محمد عزلي
مدرسة الجامع الكبير أو المدرسة القرآنية التابعة للمسجد
الأعظم، من المرافق التي أمر ببنائها السلطان العلوي المجاهد سيدي محمد بن عبد
الله بعد زيارته للمدينة سنة 1765م عقب معركة العرائش البحرية، يعود تاريخ تدشينها
كما هو واضح على النقيشة الحجرية المثبتة فوق باب المبنى إلى العام 1187هـ، بابها
الجميل الواضح في الصورة مشيد على النمط المعماري الأوربي الكلاسيكي، وهو في حاجة
لرعاية وتثمين ورد اعتبار يناسب قيمته التاريخية وجماليته العمرانية.
في هذا الفضاء تحديدا أسس الحاج عبد السلام التدلاوي
المدرسة الأهلية سنة 1937 رفقة الأستاذ عبد الرحمان مشبال، وبمساعدة نخبة من
الوطنيين العرائشيين المخلصين الذين تشكلت منهم لجنة أشرفت على تسيير المدرسة في
مرحلة التأسيس، وهم: (محمد بن المهدي، محمد الطرابلسي، عبد السلام بن محمد
الجنوني، أحمد بن حيون، الحسن بنموسى، محمد الدمغة، الحسن الجباري)؛ وقد استطاعت
المدرسة الأهلية بالعرائش بفضل هؤلاء الرجال أن تعيد شيئا من التوازن لنظام
التعليم بالمدينة الذي كان مقتصرا زمن التأسيس على (المدرسة الإسبانية العربية) و
(المدرسة الفرنسية العربية) وهما مؤسستان تعليميتان تخدمان مصالح وأهداف قطبي
الاحتلال بالمغرب آنذاك، فكان المتخرجون من المدرسة الإسبانية يواصلون دراستهم في
تطوان، بينما خريجي المدرسة الفرنسية يتابعون مسارهم في الرباط. أما تلاميذ
المدرسة الأهلية فكان تعليمهم متشبعا بقيم الدين الإسلامي الحنيف، ناهلا من كل
المعارف والعلوم، منضبطا لثوابت الأمة والوطن، الأمر الذي خلق انطباعا إيجابيا لدى
الساكنة المحلية، وجعل من المدرسة الأهلية قبلة لجل أولياء الأمور من المغاربة
والمسلمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق