الخميس، 1 يونيو 2017

المدفعية الإسبانية بالعرائش

المدفعية الإسبانية بالعرائش







(التيجيريا) كلمة شهيرة بمدينة العرائش فهي تعني عند عموم العرائشيين ثانوية سيدي محمد بن عبد الله التي مرت منها أجيال ما بعد الاستقلال كاملة و إلى حدود التسعينات قبل إنشاء ثانويات أخرى خففت الضغط أخيرا عنها. تيجيريا كلمة موروثة عن الاستعمار الإسباني و هي (أرتيجيريا ARTILLERIA) تعني (المدفعية)، فقد كان المكان قاعدة لسلاح المدفعية للجيش الإسباني المحتل الذي جعل من العرائش عاصمته العسكرية على المنطقة الخليفية أو منطقة الحماية الإسبانية بالشمال المغربي.
تحول المكان إذن من مجمع عسكري إسباني ضم سلاح المدفعية والسلاح الناري الخفيف وفرق الفرسان والمشاة (من حي الباركي إلى غاية ثانوية ماء العينين) إلى مركب تعليمي تخرجت منه غالبية الساكنة المحلية التي ترعرعت بالعرائش بعد استقلال المغرب سواء تعلق الأمر بالتعليم الأصيل، العصري، أو تكوين الأطر المهنية والحرفية.



ورش العتاد و الصيانة التابع لسلاح المدفعية الإسبانية بالعرائش 1918


مركز توليد الطاقة الكهربائية التابع لمدفعية العرائش


فريق (سانتا باربرا) لكرة القدم، أسسه القائد العسكري الإسباني خوان خوسيه أونسيتا غارسيا ألبينيز الظاهر وسط اللاعبين، تاريخ الصورة حوالي 1924.
الطفل الذي يظهر في الصورة (خوسيه أونسيتا سانشيز) ولد بالعرائش في 10 يونيو 1921، و هو ابن القائد خوان و جد السيد خوانخو الذي أهدانا هذه الصور الحصرية.

مكان الصورة بالقاعدة العسكرية للمشاة و الفرسان و المدفعية (ISTA حاليا).


هذه بعض الصور من أرشيف 1930









أرشيف 1930

صورتين للأستاذ حسام الكلاعي يقارن فيهما بين الأمس و اليوم

صورتين من داخل ثانوية سيدي محمد بن عبد الله الشهيرة ب ( تيجيريا )






صور لورشة المدفعية سابقا التي أصبحت اليوم المعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية ISTA
  2017
































 

تاريخ المدفعية
يرجع مفهوم المدفعية بشكله الأساسي إلى العصور الوسطى حيث يأتي معناها من كلمة attillement وهي كلمة فرنسية قديمة وتعني التجهيزات أو المعدات.
بحلول القرن الثالث عشر كان لفظ artillier يطلق على صانعي الآلات الحربية بشكل عام ولمدة 250 عام أطلق لفظ مدفعية artillery على آلات جميع المعدات الحربية.
المعدات القديمة مثل المقلاع وبعض المعدات الحربية الأخرى تعتبر من المدفعية ولكن المرة الأولى التي تم فيها تسجيل استعمال المدفعية التي تعمل بالبارود كانت في 28 يناير 1132 عندما استعمل الجنرال "هان شيزونج" من عائلة "سونج" الحاكمة في الصين ما يعرف بـ "هوشونج" وهو مدفع بدائي في اختراق دفاعات مدينة بإقليم "فيوجان" شرقيالصين. ثم انتقل استعمال أنواع متنوعة منها إلى الشرق الأوسط حيث سماها العرب "المدفع" ثم وصلت إلى أوروبا أخيراً في حدود ضيقة جداً في القرن الثالث عشر.
كانت المدافع ذات قلب أملس وتُصب من الحديد أو البرونز في قوالب. و تنوعت القذائف من كرات من الرصاص أو الحديد أو الصخر أو أسهم ضخمة أو أحيانا قطعاً من حطام أرض المعركة عند الحاجة. تم تطوير المدافع قليلاً خلال حرب المائة عام وانتشر استعمالها وظهرت عدة محاولات لعمل مدفع ذو تحميل خلفي لكن بسبب محدودية الإمكانات  الهندسية كانت هذه المدافع أكثر خطورة من المدافع ذات التحميل الأمامي.
ظهرت بعد ذلك مدافع ضخمة للغاية لدرجة أنه كان من المستحيل صبها في قوالب، فكانت تصنع من قطاعات معدنية مربوطة إلى بعضها البعض. وكانت لهذه المدافع مساوئ عديدة منها:
·         صعوبة تحريكها ميدانياً.
·         لا يمكن نقلها إلا مفككة.
·         كان لكل مدفع تصميمه الخاص.
·         انعدام الدقة في إصابة الأهداف.
ولم تكن هذه المدافع مفيدة حقاً إلا في حصار المدن ومن أهم الأمثلة على ذلك حصار الأتراك للقسطنطينية سنة 1453 حيث استعمل خلاله مدفع يزن 19 طن ويحتاج إلى 200 رجل و 60 ثور لنقلة وتركيبة وكان يمكن إطلاقه 7 مرات في اليوم الواحد.
في القرن 15 ونتيجة للتطور في صناعتي البارود والحديد أصبح من الممكن صناعة مدافع أقل حجما وظهر أول مدفع متنقل على عجلات يمكن استعمالهُ في أرض المعركة. وكان هذا المدفع يجر على عجلتين كبيرتي الحجم بواسطة حيوانات، ولهُ ذيل يرتكز على الأرض لمنع الارتداد. ولم يستطيع هذا النوع من المدافع مجاراة السرعة المتزايدة للأحداث في أرض المعركة بحلول القرن السادس عشر وازدياد الاعتماد على البندقية وبذلك اختفت  المدافع تقريباً من المعارك.
تم ابتكار فكرة الكبسولة في العشرينيات من القرن السابع عشر وكانت عبارة عن كيس من القماش يجمع المقذوف والبارود معاً وقد انتشرت الفكرة بسرعة في جميع أنحاء العالم. وأدت فكرة الكبسولة إلى جعل التحميل أسرع  وفي نفس الوقت أكثر أماناً. المشكلة الوحيدة التي واجهت الفكرة هي بقاء أجزاء من قماش الكيس المتهتكة داخل المدفع وتم التغلب على هذه المشكلة بابتكار أداة جديدة على شكل حلزون لهُ مقبض لتنظيف ماسورة المدفع.
أعاد الجنرال "جوستافوس أدولفوس" استعمال المدافع في ميدان القتال، حيث دفع ذلك إلى صناعة وابتكار مدافع أقل حجماً وأخف وزناً، ولكن حتى ذلك الحين كانت نتيجة التحام المشاة هي التي تحدد نتيجة المعركة.
شهد القرن السابع عشر أيضا العديد من الابتكارات ومنها الطلقات والمقذوفات المتفجرة وأنواع عديدة من المدافع المتخصصة مثل مدافع السفن ومدافع الهويزر والهاون.
يعتبر كتاب "فن المدفعية العظيم (الجزء الأول)" ويعرف أيضا بـ"فن المدفعية الكامل" "Artis Magnae Artilleriae pars prima" لكاتبه "كازميرز سيميونويز" والذي تمت كتابته في القرن السابع عشر يعد أهم الكتب عن المدفعية في العصر الحديث على الإطلاق وقد أستعمل في أوروبا لمدة قرنين من الزمان كمدخل أساسي لمعرفة المدافع.
توالى إنتاج مدافع أصغر حجماً وأخف وزنا ولكن لم يتغير تصميم وطريقة عمل المدافع بشكل كبير حتى منتصف القرن التاسع عشر.
بدأت التجارب على الششخنة لماسورة الأسلحة الخفيفة في القرن الخامس عشر ولكن الآلات التي يمكن بواسطتها إنجاز عملية الششخنة بدقة لم تتواجد إلا في القرن التاسع عشر، ولم تستعمل بشكل موسع إلا في المراحل المتأخرة من الحرب الأهلية الأمريكية حين ظهرت مدافع "رودمون" بعياراتها المختلفة.
كان مهندس المدفعية الفرنسي "جان بابتيست دي جريبوفال" هو أول من وضع تصميم موحد للمدفع حيث طور مدفع هويزر عيار 6 بوصه وتم تعميم التصميم الموحد للمدفع والمقذوفات. ولقد أدى ذلك إلى تسهيل وتسريع إنتاج المدافع وإصلاحها. وتم أيضا في تلك الفترة اختراع المشعل ذو الحجر وقد كانت المدافع تطلق قبل ذلك بإشعال كمية قليلة من البارود بواسطة عود ثقاب أو فتيل ثم تصل النار إلى القذيفة داخل المدفع عن طريق ثقب صغير وكان ذلك يسبب خطورة لأن مياه الأمطار كانت تتسبب في إطفاء الشعلة واستعمال بارود أكثر من اللازم كان يمكن أن يؤدي إلى اشتعال كبير. بعكس طرق الإشعال الأخرى فإن المشعل ذو الحجر كان يصدر الشعلة عن طريق احتكاك حجر صوان صغير بسطح معدني قريب من المقذوف ولم يتطلب الأمر لإطلاق المدفع إلا سحب المطرقة ثم الضغط على زر الإطلاق الذي يمكن إيصاله بحبل حيث يتم الإطلاق من مسافة آمنة، وقد كان لهذهِ الابتكارات دور حاسم في فتوحات نابليون بونابرت.
ابتداء من الستينيات من القرن الثامن عشر طرأ على تصميم المدافع سلسلة من التطويرات ثم ازدادت سرعة هذه التطويرات في العقد السابع وما بعدهِ. وظهر أول مدفع ذو  تحميل خلفي في الثمانينيات وكان ذلك يعني ان طاقم المدفع ظل يعمل طوال الوقت خلف حاجز آمن. وأول مدفع توجد به كل مواصفات المدفعية الحديثة كان المدفع الفرنسي 75 وكان أهم مميزاتهِ:
·         إطلاق دانات ذات مظروف.
·         تحميل خلفي فعال.
·         توجيه بصري حديث.
·         مفجر داخلي.
·         نظام مضاد للارتداد باستعمال الهواء المضغوط.
تم أخيرا في القرن التاسع عشر تم الفصل بين قطع المدفعية الصغيرة خفيفة الوزن والتي يتم استعمالها بمصاحبة المشاة والقطع الضخمة التي يمكنها إطلاق النيران بصورة  غير مباشرة والتي أدى تطويرها إلى الوصول إلى المدفعية الحالية.

(ويكيبيديا)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق