الأربعاء، 30 يونيو 2021

اختبار تاريخي يجتازه بنك إفريقيا بالعرائش

 


تعتبر  البناية المملوكة لمؤسسة بنك إفريقيا (مجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية BMCE) واحدة من أجمل العمائر المؤثثة للإنسانتشي الإسباني خارج أسوار المدينة العتيقة للعرائش، بناية تحمل في تفاصيلها هوية وثقافة وذوق الطراز المعماري الإسبانوموريسكي المميز لمدينة العرائش، يعود تاريخ إنشائها إلى أواخر عشرينيات القرن الماضي بالتزامن مع السوق المركزي (البلاصا)، هذه القيمة المعمارية والتراثية للبناية والمجال العمراني الكولونيالي عموما جعلت الإدارة الوصية عن الثقافة إلى جانب متدخلين آخرين يضعون تصميما شاملا للمدينة العتيقة والإنسانتشي بغية حمايتها جملة من أي تدخلات قد تفقد هذا المجال خصوصيته وقيمته التراثية المعتبرة، وهو الأمر الذي حال دون هدم عدد من المباني داخل هذا المجال العمراني تحديدا، لعدة سنوات بالرغم من كونها ملكية خاصة وغير مصنفة في عداد التراث الوطني شأنها شأن بقية مباني الإنسانتشي.

اليوم وبعد أن وصل المبنى لهذه الحالة الكارثية، وبعد أن تم استصدار قرار هدم البناية، ثم تم تصحيح الوضع بإلغاء القرار إلى حين وضع ملف تقني يتضمن تصميم هندسي لإعادة بناء التوزيع الداخلي للبناية مع الحفاظ على الواجهة الحالية و ترميمها، تدعو جمعية أرشيف العرائش لتوثيق التراث الثقافي والبحث التاريخي أصحاب المشروع لدخول التاريخ من بابه الكبير وذلك من خلال التعاون مع المختصين والإدارة المسؤولة عن الثقافة بإقليم العرائش وكذا المحافظة الجهوية للتراث (طنجة-تطوان-الحسيمة) اللذان أكدا لنا بشكل قاطع ومباشر استعدادهما الكامل للتعاون والإشراف على عملية التدخل خاصة على مستوى الواجهة بشكل مهني واحترافي يراعي أدق الجزئيات والمعايير المعمول بها وطنيا وعالميا في مثل هكذا مشاريع ذات الصبغة التراثية والقيمة الثقافية المعتبرة، ولعلها فرصة مناسبة لإعادة الاعتبار للتراث العمراني بالمدينة من خلال خلق نموذج يحتذى به في تثمين التراث الثقافي المحلي والوطني، وإثبات الشركة المالكة بالملموس لعموم العرائشيين والمغاربة أنها مؤسسة مواطنة ومسؤولة وقادرة على لعب دورها في الدفاع عن مكتسبات هذا الوطن العظيم.

"أرشيف العرائش"





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق