الجمعة، 25 أكتوبر 2019

الجمعية الخيرية الإسلامية بالعرائش


    محمد عزلي



الجمعية الخيرية الإسلامية بالعرائش هي مؤسسة عريقة ذات صبغة اجتماعية وأهداف إنسانية، شيدت عام 1927 حسب إفادة من إدارة المؤسسة، وتعتبر واحدة من أجمل العمائر الكولونيالية بالمدينة، أخذت وظيفتها الاجتماعية الخيرية بداية من سنة 1931، وهي من المرافق التي زارها الأديب والرحالة اللبناني أمين الريحاني سنة 1939 في رحلته إلى المنطقة الخليفية شمال المغرب التابعة للحماية الإسبانية بإيعاز وتوجيه من باشا المدينة آنذاك خالد ابن أحمد الريسوني لما شكلته المؤسسة من أهمية ورمزية من جهة، ولجمالية الفضاء من جهة أخرى.

يقول أمين الريحاني:

"عدت إلى الساحة العامة فالتقيت هناك بباشا العرائش خالد بن أحمد الريسوني، الذي أضافنا يوم وصولنا، فسُرَّ جدٍّا أني كنتُ أطوف بالمدينة وحدي، وسألني هل زرت المدرسة الأهلية للبنات؟ ومعمل الزرابي؟ وبيت الجمعية الخيرية الإسلامية؟ فكان جوابي ثلاث لاءات، فقال: وهل ترغبون في زيارتها فأرافقكم؟ هيا بنا. (...) ثم زرنا المعهد الخيري الإسلامي للعجزة والمحاويج من رجال ونساء، وللمتشردين واللقطاء من الصبيان والبنات. فيه مسجد صغير وغرف صغيرة مظلمة للنوم. النساء ينمن على فرش ممدودة على الأرض، والرجال على أَسِرَّة في غُرَف أخرى. ومن أعمال هذه الجمعية التي تأسَّسَتْ سنة 1931 أن تمنع التسوُّل، وتأوي العاجزين عن العمل، وتساعد العاطلين منه، وتعلم البنات اليتامى، ثم تزوِّج مَن أمكن تزويجهن.

كان العرب قديمًا يكثرون العناية بمثل هؤلاء المحاويج والمتشردين، وقد كانت معاهدهم الخيرية متعددة متنوعة؛ ذكر ابن بطوطة بضعة عشر معهدًا في دمشق، منها معهد لبنات الفقراء فيعتني بتعليمهن وزواجهن، بعد تجهيزهن، كل ذلك مجانًا لوجه لله، وقد كانت تلك المعاهد منظمة خير تنظيم، وعلى جانب يُذكَر من أسباب الصحة والراحة والرفاه لساكنيها، والمنتفعين بها. قلت ذلك لرفيقي فقال: هذا صحيح، وإننا باذلون الجهد لنبلغ الغاية في التنظيم والإتقان، وفي تعميم أسباب الراحة والنظافة والصحة. كل هذه الإنشاءات جديدة، ولا تزال في أولها تقوم بما يبذله الأهالي من مساعدة، ولا يخفى عليكم ما في شعبنا من الجهل، فنحتاج في الدرجة الأولى إلى التعليم. لا إصلاح يتم ويدوم بدون المدارس ..."

 
























ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق