الأربعاء، 17 أبريل 2019

فاكهة الفقراء و الأبواب السبعة




فاكهة الفقراء و الأبواب السبعة


    عبد السلام السلطاني 

أتذكر كيف أني كنت أنتظر قدوم بائع " الجميخ " بشغف لاقتنائه و أنا طفل من " باب القصبة " .. أو عودة جدي رحمه الله من سفره المتكرر لجلب " الجّْبْن بلدي " للمتاجرة فيه .. لأظفر بحصة من " الجُمّار " كما يسميه ( جْبالة ) .. أو أذهب .. للبحث عن ( عرّوم ) منه ب " باب الگزّارين " بمدخل الگبيبات ، حين لا أجده بالقرب من مكان تجارة الجد ..
ب " باب لمدينة " وقت تكليفي بقضاء غرض عنده .
أذكر أيضا أني كنت أعترض سبيل بعض القرويين الذين كانوا يجلبون نبات " الدوم " هذا أو ( فاكهة الفقراء ) كما يحلو للبعض نعته به عند " باب الرّوى " بساحة دار المخزن لأسبق أقراني في الظفر بما لذ من أكبر و أحسن ما في ( الشواري ) منه .. الشئ الذي كان يفرض القيام باكرا و بقائي ( مْقَرْنْص ) أنتظر لوقت قد يقصر أو قد يطول ..
أما خلال الموسم الدراسي .. فقد كنت أحرص على أن يتوفر جيبي على بعض النقود أخصصها للحصول على مطلوبي وقت الخروج من " مدرسة مولاي عبد السلام للبنين " التي كان بعض الباعة يبيعوننا إياه قربها أو قرب " مدرسة للامنانة للبنات " بمحاذاة " باب لگصيصة " ثم أعود و أنا أصطحب في الكثير من الأحيان بعض الفتيات اللائي كن يستمتعن به دون جهد جهيد يبذلنه في سبيله .. !
و من بين الطرائف التي حصلت معي بسبب " الجميخ " .. أذكر أن أحد زملاء المدرسة قال لي يوما بأنه شاهد أحدهم يعرض فاكهتنا للبيع بالقرب من " باب بْحَر " فذهبت معه لجلبه .. إلا أننا لم نجد شيئا فذهبنا نلعب قرب " غياصة " لتتسخ ثيابي فأحاول تنظيفها بالماء قبل العودة للبيت .. فأزيد الطين العالق بلة جففت بما تلقيته من وجبة دسمة من البرد و الارتعاش ..!!!
ذات مرة .. ذهبت ل " باب لغريسة " ، و اقتنيت بغيتي بمعية ( واحد ولد الحومة ) .. ثم اتفقنا على اللعب بتبادل تسديد ضربات جزاء .. و الرابح يستفرد بالحصتين .. فعدت للبيت بعد ذلك و أنا أتقمص حالة ظفر الأبطال بكأس العالم ... !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق