الخميس، 13 سبتمبر 2018

أضرحة المصباحيين بأحواز العرائش




    محمد عزلي

في إطار تنشيط البحث التاريخي حول مدينة العرائش وأحوازها كأحد الأهداف الأساسية لجمعية أرشيف العرائش لتوثيق التراث الثقافي والبحث التاريخي، واستكمالا للبحث الجاري في المصادر التاريخية المكتوبة، المغربية منها والأجنبية، المتعلقة بسيرة الولية الصالحة لالة منانة المصباحية، قام فريق من الجمعية يقودهم كاتبها العام ذ.عبد الحميد بريري المكلف بهذا التحقيق، برحلة بحثية علمية ميدانية تخص أصول لالة منانة و آل مصباح يومه السبت 8 شتنبر 2018، بدأت بدوار اكلا حوالي 20 كلم جنوب العرائش، حيث توجد زاوية مولاي عبد الله وأضرحة الشرفاء المصباحيين، التقوا خلالها بمقدم الزاوية سيدي سعيد بن محمد بن جلول المصباحي الذي لم يبخل على زواره بالمعلومات والإرشادات المستفيضة، ثم استمرت بمولاي بوسلهام حيث توجد به أيضا أضرحة أخرى حاور فيها الفريق مقدمي الزوايا في عين المكان، وقد ساهمت الصدفة أيضا والحظ الجيد في اكتشاف حقائق ومفاجآت سنعلن عنها في حينها من خلال مدونة أرشيف العرائش بإذن الله بعد أن يتم التحقق من المعطيات المتوصل إليها ميدانيا.

نبذة عن الزاوية المصباحية
اشتهرت هذه الأسرة بالدور الذي قام به أفراد منها في الميدان الفكري والثقافي والإصلاح الاجتماعي، كما عرفت بنبوغ علماء أجلة وشعراء مرموقين [1]. يقول ذ. عبد الحميد بريري في مقاله المعنون "مساهمات قبائل الهبط والغرب في الدفاع عن العرائش" المنشور في مدونة أرشيف العرائش الإلكترونية بتاريخ 17 فبراير 2017:
{المصابحة أو المصباحيون، قال فيهم محمد القادري في كتابه نشر المثاني إن فيهم عدد من الأولياء والصالحين غير معروفين وذكر أحدهم هو الحسن بن عيسى المصباحي دفين الدعداعة من بلاد البروزي (سوق أربعاء الغرب حاليا) واستشهد أحد أبنائه وهو عيسى على أبواب طنجة وهو يجاهد البرتغاليين بها.
ويعتبر سيدي عبد الله المصباحي المدفون ب (اكلا) أحد أقطابهم؛ كان الخلط والطليق يقيمون له موسما تتبارى فيه الخيول والفرسان والرماة؛ باعتباره صاحب البركة في تعلم الرمي والفروسية التي يمنحها أحد أحفاده بعد موته لكل من أراد تعلمها. وتعتبر هذه المظاهر تجسيدا لاستعداد القبيلتين واليقظة التي كانوا عليها أجدادهم منذ سكناهم الهبط والغرب حتى أصبح كل ما يتعلق بالجهاد ثقافة لديهم، حيث كانت المنطقة الممتدة من مصب نهر لوكوس إلى مصب نهر سبو مجالا لنشاط أجدادهم الجهادي، وابنه الجيلالي بن عبد الله كان لا يراوح مكانه في المرابطة بثغر العرائش حيث كان يجلس على حجر هناك في مقابلة البحر، وابنته لالة منانة المصباحية المدفونة بالعرائش كانت تقدم العون والدعم للمجاهدين بالعرائش كما تحكي الرواية الشفاهية بالمدينة وتعطينا الأساطير التي نسجت حولها قيمتها ومكانتها في المجتمع  العرائشي}.
أما الحاج المفضل التدلاوي رحمة الله عليه فيذكر الشرفاء المصباحيين في كتابه "أضواء على ذاكرة العرائش" في محلات نذكر منها ما قاله في (ص198):
{الشرفاء المصباحيون وأبرزهم هو سيدي الجيلالي بن عبد الله والد الولية الصالحة لالة منانة المصباحية عميدة أولياء مدينة العرائش ودفينتها. وسيدي الجيلالي بن عبد الله وإن كان مدفونا قرب ضريح مولاي بوسلهام فهو استوطن مدينة العرائش جل حياته، وكان مقر سكناه بدار الزاوية المصباحية وكان يجلس باستمرار على مسطبة حجرية ملتصقة بالدار لازالت إلى الآن تعرف ب "حجرة سيدي الجيلالي بن عبد الله".
ومن الشرفاء المصباحيين المشهورين وكان لهم دور مهم لدى سكان المدينة ويقصدونه للتوسط لهم لقضاء حوائجهم سيدي العربي بن محمد المصباحي الذي يوجد ضريحه بالمقبرة الجديدة بالعرائش}.

الأهداف والنتائج
هذه الرحلة العلمية للزوايا والأضرحة الخاصة بالشرفاء المصباحيين مجرد خطوة ميدانية سبقها بحث مستفيض، وسيليها بإذن الله خطوات بحثية أخرى، سواء تعلق الأمر بتحقيق المخطوطات، خاصة الظهائر السلطانية، أو باستكمال الزيارات الميدانية لبقية الأضرحة داخل وخارج العرائش بما فيها الزاوية المصباحية وضريح الولية الصالحة لالة منانة ومن ثمة لقاء القائمين عليها للتنسيق معهم. والهدف من وراء ذلك وضع سيرة واضحة المعالم للولية الصالحة لالة منانة المصباحية التي اكتسبت مكانة اعتبارية في الذاكرة المحلية والوطنية المشتركة جعلت منها رمزا مقترنا بمدينة العرائش، وبالتالي وضع حد للجدل المطروح حول زمن عيشها وكذا تحقيق الأساطير المنسوجة عنها وربطها في سياقها العلمي.
الزيارة أجابت عن العديد من الأسئلة وطرحت أخرى كان أهمها:
·       وجود سيدتين بنفس الاسم عاشتا بنفس المنطقة، لكن في فترتين زمنيتين مختلفتين، والحديث هنا عن لالة منانة المصباحية ولالة منانة البلغيتية (التيجانية)، وهو الأمر الذي سبب العديد من التناقضات الموجودة في المحاولات السابقة لتدوين سيرة الولية المصباحية.
·       حقيقة الدور الجهادي للشرفاء المصباحيين، وما قدموه ميدانيا لدولتهم ومجتمعهم، والطريقة التي تعامل بها السلاطين معهم. وقد أثمرت الزيارة بهذا الخصوص معاينة دلائل مادية من قبيل هدية السلطان مولاي اسماعيل للشريف مولاي عبد الله المصباحي.
·       عناية الشرفاء المصباحيين بأضرحتهم ونخص بالذكر سيدي سعيد بن محمد بن جلول المصباحي الذي يشكل في حقيقة الأمر نموذجا جيدا للعناية والتدبير السليم لتراثنا الثقافي الأصيل، في حين تعاني جل الزوايا والأضرحة والمقامات التي قام فريق أرشيف العرائش بزيارتها من الإهمال وسوء الحالة العمرانية والبيئية بشكل يجعلها أبعد ما يكون من دورها الصوفي ووظيفتها الروحية.

[1] اليلصوتيون في شمال المغرب. مجلة دعوة الحق. العدد 192

ألبوم الرحلة


 1 مسجد دوار اكلا
2
3
4 
2 - 4 : المنطقة الريفية بدوار اكلا حيث تتواجد زاوية مولاي عبد الله المصباحي

5
 6
 7
 8
9
10
5 - 10 : صور من دار الشريف سيدي سعيد بن محمد بن جلول المصباحي

 11
 12
13 
11 - 13 : ضريح سيدي محمد بن جلول بن الطيب المصباحي

14
 15
14 - 15 : ضريح سيدي جلول بن الطيب بن محمد المصباحي

 16
 17
 18
16 - 18 : حمام ضريح سيدي جلول

19
20
19 - 20 : مقابر الخدم

 21 ضريح لالة طامو حرم الطيب بن محمد المصباحي

 22
 23
 22 - 23 : ضريح سيدي الطيب بن محمد المصباحي

24 
 25
24 - 25 : ضريح سيدي محمد المصباحي

26 البهو الداخلي لدار الشريف المصباحي والذي يجاور جل الأضرحة الموجودة خارجه

 27 سيدي سعيد بن محمد بن جلول المصباحي أقصى يمين الصورة يقدم الشروحات ويجيب عن استفسارات أعضاء جمعية أرشيف العرائش

 28
 29
28 - 29 هدية السلطان مولاي اسماعيل للشريف مولاي عبد الله المصباحي
ووعاء سيدي محمد بن عبد الله المصباحي كان قد غنمه من البحر

 30 مقبرة مولاي عبد الله المصباحي بدوار اكلا

 31
 32
 33
 34
 35
31 - 35 : زاوية مولاي عبد الله المصباحي بقرية اكلا وهو والد سيدي الجيلالي وجد الولية الصالحة لالة منانة المصباحية

 36
 37
38
36 - 38 : زاوية سيدي الجيلالي بن عبد الله المصباحي بجماعة مولاي بوسلهام وهو والد الولية الصالحة لالة منانة دفينة العرائش

39
 40
39 - 40 ضريح لالة منانة التجانية (في حاجة إلى تمحيص) وهي الولية التي بسببها وقع خلط وتضارب في السير المرواة عن المنانتين.

41
42
41 - 42 : مقبرة قديمة وضريح سيدي احمد الشاهد

 43
 44
43 - 44 : ضريح مولاي بوسلهام (أبو سعيد المصري البسطامي)

45 ضريح سيدي مخلوف الرياحي

46 ضريح سيدي العربي العياشي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق