السبت، 7 يناير 2017

جامع الأنوار والجندي المجهول بالعرائش


جامع الأنوار قديما قبل تهديم صومعته من طرف سلطات الحماية

    محمد عزلي

هذا المسجد عمره أزيد من ثلاثة قرون، أمر ببنائه السلطان الفاتح مولاي إسماعيل العلوي بعد تحريره لثغر العرائش سنة 1689 من يد الاحتلال الإسباني، وقد شيد على أرض كانت مقبرة للمسيحيين. وفي بداية القرن العشرين احتل الإسبان العرائش مجددا سنة 1911، فأقدم الحاكم العام الإسباني على هدم صومعة المسجد سنة 1930 وأعد ساحة بين جسم المسجد والسور الوطاسي وضع فيها نصب الجندي المجهول.


نصب الجندي المجهول الذي احتل المكان لأزيد من ربع قرن 

بعد استقلال المغرب، وتحديدا سنة 1957 أمر جلالة الملك محمد الخامس طيب الله ثراه، بإعادة تشييد جامع الأنوار ليتخذ شكله الجديد كما نعرفه حاليا، وقد مول مشروع إعادة بناء مسجد الأنوار من طرف دولة الكويت، وهذا ما يفسر تسميته بمسجد الكويت في مرحلة لاحقة من قبل جلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله، وقد تميز نمطه العمراني بالمدرسة الشرقية الإسلامية مع إدخال اللمسة التقليدية المغربية، وهذا ما يبدو واضحا في الصومعة ذات الأضلاع الثمانية شبه الدائرية، وكذلك المنبر الذي هو عبارة عن شرفة فوق المحراب وهو الأمر المعتاد في مساجد المشرق العربي.
وبالعودة إلى المسجد الأصلي، يذكر أن الجامع كان يستند على دار باشا المدينة والتي كانت تحتل فضاء ساحة دار المخزن، كما أن المشور المحاذي له يشبه في عمارته أروقة السوق الصغير وهو ما يرجح تأريخ مشور الأقواس إلى النصف الثاني من القرن 18، أي زمن حكم السلطان العلوي سيدي محمد بن عبد الله، وقد استخدم المكان كمحكمة عمومية يبث فيها القاضي علانية في شكاوى وقضايا البلاد والعباد، وتجدر الإشارة أيضا إلى أن منبر مسجد الأنوار كان قد نقل إلى مسجد الزاوية المصباحية حيث لا يزال متواجدا إلى يومنا هذا، وبالتالي فهو يعتبر أقدم منبر بمدينة العرائش.

المشور المحادي لجامع الأنوار و الذي خصص للقضاء

جامع الأنوار أو مسجد الكويت بشكله الحالي

تدشين ساحة الجندي المجهول سنة 1930 يظهر في الصورة قوس الأنوار الحديث و جامع الأنوار بدون صومعة بعد أن هدمتها سلطات الحماية
(صورة من المكتبة الإلكترونية لوزارة الدفاع الإسبانية)

صورة أخرى أكثر وضوحا تظهر المسجد بدون سقف ولا صومعة بينما الجدران تركت قائمة 

صورة أخرى من المكتبة الإلكترونية لوزارة الدفاع الإسبانية مؤرخة سنة 1930 توضح شكل الساحة بعد التعديلات و يظهر نصب الجندي المجهول

دار الباشا مستندة على جامع الأنوار قبل هدمه من طرف سلطات الحماية و التي كانت تحتل وسط الساحة


1- البوابة القديمة لجامع الأنوار الذي هدمه الحاكم الإسباني زمن الحماية قبل أن يعيد بناءه جلالة الملك محمد الخامس طيب الله ثراه.
2- البناية الخلفية بالنوافد التي تستند على الجامع هي دار باشا المدينة هدمها نفس الحاكم وجعل مكانها ساحة دار المخزن الحالية.
3- المشور المحادي للجامع لازال قائما إلى اليوم، يشبه في عمارته أروقة السوق الصغير مما يرجح تأريخه إلى النصف الثاني من القرن 18، وقد استخدم المكان كمحكمة عمومية يبث فيها القاضي علانية في قضايا البلاد والعباد.










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق