الخميس، 5 سبتمبر 2019

المدرسة الأهلية بالعرائش


محمد عزلي

كانت المدرسة الأهلية بحق، هي المدرسة الحرة الأولى للتعليم العصري بالمنطقة الخليفية زمن الحماية، وكانت بدايتها في مدينة تطوان حيث تأسست سنة 1925 على يد الوطنيين المغاربة الشباب، وعلى رأسهم مؤرخ تطوان، الحاج محمد داود الذي أدارها وسيرها بمساعدة بعض أعيان المدينة ومنهم الحاج عبد السلام بنونة، وعلى نفس المنوال أخذت بقية مدن المنطقة تفتتح فروعا مستقلة كالعرائش والقصر الكبير وشفشاون، وقد كان لها جميعا فضل كبير في تنشئة الشباب نشأة عربية إسلامية متشبعة بالعلم والدين والوطنية[1].
تأسست المدرسة الأهلية بمدينة العرائش سنة 1937 بحي القصبة، ثم بدأت تباشر دورها التربوي التعليمي بفضاء المدرسة القرآنية التابعة للمسجد الأعظم بالسوق الصغير والتي يعود تاريخ تأسيسها إلى سنة 1187 هـ / 1773-1774 م كما هو ثابت في النقيشة التخليدية فوق باب المبنى من قبل السلطان العلوي سيدي محمد بن عبد الله، ويرجع الفضل في تأسيس المدرسة الأهلية بالعرائش للحاج عبد السلام التدلاوي ورفيقه الأستاذ عبد الرحمان مشبال، بمساعدة نخبة من الوطنيين العرائشيين المخلصين الذين تشكلت منهم لجنة أشرفت على تسيير المدرسة في مرحلة التأسيس، وهم: [محمد بن المهدي، محمد الطرابلسي، عبد السلام بن محمد الجنوني، أحمد بن حيون، الحسن بنموسى، محمد الدمغة، الحسن الجباري][2].
وفيما يلي قائمة بأسماء الأساتذة الذين تولوا التدريس في المدرسة الأهلية بالعرائش:
v   تعليم القرآن الكريم: [أحمد الجباري، عبد الحفيظ البدراوي، عبد السلام زروق الغماري، فطنة براحة، رحمة براحة، العياشي البقالي]
v   اللغة العربية والإسبانية وبقية العلوم: [عبد الرحمن مشبال، البشير الشنتوف، محمد الطرابلسي، الأمين الروسي، عبد السلام حيون، عبد المالك ابن الفقيه، أحمد التدلاوي، أحمد الوعدودي، مصطفى الدواي، أحمد العمري، عبد السلام جعنين (Don Sellam)][3].
وهذه قائمة ببعض أسماء التلاميذ الذين التحقوا بالمدرسة الأهلية في العرائش خلال الموسم الافتتاحي سنة 1937 : [مصطفى الدواي، مصطفى الكوش، المفضل التدلاوي، عبد الرحمان اعميار، الحسن الإمراني (الصحراوي)، الفضيل بن حيون، عبد الرحمان اجزناي، الراضي الحراق، عبد الله الريفي، بدر الدين اليعقوبي، عبد القادر اليعقوبي، محمد كوفية، محمد منيوب، الحسن التدلاوي، محمد الطنجاوي، عبد القادر الريفي، عبد المجيد بن حيون، عبد الوهاب بن حيون، محمد بن الحاج المختار البوعطياوي، الحسن ابن حساين، سليمان بن عباس، محمد بن عبد الرحمان الجباري، محمد الجنوني، حماد بنموسى، العربي الدمغة...][4]
استطاعت المدرسة الأهلية بالعرائش أن تعيد شيئا من التوازن لقطاع التعليم بالمدينة الذي كان مقتصرا زمن التأسيس على (المدرسة الإسبانية العربية) و (المدرسة الفرنسية العربية) وهما مؤسستان تعليميتان تخدمان مصالح وأهداف قطبي الاحتلال بالمغرب آنذاك، فكان المتخرجون من المدرسة الإسبانية يواصلون دراستهم في تطوان، بينما خريجي المدرسة الفرنسية يتابعون مسارهم في الرباط[5]. أما تلاميذ المدرسة الأهلية كان تعليمهم متشبعا بقيم الدين الإسلامي الحنيف، ناهلا من كل المعارف والعلوم، منضبطا لثوابت الأمة والوطن، الأمر الذي خلق انطباعا إيجابيا لدى الساكنة المحلية، وجعل من المدرسة الأهلية قبلة لجل أولياء الأمور من المغاربة المسلمين.

صورة حديثة لبوابة المدرسة القرآانية سابقا / المدرسة الاهلية لاحقا.


·       الصف العلوي من اليمين:
1-    (؟)، 2- أحمد التدلاوي، 3- مصطفى الدواي، 4- محمد الطرابلسي، 5- البشير الشنتوف، 6- أحمد الوعدودي، 7- عبد السلام جعنين (Don Sellam)
·       الصف الوسط من اليمين:
1-   عبد الحفيظ البدراوي، 2- (؟)، 3- محمد بن المهدي، 4- عبد الرحمن مشبال، 5- عبد السلام التدلاوي،6- أحمد بن حيون ترافقه الطفلة زهور التدلاوي، 7- عبد السلام زروق الغماري.
·       الصف السفلي من اليمين:
1-   (؟)، 2- (؟)، 3- (؟)، 4- الفاضل بن حيون.

§       تعرف على أسماء المتواجدين بالصورة الأستاذ محمد الحفيظي. 

السوق الصغير بالعرائش

مقر الهلال الأحمر قرب مرسى العرائش

شارع سيدي محمد بن عبد الله قرب المحطة الطرقية القديمة بالعرائش

عند بوابة مقر حزب الاستقلال بالعرائش

فتيات الانبعاث
هذه صور حصرية لفتيات الانبعاث بالعرائش في خمسينيات القرن العشرين، كانت بشهادة جل المعاصرين، وجها مشرقا للتعليم المغربي العصامي المتمثل في المدرسة الأهلية التي بدأت في تدريس الفتيات ابتداءً من سنة 1939. تخرجت فتيات الانبعاث وفي رصيدهن مخزون هام من المعرفة والأخلاق والوطنية، منهن من واصلت دراستها خارج العرائش وخاصة بمدينة تطوان، ومنهن من لم تسنح لهن فرصة إكمال المشوار المعرفي واكتفين بمكاسب المرحلة، فتيات الانبعاث شكلت دون شك مشتلا لأمهات عظام شاركت الرجال في تحمل مسؤوليات البلاد والعباد بكل أمانة واقتدار.


النزاهة
نزاهة تلاميذ المدرسة الأهلية بالعرائش سنة 1949، التقطت الصورة في طريقهم نحو سيدي وادار عن طريق أوطوراديو Auto Radio، والنزاهة بالدارجة المحلية تعني نزهة، وهي تقليد من التراث الثقافي اللامادي لمدينة العرائش، تكون عادة في فصل الربيع، وتشتهر خاصة في فاتح ماي، وغالبا ما يكون المتنزهون جماعة من الأصدقاء أو أفراد العائلات، يتنقلون راجلين بالأفواج نحو الغابات المحيطة بالمدينة مجهزين بأدوات الطبخ والآلات الموسيقية لصنع البهجة والاحتفال.

§       الصور الفوتوغرافية من خزانة الأستاذ عبد اللطيف الحفيظي.
§       شارك في التعليق على الصور الأستاذين الفاضلين محمد الحفيظي، وعبد اللطيف الحفيظي.
[1] الثقافة العربية المعاصرة في شمال المغرب -5 ، مجلة دعوة الحق، العدد 163.
[2][3][4][5] المفضل التدلاوي، أضواء من ذاكرة العرائش، ط1 2001، ص 139-141.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق