تبدو المعارك التي شهد رحاها وادي اللوكوس
كثيرة ومتنوعة فبعد ان عملنا على استجلاء ما خفي من معركة العرائشيين ضد الاسطول
النمساوي وتوقيع معاهدة استرياك. سنحاول ان نميط اللثام عن تفاصيل معركة تكاد تكون
مجهولة لدى المغاربة لعدم اهتمام مصادرنا التاريخية بها والاكتفاء ببعض الشذرات
الشحيحة بالنسبة لتلك التي ذكرت المعركة، وبإشارات سريعة كما نجدها عند احمد ابن
القاضي في كتابه “لقط الفرائد” وكذلك المؤرخ محمد الكراسي صاحب ارجوزة “عروسة
المسائل فيما لبني وطاس من مسائل” والنص الذي تركه لنا الحسن الوزان المعروف ب
“ليون الافريقي” في كتابه “وصف افريقيا”. وقد كانت هذه الواقعة نتيجة لأول محاولة
برتغالية جدية للتوغل داخل الأراضي المغربية، فإلى حدود سنة 1489 كان البرتغاليون
يكتفون بالحصون والمدن الساحلية، وقد استهدفت المحاولة التحكم في مجرى نهر اللوكوس
والتمركز على حدود مدينة القصر الكبير التي كانت تعتبر القاعدة الهجومية الخلفية
للمغاربة ضد التواجد البرتغالي باصيلا وطنجة. والاستيلاء عل السهول الممتدة على
طول مجرى النهر لضمان التمويلات الغدائية للمدينتين المحتلتين بشمال المغرب نظرا
لما أصبحت تشكله المدن المحتلة بالشمال المغربي من عبئ على خزينة الدولة
البرتغالية حيث اشار المؤرخ لانوي وفان دير لاندر في كتاب “تاريخ التوسع
الكولونيالي للشعوب الاوروبية ” الى ان المدن المغربية الاربعة المحتلة بشمال
المغرب كانت تستهلك عشر مداخيل البرتغال، فكانت محاولة تشييد مدينة، حسب بعض
المؤرخين، او تشييد حصن حسب آخرين في أعالي مصب نهر اللوكوس او “الاستيلاء على
مدينة صغيرة قديمة ” كما اورد ذلك الحسن الوزان في موسوعته وصف افريقيا، كمحاولة
من الرتغاليين لفك الحصار الاقتصادي عن مستعمراتهم و تجديد ارتباط المدن بضواحيها
و التحكم في السهل الخصب و محاصيله.
1- دواعي احتلال جزيرة " لاكراسيوسا "
اختلفت المصادر في تحديد الموقع المسمى
المليحة او لاكراسيوسا حسب التسمية البرتغالية، لكنها اتفقت ان الموقع كان يوجد
بين مدينة العرائش والقصر الكبير، صادف الاستيلاء على المليحة والجلاء عنها عهد
الملك البرتغالي خوان الثاني” 1481-1495″
الذي يوافق بالمغرب عهد مولاي الشيخ ابي عبد الله محمد الشيخ الوطاسي مؤسس دولة بني
وطاس” 1471-1496″
وقد تمكن الشيخ محمد هذا من توقيع معاهدة سلام لعشرين سنة وقعها اب الملك البرتغالي
خوان الثاني مع محمد الشيخ. الا ان الضربات الموجعة التي كانت تتلقاها المدن
المحتلة كطنجة وأصيلا انطلاقا من مدينة القصر الكبير جعلت الملك البرتغالي “دون
خوان الثاني” يفكر في تشييد قاعدة عسكرية تقطع الطريق على هجومات المغاربة على
أصيلة وطنجة بالتمركز بأعالي مصب نهر العرائش،
استقر
البرتغاليون سنة 1489 في المليحة ” la graciosa”.بغرض
تأسيس قلعة ، لكن ظروفا عديدة حالت دون ذلك ولم يتمكنوا من إتمام عملهم خلال
الأشهر القليلة التي مكثوا هناك ” من مارس الى غشت ” فقد وصلوا اليها في
البعثة الأولى في اسطول مكون من اربعة مراكب خرجت هذه البعثة ترجيحا في شهر مارس
1489 بقيادة الجنرال كاسبار جوسارت مكونة من 160 رجلا في مهمة بناء حصن
عسكري في أعالي مصب نهر اللوكوس و بتتبع تقدم الاحداث نجد عند متم شهر يونيو انه
كان بالمليحة حوالي 500 جندي برتغالي بجزيرة المليحة وذلك حسب ما أورده الباحث
طوماس غارسيا فيغيراس في هذا الموضوع.
2- رد الفعل المغربي
على اثر ذلك تحرك الجيش المغربي تحت قيادة
ملك فاس الشيخ ابي عبد الله محمد الشيخ الوطاسي وأخيه مولاي يحيى واخذوا
مواقعهم حول الموقع بأربعين الف فارس ومشاة لا عد لهم، واعتقدوا انهم سيخضعون
الموقع بسهولة نظرا لقلة عدد البرتغاليين فهاجموا الموقع بقوة ومن كل الجهات،
وحاصروا النهر عبر الضفاف لعرقلة أي مجهود للنجدة او التموين فأرسل الملك
البرتغالي تعزيزات قادها احد جنرالاته في 1000 من الرجال استطاعوا بفعل مدفعيتهم
واستماتتهم من جعل المغاربة يلجؤون لحصار الموقع، فرغم التفوق العددي للجيش
المغربي الا ان الحنكة العسكرية و الآلات الحربية المتطورة التي كان يتوفر عليها
البرتغال بموقع المليحة اضطرتهم الى اعتماد اسلوب الحصار الطويل الأمد، بعد ان
كادت حركة الامير الوطاسي ان تفشل بسبب ” الرمي المستمر للمدفعية البرتغالية
الكثيفة المرعبة ” حسب ما ذكره حسن الوزان في كتابه السالف الذكر. وتعزو الرسالة
التي وجهها ملك البرتغال الى البابا- والتي سنعود الى ذكرها بعد قليل- صمود
ثلة صغيرة من الجند البرتغالي في وجه العسكر المغربي الى “خبرة البرتغاليين في
الدفاع عن الحصن الذين عرفوا كيف يعززونه بسور وخندق وحائط منحدر مشرف على الخندق،
واضعين حوله مدافع وآلات أخرى بالإضافة إلى المجانيق ” وكتب في نفس السياق طوماس
غارسيا فيغيراس ” لما رأوا- المغاربة – الخسارة التي تسببها أسلحة النصارى وطلقات
النار الثائرة قرروا محاصرة الموقع من بعيد” فلجا المغاربة الى قطع النهر بحاجز
قوي مملوء بالأحجار تحت القلعة قريبا من مصب النهر وصار النهر بذلك غير صالح
للملاحة بالنسبة للسفن الكبيرة والصغيرة فوقع اليقين بعدم إمكانية النجدة من جهة
البحر” وتطلعنا الرسالة السالفة الذكر والتي بعثها ملك البرتغال الى البابا
“انوصانت الثامن” والتي نتوفر على نسخة منها من تعريب الدكتور احمد بوشارب، نجد
نفس الرواية بتعديلات طفيفة حيث تقول الرسالة ان: “المسلمين استقروا على ضفتي
النهر فسدوا وقت الجزر بالحجارة نهر العرائش الذي كان يسمح وقت المد بوصول الزاد
الى قصرنا لان النهر غير عميق ببعض الأماكن خصوصا في الصيف ووقت الجزر، كما حصنوا
كل ضفة بحائط متين من الحجارة والخشب حيث وضعوا على كل جانب آلات موجهة نحو النهر
ومنعوا السفن من الدخول اليه وحالوا بذلك دون وصول الزاد الى جنودنا” مما
يدل على ان الرواية الرسمية البرتغالية استقرت على امر واحد. وبالالتفات الى
المصادر المغربية القليلة التي أوردت أخبار هذه الواقعة نقرا عند الحسن الوزان
المعروف بليون الإفريقي ما يلي:” لكن بعضهم نصحه – أي نصح الملك الوطاسي – بان
يأمر بصنع تحصينات من الخشب في وسط النهر على مسافة نحو ميلين من سافلة الجزيرة،
وقطعت الأشجار المجاورة تحت حماية هذه التحصينات. وبعد قليل من الوقت وجد
البرتغاليون ان مدخل النهر قد سد في وجوههم بجذوع أشجار ضخمة بحيث لم يعد
باستطاعتهم الخروج بأسطولهم” تشبه الخطة التي ذكرها الوزان هنا الخطة الحربية التي
سيستعملها سكان العرائش لمنع الاسطول النمساوي من التقدم في نهر اللوكوس لاحقا سنة
1829 غير ان مسالة استعمال سد من الحجارة التي ذكرها الملك في رسالته الى البابا وأكدها
الباحث طوماس غارسيا فيغيراس سيذكرها كذلك محمد الكراسي المصدر المغربي الذي عاصر
المعركة والذي أرخ لها من خلال ارجوزته حيث قال:
وكانت من ذا الرئيس
الحبيب
راى ســـديد ردهــم جـليــب
ان قطتــع الوادي بجعل
سـلل
من قصب وبالصخور تمتلي
انـــزلـها بــعمـل
التــثـبـــيت
وقـــطع الـــوادي بــلا تثـليت
وامـــتنع الطــــلوع
بالجــفان
فــــأيقــنوا بــساعة الخـسران
عمل في ذاك وشدا
العــملا
وفوق سرجه الصخور حـملا
حــتى إذا أبطل قصدا وعلا
أبــطل للــكافر مـا قــد أمــلا
مما
يؤكد لجوء القوات المغربية الى استعمال الحجارة لصنع هذا السد، وأمام هذا الوضع
استنفر الملك البرتغالي قواته وأصدر عفوا عاما عن الهاربين الذين يذهبون للخدمة
ضمن “اسطول العرائش” كما أسمته المصادر البرتغالية فخرج اسطول للنجدة بقيادة
القائد ايريس داسيلفا الذي لم يفلح في اجتياز السد الحجري الذي أقامه المغاربة عند
مصب نهر اللوكوس بالإضافة إلى المناوشات الشرسة للجيش المغربي.
3- الاستعجال الى المفاوضات وتوقيع الهدنة
يرجع حسن الوزان دخول الملك الوطاسي في
مفاوضات مع الجانب البرتغالي الى انه “فكر في انه سيعرض للخطر ارواح كثيرة من
رعاياه” و تأكد له ان النصر رغم إمكانيته القائمة الا انه ” سيكون ثمن هذا
الانتصار خسائر جسيمة، فدخل في مفاوضات مع قائد الاسطول” وتجمع المصادر البرتغالية
الى ان قرار الملك البرتغالي الحضور بنفسه لانقاد حاميته بالمليحة اثار رد فعل
الملك الوطاسي فقدم مقترحات لرفع الحصار شريطة الانسحاب من المليحة، وكان جواب
القائد داسيلفا اشتراط خروج الجميع سالما باسلحته و مدافعه و خيوله، وفي الرسالة
التي ارسلها الملك البرتغالي الى البابا انوصانت الثامن المشار اليها انفا والتي
نشرها الدكتور احمد بوشارب في كتابه ” وثائق ودراسات عن الغزو البرتغالي و نتائجه”
نقرا ان سبب الجلاء عن المليحة بالنسبة للبرتغاليين يعود الى سببين اثنين اولا
“اغلاق النهر في وجه المراكب البرتغالية ومنع المحاصرين الذين كانوا داخل الحصن من
التوصل بالمساعدة، اما السبب الثاني فيكمن في “تفشي الحمى نظرا لكثرة المستنقعات
الشيء الذي دفع بالمسؤولين بالجلاء عن الحصن” ويشير فيغيراس حقا الى المرض الذي
الم بالقائد المسؤول عن موقع المليحة خوان داسيلفا وقيادة الحملة بعد ذلك من طرف
دون خوان رودريغيز دي سوسة” و يفيدنا محمد الكراسي في الأسباب التي يمكن اعتبارها
حاسمة في استعجال الملك الوطاسي امر المليحة وعقد الهدنة مع البرتغاليين، حيث أشار
في أرجوزته الى الفتن الداخلية خصوصا عصيان قبائل الشاوية.والتي كانت وراء استعجال
الملك الوطاسي عقد الهدنة وتوقيع معاهدة صلح المليحة حيث قال:.
وكان للسلطان ضد
خالفه شاوية وغيرها مخالفة
فخاف ان ابطا شهر
اخر عواقبا لا مثلها يــــؤخر
و
يبدو ان الظروف لعبت دورا كبيرا في توقف المشروع البرتغالي وانتهاء امر المليحة
على ذاك الحال حيث اجتمع الطرفان للتفاوض بعد هذه الواقعة بقرية تشميس وهي مدينة ليكسوس
الاثرية قرب مصب نهر اللكوس وتم إمضاء المعاهدة يوم 27 غشت 1489 وتوارب
المصادر البرتغالية حين تقدم انسحابها من المليحة على انه انتصار البرتغاليين رغم
ذلك بعد حصولهم على تنازلات ترابية كبيرة فبالاضافة الى ما كان بايدي البرتغاليين
تنازل لهم اللك المغربي عن اراضي اخرى خصبة حيث يفهم من سياق الرسالة السالفة
الذكر ان المعاهدة مع ملك مملكة فاس لا تجعل حدا للنشاط العسكري البرتغالي بل تسمح
لهم بمتابعة الحروب التي اعلنوها على الاسلام به. وكان كل ما اعترفت الرسالة به هو
تبادل الرهائن، اما المصادر المغربية القليلة التي ذكرناها تؤكد على هزيمة
البرتغاليين وذكرت انهم أرغموا على تقديم فدية مهمة مقابل سماح الملك الوطاسي لهم
بالانسحاب الا انها اشارت الى ان الملك الوطاسي لم يكن مستعدا للاستمرار في الحصار
حتى الانتصار النهائي على برتغالييي المليحة وإذا كان الحسن الوزان المعروف بليون
الافريقي قد سكت عن الأسباب فان صاحب محمد الكراسي صاحب عروسة المسائل كما رأينا
يرجع الاسباب الى الفتن الداخلية.
4- مدينة العرائش والعودة الى مسرح التاريخ
لكن ما راعنا ونحن نتتبع اخبار هذه الواقعة
التي لم يرد ذكرها ضمن المتون التاريخية المغربية الكبرى هو غياب مدينة العرائش في
هذه المرحلة التاريخية ويطرح السؤال هنا بالحاحية كبرى: لم لم تلعب العرائش أي دور
عسكري في معركة “لاكراسيوسا”؟ فلولا الإشارات البرتغالية القليلة التي تسمي نهر
اللوكوس بنهر العرائش، وخصوصا الرسالة التي استعنا بها هنا والتي بعثها ملك
البرتغال خوان الثاني الى البابا “انوصانت الثامن” لاعتقدنا جازمين ان مدينة العرائش
لم تكن قد بنيت بعد وهو الأمر الذي وقع فيه المؤرخ المغربي الكبير عبد الوهاب
بنمنصور عند تحقيقه لمخطوط محمد الكراسي “عروسة المسائل” التي اعتمدناها كمصدر
لهذه الدراسة حيث قال هذا المحقق الكبير والمؤرخ الفذ” العرائش لم تكن موجودة
آنذاك” بدون تثبيت او تحقق. ونحن بالمقابل نميل الى الاعتقاد ان العرائش انذاك
كانت خالية من السكان بعد التهديدات الجدية التي كانت تتلقاها من البرتغاليين بعد
احتلال اصيلا، و تنازل محمد الشيخ عنها للبرتغاليين سنة بعد معاهدة اصيلا سنة 1471
وفي ذكره للمليحة واحداث المعركة، يقول الحسن الوزان الملقب بليون الافريقي في
كتابه الموسوعي الكبير وصف افريقيا الجزء الاول الصادر عن منشورات الجمعية
المغربية للتاليف و الترجمة و النشر سنة 1980 صفحة 233 ” في الوقت الذي كانت فيه
طنجو و اصيلا خاضعتين للمغاربة كانت العرائش كثيرة السكان ، لكن بعدما سقطت هتان
المدينتان في يد النصارى غدت العرائش مهجورة الى ما يقرب من عشرين سنة من ايامنا
هذه ” و بالعودة الى تاريخ تاليف كتاب “وصف افريقياط الذي الفه الحسن الوزان
بايطاليا بطلب من البابا ليون العاشر والذي يوافق سنة 1526 فان مدينة العرائش اعيد
بناؤها او تعميرها بداية القرن السادس عشر بعد ان بقيت خالية لمدة ما يناهز
الاربعين سنة، و ليست مدينة العرائش وحدها التي أخلاها سكانها بل كذلك مجموعة من
التجمعات السكانية على مجرى نهر اللوكوس كالمليحة ونارنجة، و أكلا، والحمر،
وغيرها. و يؤكد هذا الزعم هو عدم قيام البرتغاليين بالاستيلاء على مدينة العرائش
كمحطة استراتيجية ضرورية لإمكانية الاستيلاء على جزيرة المليحة، بالإضافة الى سكوت
المصادر البرتغالية والمغربية عن اية عملية مقاومة للبوارج الحربية التي كانت تمخر
في اتجاه الوادي من البحر، بل حتى الخطة الحربية للسلطان الوطاسي لم تشمل تحريك
الآليات الدفاعية لمدينة العرائش على اعتبار إشرافها المباشر على مدخل الميناء مما
يفسر خلو العرائش آنذاك من أية قيمة حربية ولم تكن تشكل أي تهديد عسكري للملاحة
البرتغالية بمصب نهر اللوكوس لذا بحث البرتغال عن مكان متقدم في النهر يقطع الطريق
على مؤن مملكة فاس الحربية عن مهاجمة اصيلة و باقي الثغور ..طنجة و القصر الصغير و
سبتة. وفي تتبعنا للاخبار التي ذكرها برناردو رودريغيز وهو مواطن برتغالي ترعرع
بمدينة اصيلا وكتب حولياته بدقة بالغة وبتفاصيل كثيرة غطت الاحداث الحاصلة من سنة
1508 الى سنة 1535 حيث لا نجد ذكرا لمدينة العرائش الا عرضا ودون أهمية تذكر، بل
ان حضور بني كرفط كتجمع سكاني كبير بالمنطقة كان لها دور كبير في الحروب ضد
البرتغال. وتشير عملية توقيع معاهدة السلام بعد معركة المليحة بموقع تشميس او شميس
وهي التسمية المغربية لمدينة ليكسوس يشير الى غياب أي نواة معمارية بمدينة العرائش
انذاك لعقد اجتماعات من هذا الحجم بين ممثلي الدولتين. وفي نفس السياق احمد بن
خالد الناصري في كتابه الاستقصا لأخبار دول المغرب الاقصا” المجلد الثاني، عند
حديثه عن احتلال البرتغال للثغور المغربية” واستحوذ عدو الله –يقصد البرتغال – على
بلاد الهبط وضايقهم بها حتى انحازوا إلى الأمصار المنزوية عن الأطراف والقرى
النائية عن السواحل” مما يؤكد شمول ظاهرة اخلاء المدن والتجمعات القريبة من مناطق
الاشتباك مع البرتغاليين. لا شك ان الوطاسيين بعد معركة المليحة انتبهوا لأهمية
اعمار العرائش وتحصينها وهو الامر الذي سيقوم به لاحقا ابن محمد الشيخ الوطاسي الملك
محمد الملقب بالبرتغالي حيث ستلعب مدينة العرائش منذ ذاك التاريخ دورا رياديا على
مسرح التاريخ العالمي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق