الثلاثاء، 4 أغسطس 2020

ندوة علمية حول موضوع: معركة وادي المخازن إرث حضاري وتاريخي


تخليدا للذكرى 442 لمعركة وادي المخازن "القصر الكبير" التاريخية أحيت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير حسب مألوف العادة ذكرى هذا الحدث التاريخي البارز من خلال تنظيم ندوة علمية عن بعد في موضوع: "معركة وادي المخازن: إرث حضاري وتاريخي"، وذلك يوم الثلاثاء 4 غشت ،2020 بمساهمة ثلة من الأساتذة الباحثين الذين تناولوا  هذا الحدث من جوانبه الحضارية والثقافية والاجتماعية.
وقد ألقى السيد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير الدكتور مصطفى الكتيري كلمة بالمناسبة أبرز من خلالها الأهمية التاريخية والحضارية التي يكتسيها هذا الحدث المفصلي والنوعي، الذي حقق فيه المغاربة  انتصارا ساحقا على الحملة البرتغالية بقيادة الملك دون سيباستيان يوم 4 غشت 1578م، مما وضع حدا للأطماع البرتغالية في غزو المغرب واستعماره وجعله بلدا تابعا، ونتيجة لذلك كان للمعركة صدى كبير على الصعيد الخارجي، وأدى إلى سقوط البرتغال تحت الوصاية الاسبانية، في الوقت الذي أصبح فيه المغرب قوة يحسب لها حسابها بين الدول.
وفي هذا السياق، استعرض السيد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، محطات جهادية وكفاحية سابقة عن معركة وادي المخازن بما يثبت تجدر فعل المقاومة لدى المغاربة وسكان المنطقة في مواجهة الغزو الايبيري لشواطئ المغرب منذ القرن الخامس عشر.
كما توقف السيد المندوب السامي عند القيم التي صنعت الانجاز التاريخي الكبير في معركة وادي المخازن، والمتجسدة في قيم التضامن والتكافل والتآزر والالتحام بين القمة والقاعدة، فمنذ أن وطأت الحملة البرتغالية شواطئ المغرب هبّ المغاربة عن بكرة أبيهم بقيادة السلطة السعدية وتأطير شيوخ الزوايا والمتصوفة والصلحاء للدفاع عن بيضة الدين وحوزة الوطن وحماية ثوابتهم الدينية ومقدساتهم الوطنية، وتوج ذلك بانجاز تاريخي كبير مازالت الأجيال تنهل من قيمه وتجاربه.
ولم يفت السيد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير التأكيد على ضرورة  الاستفادة من هذه الدروس والعبر وتمثلها، وتجاوز المقاربات الضيقة في تناول الحدث، بالانفتاح على جوانبه وأبعاده الحضارية  والثقافية والذهنية والاجتماعية، وهو الكفيل بإغناء البحث التاريخي والذاكرة الوطنية، وفتح المجال لإقامة علاقات بين شعوب المنطقة يسودها التعاون والسلم في مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية وفي مقدمتها ما تشهده بلادنا والعالم من جائحة كورونا كوفيد 19، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله والعرش العلوي المنيف.
وقد تميزت ندوة: "معركة وادي المخازن: إرث حضاري وثقافي" بكلمة المكتب المحلي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالعرائش التي بينت أهمية الذكريات الوطنية وضرورة إحيائها بما يليق بها من اعتزاز وإكبار، وفي مقدمتها معركة  وادي المخازن الخالدة، كما أبرزت الغاية الوطنية والدينية والعلمية والبيداغوجية التي يكتسيها هذا الفعل الاحتفالي، إضافة إلى تقديم الأرضية العلمية والمعرفية للندوة الرامية إلى الانتقال من الاقتصار على معالجة الجوانب العسكرية والسياسية والديبلوماسية للمعركة إلى الانفتاح على التناول الحضاري وثقافي والاجتماعي والاقتصادي والذهني للحدث، وهو ما ساهمت في تجسيده مداخلات السادة الأساتذة الأفاضل، التي تميزت بالتنوع من حيث المعالجة وكذا التجديد في تناول حدث معركة وادي المخازن، وهكذا جاءت مداخلة الدكتور سعيد الحاجي موسومة بـ "أي استثمار للإرث الثقافي لمعركة وادي المخازن؟"، فيما عالج الأستاذ محمد أخريف موضوع "مساهمة المنطقة الشمالية في معركة وادي المخازن من خلال الزوايا: الزاوية الريسونية نموذجا". أما الدكتور زين العابدين زريوح فتناول جانب من الجوانب  الذهنية لمعركة وادي المخازن 1578م: مساهمة في دراسة عقليات أطراف المعركة، بينما تطرق الدكتور محمد سعيد المرتجي في مداخلته "معركة وادي المخازن بين الكتابة وتثمين الذكرى" إلى مسألة الإشعاع والمشاركة في التعريف واستثمار الحدث والموقع. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق