بقلم: ذ/ عبد السلام السلطاني
11 غشت 1980 الموافق ل 29 رمضان 1400 هجرية..
مر اليوم بمدينة العرائش كما تمر الأجواء التحضيرية
الاستعدادية لعيد الفطر عادة.. مع ترقب رؤية هلال العيد..
بعد آذان المغرب.. أعلن أن العيد سيكون في اليوم الموالي
إثر ثبوت رؤية الهلال..
في هذه الأجواء.. كان مركب / سفينة الشحن المسمى * صلاح الدين
*.. والقادم من ميناء مدينة VIGO الواقعة في
منطقة GALICIA شمال غرب إسبانيا بشبه الجزيرة الإيبيرية..
ينتظر في عرض بحر العرائش عند مدخل (la boca del leon) خروج المركب المسمى * منقذ * التابع للإدارة المكلفة بميناء
العرائش ليقوم بعملية خفره نحو الميناء..
بعد عدم خروج مركب الخفر المذكور.. وليلا.. وموعد الفجر يقترب..
قرر قبطان / قائد المركب صلاح الدين الدخول للميناء دون خفر..
بدت لقائد المركب / السفينة أضواء شاطئ راس الرمل تتلألأ..
مع حركة أضواء أخرى (السيارات).. فخال أن
الأمر يتعلق بالميناء المقصود.. خصوصا وأن
مكان الميناء الحقيقي لا يمكن رؤيته بحكم انزوائه يمينا في ركن متفرع عن نهر لوكوس
عند المصب..
وهكذا.. جنح المركب / السفينة صلاح الدين و (" حرّت".. كما يصطلح على ذلك في قاموس أهل بحر وسكان العرائش)..
استفاق السكان على صوت نفير المركب / السفينة المتكرر..
فكان لأجواء صباح العيد نكهة خاصة ذلك العام.. لا زال
يتذكرها كل من عايشها..
بقي المركب / السفينة في مكانه ملتصقا بالرمل.. وبدأت
المحاولات المتكررة برا وبحرا وبكل الوسائل الممكنة لانتشاله من" الجثوم
" الذي أحكم عليه قبضته..
ورغم كل الأفكار والاقتراحات والتدخلات التي اقترحت ونفذت..
والتي كان من بينها قرار التخفيف من وزن المركب / السفينة.. وذلك بالتخلص من حمولة
الخشب / الكارطون المسمى (IZOREL).. الذي شكل مصدر دخل للشباب السباحين
المهرة الذين انبروا للحصول عليه من وسط مياه " المون " وتجميعه وبيعه..
بعد أن كانت الشحنة مرصودة لشركة (IMASA) الذائعة
الصيت محليا آنذاك..
وبعد استنفاذ
جميع المحاولات والمبادرات التي لم تجدِ نفعا.. تقرر تقطيع المركب كحل أخير لم يطل
إلا أجزاء المركب / السفينة العلوية.. فيما استعصى مرة أخرى تنفيذ العملية في
الجزء السفلي الملتصق بالرمال.. فبقي شاهدا على الحادث.. يظهر عند كل جزر و (البحرار
/ بوزروگ) يتخذ منه مكانا لتكاثره ...!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق