الذكرى المئوية لمبنى
البنك المخزني المغربي 1924-2024
البنك
المخزني المغربي سابقا، أو " Banco
de Estado de Marruecos " كما كان يطلق عليه في
عهد الحماية، تم تشييد المبنى في
بداية عشرينيات القرن الماضي
بشارع الملكة فكتوريا آنذاك (شارع محمد الخامس
حاليا) بهندسة معمارية نيو-عربية، وهو واحد من أجمل المباني المؤثثة للإنسانتشي
الإسباني بالعرائش (مشروع التوسعة العمرانية) خارج أسوار المدينة العتيقة في القرن
العشرين، افتتحت المؤسسة البنكية أبوابها في هذا المبنى بتاريخ 19 غشت 1924، وقد
عرف حفل الافتتاح حضور مدير البنك المركزي بطنجة خوليو كاريو الذي ألقى كلمة
بالمناسبة أشاد من خلالها بالجهد المبذول وجودة العمل وفخامة المبنى، كما أشار إلى أهمية الدور المنوط بهذه المؤسسة المالية، والمتمثل
بالدفع باقتصاد المنطقة والتسريع في دينامية الإقلاع التجاري والصناعي والفلاحي للمدينة
ومنطقة لوكوس التي كانت تضم أيضا مدينتي القصر الكبير وأصيلة وسائر بلاد الهبط،
وقد شهد حفل افتتاح البنك المخزني المغربي حضور شخصيات رسمية وعسكرية ومدنية
بارزة، منها القنصل الإسباني بالعرائش إيميليو زابيكو، والدوقة إيزابيل
أورليان وريثة العرش الفرنسي التي عاشت وماتت بالعرائش، وهي الأميرة الشهيرة محليا
باسم "دوكيسا" رفقة بناتها الأميرات، كما حضر الجنرال المسؤول عن
المنطقة آنذاك خوان فرنانديز غارسيا.. إضافة إلى ممثلي الصحافة المحلية.
أما عن مسألة إحداث البنك المخزني في المغرب، فقد بدأت فصولها منذ حرب تطوان 1860 وما خلفته من استنزاف لخزينة الدولة نتيجة الغرامات التي فرضت عليه، ثم فشل محاولات الإصلاح النقدي الذي تسببت فيه عوامل داخلية أهمها وفاة السلطان الحسن الأول، وعوامل خارجية تجلت في مخرجات مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة 1906 الذي تمخض عنه إعداد قانون خاص بالبنك المخزني صادقت عليه الجمعية العامة للمساهمين بتاريخ 25 فبراير سنة 1907. وكان البنك عبارة عن مؤسسة دولية برأسمالها وإدارييها وموظفيها، وكذا القوانين التي تسيرها، اتخذ مقره الرئيسي في طنجة على أن يفتح فروعا له في مدن المغرب الرئيسية، وكان على الدولة المغربية آنذاك توفير الوعاءات العقارية اللازمة لإقامة وكالات البنك ثم إعفاؤه من كل الضرائب، أما رأسمال البنك، فقد تم تحديده في 15.400.000 فرنك، وقسم إلى أربع عشرة حصة من 2200 سهم بقيمة 500 فرنك، وخصصت اثنتا عشر حصة منها للدول الموقعة، واثنتان لمجموعة البنوك الفرنسية صاحبة امتياز قرض 1904. وعهد بالتسيير إلى مجلس إدارة مكون من أربعة عشر عضوا، يختارهم الجمع العام للمساهمين، وتم التنصيص على أن يعين كل من بنك ألمانيا وبنك إنجلترا وبنك إسبانيا وبنك فرنسا مراقبا يمثله بالبنك المخزني، وذلك للتأكد من حسن سير العمل، واحترام بنود الامتياز، ومراقبة العمليات المرتبطة بتحسين وضعية العملة. ومن جانب آخر، نص الميثاق كذلك على ممارسة الدولة المغربية للرقابة على البنك بواسطة مندوب سام ليس لديه حق التدخل في الإدارة والتسيير، وإنما يحق له الاطلاع على سير عمل البنك، ومراقبة إصدار الأوراق المالية، وضمان احترام مقتضيات الامتياز، كما كان عليه التوقيع على الأوراق المالية و/أو ختمها، والإشراف على علاقات البنك بخزينة الدولة، ومن أهم الإنجازات التي قام بها البنك، هي تولّيه سك القطع النقدية الفضّية من فئة «الحسني» وإصدار أولى الأوراق البنكية، وفي مارس 1920 تقرر إلغاء عملة «الحسني» وتعويضها بأوراق بنكية وقطع نقدية بالفرنك المغربي، وتم تخويل البنك المخزني امتياز الإصدار إلى غاية سنة 1946. وبعد استقلال المغرب تمّ في فاتح يوليوز 1959إحداث معهد إصدار وطني صرف يحمل اسم «بنك المغرب» بموجب الظهير الشريف رقم 233-59-1المؤرخ في 23 ذي الحجة 1378 (موافق 30 يونيو 1959)، وذلك ليحلّ محلّ «البنك المخزني المغربي» الذي توقّف نشاطه بصفة رسمية.
روابط مرجعية:
·
https://larache-historia.blogspot.com/2010/02/el-banco-de-estado-de-marruecos-en.html
·
https://sergiobarce.blog/tag/banco-hispano-americano-de-larache
·
https://larachearchives.blogspot.com/2017/07/blog-post_8.html
·
https://www.todocoleccion.net/postales-africa/larache-28-banco-estado-marruecos-ediciones-carmen-cremades-fot-mediamarca~x32031592
·
https://www.bkam.ma/ar/
·
https://larachearchives.blogspot.com/2018/08/1860.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق