محمد عزلي
سطرت سلطات
الحماية الإسبانية في النصف الأول من القرن العشرين مخططها المحكم للاندماج السريع
في المجتمع المغربي بعدة وسائل وأشكال (مدنية/عسكرية)، (بنيوية/بيداغوجية)،
(اجتماعية/اقتصادية)، لتفعيل السيطرة الميدانية على الأرض وبالتالي الاستغلال
الأمثل للبلاد والعباد، لكن قبل كل هذا علمت أن عليها قراءة العنصر البشري الذي
ستضطر إلى مواجهته والتعايش معه ومحاولة تطويعه لرغباتها، وبالتالي كان لزاما
عليها اكتشاف أحواله ومعاشه وهواجسه وطريقة تفكيره وعوالم انشغالاته وقناعاته
وعقائده وطبيعة ولائه.. وبطبيعة الحال سيسبق كل هذا اكتشاف لغته ولسانه.
الوثيقة موضوع الحديث،
عبارة عن مطبوع إسباني تعليمي يضم نماذج دقيقة للمحادثات والكلمات الدارجة
المحلية العربية التي تعالج مواضيع متنوعة تخص الحياة العملية المغربية، روعيت
فيها بيداغوجية ذكية تعتمد على الشمولية والبساطة في تقريب طريقة النطق الأكثر
سلاسة، والتفسيرات النحوية، ووصف الاستخدامات في العادات والمعتقدات، إضافة إلى
التركيز على أهم مساطر القانون المغربي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق