يعتبر
الحاج المفضل التدلاوي رحمة الله عليه، أحد أبرز الشخصيات العرائشية المؤثرة في
الذاكرة والتراث والثقافة المحلية المعاصرة بمدينة العرائش، ففضلا عن مساره المهني
المشرف ونشاطه الجمعوي المتميز، خَلَّفَ لنا المرحوم إرثا زاخرا سواء في الطرب
الأندلسي وموسيقى الآلة، أو في السماع الصوفي ومدح خير البرية، أو في توثيق التراث
الثقافي المادي واللامادي لمدينة العرائش، وكذا أبحاثه المتقدمة في جرد وتصنيف
النسيج السكاني للمدينة بما فيها الأسر والعائلات التي استوطنت العرائش خلال العصر
الحديث والمعاصر..
ازداد الحاج المفضل التدلاوي
بالعرائش يوم 18 شتنبر 1921، وتوفي بها في 2 يناير 2011، استهل مساره الدراسي في المدرسة
الأهلية الحرة بالعرائش وتواصل بالمعهد الحر في تطوان، بدأ مساره المهني منذ سنة
1942 كموظف إداري لدى وزارة الداخلية إلى غاية تقاعده سنة 1982، وكان قد تقلد
خلالها منصب خليفة الباشا ثم باشا بالنيابة في مدينة العرائش، اشتهر المفضل
التدلاوي بولعه الكبير بالتراث الصوفي والمديح والنغم المغربي الأصيل، فأَسَّسَ لهذا
الغرض جمعيات نشطت وتميزت في هذا المجال، وهي: "جوق الرابطة للموسيقى
الأندلسية"، "جمعية إخوان المديح"، و"جمعية الكواكب العرائشية
لمدح خير البرية"، وقد كان رحمه الله أحد أعضاء النخبة الوطنية للمديح
والسماع المعروفة بتنشيطها للحفلات الدينية بالقصر الملكي، كما شارك في إحياء عدد كبير من
الحفلات محليا ووطنيا سواء الخاصة أو خلال المهرجانات والملتقيات والمناسبات
الوطنية والدينية تحصل خلالها على جوائز وتكريمات عديدة..
صدر للمفضل التدلاوي كتابان،
الأول بعنوان "إطلالة على النغم المغربي الأصيل" سنة 2000، والثاني كتاب
"أضواء على ذاكرة العرائش" سنة 2001، وهو أحد أهم ما كتب عن تاريخ العرائش
وذاكرتها المعاصرة.. كما ترك أيضا كتابان مخطوطان، الأول بعنوان "نزهة
الذاكرين وبغية المادحين"، وهو مخطوط من جزأين، أما الثاني فهو موسوم ب «نهج
دائرة المعارف".
رحم الله الحاج المفضل التدلاوي وتقبل
منه خير أعماله وجعلها صدقة جارية وعلما ينتفع به يُثقِلُ ميزان حسناته يوم لا
ينفع مال ولا بنون.
[محمد عزلي]
الصورة من خزانة ذ.حسام الكلاعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق