السبت، 29 أغسطس 2020

مصادر الحكاية الشعبية في التراث المغربي


نظمت بمقر أكاديمية المملكة المغربية بالرباط ندوة علمية من لدن لجنة التراث بالتعاون مع الجمعية المغربية للتراث اللغوي حول الحكاية الشعبية بالمغرب، وذلك بتاريخ 19-20 شعبان 1426 22-23 شتنبر 2005. وهذه الورقة التي أعدها د. عبد الهادي التازي عضو الأكاديمية حول الموضوع، وحال وجوده في مكة المكرمة عن الحضور...

لم تكن مصادر الحكاية الشعبية في البيوت المغربية فقط من نسيج الخيال العلمي الذي نسمع به اليوم في مسلسلات هاري بوتر Harry Poter، من التي يتهافت على قراءتها الجد والأب والحفيد، ولكنها حكايات تعتمد على مصادر ومراجع تحتاج إلى دراسات ومراجعات واستقصاءات، ولعل مما يجب التذكير به هنا في بداية الحديث تلك المجالس التي اعتاد المغاربة حضورها بكثافة بظاهر أبواب المدن المغربية الكبرى أمثال فاس ومراكش ... مما كان يؤدي دور الثقافة الموازية حسب المصطلح المعاصر ...
كانت هذه المجالس تعقد خارج بعض الأبواب الشهيرة للمدينة: مثلا باب عجيسة بفاس باب الفتوح ... يجلس القوم متناثرين على المرتفعات هناك بين الأضرحة وشهود المقابر ... بعد صلاة العصر... حيث ينتصب من كان يعرف في هذا الوقت با ادريس الفداوي الذي يتتبع الناس حلقات مجلسه بعناية زائدة وكان يختار من صدق التعبير وحسن الأداء ما يزيد في شد الجمهور إليه، وبين فينة وأخرى يستعين بالنقر على دف صغير مربع لينبه الناس إلى فواصل سرده الجذاب ...
ولعل مما يجب التذكير به أيضا في هذا المقام أن نعود إلى مجالس من نوع آخر تعقد داخل بعض المساجد الصغرى التي تنتشر عادة بين الديار والمنازل داخل دروب المدينة ومنعرجاتها مما يتجاوز ثلاثمائة مسجد بالعد والحساب.
هذه المساجد التي تتخذ عادة لصلاة العشاءين يشيد بعضها إلى جانب ضريح من أضرحة فاس من أمثال ضريح سيدي عبد الرحمان المليلي في حومة العدوة، أو بزاوية من الزوايا مثل زاوية الصادقين التي توجد بحي المشاطين ...
هذه المساجد الصغرى كانت ملاذا لصغار التجار والصناع والعملة يقصدونها للتعلم حيث يستمتعون بتقديم ألوان من الثقافة، بأسلوب أقرب إلى الحكاية منه إلى الدرس ... ويعود منها الرجال إلى ديارهم يحكون للسيدات داخل البيت عما سمعوه من الفقيه ابن عبد القادر ابن سودة أو سيدي الحسين العراقي ...
تلك الأنماط من الثقافة الموازية هي التي كانت تغذي ربات البيوت بالعديد من القصص المطرفة التي كانت لها أسانيد ترتكز على أسس تناقلها الناس من أمثال "با ادريس الفداوي" أو أمثال طائفة من الفقهاء والعلماء الذين لا يتطرق الشك إلى ما يروونه من بديع القول ...
أنا من الجيل الذي كان والدي يصحبني معه إلى بعض تلك المجالس سواء منها التي تعقد خارج المدينة أو داخلها ... ومن الجيل الذي كان يسمع والده يردد أخبار تلك المجالس داخل البيت أمام الوالدة والعمة والخالة حيث أستمع مرة أخرى إلى ما تلقاه الوالد من ذي قبل.
ومن غير أن أنسى لا بد أن أتذكر أن عمتي فاطمة كانت – بدورها- تبرع في تبليغ الرسائل إلى من حواليها من السيدات بأسلوب أستطيع القول: إنه كان أسلوبا جذابا ولا يخلو من بهارات كانت تضفي على الموضوع نكهة خاصة ...
عندما كنت أسمع من والدتي قصة عوج بن عناق الذي كان لفرط طوله يأخذ السمك من قعر البحر ويشويه بالشمس ... أقول عندما كنت استمتع بحكايات مثل هذه القصة في البيت لم أكن أعرف أن مصدرها كان هو ابن خلدون ... وما أدراك ما ابن خلدون الذي كان رائج الذكر عند المغاربة داخل بيوتهم ...
عندما كنت أسمع الناس يتحدثون إلينا عن "حمير جدة"، (حمير تصغير حمار، وجدة الموقع الجغرافي المعرف على البحر الأحمر، قرضة مكة المكرمة) ... كانوا يتحدثون عن (حمير جدة) ممثلا في شخص ضئيل الجسم، واسع النشاط، يتحرك بخفة ويقضي من الأغراض ما لا يقضيه الإنسان ذو الحجم الكبير...! كان "حمير جدة" يعني في الأسطورة المغربية المخلوق الصغير الذي يؤدي الكثير في زمن يسير...
كنت أسمع هذا ولكني لم أربط بين كلمة (حمير جدة) وبين ما يحكيه الحجاج عن الحمير الصغيرة التي كانت تنقل الحجاج من جدة إلى مكة في ظرف قصير من الزمن، مقابل تكلفة خفيفة دون ما يتطلبه أصحاب الجمال والنوق ... وأذكر هنا على سبيل التوثيق أن معظم الرحالة المغاربة ممن سجلوا مذكراتهم من أمثال أبي سالم العياشي والشيخ أحمد بناصر وغيرهما أشادوا بحمير جدة!
ولا بد لي، بهذه المناسبة، أن أذكر أن نوادر الحجاج تكون مصدرا خصبا للحكاية الشعبية في التراث المغربي. ولعل من الطريف أن أشير هنا إلى القصة التي رواها الغنامي عن اليهود الذين تسللوا من الشام إلى المدينة المنورة التي دخلوها سرا بقصد حفر نفق يصل حتى الروضة الشريفة، بحثا عن أثر دفين هناك على ما كانوا يزعمون حيث تدخل السلطان قايتباي الأعظم مما يذكرنا اليوم فيما تقوم به إسرائيل وهي تقوم بحفرياتها تحت بيت المقدس أنقده الله من الرجس ...
كنا نسمع من القصص مما الذي يحض على تعلم السباحة ما وقع لأحد الفقهاء الكبار الذين ركبوا متن فلوكة ليقطعوا بحرا ... وقد لذ للشيخ العالم أن يظهر علمه أمام صاحب الفلوكة، فسأله "هل أنه يعرف النحو" فأجابه الرجل: إنه لا يعرف النحو، وهنا كان تعقيب الفقيه على جواب هذا الرجل البسيط: لقد ضاع نصف عمرك!! ولم تلبث الرياح أن هاجت وهاجت معها الأمواج، فتوجه صاحب الفلوكة إلى سيدنا الفقيه يقول له: هل تعرف السباحة؟ فأجابه الفقيه: لا ... فكان تعقيب الفلايكي: لقد ضاع عمرك كله!!!
هذه القصة بما تحمله من معان تظهر بسيطة ولكنها بعيدة المدى هذه القصة بسطها مولانا جلال الدين الرومي في موسوعته العالمية الشهيرة التي تحمل عنوان (مثنوي)، ومثل هذه القصة مما تحكيه العامة نقرأه في مثنوي ابن الرومي الذي كان ابن بطوطة أول رحالة مسلم عرف به عندما زار ضريحه في مدينة قونية.
وكلنا، يحفظ أسطورة ترويها العامة في معرض النصح بعدم الالتفات لتعليقات الناس ومقاومة الحيرة عند اتخاذ المواقف، فهم يحكون لنا قصة الأب الذي ركب حماره تاركا ولده يمشي وراءه، فسمع الناس يقولون: يا له من أب قسي القلب! ركب الحمار وترك طفله يتعب! فنزل الوالد وأركب ولده فسمع الناس يقولون: يا له من ولد عاق ركب الحمار وترك والده يمشي على الأرض! وركب الاثنان معا فاخذ الناس يعلقون على قسوة الرجلين يركبان معا على حيوان أبكم لا يستطيع الشكوى من ثقل الوزن! ونزل الاثنان ليتركا الحمار ماشيا لوحده فأخذ الناس يقولون: يا لهما من بليدين ... تركا المركب الذي خلقه الله راحة للإنسان!! ولم يبق أمام الرجلين إلا أن يحملا الحمار على كتفيهما ويذهبا به إلى السوق ليتخلصا منه!!
هذه القصة بما تدل عليه من تربية عالية أخذها المغاربة من كتاب نفح الطيب للمقري قبل أن يصوغها الشاعر الفرنسي لافونطين في قطعة من شعره على ما معروف ...
وقد كونت (ألف ليلة وليلة) عنصر هاما من عناصر الحكاية الشعبية لدى المغاربة بل إنهم ابتكروا على منوالها قصصا رشيقة بلسانهم الدارج حملت بعض المؤلفين من مغاربة وغيرهم على أن يدونوا تلك الحكايات في كتاباتهم ...
وأذكر أنني كنت من بين هؤلاء الذين عنوا، منذ وقت مبكر، بصياغة الحكايات التي كنت أتلقاها وكنت أجعل لهذه القصص عناوين خاصة، وما أزال أحتفظ بهذه الكراسات وأعتز بها ضمن مكتبتي الخاصة ...
عندي مجموعة مخطوطة تحمل عنوان (تطورات الزمان في حياة الإنسان) كتبت بتاريخ 1/1/1358 = 24 مارس 1936 ولي من العمر خمس عشرة سنة! أهديتها إلى شقيقي الطفل عبد الرفيع الذي كان له من العمر نحو من سنتين.
وهناك مجموعة أخرى مخطوطة أيضا كتبتها بعد الأولى تحمل عنوان (أخلاق الإنجاب في منتخبات الآداب) ضمنتها عددا من الحكايات الشعبية التي كنا نتلقاها ممن حوالينا مما يهدف إلى بناء خلق من الأخلاق أو تربية مثالية من التربيات.
ولا أظن أن أحدا ممن يهتم بالحكاية الشعبية ينسى قصة السيدة الصالحة التي كان زوجها يتحدث عن صرامتها في الحجاب، ويرسم لها صورة كاريكاتورية مضحكة عندما يذكر أنه كان يتوفر على ديك، على نحو ما جرت به العادة بالأمس في معظم البيوت ... وأنه كان يلاحظ أن زوجته عندما كانت تريد أن تقدم للديك حبا أو شرابا كانت تجعل لثاما على وجهها توقيا من نظرات الديك المارقة.!!
وقد تحداه بعض أصدقائه، وأوحى إليه بأن يمتحن زوجته ... هذا الامتحان بدوره كان من الحكايات التي تداولتها البيوت بأشعارها وأوزارها ...
وقد تنوعت الحكايات وتعددت لدرجة أنه خلقت لنا جحا فاس وجحا مراكش حيث أصبحنا نستمع إلى نوادر جحا الفاسي مع زوجته ومحيطه، وجحا المراكشي كذلك مع زوجته وعائلته ...
والمهم في كل هذه المرويات أنها تستمد أصولها مما يلتقطه الناس من رواة الحكاية الذين يتوزعون في الأغلب بين من نسميهم "الحلايقية" نسبة إلى الحلقة، حيث يتميز الحلايقي بأسلوب يعرف به على نحو ما يتميز بلباسه وهيئته وطريقة آدابه وحتى موضوع أحاديثه ...
ومن هنا نرى أن "الفداوية" التي أشرنا إليها كانت تخضع لرقابة المحتسب الذي يكون عليه أن يتتبع ما يذاع بين الناس وما يجري في الساحة ...
وأظنني بحاجة إلى ترديد اسم هنا تحدثت عنه تواريخ مراكش ومذكرات ساحة جامع الفنا. بل وكتبت حوله الأطاريح بلغات أجنبية، ويتعلق الأمر بالحلايقي الشهير تحت اسم "با برغوت" الذي كان يتميز خلقة بأنه قليل الجسم قزم، ويلبس أحسن الثياب من التي يلبسها الكبار جاباضور ومتعلقاته ... يخيطها على مقدار حجمه ... وتغشاه في حلقته كل الطبقات بمن فيهم بعض المتنفدين ...
ونعلم سلفا أن لكل حلايقي فاتحة وخاتمة اعتاد أن يرددها خاصتين به، يبدأ بهما عمله ... وتتميزان بأنهما تخضعان للظروف السياسية التي تعيشها البلاد. 
وقد حدث ذات يوم أن جرت تعيينات وزارية كانت على غير ما يرتضيه بعض المعارضين الذين أوعزوه لبا برغوت أن يقول ما ينبغي أن يقال حول هذه التعيينات، وهكذا يروي الناس أنه اتخذ عند خاتمة حكايته دعاء على عكس ما يختار زملاؤه من "الحلايقية" الآخرين الذين يتوسلون مثلا إلى الله أن يقويهم على الزمان، ويغلبهم على العدوان، وفيهم من يدعو بالأجر والثواب لمن ابتلاه الله من الأخيار بالنساء الأشرار ...
با برغوت اختار أن يكون دعاؤه على الشكل التالي:
يا رب صغر هذا الزمان حتى يصبح با برغوت من كباره!!
ومعنى هذا الدعاء واضح عند رجال الفن والسياسة مما يعرفون أحجام الكبراء والعظماء ورجال الدولة!!
وبلغت أصداء هذا الدعاء إلى من يهمه الأمر فتعرض با برغوت لمحن نعرف عن حجمها وأضرارها ولم يفرج عنه إلا بعد أن قدم التوبة على الحوبة!
قد أخذت على عاتقي أن أبحث كما أشرت في أصول تلك المرددات الشعبية التي وجدت أنها في معظمها، إن لم أقل كلها، ترجع إلى أصول ذات بال بل إن فيها ما هو مستمد من كتب تفسير القرآن أو الحديث الشريف مما يؤكد – كما أشرت منذ البداية، تأثر البيئة المغربية بمحيطها الاجتماعي الذي طبعته المؤثرات الإسلامية.
لقد أولعت بتتبع هذه الحكايات واقتنعت بأنها حكايات لا تمليها الارتجالية والتلقائية ولكنها تعود إلى أصول أصيلة وتهدف إلى تنبيه الغافل وتقويم المعوج وتسلية الحزين والتخفيف عن المظلوم ومساعدة المنكوب وتقوية عزيمة الضعيف ...
ولعل من المهم أن نلتفت إلى ما يجري على ألسنة العوام، من أمثال وتعابير تضرب في جذور الحكمة، وكلها ترجع إلى ما رووه عمن روى ... مما يصل أحيانا إلى مصدر فقهي أو تاريخي أو أدبي، أو حتى تجريبي طبي أو فلكي ...
كثيرا ما نسمع أن أحد المزدحمين على حانوت سفاج مثلا، يرى أن نوبته في الطابور قد هددت ومست، نسمعه يصيح: يا سيدي " قضى للسابق"، وهو بذلك يردد تعبيرا من تعابير الشيخ خليل وهو من أئمة الفقه المالكي مشرقا ومغربا ...
وكثيرا ما نسمع أن أحدهم، وقد شعر بأن زميله يخلف عليه الوعد ولا يعمل على احترام ما قاله: نسمعه يقول: "قولا وفعلا" وهو يشير بذلك إلى ما تحفظه العامة عن الشيخ عبد الواحد ابن عاشر في رجزه (قولا وفعلا هو الإسلام الرفيع) ...
كثيرا من الناس نسمعهم يرددون: "وحذف ما يعلم جائز"، ويرددون (وعفى عما يعسر).
وربما ابتكروا نوازل ليجدوا لها أحكاما فقهية أو حلولا اجتماعية، وكل ذلك مبني على مجرد الحكاية النافذة التي تعتمد على حس فقهي أو شعور وطني ...
لنتصور انشغال الساحة بمن يرث كلبا كأنه يملك ثروة تركها له صاحبه القديم نظرا لمعروف أسداه له ذلك الكلب، ونحن نعلم ما للكلب من مزايا حتى لاستحق أن يؤلف المرزباني كتابا محاسنه (فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب) ...
وعرض الاستفتاء على رجال الفقه فأفتوا بصرف ذلك المال للشخص الذي تسمح له نفسه أن يعيش تحت كنف أصهاره الذين يتزوج بنتهم!! ... ولا شك أن في هذا معنى عظيما من المعاني الموجهة للشباب حتى يعتمدوا على أنفسهم في العيش الكريم.
لقد كانت حلقات الفداوية ميدانا فسيحا للفتاوي يروج فيها ما لا تؤديه الفتوى الفقهية في داخل دور الفتوى، والمساجد العتيقة.
كان من أجمل ما سمعته من حكايات شريفة ونحن نتناول طعاما عند بعض رجال الفضل البدو ... حكى لنا، لكي يحثنا على صلة الرحم وفضل التزاور، حكى لنا  وكنت أستمع إليه بشوق : إن سيدنا عليا كان يتناول طعاما مع أصحابه، وإذا بهم يسمعون ساعيا يرجو طعاما ... فسلم الإمام علي إلى بعض الحاضرين دراهم طالبا إليه أن يسلمها للساعي ... وقد استغرب الحاضرون أن يفضل الإمام عطاء الدراهم عوض إشراك الساعي في الطعام، فقد سألوه عن السر ... أجاب لو أننا شاركناه الطعام لكان علينا أن نبحث عنه كل سنة، على الأقل، لكي نصل به الرحم، فخير أن يأخذ الدراهم لنبقى جميعا في حل من التزام تفرضه شراكة الطعام.
وسمعت أحدهم وهو يتحدث عن آنية من الماء يشرب منها الكلب، هل يجوز الوضوء ببقية ذلك الماء، قالوا: لا بأس بذلك، في حين قالوا فيه ولكن إذا شرب من تلك الآنية تارك الصلاة، فإن الوضوء بالسؤر الباقي لا يجوز! بمعنى أن الكلاب أفضل من الإنسان في بعض الأحيان...!!
كثيرة هي الحكايات التي تجري على ألسنة العامة مما يعود أصلا إلى حكم فقهي واقع تاريخي ولنضرب مثلا لهذا بالقصة التي أجمعت المصادر على ترديدها عندما أهدى المنصور الذهبي فيلا لأهل فاس فشكروه، في البداية، على ذلك التفضل، لكنهم لم يطيقوا ذرعا بعتو الفيل في مزروعاتهم وأشجارهم، فاتفقوا على قصد السلطان ليزيح عنهم هذا البلاء، لكنهم عندما مثلوا بين يديه دهشوا في مواجهته، فأقدم أحدهم على القول : إن أهل المدينة يجددون الشكر لكم على الفيل وقد لاحظوا أن الفيل في حاجة إلى فيلة، وهم يلتمسون منكم ... التفضل عليهم بما يخفف الغربة عن الفيل !!
وذلك كله كلام له حضوره وله معناه وله شروحه في مظانه ... وأعتقد أن من هذا القبيل ما ترويه بعض التآليف المطبوعة على الحجر من أن مرويات بعض المدن في المغرب، وحكاياتها وتقاليدها وعاداتها كل ذلك يرجع إلى أصول فقهية غير قابلة للنقد والمناقشة ... وهو ما قصدت أن أؤكده اليوم بمناسبة الحديث عن الحكاية الشعبية في التراث المغربي.

[مؤسسة عبد الهادي التازي]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق