ية في التأليف والتمثيل. وهذا ما ساعد
الكنفاوي على الالتحاق بالمعمورة للاستفادة من التداريب التي سهر عليها فرنسيون
مثل نوران ولوكا اللذين أعجبا به وبموهبته واحتضناه؛ وهو ما جعل منه أول مدير
لفرقة التمثيل التي مثلت المغرب سنة 1956 في مهرجان الأمم بباريس وحصلت على
الجائزة الثانية.
ويوضح الباحث المسرحي عبد المولى الزياتي قائلا إن هذا التتويج لم يرض طموح الفنان عبد الصمد الكنفاوي، فاشتغل بالسلك الدبلوماسي ببوردو، فالتقى بالصحفية “دانييل” التي أصبحت في ما بعد زوجته، ثم انتقل للعمل كدبلوماسي في موسكو، فكان هاجس المسرح مرافقا له مما مكنه من تفتق موهبته على المسرح الغربي وعلى مختلف وسائل التعبير الحر من كتاب وصحافة و تلفزة… مما أهله لتكثيف نشاطه على مستوى الكتابة وتنظيم المهرجانات الوطنية للهواة سنوات 72/73/74، فسمي رائد الحركة المسرحية بالمغرب، كما اعتبر من المؤسسين الأوائل لفن المسرح بالمغرب من حيث الترجمة والتأليف والاقتباس.
ويضيف الباحث المسرحي ذاته: “لقد اهتم الكنفاوي بتأليف العديد من المسرحيات من أهمها: مسرحية “بوكتف” التي ساهمت في فضح وتعرية الواقع المغربي بمختلف شرائحه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية؛ ومسرحية “مولا نوبة” التي مثلت صورة حية للحياة بالإدارة المغربية وما تعرفه من تدهور واستغلال النفوذ والرشوة، وطرحت ما يتعرض له المواطنون من ابتزاز بطريقة كاريكاتورية فجاءت صورة ناطقة معبرة تعكس ذاتية المؤلف، ومعايشته كمسؤول بالعديد من الإدارات مكنته من رسم شخوصه بدقة في كل أعماله المسرحية”.
ويوضح الباحث المسرحي عبد المولى الزياتي قائلا إن هذا التتويج لم يرض طموح الفنان عبد الصمد الكنفاوي، فاشتغل بالسلك الدبلوماسي ببوردو، فالتقى بالصحفية “دانييل” التي أصبحت في ما بعد زوجته، ثم انتقل للعمل كدبلوماسي في موسكو، فكان هاجس المسرح مرافقا له مما مكنه من تفتق موهبته على المسرح الغربي وعلى مختلف وسائل التعبير الحر من كتاب وصحافة و تلفزة… مما أهله لتكثيف نشاطه على مستوى الكتابة وتنظيم المهرجانات الوطنية للهواة سنوات 72/73/74، فسمي رائد الحركة المسرحية بالمغرب، كما اعتبر من المؤسسين الأوائل لفن المسرح بالمغرب من حيث الترجمة والتأليف والاقتباس.
ويضيف الباحث المسرحي ذاته: “لقد اهتم الكنفاوي بتأليف العديد من المسرحيات من أهمها: مسرحية “بوكتف” التي ساهمت في فضح وتعرية الواقع المغربي بمختلف شرائحه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية؛ ومسرحية “مولا نوبة” التي مثلت صورة حية للحياة بالإدارة المغربية وما تعرفه من تدهور واستغلال النفوذ والرشوة، وطرحت ما يتعرض له المواطنون من ابتزاز بطريقة كاريكاتورية فجاءت صورة ناطقة معبرة تعكس ذاتية المؤلف، ومعايشته كمسؤول بالعديد من الإدارات مكنته من رسم شخوصه بدقة في كل أعماله المسرحية”.
وما لبث عبد الصمد أن اشتد به مرض خبيث في آخر حياته، وأسدل الستار
على فنان أفنى عمره خدمة للطبقة الكادحة مفتخرا أنه كان ينتمي إليها سنة 1976 .
عن :العرائش 24. الخميس 1 أكتوبر 2015
31/03/1976
جنازة تاريخية
بقلم : محمد عزلي
أقفلت السلطات المحلية بمدينة العرائش مقبرة لالة منانة وأوقفت عملية الدفن
بها بعد استقلال الوطن وبقيت كذلك حتى ينظر في أمر تحويلها أو تفويتها أو استغلالها
بعد مرور المدة الشرعية التي تخول نقل رفاة كل الراقدين بها إلى قبر جماعي خارج
أسوارها فتصبح متاحة وجاهزة للاستغلال.
لكن وفاة أحد أشهر أعلام مدينة العرائش والمملكة المغربية، الدبلوماسي الأديب
الكاتب المسرحي عبد الصمد الكنفاوي في 31 مارس 1976 سيتسبب في كسر هذا القرار، فقد
وضع الحدث المسؤولين المحليين في تضارب وحيرة وارتباك، حيث أن هناك من رخص بدفن
الفقيد بزاوية سيدي عبد الكريم وهناك من أمر بدفنه بالزاوية المصباحية إلى أن جاء
القرار النهائي الحاسم بدفنه في زاوية الولية الصالحة لالة منانة المصباحية وسط
حشد رسمي يمثل القصر الملكي وحكومة المملكة ومختلف ممثلي السلطات المركزية
والمحلية والتمثيليات الحزبية والنقابية والمدنية إضافة إلى حشد شعبي لم تعرف
المدينة مثيلا له قبل ذلك.
عادت الأمور بعدها إلى طبيعتها حيث بقي الدفن بالمقبرة ممنوعا ، إلى أن بدأت
الاستثناءات التي فرضها بعض الأعيان الذين تحججوا بدفن الكنفاوي فيها ثم أخدت بعض
العائلات الشهيرة بدفن ذويها بجوار الولية المصباحية، ثم أصبح الأمر شيئا فشيئا
متاحا من جديد لكل السكان الذين تربطهم في واقع الأمر علاقة قوية بهذه المقبرة
وهذه الزاوية وهذه الولية الشريفة المصباحية.
عبد الصمد
الكنفاوي.. نابغة المسرح المغربي
بقلم :
المصطفى الإسماعيلي
رأى المسرح المغربي النور بفضل الشغف والعشق الذي سكن قلوب مجموعة من الفنانين والمبدعين ، ومن ضمنهم الراحل عبد الصمد الكنفاوي، أحد رواد المسرح بالمغرب ، ومكون الجيل الأول من المسرحيين والمبدعين المغاربة .
الكنفاوي، الذي
ولد بالعرائش في العام 1928، تابع دراسته الثانوية بثانوية مولاي يوسف بالرباط
التي حاز منها على شهادة الباكالوريا في العام 1951 قبل
أن يستكمل دراسته الجامعية في شعبة القانون.
والتحق في العام
1953 بمصلحة الشباب والرياضة كمنشط بورشات التدريب والتكوين المسرحية التي كان
ينظمها مركز "الفلين" بغابة المعمورة بالقرب من الرباط.
وبالموازاة مع
نشاطه التكويني الذي كان يباشره إلى جانب الطاهر واعزيز والفرنسيين أندريه فوازين
وشارل نوغ، اشتغل الكنفاوي قيما على مكتبة المركز، وهو ما أتاح له تعميق مداركه في
المجالات التي كان مهتما بها ولاسيما الثقافة الفنية والمسرحية.
وحمل العمل
المسرحي الأول الذي أنتجه الكنفاوي اسم "الشطابة"، تلته أعمال أخرى
مستوحاة من أعمال الكاتب المسرحي الفرنسي موليير، وعرضت مختلف هذه الأعمال بالمغرب
وباريس غداة حصول المملكة على استقلالها في العام 1956.
وكتب الكنفاوي
لاحقا العديد من النصوص المسرحية، من ضمنها عمله الفني المعروف باسم
"بوكتف"، و"مولا نوبة" و "السي التاقي"
و"سلطان الطلبة".
كما انتقل إلى
العمل المسرحي الإرتجالي من خلال نصه الذي يحمل عنوان "الارتجال على اللحية الزرقاء"، الذي قدم فيه رؤى متعلقة بالمشاهد
المسرحية توفر هامشا للعب الإرتجالي على الخشبة.
وفضلا عن ذلك،
كان عبد الصمد الكنفاوي ديبلوماسيا ومكونا للأطر النقابية وموظفا ساميا بوزارة
التشغيل، وكاتبا عاما لمكتب التسويق والتصدير والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي،
وتمكن من خلال إنتاجه الأدبي (نصوص مسرحية وشعرية وجمع الأمثال) من الحفاظ على
حريته الفكرية التي عكست روح فنان ملتزم.
وقاد هذا
الإلتزام المسرحي المغربي إلى إنشاء وتنشيط المسرح العمالي بالمركزية النقابية
الاتحاد المغربي للشغل في نهاية خمسينيات القرن الماضي.
ولا ينظر
الكنفاوي الى المسرح كأداة ترفيهية فقط، بل باعتباره التزاما وموقفا. ومن أجل
مواجهة الظلم، استغل السخرية التي تعد آلية قديمة للتعبير الجماعي واستلهم منها
لغة مشفرة، ونقدية في مواجهة التفاوتات.
وكانت الرغبة في
إنشاء مسرح حديث وأصيل في الوقت ذاته تحذو الراحل الكنفاوي، ومن خلال استعمال
اللغة الأم (الدارجة)، كان يعبر عن حاجته الى تقريب نفسه بشكل ملموس من الحقيقة
ومن المجتمع المغربي.
وتتميز لغة
الكنفاوي باستعمال الاستعارة والمعاني، وهي تقنيات جعلت مسرحياته تزخر بأمثال
وأقوال مستواحاة من التراث الشعبي المغربي.
وتمتح أعماله من
التراث الوطني القديم ومن ثقافات أجنبية أخرى لاسيما الفرنسية منها، وقد كيف
كتاباته على السياق المغربي وأغناها بخياله الخصب ومرجعياته الثقافية.
وهكذا، ترجم
واقتبس "لفوربوري دو سكابان" وكيفه مع الواقع المغربي ليحمل اسم
"اعمايل جحا"، فيما باتت مسرحية "تارتوف"، تحمل اسم
"السي التاقي".
وقد ميز هذا
التلاقح الذي جمع بين الأصالة والانفتاح المشهد المسرحي المغربي الصاعد الذي كان
له تأثير بالغ في أعمال مسرحيين كالطيب الصديقي واحمد الطيب لعلج وعبد السلام
الشرايبي وادريس التاديلي، وأرسى الفن المسرحي في المشهد الثقافي المغربي.
وسعى الكنفاوي
من خلال التزامه بالجمال إلى إرساء روابط متينة بين الفن والحياة، وهكذا صالحت
أعماله بين القيمة الجمالية والالتزام والموقف وطبعت الحقبة التي تلت حصول المغرب
على استقلاله.
ومن المقرر أن
يتم تخليد الذكرى الأربعين لوفاة الكنفاوي في 31 مارس الجاري، وهو ما يشكل مناسبة
للوقوف على الإسهامات التي قدمها رجل استثنائي للمشهد الثقافي المغربي.
عن: أحداث أنفو. الأحد
3 أبريل 2016
السلام عليكم ليس لدي اي تعليق انما راقني مقالك و توجهي لمحادثثك هو اني بحثت في كل المكتبات عن مسرحيات عبد الصمد الكنفاوي وولم اجده لذلك ارجوك ان كان لديك من مسرحياته فإني ابحث عن مسرحية السي التاقي لهذا الرائد و تنقصني الصفحة 212 لانه لدي كتاب مسرح الشعب و تنقصه هذه الصفحة و شكرا في انتظار جوابكم
ردحذف