الأربعاء، 10 مايو 2017

شارع محمد الزرقطوني بالعرائش

شارع محمد الزرقطوني بالعرائش

    محمد عزلي


يعتبر هذا الشارع أحد أنضج فواكه العمران الحداثي الكولونيالي ومشروع التوسعة الإسباني بالعرائش، رسم خطا بين ساحة إسبانيا آنذاك والسوق المركزي (البلاصا)  اللذان يزينان طرفي الشارع الأكثر اتساع وفخامة في نهاية العقد الثالث وبداية العقد الرابع للقرن العشرين إذا ما استثنينا الشارع الرئيسي (محمد الخامس) حاليا.
كان اسمه زمن الاحتلال، (شارع 17 يوليوز) نسبة إلى حدث الحرب الأهلية الإسبانية التي استمرت من 1936 إلى 1939 وكانت حربا بين الجمهوريين الموالين للديمقراطية، والجمهورية الإسبانية الثانية ذات الاتجاه اليساري والوطنيين، وهي مجموعة ( فلانخية) تحت قيادة الجنرال فرانسيسكو فرانكو، وعلى الرغم من أنها صورت كصراع بين الديمقراطية والفاشية، إلا أن التاريخ يصفها بالضبط كصراع بين الثورة اليسارية والثورة المضادة اليمينية، فاز فيها الوطنيون، وحكم فرانكو إسبانيا في 36 سنة التالية، من أبريل 1939 حتى وفاته في نوفمبر 1975.
عند استقلال المغرب أصبح الشارع يحمل اسم الشهيد (محمد الزرقطوني) وهو وطني مغربي، جاهد ضد الاستعمار في فترة الخمسينات، ولد بالدار البيضاء سنة 1925 واشتغل ضمن الحركة الوطنية، كون ودرب مجموعة من الفدائيين وأمدهم بالسلاح سنة 1950 إلى أن امتدت يد المستعمر الغاشم على رمز السيادة الوطنية الملك محمد الخامس ليصبح الزرقطوني أكثر نشاطا فوسع عمله وتواصله في سائر مناطق المملكة مساهما بشكل ميداني وفعال في المقاومة الشرسة ضد المستعمر، حيث قام صحبة رفاقه المجاهدين بنسف القطار الرابط بين الدارالبيضاء والجزائر الشيء الذي عجل بسقوطه في يد السلطات المحتلة صباح 18 يونيو 1955 حيث قبض عليه في منزله بسيدي معروف بالدارالبيضاء ومات قبل وصوله لمخفر الشرطة بعد أن تناول سما قاتلا وهو الشيء الذي دأب على فعله رفاقه المجاهدين عند الإمساك بهم بهدف حماية هذا التنظيم الجهادي السري.
تميز شارع محمد الزرقطوني إضافة إلى اتساع عرضه مقارنة ببقية شوارع جيله، بفخامة الأبنية وكبر المحلات التجارية التي تطبعت بهندسة مدرسة الطليعة الحداثية، كما أن وجوده بالحي الإسباني فرض سيطرة كاملة للإسبان على الملكية لكل العقارات السكنية منها أو التجارية، وقد انقسم هؤلاء المالكون بين المؤسسة العسكرية والمستثمرين المهاجرين، كل هذا يفسر كثرة المستودعات الكبيرة والمختلفة المآرب وكذا المشاريع المكلفة والمربحة كالفنادق والحانات ومخبزة التوزيع (الميلاغرو) والسوق المركزي الضخم (البلاصا) ومقرات الشركات الفلاحية والتجارية الكبرى.



 (صورة جوية توضح بشكل ممتاز شارع محمد الزرقطوني الذي يربط ساحة التحرير ب (البلاصا





Panaderia El Milagro (مخبزة المعجزة)
أحد أشهر صناع وموزعي الخبز الممتاز في القرن العشرين بمدينة العرائش، تميزت المخبزة أيضا بألد أنواع المقرمشات و المحمصات فأكسبتها شهرة داخل وخارج المدينة، كانت تقع قبالة السوق المركزي (البلاصا)، وكانت في ملكية عائلة راموس الملقبة ب (الفالينسيانوس) نسبة إلى مدينة فالنسيا الإسبانية، وفي عام 1969 اشتراها السيد عبد الحميد العزاوي الملقب ب (الوجدي) الذي استمر في تشغيلها إلى أن أصبح عاجزا على تدبير أمرها فهدمها عام 1981 و بنى مكانها العمارة السكنية الموجودة حاليا.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق