي نسقت فيها القوى الإمبريالية توجهاتها الاستعمارية واقتسمت فيما بينها "كعكة" المغرب. المقال يمدنا بمجموعة من الأرقام والتفاصيل التقنية عن بناء أرصفة الميناء والحواجز البحرية من قبل الألمان الذين نافست شركاتهم الكبيرة نظراءهم الفرنسيين على مشاريع الأشغال العمومية الكبرى بالمغرب وعلى رأسها الموانئ، إذ تم الاتفاق على أن تتولى الشركات الألمانية بناء مينائي طنجة والعرائش، على أن تتكلف فرنسا بمينائي الدار البيضاء وآسفي.


رغم أن مصب وادي لوكوس بالمحيط الأطلسي حيث تتموقع مرسى العرائش في ضفته الجنوبية لم يكن يساعد على الحركة الملاحية وخاصة المراكب الكبيرة، حتى داع صيت صعوبة مدخل ميناء العرائش ولقب ب "فم السبع" "La boca del leon"، إلا أن الميناء مع ذلك عرف نشاطا تجاريا كبيرا عبر حقب التاريخ القديم، الوسيط، الحديث، وحتى المعاصر إذ كان ينعت بمرسى فاس، وقد بلغ الازدهار أوجه بعد زيارة السلطان مولاي الحسن الأول عام 1889 لمدينة العرائش، الزيارة التي عرفت معها المدينة إصلاحات مؤسساتية هامة، من ضمنها ديوانة المرسى.

كانت مرسى العرائش في نهاية القرن 19 وبداية القرن 20 تستقبل سنويا ما معدله حوالي 350 مركبا من جنسيات متنوعة أهمها وأنشطها من بلدان (البرتغال، إسبانيا، إنجلترا، فرنسا، ألمانيا، النرويج، الدانمرك، إيطاليا، السويد، الولايات المتحدة، والمغرب).

يقول مصطفى بوشعراء في كتابه "الاستيطان والحماية في المغرب 1863-1894" ج 2، ص 675: «كان للعرائش ماض في مجال التجارة من وسق وجلب، ولئن كنا لا نستطيع الآن إبراز هاته الحركة من المبادلات في بداية القرن الماضي (ق19) وأواسطه، فلقد كانت في أواخره متميزة بغلبة الاستيراد على التصدير...»

في سنة 1912 شيدت الحكومة الألمانية منصة على الضفة اليسرى لوادي اللوكوس كانت بمثابة ميناء تجاري وقاعدة عسكرية بحرية، وفي عام 1924 تمت تهيئة المنصة عبر بناء 180 متر من أرصفة الصيد بعمق 4.5م و240م من الأرصفة المتراكمة لتلبية حاجيات المنطقة، ومنذ ذلك الحين ظل ميناء العرائش واحدا من أهم موانئ الصيد في المغرب.

كانت السفن التجارية خلال فترة الحماية الإسبانية في النصف الأول للقرن العشرين تنتظر  الظروف الجوية والبحرية الملائمة للعبور من وإلى ميناء العرائش وبمساعدة خفر الميناء، حيث كان واد اللوكوس في سافلته يؤمن عمق 4 أمتار على الأقل في فترة "الماريا الكبيرة" و1.5 متر في فترة "الماريا الصغيرة"، فتكون فرصة الملاحة عند المد في الفترة الأولى جيدة بينما تصبح عند الجزر أقل سهولة، أما في فترة "الماريا الصغيرة" يصبح المرور عبر الممر صعبا في المد، و مستحيلا عند الجزر، أما معدل حمولة السفن التجارية فكانت حوالي 400 طن، من النوع الذي لا يتعدى في الغالب 55 متر في الطول، 5 إلى 6 أمتار في العرض، بعمق حوالي 3 أمتار.

بلغ رصيف الميناء في النصف الأول من القرن العشرين حوالي 250 متر، تزوره سفن يتراوح عددها بين 300 و 400 مركب في السنة، مع العلم أن الملاحة كانت تتوقف نهائيا في فصل الشتاء خاصة بالنسبة للسفن والبواخر  التجارية بسبب الأحوال الجوية والحاجز الرملي الخطير عند مصب النهر في المحيط الأطلسي، وإذا أخدنا أرقام سنة 1931 على سبيل المثال سنجد أن إجمالي حركة الشحن المنتظمة القادمة من كادس "CADIZ" من المبادلات التجارية في مرسى العرائش  بلغ، 44000 طن شكلت الواردات منها حصة الأسد 40600 طن، بينما صادراتنا كانت حوالي 3400 طن، جلها من الفلين و البيض، و قد كانت مرسى العرائش آنذاك نقطة التصدير الوحيدة وطنيا، مستفيدا من معدات وتجهيزات لوجستيكية ألمانية كالرافعات البخارية وعددها 3 ثلاثة، إضافة إلى عجلات المصاعد التي تعمل بمحركات الديزل.

فقد الميناء دوره العسكري بعد استقلال المغرب، ثم فقد دوره التجاري شيئا فشيئا إلا أن توقف نهائيا أواخر الثمانينات خاصة بعد حادثة السفينة "صلاح الدين" المحملة بالخشب، التي علقت بالممر على بعد أمتار من الميناء، وبقيت على مرأى من الجميع بمكانها جاثمة تواجه مصيرها الحزين حيث لازالت بقايا هيكل السفينة في مكانها بشاطئ العرائش "البلايا الثانية" أو "البلاييتا"، (كما يسميها العرائشيون) غارقة تتآكل في صمت، شاهدة على نهاية مرحلة النشاط التجاري لمرسى العرائش.


أما اليوم فالميناء مقتصر على مراكب الصيد البحري، وهذه بطاقته التقنية حسب الموقع الرسمي للوكالة الوطنية للموانئ (آخر تحيين: 06 شتنبر 2016)

البنيات التحتية المينائية

يحتوي ميناء العرائش على سد يزيد عن 2000 متر و1138 متر من أرصفة الصيد (بما في ذلك 268 متر في طور البناء) ويشمل أيضا منصة للرافعة الجسرية بطاقة 200 طن (بطول 35 م وعرض 8,6 وعمق 2,50 أمتار)

البنيات التحتية

·       حوض مائي 23 هكتار.

·       مسطحات 45 هكتار.

·       محطات للوقود.

·       سوق سمك 735 متر مربع ومساحة 2030 متر مربع مخصصة لبناء سوق السمك الجديد.

·       5 مصانع ثلج بطاقة إجمالية تصل 60 طن في يوم.

·       5 أحواض لبناء السفن.

·       29 ورشة عمل (ميكانيكية وكهربائية والتلحيم الخ).

·       شبكة الصرف الصحي للمياه المستعملة ومحطة ضخ.

·       مصانع الصيد.

·       برج في مدخل الميناء.

·       قبطانية وعمود إشارات.

·       مصيدات لصيد سمك التونة.

خدمات مينائية 

يوفر ميناء العرائش للسفن مياه الشرب والوقود. يتم توفير مياه الشرب من قبل شركة لارافيل بموجب ترخيص للاستغلال. يتم توفير الوقود من قبل محطات الوقود الخمس الكائنة في الميناء.

أنشطة ورواج الميناء


الظروف البحرية

·       ظروف الولوج والرسو

يعرف الميناء سنويا أشغال إزالة الطمي والجرف. وقد قلص بناء السد الجنوبي في 2001 وتمديد السد الشمالي في 2009 كميات جرف مدخل الميناء.

·       خصائص الولوج

-          الأمواج: غرب شمال غرب ارتفاع 6 م.

-          الرياح: اتجاه غربي متوسط السرعة 2.8 م/ثانية.

-          المد والجزر: +0,20 م إلى +3,70 م.

-          التيار: تيار المد والجزر.

-          العمق: من 2,50 إلى 4 م مائية.

إشارات بحرية

·       منارة نقطة الناظور: الموقع الجغرافي φ=35° 11’ 40’’ N و G : 06° 10’ 00’’ W.

·       ضوء أبيض على الجدار الجانبي للسد الشمالي.

·       ضوء أخضر على الجدار الجانبي للسد الجنوبي.

·       ضوء توجيه وإرشاد للمدخل على السد الشمالي.

·       ضوء أحمر للميناء على حائل المعايرة.

·       ضوء أخضر للميناء بالقرب من القبطانية القديمة.

خريطة الولوج


مراكب الصيد

أسطول الصيد الساحلي بميناء العرائش يتكون أساسا من نوعين من المراكب تسمى محليا ب "تراينيا" و "باريخا"، تختلفان في الشكل حيث تتميز الأخيرة بوجود دفتين كبيرتين في مؤخرة المركب تقومان بالتحكم في الشباك، كما تختلفان من حيث أماكن الصيد ونوع الشباك المستعملة وبالتالي أنواع الأسماك المصطادة، حمولتها أقل من 150 طن ويبلغ طول المركب بين 16 و22 متر، وهي تشيد محليا من الخشب. بالإضافة إلى قوارب الصيد التقليدية الصغيرة المصنوعة كذلك من الخشب والتي يتراوح طولها بين 5 إلى 6 أمتار، ذات حمولة تقل عن طنين، وهي في الغالب مجهزة بمحرك خارجي. وتلعب هذه المراكب دورا اقتصاديا واجتماعيا بالغ الأهمية في مدينة العرائش وجزءا هاما من هويتها وتراثها الثقافي.

وهذه قائمة بأسماء مجموعة من مراكب الصيد الساحلي تم توثيق تواجدها بمرسى العرائش في العقود الأخيرة ومنها مراكب لازالت قيد الاشتغال إلى حدود تاريخ كتابة هذه الورقة (الأسماء مدرجة بترتيب عشوائي):

{جوهري – بونتاليس – الفلاح – زهير – نصر الله – الدار البيضاء – ليلى – إيمينتانوت – توكل – أمين – غيلان – سناء – صيدلي – المنتصر - طنجيس – بطيوة – أمسناو – طارق – مسعود طرق طرق – ماريو – فتيحي – تدغين – ابن سيناء – مولاي الهاشمي – كابو نيغرو – في يد الله – أسماء ميمون – المنصور بالله – العيطور – تفنيت – كابو سبارطيل – الناصري الكبير – الناصري الصغير - أفريكا – موريطانيا – زيست – زيليس – الصداقة – الجباري الكبير – الجباري الصغير – بلفقيه – السمكة – ريتشارد – الهند – نادية – لوليتا – خوليا – أنيتا – الباطروس – نويفا غارسيا – كريم – العيون – خوبين بن عبد القادر – عبد الإله 1 – حنين – أولاد امغار – حجاز – وادي الذهب – القدس – عبد الرحيم – واد الخميس – على مولانا – المشكور – الملاقة – الأمل – الرشيد – رضا – بشرى – حوض اللوكوس – شكري – مراد – أنجرة – فتح الله – حفيظ الله – بوكس – صلاح الدين – ميريسيدو – بسم الله – لالة ميمونة – نجيم – على الله – مريم – حنان – يوسف المضيق – نجوى المضيق – لومبليما – منانة – ابن زهير – أمجد – عثماني – ما شاء الله – رأس الرمل – الصمدي دعاء – رضوان – النجمة – إيمان – أجدير – أنزا – جمال – أمان – سمية – بلال – الغني الله – العشيري – السهام – سميرة – سادني – بطوطة – ركراكي – الواحة – جابو الله – عبد الإله 4 – بركة الله – خليل الله – سمير – طوريس – طارق – أنور – حمزة – سيدي حمو – السريفي – مزيان – مانويلا – بونتا نيغرا – عاشور – وادي الذهب 2 – وادي الذهب 3 – وادي الذهب 4 – النشاط – أم الربيع – أبو جودة – أولاد سعد – باهية – حدو – علي – مدينة العرائش – السلاوي - الهلال - جنان - البوغاز..}.















































































































ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق