الأربعاء، 14 ديسمبر 2016

المفضل التدلاوي: عميد المادحين بالعرائش


يعتبر الحاج المفضل التدلاوي رحمة الله عليه، أحد أبرز الشخصيات العرائشية المؤثرة في الذاكرة والتراث والثقافة المحلية المعاصرة بمدينة العرائش، ففضلا عن مساره المهني المشرف ونشاطه الجمعوي المتميز، خَلَّفَ لنا المرحوم إرثا زاخرا سواء في الطرب الأندلسي وموسيقى الآلة، أو في السماع الصوفي ومدح خير البرية، أو في توثيق التراث الثقافي المادي واللامادي لمدينة العرائش، وكذا أبحاثه المتقدمة في جرد وتصنيف النسيج السكاني للمدينة بما فيها الأسر والعائلات التي استوطنت العرائش خلال العصر الحديث والمعاصر..

ازداد الحاج المفضل التدلاوي بالعرائش يوم 18 شتنبر 1921، وتوفي بها في 2 يناير 2011، استهل مساره الدراسي في المدرسة الأهلية الحرة بالعرائش وتواصل بالمعهد الحر في تطوان، بدأ مساره المهني منذ سنة 1942 كموظف إداري لدى وزارة الداخلية إلى غاية تقاعده سنة 1982، وكان قد تقلد خلالها منصب خليفة الباشا ثم باشا بالنيابة في مدينة العرائش، اشتهر المفضل التدلاوي بولعه الكبير بالتراث الصوفي والمديح والنغم المغربي الأصيل، فأَسَّسَ لهذا الغرض جمعيات نشطت وتميزت في هذا المجال، وهي: "جوق الرابطة للموسيقى الأندلسية"، "جمعية إخوان المديح"، و"جمعية الكواكب العرائشية لمدح خير البرية"، وقد كان رحمه الله أحد أعضاء النخبة الوطنية للمديح والسماع المعروفة بتنشيطها للحفلات الدينية بالقصر الملكي، كما  شارك في إحياء عدد كبير من الحفلات محليا ووطنيا سواء الخاصة أو خلال المهرجانات والملتقيات والمناسبات الوطنية والدينية تحصل خلالها على جوائز  وتكريمات عديدة..

صدر للمفضل التدلاوي كتابان، الأول بعنوان "إطلالة على النغم المغربي الأصيل" سنة 2000، والثاني كتاب "أضواء على ذاكرة العرائش" سنة 2001، وهو أحد أهم ما كتب عن تاريخ العرائش وذاكرتها المعاصرة.. كما ترك أيضا كتابان مخطوطان، الأول بعنوان "نزهة الذاكرين وبغية المادحين"، وهو مخطوط من جزأين، أما الثاني فهو موسوم ب «نهج دائرة المعارف".

رحم الله الحاج المفضل التدلاوي وتقبل منه خير أعماله وجعلها صدقة جارية وعلما ينتفع به يُثقِلُ ميزان حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون.

[محمد عزلي]


 وقوفا من اليمين إلى اليسار : السيد قبوح، السيد الوعدودي، السيد المفضل التدلاوي.
جلوسا من اليمين إلى اليسار : السيد عبد المالك بلفقيه، السيد مصطفى برغوث، السيد مصطفى الدواي.
الصورة من خزانة ذ.حسام الكلاعي

الصور أسفله من خزانة ذ.محمد الحفيظي.
المفضل التدلاوي يسارا

الحاج المفضل التدلاوي - المكي التلوني - الحاج عبد السلام الصغير - الحاج عبد العزيز بن موسى


 الحاج عبد السلام المودن و الحاج المفضل التدلاوي










العرائش بين الأطماع العثمانية و الإسبانية


    بقلم : عبد الحميد بريري

انحصرت الأطماع الاستعمارية في احتلال العرائش بين قوتين: العثمانيون والإسبان، بعد انهزام البرتغاليين من أجل ذلك في معركة وادي المخازن العثمانيون بصفتهم ورثة الخلافة الإسلامية في الشرق تلقوا مراسلات ونداءات الأندلسيين المضطهدين من طرف ملوك الإسبان قصد استغاثتهم، فطمحوا أن تكون العرائش قاعدة للانتقام من السفن الإسبانية المبحرة في المحيط الأطلسي، ذلك كان شرطهم لإعانة عبد الملك المعتصم على المتوكل، الشيء الذي كان يهدد الإسبان في عمق مصالحهم وبالتالي رغبتهم الجامحة في استيلائهم عليها. لكن الإرادتين تصطدم بإرادة قوية على أن تبقى العرائش تحت السيادة المغربية لموقعها الاستراتيجي في مواجهة الظرفية الراهنة حيث يعرف العالم الأزمة الأندلسية، وهي إرادة المنصور الذهبي الذي كان يناور ويناور على ألا تسلم المدينة لأي الطرفين. وإن كان قد وعد الإسبان صراحة مقابل الإبقاء على المطالبين بالعرش ابن أخيه الغالب الناصر والشيخ ابن المتوكل لدى فليبي الثاني. لكن هذه المناورة السياسية ستنتهي بزوال أسبابها التي هي : - ضعف المغرب اقتصاديا وقد خرج منهكا من الحروب الأهلية ومن معركة وادي المخازن -افتقار العرائش إلى التحصين الجيد وانعدام أسطول قوي لمواجهة الإمبراطوريتين -قوة الخصمين الطامعين في العرائش العثمانيون كانوا على اتصال دائم بالمجاهدين المغاربة والأندلسيين في العرائش منذ مطلع القرن 16للتنسيق فيما بينهم في العمليات البحرية ضد الإيبيريين ، حيث سجل أحد المعاصرين برناردو رودريغيز وصول المجاهد التركي خير الدين بربروس بمجموعة من السفن مزودا بها المجاهدين هناك ، وبعد عملية قام بها سنة 1517"... ووصل خلال السنة نفسها خير الدين بربروس على رأس 14 سفينة مجدافية واستولى على سفن ، وحصل على غنائم ، ثم التحق بالعرائش واحتمى بنهرها ... ومباشرة بعد خروج بربروس الى المضيق وامتلاك العرائش لبعض السفن المجدافية ..." الشيء الذي أسس إلى علاقة وطيدة بين العثمانيين والمجاهدين بالعرائش وبالتالي الطموح إلى الحصول على هذا المرسى لما يوفره من ظروف الرسو والاحتماء فضلا عن قربه من شبه الجزيرة الإيبيرية بؤرة التوتر ، ومن السفن الإيبيرية التي تغدو وتروح بقربه في الوقت نفسه أغضب الإسبان الوجود العثماني في العرائش و إصرار العثمانيين على مطالبة المنصور بتسليمهم العرائش ويمتنع ، إلى أن أدى بهم الحال إلى استعمال القوة بتجهيز أسطول بالجزائر يتكون من 60 سفينة والقدوم إلى العرائش للاستيلاء عليها سنة 1581 بقيادة علي باشا وزير البحرية العثمانية . إلا أن المنصور لم يبق مكتوف الأيدي أمام هذا الخطر، فجيش الجيش بقيادة إبراهيم بن محمد السفياني وعسكر في العرائش وفي الثغور الشمالية الإستراتيجية. كما أرسل سفارة إلى مراد الثالث على رأسها أبي العباس أحمد بن يحي الهوزالي التي اعترضت من طرف سفن أسطول علي باشا فحذرهم من الوصول إلى الباب العالي خوفا من انكشاف أمره. حاول إفشال السفارة لكنه استدرك عواقب ذلك، من لدن الخليفة العثماني فتصرف في أفراد السفارة. فاختار منها ما أراد، من بينهم الهوزالي مستصغرا إياه وانعدام كفاءته لهذه المهمة لعله يفشل في سفارته هذه، ورد البعض الآخر منهم القائد أحمد بن تودة لكبره ولفطنته وخبرته. لكن السفارة نجحت في مسعاها وأفشلت كل التدابير التي اتخذها علي باشا، الذي كلف بمهمة هو وحسن البندقي باشا الجزائر مباشرة بعد ذلك؛ لإخماد بعض الثورات في الشرق. ويرجع الدكتور عبد الكريم كريم عذول العثمانيين عن غزوهم المغرب إلى التقارب القوي بين المغرب والإسبان، وانشغال الأتراك بالحروب الدموية بينهم وبين الصفويين بإيران. ويضيف أيضا أن الذي دفع العثمانيين إلى محاولتهم غزو المغرب بشكل أساسي هو الهدنة التي ابرموها مع الإسبان يوم 7 فبراير 1578. كما ذكر بالعوامل التي ساهمت في توتر العلاقات بين الباب العالي والمنصور كانت أهمها، موقف الأتراك من تولية المنصور الحكم في الشهر الأول وتآمرهم مع بعض قادة الجيش ضده، واتصالاتهم مع الثائر عليه داود بن عبد الممن، وإيوائهم للأمير إسماعيل بن المعتصم في الجزائر، الشيء الذي فضل معه التقارب للإسبان مواعدا إياهم بتسليهم العرائش.
لعبت العرائش دورا مهما في ميدان الجهاد البحري خاصة عندما بدأت تتوافد على المغرب أفواج الأندلسيين المطرودين من وطنهم، فاتخذها كل من كانت له رغبة في الانتقام أو العودة إلى وطنهم المغصوب وبمعية المغاربة والمسلمين من مختلف العالم الإسلامي في إطار التضامن الإسلامي والدفاع عن قضايا الأمة، قاعدة بحرية يهاجمون منها الشواطئ الأندلسية وجزر الكنرياس والسفن المسيحية المارة بالسواحل الأطلسية.
يقول الدكتور محمد رزوق نقلا عن خوان لويس دو روخاس» فقد تجمع عدد كبير من الموريسكيين بتطوان والقصر الكبير والعرائش لكي يكون على مقربة من اسبانيا، وقد أكد هذه الحقيقة الدوق دي مدينا سيدونيا «بوجود 10000 موريسكي سنة 1613 بمدينة تطوان وحدها. وفي العرائش سنة 1610 كان يتواجد بها 150 موريسكيا.
كما ساعدهم على ذلك ملوك المغرب الذين لم يأل جهدهم قدر المستطاع وحسب الظروف العصيبة التي كان يمر منها المغرب في هذه الفترة منهم عبد الملك السعدي الذي "... أمر بإنشاء السفن في العرائش وسلا وصار أهل الأندلس يسافرون في البحر مع أهل المغرب وضيقوا بالنصارى أشد تضييق وكثرت الغنائم...». كلها أمور شكلت لدى فليبي الثاني هاجسا يشغل باله وانشغالا استراتيجيا إلى آن صرح وقال العرائش وحدها تساوي إفريقيا كلها. لم يتسرع العاهل الاسباني في استعمال القوة والاستيلاء على مدينة أحلامه وهزيمة ابن أخته لم تنس بعد، ففضل القنوات الدبلوماسية عبر سفرائه الأب مرين وبيروبنيغاش، وأنطونيو داشالدانيا، وبلستار بولو، وفرانسيسكو داكوستا.
لكن المنصور لم يتردد من إظهار بعض الأساليب التي تجعل فليبي الثاني يطمئن لوعود المنصور، ومن ذلك إحدى رسائله إلى العاهل الاسباني؛" ...وكذلك تأمروا لأصحابكم يقبضون لأصحابنا البريجة مثل ما أمرنا نحن للقائد براهيم يقابض لأصحابكم العرائش «. لكن المنصور لا يعني من كلامه هذا انه ملتزم فعليا بإعطاء العرائش مقابل البريجة لأنه يعلم علم اليقين أن ذلك انتحارا سياسيا. وأن الإبقاء على الوعود ربحا للوقت حتى تزول أسبابها التي هي: الخطر العثماني واحتجاز المطالبان بالعرش مولاي الشيخ ومولاي الناصر. وبالفعل ما ان زال الأول وإنزال الناصر والقضاء على ثورته حتى قلب ظهره لوعوده وتحول في سياسته الخارجية مع فليبي الثاني إذ تقرب المنصور الى ملكة انجلترا مباشرة بعد هزمها الإسبان في معركة الأرمادا البحرية واستكمال تحصين العرائش وتشكيل الأسطول الأمامي. ولم يكتف المنصور بهذا الرد السياسي، وإنما بالعمل العسكري بحيث هاجمت سفنه سنة 1593 م جزر الكنرياس وعادت بغنائم وسبي من الجانب الاسباني.
ورغم هذا فالملكين لم يقطعا حبل الاتصال وبقيت رسائل الود والمجاملة ترد بينهما. وقد أورد الدكتور الحسين بوزينب مقتطفات من رسائل المفاوضات حول تسليم العرائش في مقاله نقلا عن صاحب كرونيكا المنصور ومتتبع هذه المفاوضات أنطونيو دا سالدانيا عندما اقترب الخطر العثماني من المغرب "...أرسل الأب مرين الى لشبونة حيث كان يوجد الملك فليب وطلب منه أن يبلغه استعداده لخوض غمار مخاطر الحرب قبل أن يستأنف السلام مع الأتراك، ويذكره بأن أهم مسرح للحرب هو في البحر وأن الهدف هو العرائش. لذلك كان يجدر بالملك فليب أن يكثر من قواته حتى لا يجرؤ التركي على المجيء ، لأن كليهما كان معرضا للخطر نفسه ..." .
وبما أن تسليم العرائش كان له مصلحة أخرى لدى المنصور ألا وهو احتجاز المعارضين يذكر شالدانيا مقتطف من رسالة مطمئنة حول أخبارهما " ...إن مولاي الشيخ يحاول أن يدخل الدين المسيحي... وان مولاي الناصر سيحول من لشبونة إلى قشتالة وسيحبس في مكان بعيد عن البحر، بحيث لا يضرن الشريف في شيء. ولكن على المنصور أن يحاول تسليم العرائش لجلالته، لأنه بهذا ستحبط كل مشاريع الأتراك وستتوطد الصداقة بين صاحب الجلالة الملك فليب والشريف ...».
وفي رسالة أخرى تبرز مدى المناورة والدهاء السياسي الذي طبع سياسة المنصور الخارجية في موضوع تسليم العرائش حين ربح الوقت واستكمل تحصين العرائش مدة زمن المفاوضات، في مقابل رغبة ملحة من طرف فليبي لتسلم العرائش مقابل البريجة في ماي 1586 " ... شرع الملك فليب في سنة 1586م في الإصرار بشكل كبير على تسليمه العرائش، الأمر الذي كان يقابله الشريف السعدي بدهائه . وكما صرح بلتسار بولو للأب مرين، فان اسبانيا كانت تنتظر بفارغ الصبر خلال شهر ماي ، وهو الوقت الذي اعتبر، حسب ما فهم من الأب مرين ،موعدا لهذا التسليم مقابل البريجة ... كان فرانسيسكو دا كوسطا قد كتب إلى الملك فليب الثاني في موضوع العرائش ، أنه كان يعتبر أمر تسليم العرائش من قبل الشريف السعدي بمثابة سخرية لا يجب أن تحمل على محمل الجد ، لأنه لم يسلمها عندما كانت تفتقر إلى التحصين والدفاع وكان يتخوف من احتلالها من قبل الأتراك ، فكيف سيفعل ذلك الآن بعد تحصينها كما يجب ؟ وأخيرا، خرج الأب مرين من مراكش وكله أمل. غير أنه مرض في الطريق ومات واصطحب معه إلى الحياة الأخرى كل الاتفاقات المزعومة حول تسليم العرائش.
كان التصلب المغربي في عدم تسليم العرائش سيقابله إصرار باستعمال القوة في أخذها بعد وفاة المطالب بها والمطالب له، وذلك في عهد فليبي الثالث ومحمد الشيخ المامون بن المنصور وبالضبط سنة 1608 حيث سجلت المصادر الغربية هذه الاستعدادات العسكرية واللوجيستيكية. كما أن الظرفية التي كان يعيشها المغرب شجعت الإسبان على هذا الخيار حيث المجاعة والأوبئة والتناحر السياسي بين أبناء المنصور على من يحكم البلاد؟ ولما أحس محمد الشيخ الخطر محدق به، رحل إلى اسبانيا مع دييغو مارين ابن أخ سفير فليبي الثاني قصد الاختباء هناك.
وتزداد رغبة الإسبان في الاستيلاء على العرائش كلما وصلتهم الأخبار عن قرب استيلاء زيدان على فاس، وإذا ما كان ذلك فان الخطر سيزداد بالنسبة لمنطقة النفوذ الإسباني. لذا كان ينصح ميدينا سيدونيا قائد الأسطول الإسباني بالمحيط الأطلسي والسواحل الأندلسية إلى السيطرة على العرائش بالقوة. ورغم تكلفة ذلك فهو أهون من أن يكون هذا الميناء تابعا لحكم زيدان. لكن فليبي الثالث تخوف من العملية ولم ينجزها في هذا الوقت وأجلها إلى حين استكمال الاستعدادات وبالضبط في الصيف. فاتفق مع الايطاليين على حفظ 20000 قنطار من الحلوى في أسطول وإرسالها بمعية 20000 قطعة ذهبية إلى ميدينا سيدونيا كنفقات لاحتياجات البعثة المكلفة بالاحتلال. وكان الإسبان في شخص خيانيتينو مورتارا، وسيط فليبي الثالث مع محمد الشيخ، يحاولون أن يكون احتلال المدينة بموافقة سلطان المغرب من خلال معاهدة يدلس عليه فيها وإعطائه 200000 أو 300000 قطعة ذهبية كتمهيد لأخذ العرائش. ولتطييب خاطر محمد الشيخ وتليين موقفه من عملية الاستيلاء بالقوة ،منح الملك الإسباني في أبريل سنة 1608 تصريح المرور بموجبه يصبح الحق لمحمد الشيخ المكوث في الأراضي الإسبانية والخروج منها متى شاء نزولا عند رغبته .وفي شهر يوليوز من سنة 1608 بدأ إيقاع الاستعدادات يرتفع والاتصالات بين قائد الأسطول والملك الإسباني تتكثف خاصة فيما يتعلق بالزيادة في قدر نفقات الحملة على القدر الذي خصص في السابق 20000 قطعة ذهبية وضرورة تجهيز قوة عسكرية تتكون من 6000 فرد من المشاة و2000 من الموريسكيين لمهمة حفر الخنادق والدفاع وأهمية أخبار ميدينا سيدونيا بوقت وقدر السفن والجنود القادمين من ايطاليا . وبالفعل وصلت هذه التعزيزات وتم استكمال الاستعدادات بعد إعطاء العاهل الإسباني مجموعة من التوجيهات لقائد الأسطول تتضمن نوع من الأخبار بتنفيذ بعض مطالبه ، كالأخذ بعين الاعتبار قلة مداخيل الخزينة الإسبانية و الإخبار بالزيادة في قدر النفقات من 20000 دوقة إلى 100000 بحكم تواجد 5000 من الجنود المشاة الايطاليين ككلفة الميدان أو 2000 جندي الذين سيبقون بالعرائش لمدة 6 أشهر ، والأخذ بعين الاعتبار مشكل الجنود ، كما أجل تعيين الشخص الذي سيكلف بمهمة المعركة.
وعند بزوغ فجر يوم 6 من شتنبر 1608 هاجم الأسطول الإسباني العرائش برئاسة الماركيز سانتا كروز حيث كان يتكون من 54 قطعة بحرية يحملون ما بين 7000 و8000 رجل ردتهم المقاومة المسلحة المدافعة عن العرائش بثلاثة قذائف مدفعية ومنعتهم من النزول على الأرض وقد أورد صاحبا مؤلف العرائش خلافات المؤرخين الغربيين حول عدد المدافعين حيث ذكر أحدهم بالتحديد 150 فيما لم يحدد الآخرون العدد. قرر قائد الحملة النزول في مكان آخر لكنه فشل الشيء الذي اضطر معه إلى العودة إلى اسبانيا دون تحقيق المطلوب برد فعل المقاومة. العملية أقلقت محمد الشيخ فأرسل إلى العرائش 4000 رجل لتعزيز الدفاع عنها واعتقل الوسيط الإيطالي وأورده السجن ومواطنه وكأن المأمون يعلم أن هذا الأخير على علم بالعملية ونظرا أيضا لخطورته. الإسبان بدورهم أحسوا بالحرج و الخوف من فقدان صداقتهم للمامون لما أقدموا على فعل لم يبرحوا أن يأخذوا موافقته بعد . بدأت الاتصالات من الجانب الإسباني لإرجاع الأمور إلى نصابها وكان ذلك بعد محاولات اعتبرت مقنعة من الجانبين وهذا ما ترجمه لجوء الشيخ إلى الإسبان قصد الاحتماء فيما بعد وما لقيه من حفاوة الاستقبال وحسن الضيافة والتكريم.
هذه هي محاولة الاحتلال بالقوة الأولى ليبدأ التهييء لمحاولة أخرى وهي التي ذكرها أيضا صاحبا كتاب العرائش وكانت بالضبط في يونيو 1610 وعلى علم الشيخ المامون الذي كان قد أعطى انطلاقة الهجوم ثم تردد فأرسل لإيقاف الهجوم لكن قائد الأسطول الإسباني الماركيز سان خرمان أتم العملية فكان بالعرائش في الساعات الأولى من يوم 14 يونيو حيث حاول النزول في المرسى بعد رفع العلم الأبيض لكن المقاومة أطلقت عليهم النار من المدافع بثلاث طلقات. كما كانت هناك مواجهة في البر دامت 6 ساعات. وقد حددا صاحبا مؤلف العرائش عدد المجاهدين الذين كانوا بالمكان ب 500 شخص من بينهم فرسان أغلبهم من القبائل المجاورة للعرائش ومن القصر الكبير وأصيلة. لكن الماركيز أصر على الاحتلال بالقوة وحاول من جديد النزول قرب حصن الجنويين لكن ضربات المجاهدين وهيجان البحر الذي أفسد ماؤه بعض الأسلحة أفشلت مخطط الإسبان وحالت دون الرسو وعادوا من حيث أتوا إلى جبل طارق على الساعة 6 مساء. وبهذا تنتهي هذه الأطماع باستئثار الإسبان بالعرائش عبر اتفاقية التسليم الشهيرة التي بموجبها أصبح الإسبان سادة العرائش بتاريخ 20/ نونبر / 1610، بعد طرد سكانها من طرف جنود المأمون.
وموضوع التسليم هذا موضوع طويل وقيل عنه الشيء الكثير من طرف المؤرخين المغاربة.


لوحة تمثل معركة وادي المخازن، متحف فورت دا بونتا دا بانديرا، لاغوس، البرتغال.

نقيشة رخامية ألمانية تصور واقعة يوم 20 نوفمبر 1610، عندما تولى خوان دي مندوزا وفيلاسكو، ماركيز سان جيرمان احتلال ثغر العرائش باسم ملك إسبانيا فيليبي الثالث الذي سبق و عقد مبايعة موثقة مع السلطان السعدي الشيخ المأمون تنازل فيها الأخير عن العرائش لقاء دعم ملك إسبانيا له ضد أخيه السلطان زيدان، إضافة إلى مقابل مادي قدر ب 200000 دو كادوس

المراجع
·       حوليات أصيلا (مملكة فاس من خلال شهادة برتغالي 1508/ 1535 ) برناردو رودريكز تعريب الدكتور احمد بوشرب دار الثقافة ط/1 2007 .
·       المغرب في عهد الدولة السعدية الدكتور عبد الكريم كريم - جمعية المؤرخين المغاربة - الرباط
1)   الأندلسيون وهجراتهم إلى المغرب خلال القرن 16/ 17 د/ محمد رزوق مطابع إفريقيا الشرق سنة 1989
2)   تاريخ الدولة السعدية المؤرخ المجهول ص : 533
3)   التاريخ العربي مجلة علمية محكمة ( مقال تحت عنوان من العرائش إلى فضالة أربعة عقود ونصف من الإستراتيجية الإسبانية في احتلال مراسي مغربية 1578/ 1624 د/ الحسين بوزينب العدد13 شتاء 1420/ 2000





الخميس، 8 ديسمبر 2016

برج اليهودي بالعرائش




    محمد عزلي

يطل برج اليهودي على مرسى العرائش وسافلة نهر اللوكوس ويقع داخل حدود القصبة، وبالضبط بساحة دار المخزن حيث يشكل مع الكومندانسيا (قصر مولاي إسماعيل)، برج اللقلاق (حصن النصر)، جامع الأنوار (مسجد الكويت)، وبقايا السور الدفاعي الوطاسي، مركبا تراثيا ماديا شاهدا على تاريخ العرائش التليد، تبلغ مساحته 130 مترا مربعا، ويتكون من طابق تحت أرضي وطابق أرضي وسطح يحيط به سور تتخلله فتحات خاصة بالسلاح الناري، إضافة إلى أربعة معاقل صغيرة عند زواياه الأربعة، وقد كانت وظيفته بادئ الأمر كبرج للمراقبة، ثم تحول في عهد السعديين إلى دار للاستقبال، ثم إلى دار للعدالة مرفق بسجن تحت أرضي، أما في عهد الاحتلال الإسباني الثاني في القرن 20م فقد تحويل المبنى إلى مخزن عسكري تابع للجيش الإسباني.
برج اليهودي أو "الطوري" (كلمة إسبانية تعني: البرج) كما هو متداول على لسان ساكنة العرائش، سيتحول دوره الوظيفي بعد الاستقلال إلى متحف أثري، افتتح بمناسبة المهرجان الدولي "أسبوع العرائش" سنة 1978، وقد تجلت أهميته في التعريف بتاريخ موقع ليكسوس الأثري عارضا بين جنباته بعضا من التحف والأدوات واللقى الأثرية المستخرجة من الموقع والموزعة في الوقت الراهن بين متاحف تطوان، طنجة، فاس، والرباط؛ قبل أن يتحول دوره اليوم إلى رواق للعرض تابع للمركز الثقافي الإقليمي.
وعن سبب تسميته، تخبرنا المصادر التاريخية أن السلطان السعدي أحمد المنصور الذهبي نزل بمدينة العرائش مرفوقا بطبيبه الخاص اليهودي، فاتخذ الأخير من البرج مقرا له ليصبح معروفا منذ حينها ببرج اليهودي، أما زمن بنائه، فهناك من يذهب إلى أن من شيده هو السلطان عبد الحق المريني (1195–1217م) كبرج ملحق بالقصبة المرينية، وهناك من ينسبه للواسطيين الذين اشتغلوا كثيرا على تحصين الثغور المغربية بما فيها العرائش بداية من القرن 15، وهناك من يربطه بالنهضة السعدية في القرن 16، حيث تم تأسيس نظام دفاعي أكثر صلابة وتطورا لتحصين ثغر العرائش بما فيها حصني البحر والبر (الفتح والنصر) مباشرة بعد انتصار معركة وادي المخازن 1578.
كان شكل برج اليهودي دائريا كما توضحه التصاميم الأجنبية لفترة ما قبل الاحتلال الإسباني للعرائش سنة 1610، لكن وبعد استقرار الإسبان بثغر العرائش في القرن 17 قامت قوات الاحتلال بهدم البرج الدائري وإعادة تشييده مربعا على شكله الحالي، وبقي كذلك إلى أن أضيفت عليه معاقله الأربع في زوايا سطحه وذلك في القرن 20 على يد سلطات الحماية الإسبانية،  وفي نفس هذا السياق وفي معرض حديثه عن تطور البنية الإنشائية المعمارية لبرج اليهودي يقول الباحث شكيب الأنجري "إن تصاميم المدينة التي تعود لفترة القرن السادس عشر للميلاد خاصة تصميم المهندس البرتغالي (بوارطي)، يظهر البرج متخذا شكلا دائريا وليس مربعا كما هي حالته اليوم، وهناك دراسات أركيولوجية تعود لفترة التسعينيات من القرن الماضي تؤكد أن البرج بني خلال فترة الاحتلال الإسباني الأول ابتداء من 1610م، وللربط بين التصميم القديم للحصن حسب المرجع البرتغالي والدراسة الأركيولوجية المنجزة، يمكننا القول أن البرج فعلا بني قبل القرن 17م متخذا شكلا دائريا، وبعد احتلال المدينة نونبر 1610م، وفي إطار عملية تحصينها تم هدم البرج الأصلي وبني مكانه برج آخر مربع هو الذي وصلنا اليوم. أما المعاقل الأربعة التي تقوم عند الزوايا الأربع للبرج ليست أصلية في بنيته الإنشائية وإنما أضيفت للبرج خلال عملية تهيئته في فترة الأربعينيات من القرن الماضي، فبرج القرن 17م كان من دون تلكم المعاقل الأربعة -انظر الصور في ملحق الوثائق- كما أن النقيشة الحجرية التي تمثل شعار الملك الإسباني فليب الثالث المثبتة أعلى مدخل البرج توضح بشكل أو بآخر أن البرج في شكله الحالي بني من قبل الإسبان. ويبدو أن البرج اتخذ شكله الدائري في فترة بناء القصبة تبعا للأبراج النصف دائرية الإحدى عشر التي كانت تحيط بالقصبة أو عرائش القرن 15م متبعة النمط المعماري الأوربي السائد آنذاك في تحصين المدن؛ حيث نجد المدينة المسورة بسور تتخلله أبراج نصف دائرية لمراقبة أجزاء السور الدفاعي وفي الوسط نجد برجا كبيرا يعرف في العمارة العسكرية الأوربية ب TORRE HOMENAGE، الذي يشكل الملاذ الأخير والآمن لحامية المدينة في حالة فشل أسوارها في الدفاع عنها، ولربما كان برج اليهودي مركزا رئيسيا للمراقبة وقيادة العمليات العسكرية بالمدينة، ولربما أيضا كان مقرا لقائد جند مدينة العرائش".
تجدر الإشارة أخيرا إلى أن برج اليهودي مصنف ضمن قائمة التراث الوطني مستفيدا من القانون 22/80 المتعلق بالمحافظة على المباني التاريخية والمناظر والكتابات المنقوشة والتحف الفنية والعاديات.


نقيشة رخامية ألمانية لمدينة العرائش تصور واقعة يوم 20 نوفمبر 1610، عندما تولى خوان دي مندوزا وفيلاسكو، ماركيز سان جيرمان احتلال ثغر العرائش باسم ملك إسبانيا فيليبي الثالث الذي سبق و عقد مبايعة موثقة مع السلطان السعدي الشيخ المأمون تنازل فيها الأخير عن العرائش لقاء دعم ملك إسبانيا له ضد أخيه السلطان زيدان، إضافة إلى مقابل مادي قدر ب 200000 دو كادوس و يظهر فيه برج اليهودي واضحا بشكله الدائري.

وثيقة أخرى من القرن 17 يظهر فيها البرج بوضوح بشكله الدائري يعتلي سطحه برج مراقبة صغير

 برج اليهودي حاليا في يمين الصورة يحمل معاقله الأربع على أركان سطحه

صورة لبرج اليهودي قبل التدخل الأخير حيث تم تزويده بالمعاقل المعلقة الأربعة خلال فترة الأربعينيات من القرن الماضي، مع ملاحظة كون مدخل البرج لم يكن في الموضع الحالي، بل كان - كما توضح الصورة - بجانب الأدراج المؤدية لسطحه.

صورة لبرج اليهودي خلال العشر سنوات الأولى من القرن العشرين. السهم باللون الأحمر يشير إلى إحدى زوايا البرج حيث 
يوجد اليوم أحد معاقله الأربع، والسهم الأبيض يشير لبقايا سور القرن الخامس عشر الذي هدمه الإسبان






مراجع :
·       د إدريس شهبون. العرائش في تاريخ المغرب قبل عهد الحماية
·       إبراهيم حركات. المغرب عبر التاريخ
·       عبد الكريم التواتي. مظاهر الثقافة و الفكر لبني مرين

الأربعاء، 7 ديسمبر 2016

شخصيات عرائشية

القايد اليزيد



القايد هو رجل سلطة تنفيذية برتبة عسكرية، ممثل للمخزن والدولة المغربية.

ينحدر القايد اليزيد من منطقة سبعة عيون ناحية مكناس، عمل لحساب الدولة المغربية بمنطقة العرائش والقصر الكبير تحت إمرة السلطان العلوي  مولاي عبد العزيز والسلطان مولاي عبد الحفيظ، إلى أن خضع المغرب للحماية أو الاحتلال الإسباني / الفرنسي، فواصل عمله تحت وصاية الخليفة السلطاني لمنطقة الاحتلال الإسباني بالشمال المغربي (مولاي الحسن بلمهدي) لكنه كان ملزما بتنفيذ الأوامر الصادرة من القيادة العسكرية الإسبانية بوصفها السلطة الفعلية على أرض الواقع، شأنه شأن باقي القياد الذين عملوا تحت إمرة سلطات الحماية كصمامات محلية قوية وفعالة لحفظ الأمن وضمان الاستقرار بالمنطقة.
[محمد عزلي]

******************************************************

               أحمد الحراق                                           العربي اقريوار

الصورة على اليسار للعربي اقريوار ابن صاحب الجنان الذي سمي به حي جنان قريوار، وهو رحمه الله من أوائل مفتشي الشغل.
أما الصورة على اليمين فهي ل سيدي احمد الحراق، ابن أول قايد حومة جنان قريوار، مازال شفاه الله على قيد الحياة إلى حدود تاريخ هذا المنشور معتكفا في منزله لا يريد أن يرى ولا أن يرى، كان يعمل كتقني فلاحي في  GRANJA
[محمد الحفيظي]

*****************************************************



صورة تعود لفترة نهاية الثمانينات من القرن الماضي حيث كانت العادة العرائشية لا تزال متوارتة بخصوص مراسيم التوجه لصلاة العيد بالمصلى مشيا على الأقدام وذكرا باللسان وفرحة بالجنان .. في الصورة من اليمين لليسار في الصف الأمامي كل من السادة: الحاج الطيب الوزاني، الفقيه محمد الغيلاني، الحاج الحمدوشي، الحاج سيدي محمد اجنياح، عبد الحميد الزواي يحمل في يديه عصى خطيب العيد، عيسى الضمضام، الحاج أحمد اشقارة، بوغالب الميلاحي ... وخلف عبد الحميد الزواي مباشرة يظهر العامل المولودي بوسيف باللباس التقليدي المخزني الرسمي.
[محمد شكيب الفليلاح]

*****************************************************


صورة تذكارية تجمع كلا من الوالد الفقيه محمد مشبال (الجالس) وإلى يمينه خالي سيدي العباس القادري وإلى جانبه أخته الوالدة لالة فطومة القادري وهي متنكرة في هيئة فقيه جاء لزيارة الوالد، هذا الأخير الذي أصر على أخذ صورة تذكارية حينما اكتشف مقلب الوالدة رحمة الله عليها فقد كانت تتمتع بخفة الروح وحضور النكتة..
[يحيى مشبال]

*****************************************************


شخصيات عرائشية بارزة خلال القرن الماضي.
وقوفا من اليمين إلى اليسار : السيد قبوح، السيد الوعدودي، السيد المفضل التدلاوي.
جلوسا من اليمين إلى اليسار : السيد عبد المالك بلفقيه، السيد مصطفى برغوث، السيد مصطفى الدواي.
[حسام الكلاعي]

*****************************************************



الصف الأعلى من اليمين "عبد الله دودوح (الريفي) - علال عزلي - العربي رزين - عبد الرحمان بنسليم"
الجالسين بالأسفل من اليمين "مصطفى عودة - محمد النقموش"
[علال عزلي]

*****************************************************


عيد الشباب 1973 شاطئ رأس الرمل بمدينة العرائش.
من اليمين تواليا : المرحوم مصطفى الدواي - علال عزلي - الباشا محمد علي بنيس - الخليفة محمد الجنان - الخليفة حسن الريسوني
[علال عزلي]

*****************************************************



من أرشيف "أسبوع العرائش" بالملعب البلدي سنة 1974
من اليمين إلى اليسار تواليا
1.   لحسن شيشا وهو لاعب المغرب أتليتك تطوان الذي سبق له اللعب في دوري الدرجة الأولى الإسباني.
2.   الحاج علال عزلي رئيس دائرة العرائش للشبيبة والرياضة، أحد منظمي أسبوع العرائش بما في ذلك تنظيم لقاء استعراضي بين شباب العرائش مطعم بخيرة اللاعبين المغاربة الدوليين آنذاك في مواجهة فريق إسباني من الدرجة الأولى الإسبانية، وفي هذه الصورة سيواجه الشباب فريق مالقةMALAGA .
3.   لبيض حارس مرمى المغرب الفاسي و المنتخب الوطني.
4.   أحمد كاسيتا نجم كرة القدم العرائشية والذي حمل ألوان فريقي العرائش وطنجة.

تجدر الإشارة أن الفريق الإسباني الزائر كان يشترط عليه القدوم بكامل تشكيلته الأساسية كما تشترط اللجنة المنظمة استقدام الفريق النسوي لمقابلة فريق سيدات العرائش المطعم كذلك بلاعبات مغربيات متميزات من أندية أخرى خارج العرائش.
[علال عزلي]

*****************************************************

عبد السلام الموساتي



عبد السلام بن عبد القادر ميمون موسى المعروف ب عبد السلام الموساتي، كان رحمه الله في مدينة العرائش مسؤولا على قطاع الضمان الاجتماعي بشركة اللوكوس، هذا الرجل العرائشي الوطني الشجاع ابن حي القبيبات، قاد بكل حزم وتحلي بالمسؤولية الوطنية فرقة من المقاومين بمدينة الناظور المناضلة، كما كان له شرف قيادة مظاهرات شعبية نعتت بالتاريخية في مدينة مليلية المحتلة احتجاجا على نفي الملك الشرعي للمملكة المغربية جلالة السلطان محمد الخامس رحمة الله عليه

هذا المناضل الوطني يستحق منا القليل من ثقافة الاعتراف.
[محمد الحفيظي]










*****************************************************

محمد الأشرافي السريفي العرائشي





محمد الحفيظي
إنه Spártacus العرائش، كان هتافه تحت التعذيب زمن الاستعمار عبارة (أنا ابن العرائش الحرة)، المقاوم المجاهد البطل، المناضل الوطني الغيور، والعالم الجليل، والفقيه الشهم النبيل، زكى الله في عمره.

تعلم سيدي احمد الأشرفي القرآن في مسيد لالة منانة في البناية المقابلة للضريح على يد الفقيه لعروصي أبو مصطفى الوهابي وأيضا على يد الفقيه الغيلاني، وعرف كأستاذ سخي العطاء من غزير علمه وموسوعية ثقافته.
كان حضوره قويا في الحركة الوطنية والمقاومة المسلحة، ونجا من الموت عدة مرات، فقد ضرب بالرصاص الحي في بطنه من طرف الإسبان بالفدان في مدينة تطوان لكنه أسعف في الوقت المناسب، ثم تعرض بعدها للتعذيب بمدينة العرائش حتى صار على مشارف الموت بعد أحداث ما يعرف ب (عيطة كواطرو كامينو)، ولم تزده هذه المواقف العصيبة إلا تشبثا بمبادئه وقيمه.
عرف سيدي احمد الأشرفي أيضا بحركيته داخل حزب الشورى والاستقلال ثم الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، لكنه لم يكن يبالي أبدا بالمناصب والمهام، ورغم احترامه الشديد للوطنيين على اختلاف انتماءاتهم إلا أنه كان جريئا فوق العادة في خطاباته، ونذكر في هذا السياق كلمته التي ألقاها بحضور بن سودة وبو طالب في بني انصار بالناظور حيث استهلها بقوله {بسم الله والحمد لله وبعد، فقد انتهى عصر الوطنية ودخلنا في المنافسة السياسية، والويل للضعيف}، وفي تعليق له على من نعته بالمبالغة في الجرأة قال : {إن الغريق لا يخشى البلل}.

**************
بريكليس العرائش.. الأستاذ محمد الأشرافي السريفي
عبد اللطيف الحفيظي

على غرار بريكليس الذي كان يقول (أنا ابن أثينا الحرة)، كان المناضل الوطني الغيور والأديب والمفكر الفيلسوف والفقيه الأستاذ محمد الأشرافي السريفي. يقول (أنا ابن العرائش الحرة _إذن أنا حر). (روحي حرة). كان في خطاباته النضالية، يدعو إلى الشفافية واحترام المواطن وخدمته وتشجيعه، وأكثر ما كان يشجع هو طلب العلم وإعمال العقل. كان ضد الحزبية الضيقة، وكان يقول: (إن حزبي هو الوطن، وضالتي هي مصلحة وطني وأبناؤه ونهضته ورقيه.
في السجن، بعد الأحداث الرهيبة لما يسمى ب "عيطة كواطرو كامينو" (دار الشقيفي)، كان زملاؤه المناضلون يقولون له: إن الحكم علينا سيكون بالإعدام، وكان يرد عليهم: أنا حر وهي عبد، أي روحي حرة وجثتي عبد.
أما بريكليس، فهو سياسي يوناني أثيني 490_429 ق.م. هو أعظم الساسة في اليونان القديمة. اشتهر بطيبته وحزمه عند الضرورة، وشجاعته في القتال وسماحته في النصر، قضى على السرقة والعبث بالحسابات، وشجع رجال الفن، خصوصا المسرح، ورجال الفكر والفلسفة، وشجع وساند المبادرات الحرة. فعرفت أثينا في عهد بريكليس، نظاما ديمقراطيا مهما أساسه احترام الدستور وحقوق المواطن.
إن بريكليس العرائش حافظ لكتاب الله، عميق الاطلاع على سيرة رسوله الكريم، حافظ للألفية ومجموعة من المتن ولكثير من الحكم والأدعية والأشعار، بارع في شرح معاني القرآن لغويا أو من حيث المقاصد، حامل في قلبه وجوارحه هم الدفاع عن العقيدة السمحة من الخرافات والبدع، وكان وما يزال يتصدى بقوة الحجة وقوة صوته الجوهري وأسلوبه البليغ لكل تشويش يطال المذهب السني من تيارات هدامة

لقد زرته في عرينه ب "ألطو راديو" لأعترف له بفضله علي عندما كنت تلميذا له منذ حوالي 45 سنة وكذلك لأنهل من معينه. بعد عدة زيارات دامت مدة كل منها بين 5 و 7 ساعات متواصلة بدون ملل أو تعب، أمكنني أن أصرح بكل صدق، أنه لوحده يمثل جامعة متعددة التخصصات. والمادة التي يعشقها وتسري في عروقه مسرى الدم هي: الوطنية.
من هذا المنبر وبمساندة كل غيور، أطالب السلطات المحلية أن تسمي شارعا مهما في العرائش باسم المناضل العلامة محمد الأشرافي السريفي، وكذلك أن تسمى باسمه معلمة ثقافية مهمة بالمدينة.




*****************************************************

مدرسة مولاي عبد السلام


معلمين مدرسة مولاي عبد السلام يتوسطهم السيد الطيب السبتي رحمه الله وكان المدير... السادة البقالي... الأحمدي... المزوري... أشهبار...القادري و والدي السعيد الأشعاري... الشعشوع.... وآخرون
[رشيدة الأشعاري]

من ذاكرة مدرسة مولاي عبد السلام بالعرائش سنة 1963 أتحفنا السيد عبد الحميد الزواي أحد رموز المدينة في مدح خير البرية والإنشاد الصوفي بهذه الصورة التي تؤرخ لفترة إدارة الأستاذ الطيب السبتي لهذه المؤسسة التعليمية العريقة، يتواجد في الصورة الأساتذة محمد اشهبار (لغة عربية)، الوافي بنحساين (لغة عربية)، والأستاذ شفيقي (لغة فرنسية).

أما التلاميذ، فهناك صاحب الصورة سيدي عبد الحميد الزواي، بالإضافة إلى بعض الأسماء التي تذكرها وهي كالآتي: الجيلالي رزين، مصطفى المودن، عبد العزيز عقيل، الحباسي محمد، العنصاري محمد، القريمدي محمد، صلاح، السوماتي محمد..


*****************************************************

السيدة عائشة عبدالخالق الكوش (1901-1973)


السيدة عائشة الكوش، حرم الفقيه أحمد الجباري أول من تطوع للتدريس في المدرسة الأهلية الوطنية بالعرائش سنة 1937، حولت هذه السيدة منزلها بالقصبة إلى مأوى لطلبة المعهد الديني أوائل الخمسينات لأن فندق 'زلجو' كان قد أصبح في وضعية غير لائقة للسكن، السيدة عائشة هي والدة الشيخ محمد أحمد الجباري خريج جامعة الأزهر بمصر التي التحق بها سنة 1938، وعضو في أول مجلس علمي بتطوان سنة 1956، وعندما توفي الشيخ محمد الجباري بتطوان في دجنبر 1967، ونظرا لمكانته المتميزة في المجتمع التطواني، قرر صديقه شيخ الزاوية القادرية الأستاذ عبدالرزاق القادري أن يكرمه بأن هيَّأ له قبرًا في الزاوية، لكن عندما علمت والدته السيدة عائشة ألحت على أن يدفن ابنها في مدينة العرائش (البوابة الغربية الصامدة للعالم الإسلامي) وفعلا أقامت لابنها جنازة في منزل ابنتها السيدة رحمة الجبارية أم السي محمد والمهدي العروسي رحمهم الله بحي جنان اقريوار بحضور كبار مثقفي وعلماء تطوان، وأذكر أنه من بين من ألقى كلمة التأبين يومها (في مقبرة سيدي علال ابن احمد) أحد الشيوخ الأمازيغ "السي علي التاملي" رحمهم الله جميعا.

[محمد الحفيظي]








*****************************************************

سيدي احمد بن عبد الخالق الكوش

رجل علم ودين من العرائش، سافر إلى أرض الكنانة طالبا للعلم  فدرس بالأزهر الشريف وتخرج منها، لكنه آثر البقاء في مصر إلى أن توفي ودفن بها.

 سيدي احمد الكوش بالزي الأزهري

سيدي احمد الكوش بالزي المغربي رفقة أخيه سيدي محمد

سيدي احمد الكوش في مستشفى بالقاهرة سنة 1938

*****************************************************

المستشار نيكولاس بيريز كاسيريس، قنصل إسبانيا بالعرائش


يعتبر المستشار نيكولاس بيريز كاسيريس القنصل السابق للمملكة الإسبانية بمدينة العرائش واحدا من أهم الشخصيات الإسبانية العرائشية المدافعة عن المشترك الإنساني وقيم التعايش والتسامح بين الأديان والأعراق سواء على مستوى ضفتي المتوسط أو  على المستوى الأشمل لقيم الإنسانية، ولد في مدينة القصر الكبير بحي المعسكر الكبير، وترعرع في أسرة بسيطة ومحبة لأعمال الخير حسب شهادات لمن عاصره من أبناء جيله كالسيد عبد السلام أخريف والأستاذ ادريس المريني الذي ذكر أن والد نيكولاس كان له محل لبيع الجرارات والآلات الفلاحية متاخم لمسرح سينما پيريس ݣالضوس، وقد انتقلت الأسرة لمدينة العرائش خصيصا ليواصل نيكولاس دراسته الثانوية، وفي هذه المدينة سيصبح له أصدقاء كثر غالبيتهم من المغاربة، وعن فترة توليه مسؤولية القنصلية الإسبانية بالعرائش يقول جاره الأستاذ رشيد قنجاع "تعرفت على نيكولاس، بوعي تلميذ وطفل وجار لنا في أواخر السبعينات وبداية الثمانينات، رجل دبلوماسي محترم ولطيف جدا، تقبل شغبنا الطفولي عندما كنا نلعب في رصيف القنصلية وفي أدراج بابها قبل زمن الفيزا، لم يحتجز يوما كرتنا بل في العديد من المرات قدم لنا كرات كهدية، في زمن الفيزا ظل نيكولاس رفقة طاقمه الإداري مرنا في تعامله، متواصلا بشكل مباشر، ويحاول ما أمكن تبسيط المعاملة الإدارية، كان عرائشيا قحا، لغة ودارجة، لا يمكنك تمييزه عن أي عرائشي"، عرف الرجل ببساطته وتعاونه مع مكونات المجتمع المدني وانخراطه في إنجاح الأنشطة الثقافية ذات الأبعاد التربوية والأنشطة الرياضية ذات الإشعاع العالمي مثل تراياثلون العرائش، وقد توفي نيكولاس بيريز كاسيريس خلال جائحة كورونا في ماي 2020.

[ محمد عزلي]

*****************************************************

جوق الرابطة للطرب الاندلسي

السنة: 1965

المكان: palafito... منزل صاحب شركة اللوكوس السابق...خوسي گومينديو ((ناحية العرائش))

المناسبة: شخصية بارزة من الخارج في ضيافة صاحب الشركة

تعرفت على الاسماء التالية:

صاحب الجلباب الرمادي... السيد جمال الدين بنادي والد صديقتنا

الصحفية بإذاعة طنجة نزهة بنادي البركة على آلة الكمان

على يمينه السيد الطود على آلة الكمان

شقارة على آلة الكمان

التدلاوي على آلة العود

والدي سعيد الشاعر على آلة البانجو

الأول على يمين الصورة على آلة الأكورديون سي محمد خضور

أستاذي في مادة الصولفيج سنة 1976

[عبد الإله الشاعر]


*****************************************************

ذاكرة مدينة العرائش الفنية


على اليسار، المرحوم الحاج مفضل التدلاوي مؤسس جوق الرابطة الأندلسية، ورئيس جمعية الكواكب العرائشية لمدح خير البرية، كانت شخصية وازنة أخلاقيا وأدبيا لغيرته الكبيرة على الموروث الأندلسي والصوفي بالمدينة.

على اليمين المرحوم سيدي أحمد شقارة الفنان الخلوق العفيف والعازف الماهر على آلة الكمان رغم السنوات الطويلة التي قضاها في العرائش كان قلبه وروحه مرتبطا بمسقط رأسه مدينة تطوان والذكريات الفنية التي قضاها بين الزاوية الحراقية من جهة وجوق الطرب الأندلسي برئاسة الهرم سيدي محمد التمسماني وعبد الصادق شقارة، فاللهم ارحمهم رحمة واسعه واسكنهم فسيح جنانك وجازيهم عنا كل خير.

[عادل العمراني]